الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: 229]{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194]، {إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} [المطففين: 12] {تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [البقرة: 85] وكل هذه الصيغ في آياتها تعني تخطي الحق إلى ما ليس حقًّا.
و"العَدَاوة: المباعدة والخصومة، والعدو ضد الصِّديق "أصله من هذا كأن كلًّا في جانب كعُدوة الوادي، أو هي من العُدْوان {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} [الممتحنة: 7]، {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]. {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة: 14]. وكل (عَداوة) و (عدُو) وجمعه (أعداء) فهي بمعنى ضد المودة.
وواضح أن "عدا الشيء وتعدّاه: جاوزه "وكذلك "عدّاه: خلاه وتركه "ما من حِسِّيّ المعنى الأصليّ. و "العَدْوَى "انتقال المرض: الاسم من "أعدى الشيءَ أجازه "، لأنَّه نقل المرض إليه.
و"أعدى فلانًا على فلان نصره وقواه "(مكّنه من أن يَعْدُو عليه) ويُرجَّح أن تكون العين هنا مبدلة من الهمزة الثَّانية.
•
(عود عيد):
{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} [الأعراف: 29]
"العُودُ -بالضم: خَشَبة كل شجرة دق أو غلُظ، وقيل هو ما جرى فيه الماء من الشجر. يقال هو من عُود صدق كقولهم من شجرة صالحة. ومَيْتُ البوادي يُحْمَل على الأعواد التي تُضَمُّ عودًا إلى عود. والعِيد -بالكسر: شجر جَبَلى يَنْبُت عِيدانًا نحو الذراع لا ورق له. . والعَيْدَان -بالفتح: الطُوَال من النخل. عاد إليه يعود: رجع ".
° المعنى المحوري
استمرار الشيء امتداد أو تكررًا وتجددًا. كأعواد الشجر إمَّا لطولها، وإمَّا لأنها التي يتجدد بها وجود الشجرة بأن يُؤخذ العود المقطوع من شجرة فيُغرس في الأرض، فينبُت شجرةً أخرى مستقلة. والعَوْد: الرجوع تجدد وتكرر لوجود الشيء في المكان أو لوجود الحال.
ومن الامتداد: "العَوْد -بالفتح: الجمَل المُسِنّ وفيه بقية: مضت له ثلاث سنين أو أربعٌ بعدَ بُزُوله (يبزل نابُه في السنة التاسعة)، وكذلك الشاة المُسِن (امتداد زمني مع تماسك). وعاد الجمل وعوّد البعيرُ والشاةُ والرجلُ - ض: أسَنّ، وكذلك الطَّريق القديم العادي، (وكل ذلك من الامتداد الزمني في الأوَّل والمادّي في الأخير) ولا يفسر بالرجوع إلَّا بتكلف. ومنه "هو يمت برحم عَوْدة: قديمة بعيدة النسب ".
ومن المعنوى "العَوَاد - كسحاب: البِرّ واللُطْف. والعائدة: المعروف والصلة "(الوصل إمداد كما يقال أمده بمدد). ومنه كذلك "المتعيِّد - كمتفضل: الظلوم المتجني "(تطاول).
هذا، والعَوْد بمعنى رجوع الذّات نفسها إلى المكان ولو بحال مختلفة جاء في آيات قليلة. مثل {أَمْ أَمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى} [الإسراء: 69] ومثلها ما في [طه: 55، الحج: 22، السجدة: 20، نوح: 18] وسائر ذلك العود إلى حال كانت [ينظر بحر 7/ 132]. {سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى} [طه: 21]، {وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ} [المائدة: 95] أو الإنشاء الجديد {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ} [الأنبياء: 104] و "العَود: الرجوع مطلقًا من ذلك (للتثنية) ومعاد الرجل: بلدُه "، لأنَّه يتصرف ثم يعود إليه {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}
[القصص: 85] بشارة برده إلى مكّة قاهرًا لاعدائه [قر 13/ 321] ونكّره للتعظيم: معادٍ أيِّ معاد [بحر 7/ 132]. وسائر ما في القرآن من التركيب عدا ما سنعرض له الآن هو من العود إلى حال: معصية أو ملة أو عقوبة أو العود إلى الحياة، والإعادة إلى الأرض أو البحر أو الحياة أو الملة أو النَّار. والسياقات واضحة.
ويأتي من الأصل عاد بمعنى صار لأنَّ العَوْد إلى المكان تحوّل تؤخذ منه الصيرورة "عاد رَهْبًا: كالًّا. {وعادَ بعدَ أعظُمِ أعوادًا}: أي مثلها "{حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} [يس: 39] صار {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49] الحق هو القرآن والوحي، فبطل ما سواه من الأديان. فلم يبق لغير الإسلام ثبات في بدء ولا في عاقبة، وقيل الباطل الشيطان أو الأصنام أو ضد الحق وقد هلكت بمجيء الحق. والهالك لا يبقى له إبداء ولا إعادة. قولهم لا يبدئ ولا يعيد مثَلٌ في الهلاك [بحر 7/ 270]. {وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا} [المجادلة: 3] فسّر العود هنا بتكرار لفظ الظهار، وبالعود لوطء امرأته أو إمساكها [ينظر قر 17/ 280، بحر 8/ 232] وكأن المعنى على التفسير الأخير يرجعون عما قالوا أي عما عَنَوه بقولهم.
"والعِيد: ما اعتاد -كذا- من حزن وشوق ". ولعل حقيقته ما يَعُود، على أساس أن العَوْد والرجوع تكرار واستمرار. وفي العيد واحد الأعياد في نحو {تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا} [المائدة: 114] علل في [قر 6/ 368] للتسمية بتعليلات كثيرة لأخذها من العَود -بالفتح أو من العيد اسم فحل!! وللخليل كلام صَدْرُه: "العيد كل يوم يَجْمع النَّاس. . "فهذا هو التعليل الصَّحيح من حيث إن عَوْدَهم إلى التجمع تكرار وهو صورة من الاستمرار {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا