الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتأَتّيه) {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97] وتحذف التاء تخفيفًا {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} [الكهف: 97]. وكل ما في القرآن من التركيب هو بمعنى اللين والانقياد وما يؤخذ منهما كالاستطاعة والتطوع. وقوله تعالى -على لسان الحواريين يخاطبون سيدنا عيسى عليه السلام {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} [المائدة: 112] خلاصة ما يقال على هذه القراءة: هل يفعل؟ بمعنى هل نحن أهل لأن يتجاوز عن تقصيرنا فيفعل. وعلى قراءة هل (تستطيع ربَّك) المعنى: أَبَلَغَ من مكانتك عنده أن يفعل؟ وزجرهم سيدنا عيسى لأن أهل القرب من اللَّه ينبغي أن يترفعوا عن اقتراح أكلة تنزل عليهم من السماء. [ثم انظر البحر 4/ 57 - 58].
•
(طعم):
{الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} [الشعراء: 78 - 80]
"الطعام: اسم جامع لكل ما يؤكل. والطُعْمة -بالضم والكسر: وجه المكسب. . . شِبْهُ الرزق. وزمزم طَعَام طُعْم: يشْبع الإنسان إذا شرب ماءها. وطَعِم (شرب): أَكَل. وطعام طَعِم - كفرح: يَطْعَمُ آكلُه أي يَشْبَع، وما يَطْعَم أي ما يشبع ".
° المعنى المحوري
ما يدخل من الفم إلى الجوف غِذاءً للبدن فيُشْبِعه: كالطعام. . ومنه "المُطَعِّم -كمُحَدِّث وصَبُور- من الإبل: الذي تجد في لَحْمه طَعْم الشحم من سِمَنه. وشاة طَعوم وطَعِيم: فيها بعضُ الشحم، وكذلك الناقة. وأطعَمَتْ الشجرةُ أثمَرَتْ، والثمرةُ: أدركَتْ. والمُطْعِمَة -كمُحْسنة- من
الجَوارح (جوارح الطير التي يصاد بها كالصقر): الإِصبَعُ الغليظة المتقدمة، وهما مُطْعِمتان في كل رِجْل. . "فكل ذلك من وجود مادة الطعام أو إيجادها. {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: 5] الطعام: اسم لما يؤكل والذبائح منه وهو هنا خاص بالذبائح عند أهل العلم بالتأويل [ينظر قر 6/ 76]. {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: 96] ما قذف به البحر، وما مُلّح منه وبقى، وملحه الذي ينعقد من مائه وسائر ما فيه من نبات وغيره [قر 6/ 318]. {اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا} [الكهف: 77]: طلبا الطعام من أهلها. {فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184] كلمة طعام هنا مراد بها (إطعام) وكذا نظائرها في [المائدة: 95، الحاقة: 34، الفجر: 18، الماعون: 3]. {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93] إما أنها خاصة بما سبق قبل تحريم الخمر وغيرها، أو عامة مقصود بها رفع الحرج عن طعم المستلذات إذا ما اتقى المؤمن ما حرم اللَّه منها [ينظر بحر 4/ 18]. {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي} [البقرة: 249] (لم يذقه أي لم يشرب منه أيّ قدْر). {وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} [محمد: 15] الطَعْم -بالفتح: الحلاوة والمرارة وما يكون بينهما (مَذَاق الطعام = وَقْع الطعام على الحسّ). ومن ذلك أو من صورة وجود الطعام في الجَوْف: "طعَّم العظمُ - ض: جرى فيه المخ. ومن الصورة نفسها "رجل ذو طَعْم: بالفتح: أي ذو عقل ". (كما أن الطعم مذاق في أثناء الطعام يميزه فكذلك هذا فيه ما يميز).
ومن أن الطعام هو قوام قوة البدن ومصدرها قالوا: "الطُعْم -بالضم: القدرة. وطَعِمْتُ عليه (فرح): قَدَرْت ".