الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
•
(عرب):
{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: 3]
"نهر عَرِب: غَمْر، وبئر عَرِبة: كثير: الماء. العَرَبة -محركة: النهر: الشديد الجَرْي. والعَرَب - كذلك: النشاط والأَرَن. عَرِب عرابة: نَشِط. عَرِبَت معدته: فسدت مما يحمل عليها. عَرِب الجُرْح وحَبِط: بقى فيه أثر بعد البُرْء ونُكْسٌ وغُفْر. عَرِب الشام: وَرِم وتقيح ". (الفعل في كل ذلك كفرح).
° المعنى المحوري
نشاط وانطلاق بحِدَّةٍ ذاتية للخلوص مما يحبس. كانطلاق ماء البئر، وكذلك ماء النهر الشديد الجري، والنشاط والأَرَن يكون من قوة ذاتية ويَبْرُز وَثْبا وخِفَّة وجَرْيًا، وفسادُ المعدة انطلاق لما هو متجمع فيها فلا تهضم الطعام ولا تمسكه (1). وكذلك عَرَبُ السنام فهو تقيحه وهذا تسيّب لمادته، وعَرَبُ الجُرْح: أن يعود فيه (أو يبقَى) تقيُّحٌ (تسيب أي عدم تماسك لحمه وكلاهما حدّة).
ومن ذلك "تعريب النخل: قَطْع سَعَفِهِ (أي الأسفل) وهو تَشْذِيبه (كثرة السَعَف تَعُوق النُمُوّ، وقَطْعُه يُنَشّط قوة النمو الذاتية فينطلق أي يُسْرِع مُعَدَّل نموه). جاء في التهذيب (عصف) "عَصَفْنا الزرع: جَزَزْنا ورقه الذي يميل أسفلَه ليكون أخفّ للزرع ". و "تعريب الفرس: تبزيغه " (البَزْغُ وَخْزٌ عند أشاعر حافره فيخرج ما يكون هناك من صَديد ويشتد الموضع فينطلق الفَرَسُ دون أن
(1) في [ل]"عَرِبَت معدته عربًا: فسدت مثل ذَرِبَت ذربًا "وفي (ذَرب)"الذَرَب: الداء الذي يعرض للمعدة فلا تهضم الطعام ويَفْسُد فيها، ولا تمسكه ".
يتهيب الاعتماد على حافره. والصيغة في الاستعمالين للمعالجة كما يقال مرضه).
و"العَرَابة: شِمال الضَرْع "(ثوب يُغَشَّى به ضَرْعُ النعجة إذا كَبِر فيحميه ويتيح أن يبلغ غايته).
ومن تلك الحدة الذاتية (الباطنية): (العِرْب -بالكسر: يبيس البُهمَي وقيل يبيس كل بَقْل. وقيل عِزب البُهْمَي: شوكها " (اليُبْس من جفاف الباطن وهو حِدّة. والشَوك حادّ). و "العَرَاب - كسحاب: حَمْل الخَزَم، وهو شَجَر (مُرٌّ) يُفْتل من لحائه الحِبال، تأكله القرود، وربا أكله الناس في المجاعة "(الحدّة في هذا الحمل حرافته أو مرارته أو هي قوة الحبال) وفي [تاج]"اسَتْعَرَبَت البقرة: اشتهت الفحل وعَرَّبها الثَوْرُ - ض: شَهَّاها (حِدّة في باطنها) "العَرَبات -محركة: سُفُن رواكد كانت في دِجْلة (هنا نقل شيري محقق [تاج] عن معجم البلدان "العَرَبة بلغة أهل الجزيرة: السفينة التي تُعْمل فيها رَحى في وَسَط الماء الجاري مثل دجلة. . . يُدِيرها شدة جَرْيه " (فهي مسماة بحركة الرَحَى في باطنها).
وخلوص الشيء من الشوائب حدّة لأنه قوة له في بابه "العَرَب -بالتحريك: الكثير من الماء الصافي. والإبلُ العِرَاب والخيل العِراب: خلافُ البَخاتي والبراذين (البَخَاتيّ إِبل والبراذين خَيْل وكلاهما هجين أي غير نقي السلالة - فالعِراب نقية العروبة خالصة من الشوائب).
ومن الحدّة الذاتية وإطلاق المحتبس: التصريح بما في النفس دون تهيب أو عجز "الثَيِّب تعرب عن نفْسها. أي تُفْصِح. فإنما كان يُعْرِب عما في قلبه لسانُه. أَعْرِبْ عما في ضميرك أي أَبِنْ. تَعرَّب واستَعْرَب: أَفْصَح. أَعْرَب الأغتم وعَرُب لسانه -بالضم: عُروبة أي صار عربيًّا. عرّبت له الكلام تعريبًا وأعربت له
إعرابًا: بينته له حتى لا يكون فيه حضرمة ". ومن هذا التصريح والإفصاح: (أ) "كُرِه الإعراب للمُحْرِم وهو الإفحاش في القول والرفث " (خلاصته يكره أن يستعمل المحرم الألفاظ الصريحة عن الجماع وأعضائه)، (ب) "عرّب عليه: قبّح قوله وفِعله "أي نَقَدَه صراحةً دون مواربة، (جـ): "العَرُوب من النساء: المتبذّلة لزوجها الخَفِرة في قومها " (خلاصته أنها تبدي لزوجها شغفها به ورغبتها فيه وهذا يستحب في الزوجة) {عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: 37] (ولا يلتفت إلى العبارة الجزافية التي فسر بها ابن الأعرابي "العَروب من النساء "فإنه نادرًا ما يحسن تفسير المفردات).
و (العَرَب) سُمُّوا بذلك لما فيهم من الحدّة الذاتية متمثلة في النشاط والحركة المتسيبة تنقلًا في الصحراء المكشوفة طلبًا للكلأ، وتمثلة أيضًا في العاطفية والانفعالية وحرارة الدم الشائعة فيهم، وأخيرًا في قدرتهم على التعبير عما في نفوسهم من دقائق أي في الإعراب: الإفصاح كما قيل. "والعرب المنسوب إلى العرب {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 195]. وقد جاء الوصف بـ (عربي) للسان ثلاث مرات، وللقرآن ست مرات، وللحكم مرة. ومرة في مقابل الأعجمي هذا للمُرْسَل أو للقوم [ينظر بحر 7/ 480].
والأَعْراب هم سكان البادية من العرَب. وقد ذكرت عشر مرات {وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} [التوبة: 99].
أما تسمية يوم الجمعة (عروبة) فهي من الانتقال للتجمع فيه.