الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هُذيل اقتَتَلتا، فرمت إِحداهما الأخرى بحجر فأصاب بطنَها وهي حامل، فقَتلت ولدها الذي في بَطنها.
فاختصَموا إِلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى أن دية ما في بطنها غُرَّة عبدٌ أو أمة. فقال وليُّ المرأة التي غَرِمت: كيف أغرَمُ يا رسول الله من لا شَرب ولا أكل، ولا نطق ولا استهلّ (1)، فمثل ذلك يُطلّ (2)؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إِنما هذا من إِخوان الكهان (3) " (4).
ما هي الغُرة
؟
قال الإِمام النووي رحمه الله: "قال أهل اللغة: الغُرّة عند العرب أنفس شيء".
وقال ابن الأثير رحمه الله في "النهاية": "الغُرّة: العبد نفْسُه أو الأمة، وأصل الغُرّة: البياض الذي يكون في وجه الفَرس، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول: الغرّة عبدٌ أبيض أو أمة بيضاء، وسمي غرّةً لِبياضِه، فلا يُقبَل في الدية عبدٌ أسود ولا جارية سوداء، وليس ذلك شرطاً عند الفقهاء
…
".
قال الإِمام النووي رحمه الله (11/ 176): "واعلم أنّ المراد بهذا كلِّه؛ إِذا انفصل الجنين ميتاً أمّا إذا انفصل حيّاً ثم مات؛ فيجب فيه كمال الدّية؛
(1) استهلال الصبيّ: تصويته عند ولادته. "النهاية".
(2)
أي يُهدَر، يقال: دم فلان هُدر إِذا تُرك الطَّلب بثأره "الفتح".
(3)
أي لمشابهة كلامه كلامهم. "الفتح".
(4)
أخرجه البخاري (5758)، مسلم (1681).