الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ} [يوسف: 79] يستعيذ به عز وجل أن يقع في خطيئة عقوبة إنسان بلا جُرْم ارتكبه. كما قال من قبل {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} [يوسف: 23] استعاذة باللَّه أن يقع في الخطيئة بعد أن نجاه اللَّه من الجب وأحسن مثواه [ينظر بحر 5/ 249]. وكل ما في القرآن من التركيب هو بمعنى العياذ باللَّه احتماء به سبحانه، إلَّا ما في [الجن: 16] {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ} كان الرجل إذا اضطر للمبيت بواد في الصحراء يستعيذ بالجني عزيز الوادي من سفهاء الجن.
•
(عذب):
{هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ} [فاطر: 12]
"العَذبة -بالفتح وبالتحريك وكفرِحة: الطُحْلَب (طبقة خضراء) يعلو الماء (الراكد في الحوض أو نحوه) يقال: اضْرب عَذَبة الحَوْض حتى يظهر الماء أي اضرب عَرْمَضه "(كجعفر وزبرج وهو الطُحْلَب).
° المعنى المحوري
نفاذ كثافةِ الشيء أو حِدَّتِه المُنْبَثَّة فيه إلى ظاهره أو طرفه (ويلزم ذلك أن يخلو من تلك الكثافة أو الحدة). كنفاذ (مكونات) الطحلب من أثناء الماء إلى ظاهره مكونةً طبقةً أعلاه لاصقة به. والطُحلب كثيف الذات والوَقْع على حِسّ من يريد شرب الماء.
ومن ذلك: "العَذَبة -بالتحريك: غصن الشجرة "وهو غليظ (كثيف) نافذ منها بقوة الحيوية في أصلها وجِذعها. "والعذَبة - كذلك: الخيط الذي يُرفع به الميزان "(أي الخيوط التي تُرفَع بها كِفّتا الميزان فترفع الموزون إلى أعلى (تنفذه إلى أعلى، أو تنفذ هي منه إلى أعلى) والموزون كثيف أي ثقيل فتتبين كثافتُه أي ثِقَلُه
بالصَنْج الذي يقابله).
ومن ذلك "العَذِب - ككتف: ما أحاط بالدَبْرة " (بالفتح: الجدول بين المزارع - فالعَذِبُ كالجَدْر لها، وهو يرد الكثيف من مَدَر وتراب وغثاء عن الماء البُخاريّ في الدبْرة ويبعده عنه، فكأنه يخرجه وينفذ.
ومن التشبيه بغصن الشجرة في النفاذ من الأثناء (بسبب الكثافة (= الغلظ = قوة النمو في الشجرة) إلى الأعلى وهو هنا الطرَف: "العَذَبة -بالتحريك: طَرَف السوط، والسيف، واللسان ". ثم يشبَّه بطرف السَوْط ونحوه "العذبة: الجلدة التي تُعَلَّق خلف الرَحْل من أعلاه ".
ومن نفاذ الكثيف المنبث في أثناء الشيء (أي المخالط له) منه - استُعمل في منع دخول الكثيف إلى الأثناء (أو في خلو الأثناء منه - كما سبق في العَذِب جَدْر الدبْرة) فقيل "عَذَبَ الرجلُ والحمارُ (جلس): لم يَأكلْ ولم يشرب، وأعْذبه عن الطَّعام: مَنَعه وكَفَّه "وكثافة الطَّعام والشراب أنَّه سبب القوة والغلظ. ثم قيل "عَذَبه عن الأمر (ضرب) وأعذبه وعذّبه - ض: مَنَعَه وفَطَمه عن الأمر "(لم يدعه يخالطه). "واستَغذَبَ عن الشيء وأَعْذَبَ وعَذَبَ عُذُوبًا: كف وأضرب ".
ومن الأصل أيضًا (عذُب الماء - ككرم فهو عَذْب: طاب (ذهب أو نفذ منه كثيفهُ: عَكَره وملوحته){هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ} [الفرقان: 53 وكذلك ما في فاطر: 12]. ثم عُمِّمَ العَذب في كل مستساغ من الشراب والطعام. وما عدا (العَذْب) في الآيتين فكل ما في القرآن من التركيب هو من العذاب الآتي الآن.
أما "العذاب: النكال والعقوبة "فمعناه المادّي -أخذًا من معنى التركيب- أنَّه إهلاك وإفناء للقوة والغِلَظ والحَيَويَّة المنبثة في البدن أي تجريد منها بإيقاع