الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأنه عنّ لهما شيء أى عَرَض فاشترياه واشتركا فيه ". وأما "عِنان الدابة: السير الذي تمسك به "فسميته "لاعتراض سَيْريه على صفحتي عنق الدابة من عن يمينه وشماله "ولضبطه الدابة (أي حبسها وقصرها على ما يعنّ لصاحبها وهو ما عبر عنه بإمساكها) "وعنّنَتْ المرأة شعرها أي شَكَّلته " (جعلته ضفيرتين من مقدم رأسها عن يمينه وشماله -أي كالعنان).
و (عن) التي هي حرف جر أصلُ معناها المجاوزة، وهي من معنى الظهور المصرح به في "عَنَّ الشيء: ظَهَرَ أمامك "وفي المعنى المحوري اعتراض الشيء أمامك، وكان أصل ذلك في مثل "سافر عن البلد "أنَّه كان يغشى بعض ظاهر البلد أي معترضًا (متاحا/ موجودًا) عليه فسافر، وكذلك رميت السهم عن القوس "فالسهم كان في القوس معترضًا أي متاحًا فيها وهكذا. {وَاعْفُ عَنَّا} أي غط وأذهب وَضَر الذنوب الذي يَعْرُونا. وتأتي بمعنى (بَعْدَ){قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ} [المؤمنون: 40]. وللبدل -كذلك- {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} [البقرة: 48]. والتعليل (من البعدية){وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ} [التوبة: 114]
•
(عنو - عنى):
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} [طه: 111].
"العاني: السائل من ماء (رشحًا من قربة) أو دَمٍ. عَنَت القربة بماء كثير (تعنو): لم تحفظه فظَهَر. وقال في الخمر: {وعَنَّتْها الزِقَاقُ وقارُها} أي حَبَسَتْهَا (زمنًا طويلًا)(1) زقاقها بما فيها من قار (= زفت). العنِيَّة - كهَدِيَّة: أخلاط من
(1) هذا القيد مستمد من أنهم كانوا يستجدون الخمر كلما عتُقت في دَنّها أي حُبست فيه =
بول وبَعَر تُحبَس زمانًا في الشمس ثم تعالَج بها الإبل الجَرْبَى. عَنُّوا بالأصوات - ض: احبِسوها وأَحْفُوها " (1).
° المعنى المحوري
احتباسٌ قوي مع ظهور أثر للمحتبس - كالماء المحبوس في القِربة ينضح منها، وكدَم البَدَن، وكالخمر في الزقاق، وظهورها أنها تُبْزَل من الزِقاق أي تؤخذ قليلًا قليلًا لتُشْرب، وكالأخلاط تُحْبَس زمنًا وتَظْهر هي أو المقصود ظُهور أَثَرها، وكمحاولة إخفاء الأصوات في أثناء المعركة مع ظهور شيء منها ولا بد. ومن ذلك "أعناء السماء نواحيها واحدها عِنْو "-بالكسر. (دائمةٌ في الأفق أمام الناظرين كأنها محبوسة في مواقعها مع ظهورها). أما "الأعناء من الناس: الأخلاط من قبائل شتى "فهم محبوسون مشدودون بانتماءاتهم غير المحدَّدة - مع ظهورهم في التجمع، ومن ذلك "العانِي: الأسيرُ، والعَبْد "فهما محبوسان في حوزة الآسر والمالك مع ظهورهما أي تحرِّكهما. "عَنَا الرجلُ: ذَلّ لك واستأسر. وعَنّيتُه - ض: أَسَرْتُه وحبسته مضيَّقًا عليه. {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ} ذلَّت وخضعت (أي تدلَّت رَهْبة وضَعفًا/ استسلمت أسيرة مقهورة)[وانظر قر 11/ 248] كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ} [الغاشية: 2].
= دهرًا طويلًا قبل أن يَبْزلوها من الدّن ليشربرها. لعنها اللَّه ولعن شاربها.
(1)
عارضت بين استعمالات التركيبين (عنو)، (عنى) الواردة في [تاج]، فوجدت أكثرها جاء واويًّا ويائيًّا معًا. وكل هذا الأكثر يرجع إلى معنى احتباس الشيء مع ظهور أثر للمحتسى - حسب ما حللت هنا. وانفرد التركيب اليائي باستعمال "عنى بالقول كذا: أراده وقصده "وما بمعناه، وهو يرجع إلى نفس المعنى المحوري لأن المعنى في القلب والكلام الظاهر أثره ودليل عليه.