الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلِهَتْ أم موسى على ولدها ففقدت القدرة على تحديد صواب ما تَفْعل في أمره عبّر القرآن عن ذلك بقوله: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [القصص: 10]. أما {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} فهي تصوير للعجز عن الفقه، ويعبر بمثل هذا أيضًا عن الجبن -كما قال:{فأنت مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هواء} .
°
معنى الفصل المعجمي (قد):
هو التهيؤ بقوة لتحصيل أمر -كما يفدّ الطائر جناجه بسطًا وقبضًا ليطير -في (فدد)، وكما في تهينة أكداس الطعام جمعًا للتخزين -في (فدى)، وكما في تهيؤ الوفد بتجمعهم معًا للتقدم -في (وقد)، وكما في تهيئة وضع اللحم والخبر في النار أو عليها للإنضاج في (فأد).
الفاء والراء وما يثلثهما
•
(فرر - فرفر):
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات: 50]
"فَرَّ الدابةَ: كشف (مِشْفَريها) عن أسنانها لينظر ما سِنُّها. وافْتَرَّ فلان ضاحكًا: أَبْدَى أسنانه/ كَشَر. والذئبُ يُفَرِّرُ الشاة: يمزقها. وفَرْفَرَ: شَقَّقَ الزِقَاقَ وغَيْرَها، والشيءَ: شَقَّقَه/ كَسّره. والفُرَار (كغراب وله صيغ أخرى): الحَمَلُ إذا فُطِمَ واستَجْفَرَ وأَخْصَب وسَمِن، وولدُ البَقَرِة الوَحْشِيَّة إذا شَبَّ وقَوِىَ أخذ في النَزَوان فمتى رآه غيرُه نَزَا لنَزْوِهِ ".
° المعنى المحوري
مباعدة بخفة مع استرسالٍ تكرارٍ أو دوام (1): كالفصل
(1)(صوتيًّا): تعبر الفاء عن نفي وإبعاد، والراء عن استرسال جرم أو حركة، والفصل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= منهما يعبر عن الانفصال والمباعدة باسترسال كفَرّ الشفاه والفُرار. وفي (فرى) تعبر الياء عن امتداد واتصال، ويعبر التركيب عن شَقٍّ (فصلٍ) لتهيئةٍ أو تحصيل هيئة (وهذا التحصيل امتداد لما كان في الذهن من المراد بالشق) كلا في فَرْىِ الجِلد ليكون مزادة. وفي (فور) تعبر الواو عن اشتمال، ويعبر التركيب عن الاحتواء على جَيَشانٍ وهو مستوي من المفارقة كفوران الماء من العين. وفي (فرت) تعبر التاء عن ضغط بدقة وحدة يتأتى منها الرقة أو الانقطاع، ويعبر التركيب عن صفاء الماء وخلوه من المِلْح والكَدَر كأن ذلك هو الرقة أو أن هذا تم بتصفية بدقة. وفي (فرث) تعبر الثاء عن انتشار في تفرق وكثرة مع غلظ، ويعبر التركيب عن انتشار تتحقق به كل معاني حروف التركيب مع غلظ، الثاء مادة أو معنى. وفي (فرج) تعبر الجيم عن جرم غير شديد، والتركيب يعبر عن فتح أو اتساع فيه. وفي (فرح) تعبر الحاء عن احتكاك مع جفاف وعِرَض، ويعبر التركيب عن انفصال الجافّ الغليظ أي خروجه من الجوف كخروج الفرْحانة (الكمأة البيضاء). وفي (فرد) تعبر الدال عن ضغط ممتد واحتباس، ويعبر التركيب عن انفصال واحتباس يمثل في تمييز الشيء عن غيره وتباعده عنه كالظبية الفاردة. وانظر (فردوس). وفي (فرش) تعبر الشين عن تفش، ويعبر التركيب عن انبساط مع رقة (يتحقق فيها المباعدة امتدادًا والتفشي اتساعًا وانتشارًا) كالَفْرش الزرع. وفي (فرض) تعبر الضاد عن جرم كثيف غليظ، ويعبر التركيب عن تمثل الانفصال في حَزٍّ أو شق في جرم كثيف كما في الفُرْضة: الحزّ في القوس والسهم. وفي (فرط) تعبر الطاء عن جرم ذي غلظ وامتداد، ويعبر التركيب عن ابتعاد باندفاع كما في الفَرَط من القوم. وفي (فرع) تعبر العين عن التحام في رقة وعرض مع حدّة ما، ويعبر التركيب عن اتجاه الانفصال إلى أعلى كفرع الشجرة. وفي (فرغ) تعبر الغين عن تخلخل مع رخاوة ما كالغشاء، ويعبر التركيب عن إخلاء (صَبّ) ما يملأ جوفًا كأنه غشاء رقيق - مما هو فيه كإفراغ الإناء. وفي (فرق) تعبر القاف عن غلظ وتعقد في الجوف، ويعبر التركيب عن وصول الفصل والشق إلى صُلْب عمق الشيء كما في الفريق النخلة الموصوفة. وفي (فره) تعبر الهاء عن =
بين مِشْفَرَيْ الدابة برفعهما أو إزاحتهما للكشف عن أسنانها، والتكرار هنا إعادة كشفهما للزومهما موضعيهما، وكانفراجٍ ما بين الشفتين عندَ الضَحِك، والتكرار كثرة وقوع ذلك، وتشقيقِ بَدَن الشاةِ والزِقاقِ وغيرها. ولُحِظ في الفُرَار -كصُداع- انفصالُه عن أُمّه بعد أن كان في بَطْنها. وقد عُبِّرَ عن نحو ذلك بالانفصال في تسمية ولد الناقة فَصيلًا، وفي فطم طفل الآدمي في قوله تعالى:{وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الأحقاف: 15]. ومن ذلك: "فَرْفَرَ البعيرُ: نفض جسده "(بحركة أشبه بالارتعاد يتطاير بها التراب عنه - فذلك إما من الحركة المذكورة وهي من جنس المفارقة إلى ناحية مرة وإلى مقابلها أخرى في توال، وإما من نفض التراب). وفَرْفَر الرجلَ: نَفَضَه وحَرَّكَه، وفَرْفَرَ في كلامه: خَلّطَ وأكثَرَ (كلام غير مترابط)، والرجلُ: طاشَ عَقله وخَفَّ، والفَرْفَار -بالفتح: العَجُول الطَيَّاش (غير متماسك)، والذي يَكْسِر كلَّ شيء، وشَجَرٌ صُلْبٌ صَبُورٌ على النارِ تُنْحَتُ منه القِصَاع والعِسَاس يكثر انتحاتها منه لصلاحيته لها - الستة من [تاج]، ومَرْكَبٌ من مراكب النساء شِبْه الحَوِيَّة (لتلطيف الاهتزاز أي لتكون المفارقة بخفّه). وفَرْفَر: استعجل بالحماقة (غير متماسك). أما قول ابن الأعرابي: "فَرَّ يَفُرُّ: إذا عقل بعد استرخاء "فهو من باب الانفصال بمعنى الاستقلال، كما سَمَّوا الحمَلَ إذا فُطِم واستجْفَر: فُرارًا.
ومن ذلك الأصل: "الفِرار: الرَوَغَانُ والهَرَب (ابتعاد عما يواجِه بخفة وإسراع (استرسال): {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر: 50 - 51]،
= إفراغ بقوة، ويعبر التركيب عن إخراج (= إفراغ) كل ما في الجوف إلى الظاهر نشاطًا أو غيره كالفاره من الحمُر.