الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أو التصرف. و "ضِدُّ الشيء وضَدِيدُه: خلافه. قال تعالى: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا}: أعداء. أما ما قالوه: "الضد: المثل " [ل 252] فليس يثْبت ولعلهم أخذوه من المناظرة والمقابلة بينهما. ومثل هذه المناظرة لا تقتضي مماثلة أو موادّة، فلا تضاد.
الضاد والراء وما يثلثهما
•
(ضرر):
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]
"الضَرَّة -بالفتح: أصل الضَرْع الذي لا يخلو من اللبن أو لا يكاد يخلو منه/ الضَرْع كله ما خلا الأَطْباء، ولا يسمى بذلك إلا أن يكون فيه لبن، فإذا قَلَصَ الضَرْعُ وذهب اللبنُ قيل له خَيْف. والضَرَّتان: الألية من جانبي عظْمها وهما اللحمتان اللتان تنهدلان من جانبيها، والضريران: جانبا الوادي ".
° المعنى المحوري
زَحْمٌ ودفع للمتلئ برخو (1): يلزمه التضييق أو النقص
(1)(صوتيًّا): الضاد تعبر عن غلظ أو كثافة مع ضغط، والراء تعبر عن استرسال في الجرم أو الحركة، والفصل منهما يعبر عن امتلاء برخو كالضَرة التي فيها لبن وكالألية وضرة الإبهام الخ. وكلها مسترخية. وفي (ضور - ضير) تعبر الواو عن اشتمال والياء عن اتصال فيعبر التركيبان عن شدة فراغ الجوف (رخاوة ما في الباطن يؤخذ منها فراغه) كالضَوَر شدة الجوع ومنه الضيْر: الضرر (نقص كالفراغ) وفي (ضرب) تعبر الباء عن تجمع رخر وتلاصق ويعبر التركيب عن مخالطة بغلظ لما هو رخو مجتمع حتى يغلظ ويشتد كالضريب الصقيع والجليد. وفي (ضرع) تعبر العين عن التحام الجرم عريضًا =
كالضرع الممتليء، فإنه يزحم فخذي الناقة وهما يدفعانه، وكما في الألية حيث تكون تجمعا لحميًّا رخوًا متزاحما، وكضريري الوادي حيث يدفعان ماءه من الجانبين حَوْزًا له.
والرخاوة ضعف. ومنه "الضرير: المريض المهزول {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ} [الأنبياء: 83]، والضرّاء: النقص في الأموال والأنفس، والسَنَةُ (أي الجدب والقحط)، والضَرَر: النقص يدخل في الشيء، والضِيقُ. والضاروراء: القحط والشدّة، (كل ذلك نقص وتضييق) يؤخذ منه الضُرّ ضد النفع {مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} [يوسف: 88] {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102] (أي بالسحر) {وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا} [البقرة: 231] أي مضارّةَ بتطويل العِدّة وسوء العشرة وتضييق النفقة وهو أعم من هذا كله [بحر 2/ 218] ومثلها ما في [الطلاق: 6]. {وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ} [البقرة: 282] النهي عن أن يوقِعا ضَررًا أو يوقَع عليهما ضرر [بحر 2/ 369 - 370] و "الضرائر: المحاويج، والاضطرار: الاحتياج إلى الشيء. (الشعور بنقصه عده ثم ضرورته ولزومه كما في {فَمَنِ اضْطُرَّ} كلها. ومنه دفعه إليه وإيقاعه فيه، "ضرّه إلى كذا: ألجأه. وأضره على كذا: أكرهه " {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ} [البقرة: 126] {ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ} [لقمان: 24]. ومن هذا المادي أيضًا "كان (سيدنا معاذ) يصلي فأضرّ به غصن فمد يده فكسره. أي دنا منه دنوًّا شديد " (زحم الحيّز الذي يتحرك فيه)، وأضَرّ الشيءُ بالطريق: دنا منه ولم يخالطه (زحمه) وأضر السبيل من الحائط: دنا "(ضيق المسافة بينهما).
= رقيقًا، ويعبر التركيب بها عن زيادة التجمع الرخو مع التدلي كضرع الشاة والناقة وكالضريع الجلدة على العظم.
ومما يعم في المادي والمعنوي "ضره: ضد نفعه/ ألحق به أذى أو مكروهًا، وكذا ضرّ به، وأضرّه، وبه، وضارّه "(سبب له نقصا أو ضيقا){وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ} [يونس: 12]، {فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} [الأنعام: 42] وليس في الاستعمالات القرآنية للتركيب ما يخرج عن معنى الضيق وما يلزمه {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ} [النساء: 95] الزمانة [قر 5/ 341]. وهي تضييق بالنقص من إمكانات غير الزَمِن بأيٍّ من صُوَره. ثم ذكر قصة نزول الآية دون هذا الاستثناء وتساؤل ابن أم مكتوم (أعمى كان حاضًرا) عن الذي لا يستطيع الجهاد من المسلمين (أي من هم في مثل حاله)، وأن الاستثناء نزل فور تساؤله. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة: 105] أورد [قر 6/ 342] قول سيدنا أبي بكر رضي الله عنه حسب رواية أبي داود والترمذي: أيها الناس، إنكم تقرءون هذه الآية وتتأولونها على غير تأويلها، وإني سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم اللَّه بعذاب من عنده "ثم ما رواه أبو داود والترمذي أيضًا عن أبي ثعلبة الخشني أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال صلى الله عليه وسلم: "بل ائتمروا بالمعروف وتناهَوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوى متبعًا، ودُنْيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك خاصةَ نفسك، ودع عنك أمر العامة، فإن من ورائكم أياما الصبرُ فيهن مثل القبض على الجمر. للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلًا يعملون مثل عملكم "وفي [قر] إضافات كثيرة أهمها أن تطبيق هذه الآية وحديث الخشني هو في ما بعد القرون الأولى بما يشمل عصرنا هذا. واللَّه المستعان.