الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الصاد
التراكيب الصادية
•
(صيص):
{وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} [الأحزاب: 26]
"صياصي البقر: قرونُها واحدها صِيصة،
وصي
صيَة -بالكسر، وتشدَّد ياؤها الأخيرة. والصِيص من ثمر النخل: الذي لا يَشتدّ نَواه أو لا يكونُ له نَوى أصلًا. والصِيصاء: حب الحنظل الذي ليس في جوفه لب ".
° المعنى المحوري
صلابة ظاهر الشيء مع فراغ باطنه: كصياصي البقر، والصِيص، والصِيصاء. ومنه الصياصي: الحصون، وكلُّ شيء امتُنع به وتُحُصِّن فهو صيصة -بالكسر (بناء محصن الظاهر خالي الجوف). {وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ} .
• (وصى):
{شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الشورى: 13]
"الوَصَي -كفَتَي وكغَنِيّ: جرائد النخل التي يُحْزَم بها، وقيل هي من الفسيل خاصّة وفلاة واصبة: تتصل بفلاة أخرى. وأرض واصية: متصلة النبات. وقد وَصَى النبتُ: اتصل وكثر [الأساس]. ووَصَت الأرضُ تَصي: يصل نباتها بعضه ببعضه. والوَصِيّ -كغَنِيّ: النباتُ الملتف ".
° المعنى المحوري
التزام الأشياء بعضها بعضا كالمحزوم بالجريد والنبات الملتف، وكالمتصل بعضه ببعض منه إذ هو متضام. ومن هذا الالتزام جاء معنى الإيجاب في الوصية فهي عهد وتكليف وإلزام. {فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]، {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 182]. {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11]. أي يفرض عليكم {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ} [الأنعام: 151 وكذلك 152، و 153] وبهذا المعنى يفسر قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة: 240]. أي فريضةً، إذ كان ذلك حقًّا واجبًا لهن غير معلق بالتوصية من الأزواج [طب 5/ 252]. وهذا الملحظ يغنى عن تأولهم في الآية {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ. . . وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ} [النساء: 12]. قال طب: أي عهدًا من اللَّه إليكم فيما يجب لكم من ميراث من مات منكم [8/ 68 وأيضًا 8/ 30].
هذا وقد قالوا إن (الوَصِيّ) هو المُوصَي -اسما فاعل ومفعول، وإنها من الأضداد. وأساس ذلك أن صيغة (فعيل) تصلح لاسمي الفاعل والمفعول، فهو من سعة مجال الصيغة ولا تضاد في المعنى الأصلي للتركيب.
وليس في القرآن من التركيب إلا الوصية (والفعل واسم الفاعل منها) بالمعنى الذي ذكرناه.