الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحدود فيما بينكم، فما بلغني من حدّ فقد وجَبَ" (1).
وعن صفوان بن أميّة قال: "كنت نائماً في المسجد عليّ خميصةٌ لي ثمنُ ثلاثين درهماً، فجاء رجل فاختلسَها مني، فأُخِذَ الرجل، فأُتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأَمَر به ليُقطَع.
قال: فأتيته، فقلت: أتقطعه من أجل ثلاثين درهماً، أنا أبيعه وأنسئه ثمنها؟ قال: فهلاّ كان هذا قبل أن تأتيني به" (2).
درء الحدود بالشُّبهات:
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "ادرؤوا الحدود والقتْل عن المسلمين ما استطعتم"(3).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لما أتى ماعزُ بن مالكٍ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال له: لعلّك قبَّلت أو غمزْتَ أو نَظَرْت؟
قال: لا يا رسول الله: قال: أنِكْتَها؟ -لا يُكنّي- قال: فعنْد ذلك أمَر برجْمه" (4).
(1) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(3680)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(4539)، و"المشكاة"(3568).
(2)
أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود"(3693)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه"(2103)، والنسائي "صحيح سنن النسائي"(4532)، وصححه شيخنا رحمه الله في "الإِرواء"(2317).
(3)
أخرجه ابن أبي شيبة والبيهقي وقال شيخنا رحمه الله في "الإرواء"(8/ 26): "حسن الإِسناد".
(4)
أخرجه البخاري (6824).
وبوّب الإِمام البخاري رحمه الله لهذا الحديث بقوله: (باب هل يقول الإِمام للمُقرّ: لعلّك لمسْتَ أو غمزْت): جاء في "الفتح
…
"هذه الترجمة معقودةٌ لجواز تلقين الإِمام المقرَّ بالحدّ ما يدفعه عنه
…
" (1).
عن بريدة رضي الله عنه قال: "جاء ماعز بن مالك إِلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! طهِّرني. فقال: ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إِليه.
قال: فرجع غير بعيد، ثمّ جاء فقال: يا رسول الله طهِّرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك ارجْع فاستغفر الله وتب إِليه.
قال: فرجع غير بعيد، ثمّ جاء فقال: يا رسول الله طهِّرني، فقال النّبيّ صلى الله عليه وسلم مثل ذلك حتى إِذا كانت الرابعة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فِيمَ أطهرك؟ فقال: من الزنى.
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبه جنون؟ فأخْبر أنه ليس بمجنون. فقال: أشَرِب خمراً، فقام رجل فاسْتَنْكَهَه (2) فلم يجد منه ريح خمر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أزنيت؟ فقال نعم، فأمر به فرُجم.
فكان النّاس فيه فرقتين: قائل يقول: لقد هلك، لقد أحاطتْ به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعزٍ: أنّه جاء إِلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فوضع يده في يده ثمّ قال: اقتلني بالحجارة.
قال: فلبثوا بذلك يومين أو ثلاثة. ثمّ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم جلوس
(1) وتتمة القول: "وخصّه بعضهم بمن يظن به أنه أخطأ أو جهل". ولا دليل على هذا.
(2)
أي شم رائحة فمه "النووي".