الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطاء والفاء وما يثلثهما
•
(طفف - طفطف):
{وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1)} [المطففين: 1]
"طَفُّ المكوك -بالفتح، وكسبب وسحاب وكتاب: ما مَلأ أَصْبارَه (المكوك مِكْيَال وأصبارُه: رأسه بعد حافة أعلى جداره) وكغُراب ورخامة وسَمَكة: ما فوق المكيال (أي ما جاوز حافة أعلاه من الحَبّ المكيل مثلًا، وهذه هي أَصبارُه عينُها). والطَفّ: ساحلُ البحر وسفحُ الجبل، وما أشرف من أرض العرب على ريف العراق، والجانبُ، والشاطئُ كالطَفْطَاف. والطَفْطاف -بالفتح: أطرافُ الشجر. . . والناعمُ الرطب من النيات (وهذه صفة لازمة لأطراف الشجر. . .) والطِفْطِفَة -بالكسر: ما رقّ من طرَف الكبد ".
° المعنى المحوري
زيادة محدودة القدْر ارتفاعية أو امتدادية جانبية يصل بها الشيء إلى كماله ونهايته (1): كأصبار المكيال (وهي ما زاد فوقه بعد مسح
(1)(صوتيًّا): تعبر الطاء عن ضغط أو غلظ وتمدد عرضي، والفاء عن ذهاب أو طرد وإبعاد والفصل منهما يعبر عن تناهي الزيادة (الضغط والامتلاء) أي محدوديتها كطَفّ المكيال وهو الصُّبْر الذي فوق رأسه وكالطَّفْطَاف: أطراف الشجر. وفي (طوف طيف) تعبر الواو عن اشتمال والياء عن اتصال. ويعبر التركيبان عن غِشْيان نهايات الشيء وجهه أو جوانبه - بما يشتمل عليه أو يحوزه كالطوفان (فوقه) والطواف (حوله). وفي (طفأ) تعبر الهمزة عن دفع وغمز، ويعبر التركيب عن ذهاب ما يرتفع من النار من لهب (وحرارة) كأنما بالضغط، وفي (طفق) تعبر القاف عن غلظ في الجوف أو العمق، ويعبر التركيب بها عن لزوم العمق أو الحيز (إلى حين) كما في لزوم المكان والاستمرار في =
رأسه أي تسوية ما بداخله من المكيل بحافَة فَتْحته العليا). وكساحل البحر وسفح الجبل -فهما نهايتان مرتفعتان في الجانبين، وكأطراف الشجر وما رقّ من طرف الكبد. ومن الارتفاع:"طفَّ الحائطَ (رد): عَلَاه، وطفَّه برجله أو يده: رفعه إلى أعلى، وطفَّ الناقةَ: شدّ قوائمها "(فقامت مكانها. ارتفاع مع توقف) ومنه "الطَفاف - كسحاب: سوادُ الليل (كأنه خيمة منصوبة على الناس) وقالوا طَفَّ الشيءُ لك وأَطَفَّ واسْتَطَفّ: دَنَا وتهيَّأ وأمكن ليُؤخذ "(كأنه ارتفع فصار أمامك) ومثله "أطفَّ عليه: أَشْرَفَ، وأَطَفَّ لَه بحَجَر: رَفَعَه ليرميه (أي ليصل إليه). طَفْطفَ الطائرُ: بسط جناحَيْه (ليرتفع). وطَفّفْت بفلان موضعَ كذا - ض: دفعته إليه وحاذَيته "(وصول). ومن الأصل "طفَّفَ المكيالَ: نَقَصَه (أَخَذَ طُفَافَه: أعلاه أو أخذ منه - إصابة). وفي قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 1 - 3] يكاد نص الآية يبين المراد - وهو يرجع إلى الزيادة في الطُفَاف أو نَقْصه. وصيغة فعّل بتضعيف العين تستعمل للتزويد مثل سَبَّقَ: وضع سَبَقًا وشَجَّر الأرض وبطَّنْت الثوبَ وجَلَّدْتُ الكتاب، وتستعمل لمعالجة الشيء معالجة قد تؤدي إلى إزالته مثل قَرَّدت البعيرَ وقَذَّيْت عَيْنه وقَشَّرْت الثَّمَرة. وعبارة الآية تشمل المعنيين، وتبين أنهما مقصودان بما بعدها -ولا تضاد في معنى التركيب. ويلحظ أن الطُفاف نفسه يتأتى فيه النقص والزيادة بالحيل عند الكيل.
ومن كون الزيادة في المعنى الأصلي - محدودة القدر جاء استعمال الطفيف
= عمل ما (لمدة) وفي (طفل) تعبر اللام عن امتداد استقلال ويعبر التركيب عن نشأة الشيء من غيره ضعيفًا رقيقًا مع استقلاله كما في الطفل.