الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن مفعولية الغلظ الممتد (أي الذي يطول زمنه) وما يسببه من بِلَى الشيءِ وفسادِ قِوامه في ذاته كطَلَح البعير جاء "الطَلاح نقيض الصَلاح، والطالح: خلاف الصّالح: فاسد لا خير فيه وقد طَلَح (كقعد) طلاحًا. . . ويتأتى أن يتصف بذلك لأفعاله.
روى أنهم أعجبهم طَلْحُ وَجٍّ (منطقة) وحسنُه، فأعلموا أن في الجنَّة طلحًا يَفضُلُه [ل] ولعلّه لظله مع طيب رائحة نوره. ولئن كان السياق يسمح بأن يكون الطلح في الآية شجرًا {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} [الواقعة: 28 - 30] فإن السياق والمقام معًا يقتضيان أن يكون الكلام عن ثمر، فالسِدْر شجر ذو ثمر. والمقام لتعديد وجوه نعيم أصحاب اليمين. فقول ابن سيده إن الطلح لغة في ال
طلع
قوي، وبه تتضح قراءة سيدنا على كرم اللَّه وجهه {وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ} (بالعين لا بالحاء) مع قَرْنه إياها بورود الطَلْع في القرآن موصوفًا بنفس الصفة {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10] [قر 17/ 208].
ويكون هذا الطلح من تركيب (طلع) أصلًا.
• (طلع):
{لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10]
"الطَلْع -بالفتح: نَورُ النخلة ما دام في الكافور. طَلَع الزرعُ إذا بدأ يَطْلُع وظهر نباتُه. وأطلع: بَدا. وأَطْلعَ الشجر: أَوْرَقَ. طَلَعَتْ سِنُّ الصبي: بَدَتْ شَبَاتُها. الطُلَعاء -بضم ففتح أي كغُلَواء: القَئ. طَلَعت الشَّمس، والقمر، والفجر، والنجوم. وكل بادٍ من عُلْو طالعٌ ".
° المعنى المحوري
نفاذ إلى أعلى من أثناء حاجز، رقيق. كما في نَوْر النخل وما بعده. ومن هذا (الطَلْع) في [الأنعام: 99، الشعراء: 48، الصافات: 65، ق: 10] (وأمَّا في طلوع الشَّمس وما بعدها فالحاجز متوهم من غيابهن في الأفق أو هو استعمال في جزء المعنى).
ومن الارتفاع (النفاذ إلى أعلى)"طَلَعَ الجبلَ: رَقِيَه وعَلاه ". ومن هذا مع تحوله إلى كناية "فلان طَلّاع أنجُد وطلاع الثنايا - إذا كان يعلو الأمور فيقهرها بمعرفته وتجاربه وجودة رأيه، (والأنجدُ جمع نَجْد وهو الطَّريق في الجبل وكذلك الثَّنايا) وأَطْلَع الرامي: جَاز سَهْمُه من فَوق الغَرَض. ونخلة مُطْلِعَة - فاعل: مُشرِفَةٌ على ما حولها/ طالَت النخيلَ وكانت أطولَ من سائرها. والمطّلَع - مفتعَل: المَصْعَد من أسفَل إلى المكان المشرف. مُطّلع هذا الجبل من مكان كذا أي مأتاه ومَصْعده ".
ومن هذا استُعمل في مجرد البلوغ "متى طَلَعتَ أرضَنا؟ أي متى بَلَغت؟ "لكن تحرير المعنى يُلْمح في قوله "طَلَع فلان علينا من بعيد ". فالبعد هنا يتيح معنى النفاذ وهو يناسب الارتفاع أيضًا. ومثل التعبيرين قولهم: "طَلَع الرجل على القوم: أتاهم "(لكن التعبير الآخر عن معنى هذا بـ "هَجَم "أدقّ، فإن "هجم "هنا تعني جاء على غير توقّع أو انتظار -وهذا أيضًا فيه معنى النفاذ).
واستُعْمل في وَجه الأمر ومأتاه "ما لهذا الأمر مُطَّلَع ولا مَطلَع أي ما له وَجه ولا مَأتى يؤتَى إليه منه ". فهذا فرع عن البلوغ.
والارتفاع فوق مكان عال يتيح النظر إلى المنخفض حوله. والنظر يتيح الرؤية، "المُطلَع - مفتعَل = مكان: الذي يُشرَف عليه من موضع عال/ موضع
الاطلاع من إشراف إلى انحدار. وطِلْغ الأكَمة -بالكسر: ما إذا علوتَه منها رأيتَ ما حولها ". وبه يفهم قولهم: "الطِلْع من الأَرَضين كل مطمئن في كل رَبْو إذا طلعتَ رأيت ما فيه ""والطَلْعة -بالفتح: الرؤية. طَلعَتُه: رؤيته شخْصه وما طَلَع منه (كأن المعنى ما ارتفع منه أي وجهه يقال: حيا اللَّه طلعتك) وامرأة طُلَعَة خُبَأَة -كهُمَزَة: تُكثِر التطلع (مع إظهار وجهها) ثم الاختباء مرَّة بعد أخرى ".
ومن معنوى النظر الذي هو هدف هذا التطلع قالوا: "نَفْسٌ طُلَعَة - كهُمَزَة: شَهِيّة مُتَطَلِّعَةٌ/ كثيرةُ التطلع إلى الأشياء، أي أنَّها كثيرة المَيْل إلى هواها تشتهيه حتَّى تُهِلك صاحبها ".
ومن الرؤية من أعلى جاء معنى العِلْم "طَلَع على الأَمر: عَلِمَه، وأطْلَعَه على الأمر: أعلمه به. اطَّلَعْت على باطن أمره ". ومن العلم أو النظر "استَطْلع رأيه: نظر (طلب) ما هو، ومن العلم أيضًا "الطليعة: القومُ يُبْعَثون ليطّلِعوا طِلْعَ العدُوّ -بالكسر: أي خَبرَه) كالجواسيس ". ومن الاطلاع النظر من أعلى {قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ} [الصافات: 54 - 55]{فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [القصص: 38 وكذا ما في غافر: 37، الكهف: 18]. ومن العلم {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} [المائدة: 13]. ترى وينكشف لك كما لو نظرت من أعلى {أَطَّلَعَ الْغَيْبَ} [مريم: 78]. {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عمران: 179].
وأما "طِلاعَ الشيء - ككِتاب: مِلْؤُه "فهو من الأصل لأن ما يملؤه إنَّما يملأ حوزته وأثناءه إلى أعلى. وفي [ل] قيل "طِلاعَ الأرض (ذهبا): ملؤُها (منه) حتَّى