الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المضافة للضمير)]. وإذا كان السياق لبيان تنحية شيء معين بحيث يصح وضع (لا) أو (ليس) مكان (غير) فهي للنفي، مثل:{وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [البقرة: 212]، وإن كان السياق لاستبقاء شيء معين ونفي كل ما عداه فهي للاستثناء ويصلح مكانها (إلا)، مثل:{وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ} [هود: 101]. وكذا ما في [الروم: 155، الذاريات: 36] وما عدا ما كانت للتبديل وللاستثناء فهي للنفي. وبعض السياقات يتأتى فيه أكثر من معنى لـ (غير).
•
(غرب):
{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17]
"الغرب -بالفتح: الدلو العظيمة من مَسْك ثَوْر (: أي جلد ثور/) الدلو الكبير الذي يُسْتَقَى به على السانية (: آلة لرفع الماء)؛ الغارب من (ذي) الخف: الكاهلُ، وهو ما بين السنام والعنق. والغاربان: مقدَّم الظهر ومؤخَّره. وغَواربُ الماءِ: أعلى مَوْجه. والغُرابان: طرفا الوركين الأسفلان اللذان يليان أعالي الفخذين، والغُرَاب: قذال الرأس (= قفاها)، وغُراب الفأس: حَدّها/ طَرَفها. وغَرْبُ السيف: حَدّه. و "كُنُس الوحش: مغاربها لاستتارها فيها "والغراب: الجليد والثلج ".
° المعنى المحوري
الانصباب (= الانحدار) إلى مقر أو مَغار عَبْرَ مسافة ما بِثقَلٍ أو قُوَّةٍ: كما تنصبّ الدلو الموصوفة في بئر السانية بقوة لعِظَمها أو كما ينصب الماء فيها بقوة لعظمها أيضًا، وكما تنحدر غوارب الإبل، ورأس الموج، وكانحدار غُرَابَيْ الوَرِكين وقَذَال الرأس، ونفاذِ حد الفأس والسيف في ما يُضرَب بها، ودخول الغِزْلان في كُنُسها. وتجمدُ الماء من باب التداخل الشديد
تصورًا كأن أثناءه تغلغلَ بعضُها في بعض بقوة، فتماسكتْ معًا. وهذا التغلغل من باب الانصباب لقوته.
ومن ذلك: "غروب الشمس "بانصبابها من الأفق وغيابها في أدناه: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ} [الكهف: 86]، وكل فعل (غَرَبَ) ومضارعه ومصدره الغروب فهي للشمس، و (المغرب) جهة الغروب، {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ} [البقرة: 115]، {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن: 17] {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [المعارج: 40 وكذا ما في الأعراف: 137] هناك أثر عن ابن عباس رضي الله عنهما يمثل تصور العرب أن للشمس مشرقا ومغربا لكل يوم، وفي التثنية يراد أقصى مطلع تطلع منه الشمس في الأيام الطوال، وأقصرُ يوم في الأيام القصار [ينظر قر 15/ 63 - 64]، وكذا الأمر في الغروب. ولا مجمل على الإسلام كلام أمية عن جلد الشمس ولا التعليق على هذا، المسند لابن عباس مبدوءًا بقسم [نفسه]. {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} [القصص: 44] أي الجبل الغربي [قر: 13/ 291] أي الذي في جهة الغرب. والغرب من الشجر ما أصابته الشمس بحرها عند (اتجاهها) للأفول: {يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ} [النور: 35]-أي هي شرقية وغربية معًا، فالنفي للانفراد؛ إذ هي في صحراء لا يواريها عن الشمس شيء، وهو أجود لزيتها. وقيل غير منكشفة من أي الجهتين. . . [قر 12/ 258].
ومن مادى الأصل: "فرسٌ غَرْبٌ -بالفتح: مُتَرامٍ بنفسه مُتتابعٌ في حُضْرِه لا يَنْزع حتى يَبعُد بفارسه (كأنما ينحدر بانصباب وقوة خى يغضب وراء الأفق). وسهم غَرْب: لا يُعْرَفُ راميه (لا يُلْحظ إلا اندفاعه من بعيد وإصابته مَن
أصابه). وأغرب في الضحك والجري إلخ، واستغرب: لجّ فيه (اندفع واسترسل لا يتوقف). والغَرْب -بالفتح: عِرْق في مجرى الدمع يَسْقِى ولا ينقطع، وغَرْبُ الفم: كثرة ريقة. والغَرَب -بالتحريك: الماء السائل بين البئر والحوض " (كل ذلك انصباب).
ومن معنوى الحدة المتمثلة في نفاذ حَدّ السيف والفأس في الضريبة قاطعًا: "لسانٌ غَرْبٌ، وفي خُلُقه غَرْب -بالفتح أي حِدّة ".
ومن الأصل: "الغُربة، والغُرب -بالضم والفتح: النَوَى والبُعْد/ النزوح عن الوطن (ابتعادٌ، وطول المسافة يقابل قوة الاندفاع، ثم اختفاءٌ كالغئور) والاختفاء لازم للغئور كما في "كُنُس الوحش: مغاربها ""وكل ما واراك وستك فهو مَغْرِب ".
ثم قالوا: "أَغْرَبَ: أتى بأمر غَريب - (ليس معروفًا أو مألوفًا هنا كأنه جاء من مكان بعيد). وإغراب الدابة: أن يشتد بياضه حتى تبيض محاجره وأرفاغه "(إما من الغرابة وإما من اغتراق البياض إياه).
أما "الغَرْب -بالفتح: شَجَر تُسَوَّى منه الأقداح البيض "فأراه من شدة صلاته وهذا تداخل وشدة بحيث يعمل منه الأقداح - تأمل معنى التداخل في "الغُراب: الجليد والثلج ".
وأما الغُرَاب فسمي لسواده التام كأنه غارق في السواد. والعامة تقول أسود غطيس. وقد ضربوا المثل بسواده فقالوا: "أسود من حلك الغراب ". وميزوا غير الأسود منها بأسماء كالأبقع. وقد سمَّوْا "الخمر السوداء غِرْبانًا كجمع غراب ". وغُراب البَرير عنقوده الأسود. والشيء الغِربيب: الشديد السواد ج: غرابيب: