الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(ضور - ضير):
{قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (50)} [الشعراء: 50]
"الضَوْر -بالفتح: شِدَّةُ الجوع، والضَوْرَةُ -كذلك: الجَوْعَة. والتَضَوّر: التلَوِّي والصياحُ عند الجوع يكون من الذِئْب والكَلْب والأَسَد والثَعْلب. والضُورَة -بالضم- من الرجال: القصيرُ الحقيرُ الشأن ".
° المعنى المحوري
فرغ جوف الشيء الغَضّ: كجوع الأحياء المذكورة وغيرها ويلزمُه النقص وصغر الجرم. كالضورة من الرجال. ومنه "ضارَه الأمرُ يَضُوره ويَضِيرُه ضَوْرًا وضَيْرًا: ضرّه (انتقصه من بدنه أو مما يحوزه). ثم أطلق في الضرر {قَالُوا لَا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} .
•
(ضرب):
{أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} [الشعراء: 63].
"الضَرِيبُ: الصَقِيعُ والجليد، والعَسَل الأبيضُ الغَليظ كالضَرَب -محركة. والضوارب: وِدْيانٌ فيها شَجَر. والضَريبة: الصُوفُ أو الشَعَر ينفش ثم يُدْرَجُ ويُشَدُّ بخَيْط ليُغْزل. وضَرَبَ الدرهمَ: طبعه ضرب الوتِد: دقه حتى رسب في الأرض ".
° المعنى المحوري
غلظ يخالط الشيء الرخو أو يداخله مداخلة قوية (فيتماسك أو يشتد): كالجليد والعسل الموصوف، وكالشجر في الوادي (الذي يشغل عادة بالعشب والحشيش - وهذه هشاشة) وكدَرْج الصوف وشَدّه. وضرب الدرهم بكون بتجميد الفضة الذائبة في قالَب على هيئته، وكضرب
الطوب اللبِن، وكدقَ الوَتِد في الأرض.
ومنه هذا المعنى المشهور للضرب أعني صدم البدن بعصا أو يد: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [النساء: 34]: والأئمة على ضرورة مراعاة السبب وهو النشوز، ثم التدرج في المراتب، وأن يكون الضرب -إذا وصل التأديب إليه- غير مبرح، وأن يتوقف التأديب عند وقوع الطاعة [ينظر قر/ 170 - 173، بحر 3/ 250 - 253]. ومن صدْم غير البدن: {اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ} [البقرة: 60] ومثله ما في [73 منها وما في النساء: 34، الأعراف: 160، الأنفال: 12، 50، الصافات: 93، ص: 44، محمد 4، 37]. {فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ} [الشعراء: 63] ضرب موسى البحر بعصاه فصار فيه اثنا عشر طريقًا. أراد تعالى أن يجعل هذه الآية متصلة بموسى ومتعلقة بفعلٍ فَعَله، ولكنه بقدرة اللَّه، إذ ضربُ البحر بالعصا لا يوجب انفلاق البحر بذاته. ولو شاء تعالى لفلقه دون ضربه بالعصا [البحر 7/ 19]. {فَضَرْبَ الرِّقَابِ} [محمد: 4] المراد قتل الكفار المحاربين. ومن الصدم لمجرد التصويت لفتا للنظر {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ} [النور: 31].
ومن المخالطة المؤدية إلى نصب الشيء واشتداده "ضربَ البناء والقُبّة: نصبه وأقامه على أوتاد مضروبة في الأرض وثبته "{فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ} [الحديد: 13] أقيم وثُبّت مع تضمين معنى فُصِل. ومنه {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ} [آل عمران: 112] كأن المعنى نُصِبَتْ عليهم وحازتهم وهو من ضرْب الخيمة كما قال الراغب. ومنها بلا تضمينٍ اسدالُ الخمار على العنق {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور:
31] {فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ} [الكهف: 11] المقصود الإنامة المستثقلة بحيث يتعطل السمع، والأصل ضربنا حجابًا عليها [ينظر بحر 6/ 97 - 98].
ومن معنوى النصب "ضُرب المثل: نَصبُه للعبرة "{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ} [الكهف: 32]. وسياقاته واضحة، ويُعَدُّ منه ما في [الزخرف: 8، الرعد: 17].
ومما يعدّ من صور المخالطة المادية بغلظ: الحركة القوية في أثناء الشيء "الموج يضطرب: يَتَحَرك، ضَرَب العِرْقُ والقلبُ: نبض وخفق ""والضريب: اللبن الذي يجلب من عدة لِقاح في إناء واحد فيُضْرب بعضه ببعض، فمنه ما يكون رقيقًا ومنه يكون خاثرًا "[تاج](غلظه اختلافه الذي يناقض الخلوص والنقاء. ثم إن الخلط يخثره أي يغلظه).
ومن المعنوى "الضرب -بالفتح: الصِنف من الناس "كأنهم ضُرِبوا على هيأة واحدة أو على مثال. . [المقاييس]، ونقول إن الصف المعين شعبة أو فرع من مجموع (مختلط) فهو من المخالطة أيضًا. وكذا "رجل ضَربٌ: خفيف ممشوق مستدق "كأنه فزع من غيره.
ومنه "الضرب في الأرض: الذهاب فيها "(للتجارة غالبًا -كأنه (غوص) فيها حيث يمتسك فيها (أي يغيب) كما أن الذهاب والسير من السريان- انظر ذهب وسار). وجعله الراغب من ضربها بالأقدام {إِذَا ضَرَبُوا فِى الْأَرْضِ} [آل عمران: 156]، وسياقاتها واضحة أيضًا كما في [البقرة: 273، النساء: 94، 101، المائدة: 106، المزمل: 20، ومن هذا جاءت المضاربة: أن تعطي إنسانًا مالك يَتَّجِر فيه (مشاركة في الضرب في الأرض).
ومن تماسك الرخو أو المتسيب وجوده في الأصل "أضربت عن الشيء: