الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب طريق الحُكْم وصفته
[2237]
عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابتٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَهُ فتَعَلَّمَ كِتَابَ اليَهُودِ، قال: حتَّى كَتَبْتُ للنَّبِيِّ (1) صلى الله عليه وسلم كُتُبَهُ وَأقرَأتُهُ كُتُبَهُم إذَا كَتَبُوا إِلَيهِ (2). رَوَاهُ البُخارِيُّ.
وقال: "قال أبو جمرةُ: كنتُ أُترجمُ بين ابن عباسٍ وبين الناس (3) ".
= وفيه: عطاء بن أبي مسلم الخراساني يهم كثيرًا ويرسل ويدلس كما في "التقريب" لكن الحديث صحيح لغيره بطرقه المتقدمة.
(1)
في الأصل: حتى كتب النبي صلى الله عليه وسلم. والتصويب من "صحيح البخاري".
(2)
ذكره البخاري (7195) معلقًا بصيغة الجزم. وقال الحافظ في "الفتح"(13/ 198): "وهذا التعليق من الأحاديث التي لم يخرجها البخاري إلا معلقة وقد وصله مطولًا في كتاب "التاريخ" عن إسماعيل بن أبي أويس حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال" فذكره نحوه.
وهو في "التاريخ الكبير"(3/ 380) ترجمة رقم (1278)، ووصله أيضًا أبو داود (3645) والترمذي (2715) من حديث ابن أبي الزناد عن أبيه به نحوه.
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح". وفيه: عبد الرحمن بن أبي الزناد قال ابن المديني: "حديثه في المدينة مقارب وبالعراق مضطرب" كما في "الفتح"(13/ 198) وهنا يرويه عنه ابن أبي أويس المدني.
وقال الترمذي: "وقد روي من غير هذا الوجه عن زيد بن ثابت، رواه الأعمش عن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال: أمرني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية".
ووصله أحمد (21587)، والحاكم (3/ 422)، وابن حبان (7136) من حديث جرير عن الأعمش به.
وبمتابعة ثابت بن عبيد، وهو ثقة روى له مسلم، يطيح الزعم أن عبد الرحمن بن أبي الزناد تفرد به.
(3)
هذا التعليق ذكره البخاري (7195) معلقًا بصيغة الجزم. ووصله في "العلم" من "الصحيح"(87) وفي عدة مواضع منه.
[2228]
و [عَنْ](1) عليٍّ، أن رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قال:"يا عليُّ إذَا جلسَ إليك الخَصمَانِ فَلَا تَقضِ بينهما حتَّى تَسمَعَ منْ الآخَر كما سمعتَ من الأول، فإنك إذا فعلَتَ ذلك تبيَّنَ لَكَ القَضَاءُ"(2).
رَوَاهُ أحمد، وأبو دَاوُد، والترمذِيُّ وحسَّنه (3) وقال ابن المديني:"إسناده صالح".
[2239]
وعن هِرْمَاسِ بن حبيبٍ، عَنْ أَبيهِ، عَنْ جدَّهِ قَالَ: أَتَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِغريمٍ لِي، فَقَالَ لِي:"الزَمْهُ" ثُمَّ قَالَ من آخر النهار: "يَا أَخَا بَنِي تَمِيمٍ، مَا تُريدُ أنْ تَفْعَلَ بِأَسِيركَ؟ "(4).
رَوَاهُ أبو دَاوُد، وابن ماجه وهذا لفظه: "قَال ابن أبي حاتم: هرماس سُئل عنه الإمام أحمد، وابن معين فقالا: لا نعرفه. قَالَ: وسألت أبي عنه فقال: هو شيخ أعرابي
(1) الزيادة من المحقق.
(2)
حديث حسن لغيره: أخرجه أحمد (690) و (745) و (1211) و (1280) و (1281) و (1282) و (1283) و (1285)، وأبو داود (3582)، والترمذي (1331)، والبيهقي (10/ 86) من طرق عن سماك عن حنش عن علي مرفوعًا، ولفظ أبي داود أقرب. وقال الترمذي:"حديث حسن". وفي الإسناد: حنش بن المعتمر صدوق له أوهام ويرسل، كما في "التقريب". وله طريق آخر عن علي أخرجه ابن حبان (5065) من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس عن علي قال: بعثني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم برسالة، فذكر الحديث وفيه:"فإذا أتاك الخصمان فلا تقض لواحد حتى تسمع كلام الآخر فإنه أجدر أن لمن الحق".
وإسناده ضعيف، سماك بن حرب في روايته عن عكرمة خاصة اضطراب، لكن الحديث بمجموع الطريقين يكتسب قوة ويصلح للاحتجاج.
(3)
"جامع الترمذي"(3/ 610).
(4)
حديث ضعيف: أخرجه أبو داود (3629)، وابن ماجه (2428)، والبيهقي (6/ 53) من حديث النضر بن شميل أخبرنا هرماس بن حبيب -رجل من أهل البادية- عن أبيه عن جده فذكره.
وليس اللفظ لأبي داود ولا لابن ماجه بل هو مركب من لفظيهما! والهرماس بن حبيب شيخ أعرابي لم يرو عنه إلا النضر ذكره الحافظ في "التقريب" عن أبي حاتم.
لم يرو عنه غير النضر بن شُميل ولا يُعرف أبُوهُ، ولا جَدُّه" (1).
