الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(فسح):
{إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا} [المجادلة: 11]
"الفُسَاحة - كرخامة: السَاحة الواسعة في الأرض. ومجلس فُسُح -بضمتين، وفُسْحُم -بالضم: واسع. وفَسَح له في المجلس وتفسح: وسّع له. وقال أعرابي لخرّاز: أَفْسِح الخُطا لئلا ينخَرِم. أي باعد بين الخُرزتين ".
° المعنى المحوري
اتساع في أثناء مكان مشغول أو يُشْغَل: كالأماكن المذكورة. ومنه الفُسْحتان -بالضم: ما لا شعر عليه من جانبي العَنْفَقة (وهي الشعر الذي في وسط ظهر الشفة السفلي)، حيث يُتَوَقَّع أن تُشغل بالشعر كما حولها. {إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ} [المجادلة: 11]: أي توسعوا، ولا تَزْحَموا المكان عمن يريد الجلوس، {فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} [المجادلة: 11]. ومن معنويّه: "انفسح صدره: انشرح "(اتسع).
•
(فسد):
{وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251]
"الفساد: الجَدْب في الَبرّ والقَحْط في البحر. فَسَد الشيءُ: بطل واضمحلّ.
= عن احتكاك بجفاف واتساع، ويعبر التركيب عن اتساع في أثناء مكان مشغول أو يُشغل. وفي (فسد) تعبر الدال عن ضغط ممتد واحتباس، ويعبر التركيب عن تلف منفعة الشيء باحتباس الحدّة الضارة في أثنائه فتتلفها. وفي (فسر) تعبر الراء عن استرسال، ويعبر التركيب عن صفاء باطن الشيء وانكشافه باستمرار خروج الكثيف بحدة كما في صفاء تفسرة البول. وفي (فسق) تعبر القاف عن غلظ أو تعقد في الجوف، ويعبر التركيب عن حدة في العمق تنفذ فتشق الغلاف كما تفعل الفواسق.
وفَسَّد الشيءَ - ض: أباره. وأفسد فلانٌ المالَ. وفي الحديث: كَرِهَ إفساد الصبي: وهو أن يطأ (الزوج امرأته) المرضعَ فإذا حملت فَسَد لبنُها وكان من ذلك فسادُ الصبي. وفي [ق عَدَن]: "عدن الشجرة: أفسدها بالفأس ونحوها والمِعْدَن: الصاقور ". اهـ (: الفأس ذات الرأس الطويلة المذبَّبة يُكْسر بها الصخر). وتفاسد القوم: تدابروا وقطعوا الأرحام ".
° المعنى المحوري
ذهابُ نفع الشيء المقصود منه (أي تلفه وهلاكه) لحِدَّة ضارّة تَسْري في أثنائه؛ كالجدْب في الأرض (الأرض الجدبة: الصُلْبة التي لا نبات فيها)، وكذا إفساد المال بإنفاقه في ما لا نفع منه، وكذا إذهاب قوة الصبي بالغِيلة كما جاء في الحديث عن الغَيل "إنه لَيُدرك الفارس فيدعثرُهُ "أي يَصْرَعُه لوَهَنه وارْتخاء قُوَّته [انظر ل دعثر]. وكذا نفاذُ المِعْدَن في أثناء الصُلْب فيفسد قوته وتماسكه ونموه إن كان مما ينمو، وكذا في تقطع الصِلات بقطع الأرحام. {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} [البقرة: 11] الفساد: خروج الشيء عن حال استقامته وكونه مُنْتفَعًا به (فهذا يشمل العبث بالأجهزة والمعدات حتى تتعطل)، ونقيضه الصلاح. . والفساد في الأرض هيج الحروب والفتن، لأن في ذلك فساد ما في الأرض، وانتفاء الاستقامة عن أحوال الناس والزرع والمنافع الدينية والدنيوية. قال اللَّه تعالى:{وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} [البقرة: 205]، {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ} [البقرة: 30] [الكشاف 1/ 70] وهو يعني أن إهلاك الحرث والنسل، وسفك الدماء هي من الفساد في الأرض. وكذلك السرقة كما في قوله تعالى:{قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ} [يوسف: 73]. وفي ضوء كل ما ذكرنا