الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن مادي هذا: "الاغتفاف: تَناوُل العَلَف "(كأنما يقع ذلك غُفَّة غُفَّة)، وقد سموا الفأر غُفّة فقال بعضهم: لأنه غُفّة الهر ".
•
(غفر):
{قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص: 16]
"الغفارة - كرسالة: خرقة تكون دون المِقْنعة توقّى بها المرأة الخمار من الدُهن/ تغطي رأسها ما قبل منه وما دَبَر غيرَ وسط رأسها، وجلدة تكون على حَزّ القوس الذي يجرئ عليه الوتر. والمِغفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تسبُغ على العنق فتقيه. والغفر -بالفتح: زئبر الثوب وما شاكله ".
° المعنى المحوري
تغطية أو سَتْر يقصد به الحماية وما إليها: كالغِفارة التي تقي الخمار من الدهن، والجلدة التي تحمي القوس والوتر، والمِغفر الذي يحمي العنق. وزئبر الثوب علامة جدّته. ومن المادي أيضًا:"الغفر -محركة: هُدْب الثوب (جمال له)، وصغار الكلأ (زينة للأرض). وغَفَر الشيبَ بالخضاب وأغفره (تجمّل)، ويقال: "اصبغ ثوبك بالسواد فإنه أغفر لوَسَخه أي أَحْمَلُ له وأَغْطَى له "كل ذلك ستر لطيف. ويقال أيضًا: "غَفَر المتاع في الوعاء (ضرب) وأغفره: أدخله وستره وأوعاه. وكل شيء سترته فقد غفرته. وكل ثوب غُطِّى به شيء فهو غِفارة. والغُفْرة -بالضم: ما يُغَطَّى به " (حماية). وأما "الغُفر -بالضم: وَلَد الأُرْويّة، وبالكسر: ولد البقرة "فالصغار تابعة لأمهاتها كالطبقة
= الجرم (قليلة) كالزغب مكونًا طبقة خفيفة الكثافة تغطى بلطف كالغفارة. وفي (غفل) تعبر اللام عن امتساك واستقلال أو تميز يتمثل هنا في الاحتجاب والانفصال بالخلو من العلامات اللافتة المنبهة. كالإبل والبلاد الأغفال.
وراءها. وكذا "المغافر والمغافير: صمغ شبيه بالناطف ينضحه العُرْفط "رائحته تشبه طبقة تغطى.
ومن معنوي ذلك "غفران اللَّه الذنوب: تغطيتها وسترها: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ}. وقد ذكرتُ أن السَتْر هنا للحماية. وقد سبق بذلك الراغب فقال إن "الغَفْر: إلباس الشيء ما يصونه عن الدنَس "وأختلف معه في أن المطلوب في {قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ} [الجاثية: 14] هو التجافي عن (الذنب) في الظاهر وإن لم يتجاف عنه في الباطن "وإنما أدب الإسلام هنا هو أن نغفر لهم طاعة للَّه تعالى، دون أن نلقي إليهم بالمودة. وأما قول أبي هلال إن المغفرة تستوجب الثواب [العلمية 264 - 265] فلا حجة له إلا أن المغفرة تُسقِط ما يحول دون الثواب. فتكون عبارته غير محررة.
وكل ما جاء في القرآن من التركيب هو من مغفرة الذنوب هذه {قَالُوا يَاأَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} [يوسف: 97](أي سل اللَّه أن يغفر لنا ذنوبنا)، فبقي المفعول الثاني وحده.
أما قولهم: "غفر الجرح (كجلس وتعب): نُكِس، فإني أرجح أن المقصود أنه عاد يندى ويرشح منه الصديد سواء جف فوقه مكونًا طبقة أو لم يجف. لكنه إذا جف وكون طبقة يمكن أن يعد ذلك بُرْءًا. ومن هنا يستعمل غفر بمعنى برئ [تاج] ومن نُكْس الجُرْح عُمِّمَ في نُكْس المرض.
وقولهم: "غَفَر الجَلَبُ السوقَ: رَخّصها "فهو عندي من الاستعمال في لازم المعنى فإن الجَلَب -بالتحريك: ما يُجْلَب للبيع، فإذا كثُر الجَلَب غَطَّى السوقَ أي عَمّها، ورَخُص السعر.