الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاهن والعرَّاف والمنجِّم:
جاء في "النهاية": الكاهن: هو الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزَّمان، ويَدَّعي معرفة الأسرار، وقد كان في العرب كَهَنَة، كَشِقّ وسطيح وغيرهما، فمنهم من كان يزعُم أنَّ له تابعاً من الجنّ ورَئيَّا؛ يُلقي إِليه الأخبار.
ومنهم من كان يزعُم أنَّه يعرف الأمور بمقدِّمات أسبابٍ؛ يستدلّ بها على مواقعها من كلامِ مَن يسأله أو فِعْله أو حاله، وهذا يخصُّونه باسم العرَّاف؛ كالذي يدَّعي معرفة الشيء المسروق، ومكان الضَّالَّة ونحوهما، والحديث الذي فيه: "من أتى كاهناً
…
" قد يشتمل على إِتيان الكاهن والعرَّاف والمنجِّم". انتهى.
والحديث الذي أشار إليه هو قوله صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهنا فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أنزِل على محمد صلى الله عليه وسلم"(1).
وعن صفيَّة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"منْ أتى عرَّافاً فسأله عن شيء، لم تُقبل له صلاةُ أربعين ليلة"(2).
قال في "النهاية": "أراد بالعرَّاف المنجِّم الذي يدَّعي عِلْم الغيب، وقد
(1) أخرجه البزَّار في مسنده وهو في "الصحيحة"(3387) وانظر شواهده. -إِن شئت- في "غاية المرام"(172 - 284) و"آداب الزِّفاف"(105 - 107).
(2)
أخرجه مسلم (2230).
استأثر الله -تعالى- به".
وقال النووي رحمه الله في العرَّاف: " [هو] من جملة أنواع الكُهَّان، قال الخطابي وغيره: العرَّاف: هو الذي يتعاطى معرفة مكان المسروق ومكان الضَّالَّة ونحوهما".
والمنجِّم: الذي يدَّعي معرفة الأنباء بمطالع النجوم.
وما قيل في الساحر من حيث القتل يُقال في الكاهن والعرَّاف والمنجِّم؛ إِذا استخدموا في أمورهم هذه ما يبلغون به الكفر؛ أو جرُّوا الناس إِلى الشّرك بالله -تعالى- والخروج من ملَّة الإِسلام والله -تعالى- أعلم. (1)
(1) انظر -إِن شئت- المزيد من الفائدة "الفتاوى"(35/ 166 - 197).