الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في الماء عَوْمًا: سبح ".
° المعنى المحوري
طَفْوٌ باتساع مع جَرَيان ونحوه إلى غاية. كالعَامَة من شاطئ لشاطئ. وكَوْر العمامة يدور حول الرأس مرة بعد أخرى.
ومن ذلك جاء "العامُ: الحول "(مسافة زمنية لا نشعر شعورًا حسيًّا بمرورها كأنها فَوْقية (أي من الطفو) ويدُور)، وقد سمي حولًا من الدور أيضًا. {ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ} [يوسف: 49]. ولم يأت في القرآن من التركيب إِلَّا العام ومثناه. وما يلفت هنا:
أ) أنهم اشتقوا من العام استعمالات كثيرة ترجع إلى العام الحول. تنظر في [ل].
ب) توحيدهم بين العوم والسّبْح. وقد ذكر الزمخشري أن العوم الجري في الماء مع الانغماس، والسبح الجري فوقه من غير انغماس. وهو فرق جيد.
ج) تسويتهم بين العام والسنة في أنهما يقالان في الجدب [ينظر عوم] لكن أصل معنى السنة يؤيد أنها الأنسب للاستعمال في الجدب.
•
(عمد):
{اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2]
"العَمُود والعِمَاد - ككتاب: الخشبة التي يَقُوم عليها البيت. عَمَدت السقف بالأساطين المنصوبة، وعمَدت الحائط: دعَمته/ أَقمتُه بعماد يعتمد عليه. وعَمُود السنان: ما توسط شَفْرتيه من عَيْره الناتئ في وَسَطه. وعمود الأُذن ما استدار فوق الشحمة؛ وهو قِوام الأُذن التي تنبت عليه، ومعظمها. وعَمُود اللسان: وَسَطُه طُولًا. وعَمِدَتْ الأرضُ (تعب): رَسَخ فيها المطر إلى الثرَى حتى إذا قَبَضْت عليه في كفك تَعَقَّد وجَعُد ".
° المعنى المحوري
شديد يمتد في أثناء الشيء فينتَصِب به الشيء (أي يقوم أو يتماسك). كعمود البيت أو السقف، والحائط، وكعَمُود السنان والأذن واللسان. ونظر في رسوخ المطر إلى أنَّه يُعَقد الثرى فيتماسك أي أنَّه فيه جزء المعنى الأصلي.
ومما يصلح للحسي والمعنوي من هذا "اعْتَمد على الشيء: اتكأ عليه ".
ومن الشدة في الأثناء (بمعنى الألم والتعب الذي يسري في أثناء البدن فيوتّره ويفقده مرونة الحركة والنشاط للعمل)"عمَده المرض (ضرب): أضناه. عَمَدَه حُصْرٌ وأُسْرٌ: فَدَحَه واشتد عليه. ما يَعْمِدُك: ما يُوجِعك؟ ما عَمَدك: ما أحزنك؟ "ومنه مطاوعةً "عَمِدَ البعير (تعب): تَفَضَّخَ داخلُ سَنامه (أي عَمُود السنام الذي ينصبه) من الركوب فورِم. . وظاهره صحيح "(فهذا من الورم وألمه - إصابة العمود) و "العِمْدة -بالكسر الموضع الذي ينتفِخ منه سَنامه وغاربه. وعَمِد عليه (تعب) غَضِب "فالغضب والحزن والألم كلها مشاعر شديدة تمتد في الباطن أو النفس (1).
فمن عَمْد البيت بالأعمدة {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} [الرعد: 2 وكذا ما في لقمان: 10] جمع عَمود قال في [بحر 5/ 350] إنها اسم جمع، ثم [في 5/ 353 - 354] ما خلاصته أن التعبير يحتمل أنَّها بلا عمد، وأنها بعمد لا تُرَى. وأن العمَدَ التي لا ترى، والرفع بلا عمد يعودان إلى أنَّها ممسَكة بالقدرة الإلاهية. اهـ. وأضيف أن علماء عصرنا يقولون إن الجاذبية بين الكواكب
(1) العرب يستعملون النَصْب -بالفتح- لإقامة الشيء كنصب الراية، وبالتحريك -للتعب.