الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(عقب):
{لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [الرعد: 11]
"عَقِبُ القَدَم - ككتف وبالفتح: مُؤَخَّرُها. والعَقَب -بالتحريك من كل شيء: عَصَبُ المتْنَيْن والساقين والوَظِيفَين يَخْتَلِط باللحم يُمْشَق منه مشقًا ويهذَّب ويُنَقَّى من اللحم ويُسَوَّى منه الوَتَر. . . وعُقْبَة القِدْر -بالضم: ما التزق بأسفلها من تابَل وغيره ".
° المعنى المحوري
لحاقُ غليظٍ بآخر الشيء أو خَلْفِه يَنْغَمِس فيه فيمتد معه. كعَقِب القدم، وعَقَب المتنين وما ذُكر معهما، وعُقْبة القدر. ومن ذلك "العَقَبة -محركة: الجبل الطويل يعرض للطريق فيأخذ فيه وهو طويل صعب شديد. . . تَسْنُد (ترتفع) وتطول في السماء في صعود وهبوط، أطول من النقْب وأصعب مُرتقى وقد يكون طولها واحدًا، سَنَدُ النَقْب فيه شيء من اسْلِنْقَاء، وسَنَدُ العَقَبَةِ مستو كهيئة الجدار ". (عروضها للطريق مع الامتداد معه يكاد ينهيه ويكون آخره {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} [البلد: 11 وكذا 12] وهو مجاز يصور عزة المال على بعض النفوس.
ومن هذا "عَقِبُ كل شيء - ككتف، وعُقْبُه -بالضم وعاقبته: آخره (اللازق به من خلفه) كالعَقِب إلخ "يقال جاء في عَقْب الشهر -بالفتح وككتف: إذا جاء في الأيام الأخيرة منه، وبالضم: إذا جاء بعدما انتهى. . . ". {فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران: 137] ما آلُوا إليه من الهلاك وانظر [بحر 3/ 66] فالعاقبة أصلها كل ما يأتي في عَقب الشيء أي آخره، أي هي ما يئول إليه أمره. ثم هي تكون حسب حال الشيء من خير أو
شر. وقد جاءت (العاقبة) موكولة إلى اللَّه تعالى من حيث القضاء بها في [الحج: 41، لقمان: 22]، كما جاءت لبيان أنها تكون حسب الأعمال تنبيهًا على الالتزام بالعمل الصالح في [الأنعام: 135، القصص: 37]، وللتنويه بمآل المتقين في [الأعراف: 128، هود: 49، طه: 132، القصص: 83] وفي سائر المواضع للتنبيه على سوء مآل المتمردين على اللَّه. و (العُقبَى) كالعاقبة في أنها تكون للخير والشر، وسياقها واضح {لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 22]. {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا} [الكهف: 44] أي عاقبةَ وآخرةً لمن رجاه وآمن به [قر 10/ 411]{وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ} [آل عمران: 144] أي يرتد ناكصًا من حيث جاء. وهي كناية عن النكوص عن الهدى. وقد جاءت بلفظ (النكوص) في [الأنفال: 48، المؤمنون: 66] وبلفظ (الردّ) في [آل عمران: 149، والأنعام: 71]، وبلفظ (الانقلاب) في ثلاث آيات.
و"عَقِبُ الإنسان - ككتف، وبالفتح، وعاقبته: وَلَده ووَلَدُ وَلَدِه الباقون من بعده (يتبعون أثره لاصقين به من خلفه لأنهم نسله) {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [الزخرف: 28]: ذريته. و "قد أعقب أي ترك عَقِبًا أي ولدًا. ويقال عَقَب هذا هذا (كقعد): إذا جاء بعده وقد بقى من الأول شيء (أو لم يبق)، وعَقَب على فلانة: تزوجها بعد زوجها الأول. وعَقَب مكانَ أبيه وعَقَبه (نصر): خَلَفه وكذا عقّبه - ض: خَلَفه. وأعقبه ابنُه. وأَعْقَبَه نَدَمًا: أورثه إياه (تركه له وجعله يلاحقه){فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ} [التوبة: 77]. وعقّب في الصلاة - ض: صلى فأقام في موضعه بعد هذه الصلاة ينتظر صلاة أخرى. {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} [النمل: 10 وكذا ما في القصص:
31] في [قر 13/ 16] لم يرجع/ لم يتفت ". من "عَقّبَ - ض: انصرف من أمر أراده " (كأنما انقلب على عقبيه). وقوله تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ} [الرعد: 11]: ملائكة الليل والنهار الحفظة يتعاقبون فيكم، وأنث لكثرة ذلك من الملائكة نحو نسابة وعلامة [ل 111] أو لأنهم طوائف {وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ} [الرعد: 41]: أي ليس مَن يخلفه في النظر إلى حُكمه فيكُرّ عليه بنقض أو تعديل. أي لا راد لقضائه.
ومن الأصل "عاقبت الرجل: جزيته بما فعل سُوءًا ". وأصل ذلك أنك جعلت ثمرة عمله تَعْقُبُه أي تلحقه لا يفوتها، وهي في الأصل عامة في الخير والشر كما قالوا "اعتقبتُ الرجلَ خيرًا أو شرًّا بما صنع أي كافأته به، ثم خُصّت بالشر من المعاناة (المفاعلة) في إلحاقها به ولا يكون ذلك إلا في الشر. وبهذا المعنى جاء كل (عاقَب)، (عوقب)، (عقاب) {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] والملاحقة فيها واضحة. وكذا {وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ} [الممتحنة: 11] أي لاحقتموهم (حتى غمتم) وفي [قر 18/ 69] "عاقب، وعَقَب، وعقّب ض، وأعْقَب، وتَعَقَّب، واعْتَقَب، وتعاقب: غَنِم " (خَلَفَ القوم على مالهِم). و "العُقَاب - كغراب: طائر من فصيلة النسور (لعله سمي كذلك للزومه قُنَن الجبال والعَقَبات - آخرَها من أعلى)، والرايةُ " (لأن المقصود بنصبها لحاقهم - أو المتأخرين منهم - بها). وقد توسعوا في تصريف التركيب وكلها ترجع إلى ما ذكرنا.