الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}، {وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس: 61].
ومنه على المثل "الصَغار - كسحاب: الذل والمهانة. والصاغر: الصغير قدره، والراضي بالذل والضيم "{حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [التوبة: 29]، وبمعنى صِغَر القَدْر هذا كل ما كان على صيغة (صاغر)، وكذا ما في {سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ} [الأنعام: 124] وما عدا ذلك فهو من الصغر الحقيقي سنًّا أو حَجْما.
°
معنى الفصل المعجمي (صغ):
هو بين الأثناء -كما يتمثل في الثريدة المروّاة دسمًا والرأس المرواة دهنًا -في (صغغ)، وكما في صِغْو الدلو ما تثنى من جوانبه (والتثني لين) وميل الشمس والرأس لين لأن الانتصاب إلى أعلى صلابة -في (صغو/ صغى)، وكما في صغير السن إذ هو عادة رخو البدن -في (صغر) ولتلك الرخاوة عبر بالصغر عن الذل إذ هو ضعف ورخاوة وهوان.
الصاد والفاء وما يثلثهما
•
(صفف - صفصف):
{مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ} [الطور: 20]
"الصَفُّ: السَطْر المستوي من كل شيء - معروف. صَفَفْت القوم: أقمتهم في الحرب صفّا. صَفّت الطير في السماء: (بسطت) أجنحتها ولم تحركها. الصَفيف: أن يُشَرّح اللحم فيُوَسَّع مثلَ الرُغْفان، التصفيف أن تعرّض البَضعةُ حتى تَرِقَّ فتراها تَشِفّ شفيفًا. أرض صَفْصَف: ملساءُ مستوية/ الفلاة ".
° المعنى المحوري
امتدادُ أشياء سطرًا مستعرضًا مستويًا رقيقًا (أي غير كثيف أو غليظ)(1) كالصفّ من الناس والشجر مثلًا يمتد مستعرضًا أمام الناظر دقيقًا (صف الحرب مثلًا يكون عرْضيًّا لا طوليًّا وبذا فهو دقيق ليس كثيفًا. وهذا واضح في صف الطير أجنحتها وفي الصفيف من اللحم).
أما الفلاة فسميت صَفْصفًا من الخلو المأخوذ من الرقة وعدم الكثافة. وكذلك شجر الصفصاف فإنه لا ثمر له، وكذلك الصُفَّة -بالضم: من البنيان شبه البهو
(1)(صوتيًّا): الصاد تعبر عن امتداد غيظ، والفاء تعبر عن الإبعاد والإذهاب لكثيف أو غليظ. والفصل منهما يعبر عن ذهاب غلظ الممتد أي تجرده من الغلظ فيستوي كالصف والصفصف في (صفف). وفي (صفو) تعبر الواو عن الاشتمال، ويعبر التركيب عما هو خالص من الغلظ (الخشونة والكدر) كالصفوان والشيء الصافي. وفي (صوف) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن الاشتمال على ذلك النافذ بكثافة أي عدم التجرد منه رغم نفاذه كالصوف، وفي (صيف) تعبر الياء عن اتصال ويعبر التركيب عن عدول أي التواء يلحظ به الاتصال كعدول حال جَوّ الصيف عن حال ما قبله وما بعده. وفي (وصف) تسبق الواو بالتعبير عن الاحتواء ويعبر التركيب عن احتواء ماله غلظ ما مع رقة كما في الوصيف فالغلظ تمام بدنه والرقة كونه ذا هيأة وجودة حال. وفي (صفح) تعبر الحاء عن احتكاك بعرض وجفاف، ويعبر التركيب عن الجانب العريض من الشيء الممتد الرقيق كصُفْح السيف وغيره. وفي (صفد) تعبر الدال عن ضغط ممتد وحبس ويعبر التركيب عن (حبس) لأشياء (أكثر من شيء) ممتدة كصف الرجلين. وفي (صفر) تعبر الراء عن الاسترسال ويعبر التركيب عن الاسترسال في إبعاد كثافة الغليظ الممتد حتى يفرغ أو يخلو كصُفُور الإناء. وفي (صفن) تعبر النون عن الامتداد في باطن ويعبر التركيب عن دخول النليظ الممتد (أو الكثير) في الباطن مع تنسيق بينها كالأنثيين في الصَفَن وطعام الراعي وزناده في الصُفْن.