الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ عَدَدِ الشُّهودِ وَمَا يَتْبَعَهُ
[2265]
عن عُقْبَةَ بن الحَارثِ رضي الله عنه، أنَّهُ تزَوَّجَ أُمَّ يَحْيَى بِنْتَ أَبِي إِهَابٍ، فَجَاءَتْ أَمَةٌ سَودَاءُ، فَقَالتْ: قَدْ أَرْضعتكُمَا، فَذَكرتُ ذَلكَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم فَنَهاهُ عَنْهَا، وقال:"كيفَ وقَدْ أَرضعتْكُمَا! "(1).
وفي لفظ: "دَعْها عنك"(2). رَوَاهُ البُخارِيُّ.
[2266]
ولمسلم، عن ابن عَبَّاس رضي الله عنهما، أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قضي بشاهدٍ ويمين (3).
قَالَ الأثرم: "قلت لأبي عبد اللَّه، وحكيتُ له عن عليٍّ أنه طعن فيه، فقال: عمرو بن دينار لم يسمعهُ من ابن عباس رضي الله عنهما (4)، وقد رُوِيَ عن محمد بن مسلم، عن عمرو بن دينار، وكان محمد هذا يُحدِّث منْ حفظه، فيخطئ"(5).
(1) أخرجه البخاري (88) و (2052) و (2640) و (2659) و (2660) و (5104).
(2)
رواية البخاري (2660) و (5104).
(3)
أخرجه مسلم (1712) عن ابن عباس أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قضى بيمين وشاهد.
وقد أورد المصنف رحمه الله لفظ أحمد (2224) رغم أنه عزا الرواية لمسلم! .
(4)
عمرو بن دينار ثبت لقاؤه لابن عباس بل هو من المكثرين من الرواية عنه.
وقد تشبث من رد هذا الحديث بعلة أن عمرو بن دينار لم يسمع هذا الحديث من ابن عباس بما أخرجه الدارقطني (4/ 214) من حديث عبد اللَّه بن ربيعة أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن طاووس عن ابن عباس به. وعبد اللَّه بن ربيعة، متروك، قاله الدارقطني، كما في "التعليق المغني" (4/ 214) وقال الذهبي:"أحد الضعفاء أتى عن مالك بمصائب". كما في "الميزان"(2/ 488) وخالفه عبد الرزاق فقال: أخبرنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن ابن عباس به. أخرجه أبو داود (3609)، والبيهقي (10/ 168) وعبد اللَّه بن ربيعة لا يلتفت إلى روايته أصلًا فكيف إذا خالفه عبد الرزاق؟
(5)
محمد بن مسلم الطائفي، صدوق يخطئ من حفظه، كما في "التقريب" وتابعه على حديثه قيس بن سعد، وهو ثقة، فأخرج مسلم (1712) من طريقه عن عمرو بن دينار مثل رواية محمد بن مسلم الطائفي.
وقال الميموني: "قلت لأبي عبد اللَّه، رحمه الله: ما أحسنُ إسنادٍ في الشاهد واليمين؟ قال: سُهيل (1)، عن أبيه، ودونه ربيعة. قلت: قال أبو جعفر النُّفيلي: ليس فيها إسناد. قَالَ أبو عبد اللَّه، رحمه الله: نعم، ليس فيها إسنادٌ بيِّنٌ. قلت: فإذا كان هكذا، إلى أي شيء تذهب؟ قَالَ لي: هو شيء لم يَزَلْ الناسُ عليه: شُريحٌ، وعبدُ اللَّه بن عُتبة، والسَبيعيُّ، وعمرُ بن عبد العزيز في أهل المدينة".
وتكلم فيه أيضًا البُخاريُّ (2)، والطحاويُّ (3)، وذكر ابن الجوزي رحمه الله، أنه رَوَاهُ عن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أحدٌ وعشرون نفسًا (4).
(1) سيأتي طريق سهيل.
(2)
حكاه ابن التركماني عن البخاري في "الجوهر النقي"(10/ 167) قال: "عمرو بن دينار لم يسمع عندي هذا الحديث من ابن عباس".
(3)
قال الطحاوي في "معاني الآثار"(4/ 145): "أما حديث ابن عباس فمنكر لأن قيس بن سعد لا نعلمه يحدث عن عمرو بن دينار بشيء". رواية قيس بن سعد عن عمرو بن دينار اعتمدها مسلم والبخاري تعليقًا وأبو داود والنسائي.
(4)
"التحقيق" لابن الجوزي (3/ 552).
(فائدة): قال الحافظ في "التلخيص"(4/ 378): "ذكر ابن الجوزي في "التحقيق" عدد من رواه فزادوا على عشرين صحابيًا، وأصح طرقه حديث ابن عباس، ثم حديث أبي هريرة، أخرجه أبو داود وحسنه الترمذي".
1 -
أما حديث أبي هريرة فيرويه: سهيل بن أبي صالح عن أبيه عنه، قال: قضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم باليمين مع الشاهد الواحد. واللفظ للترمذي.
أخرجه أبو داود (3610)، والترمذي (1343)، وابن ماجه (2368)، والبيهقي (10/ 168 - 169) من طريق عبد العزيز بن محمد عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عنه. وقال الترمذي:"حديث حسن غريب". وإسناده على شرط مسلم.
ولا يقدح فيه نسيان سهيل لهذا الحديث بعد أن حدث به ربيعة بن أبي عبد الرحمن فقد قال ابن أبي حاتم في "العلل"(1/ 469): "سألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه ربيعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين، فقالا: هو صحيح". =
تم الكتاب والحمد للَّه وحده. وصلواته على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
وعلقه لنفسه العبد الفقير إلى اللَّه تعالى
محمد أبو المكارم بن عبد اللَّه بن الزين
ووافق الفراغ من نسخه في الرابع عشر من جُمادي الأولى سنة إحدى (1) وثلاثين وثماني مائة، وذلك بالقاهرة المحروسة.
والحمد للَّه رب العالمين، وحَسبُنا اللَّه، ونعم الوكيل
* * *
= وقال ابن عبد البر -كما في "نصب الراية"(4/ 216): "هذا حديث صحيح لا مطعن لأحد في إسناده ولا خلاف بين أهل العلم في صحته، وقد روي القضاء باليمين والشاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة وعمر وابن عمر وعلي وابن عباس وزيد بن ثابت وجابر بن عبد اللَّه وسعد بن عبادة وعبد اللَّه بن عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعمارة بن حزم وسُرَّق بأسانيد حسان". وتقدم قول الحافظ في "التلخيص" أن أصح طرق الحديث ابن عباس ثم طريق أبي هريرة. واللَّه الموفق.
(1)
في الأصل: واحد.