الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ، فَعَلِمُوا أَنَّهُ مَيِّتٌ، فدخلوا عليه فَقَالُوا: أَوْصِ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اسْتَخْلِفْ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وَعُثْمَانَ، وَطَلْحَةَ، والزبيرَ، وَسَعْدًا، وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بن عوف، فَلَمَّا فُرغَ مِنْ دَفْنِهِ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن عوف: اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَلِيٍّ، وقَالَ طَلْحَةُ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عُثْمَانَ، وَقَالَ سَعْدٌ: قَدْ جَعَلْتُ أَمْرِي إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَيُّكُمَا تَبَرَّأَ مِنْ هَذَا الأَمْرِ، فَنَجْعَلُهُ عليه، وَاللَّهُ عَلَيْهِ وَالإِسْلَامُ، لَيَنْظُرَنَّ أَفْضَلَهُمْ فِي نَفْسِهِ. فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: أَفَتَجْعَلُونَهُ إِلَيَّ وَاللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا آلُ عَنْ أَفْضَلِكُمْ قَالَا: نَعَمْ، فَأَخَذَ بِيَدِ أَحَدِهِمَا، وقَالَ: لَكَ قَرَابَة مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَالقِدَمُ فِي الإِسْلَامِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أَمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، وَلَئِنْ أَمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمَعَنَّ، وَلَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلَا بِالآخَرِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَلَمَّا أَخَذَ عليهما المِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يَا عُثْمَانُ فَبَايَعَهُ، وبَايَعَ لَهُ [عَلِيٌّ](1)، وَوَلَجَ أَهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ" (2).
مختصر، رواه البخاري.
قال أبو البركات: "وقد تمسّك به من رأى للوصيّ وللوكيلِ أن يُوكِّلا"(3).
باب المُوصَى لَهُ
[1535]
عَنْ أنسٍ رضي الله عنه، لمَّا نزَلَتْ {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] قال أبو طلحةَ: يا رسول اللَّه، أرى ربَّنَا يَسْألُنا مِنْ أموالنا فأُشهدُك أنِّي قَدْ جعلْتُ أرضي بَيْرُحاءَ للَّهِ، فقال:"اجْعَلْهَا في قَرَابَتِكَ"[فجعَلَها](4) في حسان بن ثابت،
(1) الزيادة من "الصحيح".
(2)
أخرجه البخاري (1392) و (3700) و (7207) مطولًا ومختصرًا.
(3)
"المنتقى" لأبي البركات (3293).
(4)
الزيادة من "صحيح مسلم".
وأُبيِّ بن كعبٍ (1).
[1536]
وعن أبي هُريرةَ، لما نزلت هذه الآية {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214] دعا رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُريشًا فاجتمعوا فعَمّ وخصّ فقال: "يا بَنِي كَعْبِ ابن لؤيّ، يا بني مُرة، يا بني عبدِ شمس، يا بني عبدِ مناف، يا بني هاشمٍ، يا بني عبد المطلب، أنْقِذُوا أنفسَكمْ مِنْ النارِ، يَا فاطِمَةُ أنْقِذِي نَفْسَكِ مِنْ النارِ فإني لا أمْلِكُ لكم من اللَّهِ شيئًا"(2).
[1537]
وعن أبي بَكْرةَ، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ المِنْبَرِ فقال:"إنَّ ابْني هذَا سيِّدٌ [ولعل اللَّهَ أنْ] (3) يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فئتَينِ عظِيمَتَيْنِ مِنْ المسلمينَ" يعني الحسن بن علي (4). رواه البخاري.
[1538]
وقال البراء: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "أنا النَّبيّ لا كَذِبَ، أنا ابنُ عبدِ المطلِب"(5).
[1539]
وعن ابن شهابٍ، قال: قال رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أربعون دارًا جارٌ"(6).
رواه أبو داود في "المراسيل".
(1) أخرجه البخاري (1461) و (2318) و (2752) و (2769) و (4554) و (4555) و (5611)، ومسلم (998)(42)(43).
(2)
أخرجه البخاري (2753) و (4771)، ومسلم (204)(348) واللفظ له. وورد هنا مختصرًا.
(3)
الزيادة من "الصحيح"(2704) و (3746).
(4)
أخرجه البخاري (2704) و (3629) و (3746) و (7109).
(5)
أخرجه البخاري (2864) و (2874)، ومسلم (1776)(78) مطولًا.
(6)
حديث ضعيف جدًّا: أخرجه أبو داود في "المراسيل"(ص 189) من طريق الأوزاعي عن يونس عن ابن شهاب مرسلًا، وسنده جيد لولا إرساله، وابن شهاب إمام جامع للحديث لا يرسل إلا عن علّة. وقد روي مسندًا من حديث كعب بن مالك، أخرجه الطبراني في "الكبير" (143) من طريق يوسف بن السفرَ عن الأوزاعي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عنه بنحوه. وإسناده ضعيف جدًّا. قال الهيثمي في "المجمع" (8/ 169):"وفيه يوسف بن السفر، وهو متروك".