الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إن تُغْدِفي دوني القناع فإنني
…
طَبٌّ بأخذ الفارس المُسْتَلْئِمِ
فهو يزعم أن قناعها الذي تتحصّن أي تَتَخَفَّى به منه لن يمنعه من الوصول إليها، لأنه يقدر على أخذ الفارس المستلئم (الذي يشبهها في التحصن لكن بدرع حديدية) وهو أمنع منها.
أما قولهم "الطِبابة - كرسالة: الطريقة المستطيلة من الثوب، والرمل، والسحاب، وشُعاع الشمس،، والمستطيل الضيق من الأرض الكثير النبات "فمن التشبيه بالطِبابة: السير العريض.
وأما قولهم "سمعت لصوته طَباطِب، والطَبْطَبة: صوت تلاطم السيل. وطبطب الماء إذا حركه "فكل هذا من المحاكاة الصوتية (وقد يرجع الاستعمالان الأخيران إلى قولهم: "طبطب الوادي: إذا سال بالماء ".
ولعل سرّ تسمتيهم "العَجَم طباطب "، هو تشبيه كلامهم المتداخل الذي لا يفهمونه بصوت طبطبة الماء، أو هو من اتساع حِيَل هؤلاء في تحصيل ما يريدون. وللَّه الأمر.
•
(طيب):
{وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [غافر: 64]
"الطِيبُ -بالكسر: ما يُتَطيَّبُ به. وقد تَطَيَّبَ بالشيء، وطيَّب الثوبَ - ض. ماء طيِّبٌ: عَذْبٌ. طعام طيّب: يَسْتَلِذّ الآكل طعمَه/ سائغ في الحلق. طِيَبةُ الكَلأ - كعِنَبة: أخْصَبُه، وطِيَبة الشراب (كذلك): أجَمُّه وأصفاه. أرض طِيَبة: تَصْلُح للنبات. طابَت الأرضُ: أَخْصَبَت وأَكْلأتْ. بَلَد طيّب: لا سِبَاخَ فيه. ريح طيِّبة: لَينة ليست بشديدة. نَكْهة طيبة: ليس فيها نَتْن وإن لم يكن فيها ريح طَيّبة
(المقصود رائحة طِيب). كلمة طيّبة: ليس فيها مكروه ".
° المعنى المحوري
لطف وقع الشيء على الحِسّ وصُلوحه في باب ما يراد منه (مع خلوه من الغِلَظ والحِدّة): كالطيب بمعناه المذكور (تُسْتَلَذّ رائحته ويعادِل ما يكون من كريه الروائح)، وكالماء العَذْب والطعام المستلَذّ، والكلأ، والشراب، والأرض، والريح، والنكهة، والكلمة الموصوفات.
ومن صلاح الحال والخلو من الحدة استعمال الاستطابة كناية عن الاستنجاء، وكذلك "الاستطابة: حَلْق العانة "؛ لأن كُلًّا نظافة ونقاء وخلو من الأذى.
ومن صور الخلو من الحدّة المادية "الطِياب - كرحال: نخل بالبصرة إذا أرطبت الخلة فتُؤُخِّر عن اخْتِرافها تساقَط (الرُطَب) عن نواه فبقيت الكباسة ليس فيها إلا نوى معلق بالثفاريق وهو مع ذلك كُبار "، فذلك لخلو رُطَبها من النوى. ومن معنوى ذلك "فلان طيّب الأخلاق: سهل المعاشرة، وزَبُون طيب: سهل في مبايعته، ونَفْس طيبة بما قُدِّر لها: راضية. وطايَبَه: مازَحه ".
ومن ذلك المعنى استعمل التركيب في التعبير عن الطهارة: "تربة طيبة: طاهرة: {فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [النساء: 43]. وامرأة طيبة: حَصان عفيفة {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ} [النور: 26]. وعن الحلال {يَاأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [المؤمنون: 51]. أي كلوا من الحلال. وكل مأكول حلالٍ مستطابٍ فإنه داخل في هذا. ومن رحمته. تعالى أن أحل لهم ما كانوا يستطيبونه {قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: 4]. ومما يقرب من هذا "طابت نفسه بالشيء إذا سَمَحَت به من غير كراهة ولا غَضَب " {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]