الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويؤخذ من الاستعمالات العربية القديمة أن الأصل في استعمال كلمة الفرج للعورة أنها كانت تستعمل لفتحة ما بين الرجْلين. وقد جاء في الشعر تعبيرًا عن فتحة رجلي الفرس:
وأنت إذا استدبرتَه سَدَّ فَرْجه
…
بضاف فُوَيْقَ الأرض ليس بأعزل
(وفي الشعر عمر الإِسلامي كذلك انظر ل). واستُعملت في ثغور الأقطار بمعنى الناحية الحدودية التي يستطيع العدو أن يغزو القطر منها؛ لأنها غير مُحَضّنة. ثم كُنى به عن العورة لأنها في هذه الفتحة التي بين الرجلين، ولذا استعمل اللفظ لعورة الرجل أيضًا: ثم إنه غلب في عورة النساء لتحقق المعنى الحرفي للفظ الكنائي فيها أيضًا. {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 31]، {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35] {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا} [الأنبياء: 91، وكذا ما في التحريم: 12] ردد أبو حيان في تفسير الفرج هنا بين حياء المرأة وجيبها (فتحة الثوب العليا عند العنق) وأنا أقول إنه مادام الأمر معجزة فإن التفسير بالجيب أكرم. ثم هو المناسب حقيقة. وليس في القرآن من التركيب إلا الكلام عن فَرْج السماء وحفظ الفروج.
ومن مادي الانكشاف اللازم للانفتاح: "الفَريج: الظاهر البارز المنكشف، والمُفْرَج - كمُكْرَم: القتيلُ يُوجَدُ في فلاةٍ من الأرض، والذي لا عشيرة له، والذي انكشف عنه القوم، والذي لا مال له "(والعامة تقول عريان، مكشوف)"وفَرُّوج الدجاج لانفراج البيضة عنه ".
•
(فرح):
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58]
"الفَرْحانة -بضم أو بفتح: الكَمْأَة البيظء، ورجل مُفْرَح - كمكرم: فقير لا مال له ".
° المعنى المحوري
خُلُوّ الجَوْف أو الحَوْزة بخروج الغليظ أو ذي القيمة منه أي نفاذه منه: كما تنفذ الكمأة من الأرض، إذ هي تنمو في باطنها (كالبطاطس) ثم شأنُها أن تخرج ولا بدّ، وكخلو الحوزة من المال وهو ذو قَدْر لنفعه العظيم.
ومن معنوي هذا جاء "الفَرَح: نقيض الحزن "، فهو لازم لذهاب الغلظ والثقل من النفس أو القلب فينشرح الصدر "قال ثعلب: هو أن يجد في قلبه خفة ": {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّه} [الروم: 4 - 5](لذهاب ما ثقل على قلوبهم من انتصار الفرس)، {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: 58].
والتخلص مما يُثقل ويُهمّ يخفف، وقد يؤدي إلى التجاوز بغيًا وطغيانًا أو ما هو إليه، ومن هنا جاء النهيُ عن نوع من الفرح وذمُّه:{وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]: لا تأشَر ولا تبطر (لا تبغ) إن اللَّه لا يحب البطرين (الباغين)[قر 13/ 213 - 214]. ومنه {ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [غافر: 75]{حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً} [الأنعام: 44]: بَطِروا وَأشروا وأُعْجبوا وظنوا أن ذلك لا يبيد [قر 6/ 426]. ولعل منه أيضًا {بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} [النمل: 36] (كأن المراد أنكم تعظّمون قدر المال