[2240]
وعَنْ أَنَس، قال:"كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذَا سَلَّمَ سَلَّمَ ثَلاثًا، وَإذَا تَكلَّمَ بِكَلِمةٍ، أَعَادَهَا ثَلاثًا"(2). رَوَاهُ البُخارِيُّ.
[2241]
وعن أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه، قال: لو رأيْت رجلًا على حدٍّ من حدود اللَّه لم أحُدَّه (3)، ولا دعوتُ له أحدًا حتى يكون معي غيري (4). حكاه الإمام أحمد.
[2242]
وعن أبي هريرة، مرفوعًا:"أدِّ الأمانةَ إلى من أئتَمنكَ، ولا تَخنْ مَنْ خانكَ"(5).
(1)"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (9/ 118).
(2)
أخرجه البخاري (94) و (95) و (6244).
(3)
في الأصل: ما أحدته. والمثبت من "المغني"(14/ 33).
(4)
"المغني"(14/ 33) بنحوه مختصرًا.
(5)
حديث حسن: أخرجه أبو داود (3535)، والترمذي (1264)، والدارقطني (3/ 35)، والحاكم (2/ 46)، والبيهقي (10/ 271) من حديث طلق بن غنام عن شريك وقيس عن أبي حصين عن أبي هريرة مرفوعًا به. وقال الترمذي:"حديث حسن غريب". وصححه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.
وفيه: شريك بن عبد اللَّه القاضي، لم يرو له مسلم احتجاجًا إنما أخرج له في المتابعات ثم هو سيء الحفظ. وقيس بن الربيع صدوق تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به كما في "التقريب". وفي الباب عن أنس: أخرجه الدارقطني (3/ 35)، والحاكم (2/ 46)، والبيهقي (10/ 271) من حديث أيوب بن سويد عن ابن شوذب عن أبي التياح عن أنس مرفوعًا به. وتفرد به أيوب بن سويد كما في "التعليق المغني" (3/ 35) وأيوب مختلف فيه كما قال الحافظ في "التلخيص" (3/ 209) وقال في "التقريب": صدوق يخطئ. فهذا إسناد يستشهد به. وأخرجه أحمد (15424) وأبو داود (3534) والبيهقي (10/ 270) من طريق حميد الطويل عن يوسف بن ماهك المكي قال: كنت أكتب لفلان نفقة أيتام كان وليهم فغالطوه بألف درهم فأداها إليهم فأدركت لهم من مالهم مثليها قال: قلت: أقبض الألف الذي ذهبوا به منك؟ قال: لا، حدثني أبي أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول فذكره. ورجاله ثقات عدا الرجل المجهول. فالحديث حسن بمجموع طرقه.
رَوَاهُ أبو دَاوُد، والترْمِذِيُّ، وحسَّنه، وهو من رواية شريك، وقيس بن الربيع. وشريك وثقه ابن معين (1)، وتكلم فيه غيره (2)، وقيس أثنى عليه شعبة (3)، وابن عدي (4)، ووثقه جماعة (5)، وقال ابن معين:"ليس بشيء (6) " وضعفه آخرون (7)، وقال مَهنَّا: قلت لأحمد: أتعرف هذا من وجه صَحيح؟ قال: "لا، هو باطل"(8).
[2243]
وعن ميسرة، عن شُريح، قال: لَّما توجه عليٌّ إلى صفين فقد درعًا له، فلما رجع وجده مع يهودي، فرافعه بسببه إلى شُريح، فجلس عليٌّ إلى جانبه واليهودي بين يديه، قَالَ عليٌّ: لولا خصمي يهودي لاستويتُ معه في المجلس، ولكن سمعت رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول:"أصغروهم كما أصغرهم اللَّه" فقال شُريح: قل يا أمير المؤمنين. فقال: هذه الدرع التي بيده درعي لم أبع ولم أهب. فقال اليهودي: درعي وفي يدي. فقال شُريح: ألك بينةٌ؟ قال: نعم الحسن والحُسين. فقال: لا تجوز شهادة الابنِ لأبيه. فقال اليهودي: أشهد ألا إله إلا اللَّه، وأن محمدًا عبده ورسوله (9).
(1)"تهذيب الكمال"(12/ 468).
(2)
تكلم فيه يعقوب بن شيبة والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم.
(3)
"تهذيب الكمال"(24/ 29).
(4)
"الكامل"(ص 633 - اختصار المقريزي).
(5)
منهم: سفيان الثوري وأبو الوليد الطيالسي وابن عيينة وأحمد بن صالح.
(6)
"تهذيب الكمال"(24/ 32)
(7)
منهم: وكيع ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل وابن المديني والنسائي وأبو زرعة والجوزجاني ويعقوب بن شيبة.
(8)
انظر: "التلخيص الحبير"(3/ 210).
(9)
ضعيف الإسناد جدًّا: أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الكني" في ترجمة أبي سمير -واسمه: حكيم بن خذام- عن الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: عرف علي درعًا له مع يهودي فقال: يا يهودي، درعي سقطت مني. فذكره مطولًا. وقال:"منكر" كذا في "التلخيص"(4/ 355)، وأورده ابن الجوزي في "العلل" (2/ 872) من هذا الوجه وقال: "لا يصح تفرد به أبو سمير قال البخاري =