الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. الا اذا اخْتلف اعتبارهما فَذا
…
فِي الذِّهْن وَالثَّانِي فَفِي الْأَعْيَان
فهناك يعقل كَون ذَا غير لذا
…
فعلى اعتبارهما هما غيران
أما اذا اتَّحد اعْتِبَارا كَانَ نفس وجودهَا هُوَ ذَاتهَا لَا ثَان
…
من قَالَ شَيْئا غير ذَا كَانَ الَّذِي
…
قد قَالَه ضرب من الفعلان
…
هَذَا وَكم خبط هُنَا قد زَالَ بالتفصيل وَهُوَ الاصل فِي العرفات
…
هَذَا هُوَ الْقسم السَّادِس من أَقسَام التَّرْكِيب وَهُوَ التَّرْكِيب من الْوُجُود والماهية وَحَاصِل كَلَام النَّاظِم هُنَا ان الْوُجُود والماهية اذا اخْتلف اعتبارهما فَأخذ أَحدهمَا ذهنيا وَالْآخر خارجيا فالوجود غير الْمَاهِيّة وَإِن أخذا ذهنين فالوجود هُوَ الْمَاهِيّة وَكَذَا إِن أخذا خارجيين فالوجود هُوَ الْمَاهِيّة
قَوْله من الفعلان هُوَ بِضَم الْفَاء وَإِسْكَان الْعين يَعْنِي كلمة فِي وزن الفعلان كالبهتان والبطلان وَنَحْوهمَا وَهَذَا كَمَا فِي قَول المتنبي فِي رثاء أُخْت سيف الدولة ابْن حمدَان وَاسْمهَا خَوْلَة
…
كَأَن فعلة لم تملأ مواكبها ديار بكر وَلم تخلع وَلم تهب
…
وَذَلِكَ أَن المتنبي لم يُصَرح باسمها استعظاما لكَونهَا ملكه بل كنى عَن اسْمهَا بفعلة فَلفظ فعلة حكمهَا حكم موزونها مُمْتَنع من الصّرْف للعلمية والتأنيث فَكَذَا فعلة مُمْتَنع قَالَ ابْن جني كنى بفعلة عَن اسْمهَا وَاسْمهَا خَوْلَة
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
…
وَابْن الْخَطِيب وَحزبه من بعده
…
لم يهتدوا لمواقع الْفرْقَان
…
بل خبطوا نقلا وبحثا أوجبا
…
شكا لكل ملدد حيران
…
.. هَل ذَات رب الْعَالمين وجوده
…
أم غَيره فهما إِذا شَيْئَانِ
فَيكون تركيبا محالا ذَاك إِن
…
قُلْنَا بِهِ فَيصير ذَا إِمْكَان
واذا نَفينَا ذَاك صَار وجوده كالمطلق الْمَوْجُود فِي الأذهان
…
وحكوا أقاويلا ثَلَاثًا ذَيْنك ال أَعلَى وَبَين وجود ذِي الْإِمْكَان
وسطوا عَلَيْهَا كلهَا بِالنَّقْصِ وَال
…
إبِْطَال والتشكيك للانسان
…
قَوْله ابْن الْخَطِيب يَعْنِي الْفَخر الرَّازِيّ وَهُوَ مُحَمَّد بن عمر بن الْحُسَيْن بن الْحسن ابْن عَليّ الْعَلامَة سُلْطَان الْمُتَكَلِّمين صَاحب التصانيف أَبُو عبد الله الْقرشِي الْبكْرِيّ التَّمِيمِي الطبرستاني الأَصْل ثمَّ الرَّازِيّ ابْن خطيبها الْمُفَسّر امام وقته فِي الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَأحد الْأَئِمَّة فِي الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة
قَالَ الْحَافِظ رَحمَه الله تَعَالَى الْفَخر ابْن الْخَطِيب صَاحب التصانيف رَأس فِي الذكاء والعقليات وَلكنه عري من الْآثَار وَله تشكيكات على مسَائِل من اصول الدّين تورث حيرة وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي لِسَان الْمِيزَان مثل مَا ذكرنَا عَن الذَّهَبِيّ فِي شَأْنه وَزَاد أَنه كَانَ يَقُول مَعَ تبحره فِي الْأُصُول من الْتزم دين الْعَجَائِز فَهُوَ الفائز وَكَانَ يعاب ايراد الشّبَه الشَّدِيدَة وَيقصر فِي حلهَا حَتَّى قَالَ بعض المغاربة يُورد الشُّبْهَة نَقْدا ويحلها نَسِيئَة وَقد ذكره ابْن دحْيَة فمدح وذم وَذكره ابو شامة فَحكى عَنهُ أَشْيَاء رَدِيئَة وَذكر النَّجْم الطوفي فِي الاكسير فِي علم التَّفْسِير مَا ملخصه مَا رَأَيْت فِي التفاسير أجمع لغالب علم التَّفْسِير من الْقُرْطُبِيّ وَمن تَفْسِير الامام فَخر الدّين إِلَّا أَنه كثير الْعُيُوب فَحَدثني شرف الدّين النصيبي عَن شَيْخه سراج الدّين السرمساجي المغربي أَنه صنف كتاب المأخذ فِي مجلدين بَين فيهمَا مافي تَفْسِير الْفَخر من الزيف والبهرج
وَكَانَ ينقم عَلَيْهِ كثيرا وَيَقُول يُورد شبه الْمُخَالفين فِي الْمَذْهَب وَالدّين على غَايَة مَا يكون من التَّحْقِيق ثمَّ يُورد مَذْهَب أهل السّنة وَالْحق على غَايَة من الوهن قَالَ الطوفي ولعمري إِن هَذَا دأبه فِي كتبه الكلامية حَتَّى اتهمه بعض النَّاس وَلكنه خلاف ظَاهر حَاله لِأَنَّهُ لَو كَانَ اخْتَار قولا اَوْ مذهبا مَا كَانَ عِنْده من يخَاف مِنْهُ حَتَّى يسْتَتر عَنهُ وَلَعَلَّ سَببه أَنه كَانَ يستفرغ قواه فِي تَقْرِير دَلِيل الْخصم فاذا انْتهى الى تَقْرِير دَلِيل نَفسه لَا يبْقى عِنْده شَيْء من القوى وَلَا شكّ أَن القوى النفسانية تَابِعَة للقوى الْبَدَنِيَّة وَقد صرح فِي مُقَدّمَة نِهَايَة الْعُقُول أَنه يُقرر مَذْهَب خَصمه تقريرا لَو أَرَادَ خَصمه أَن يقرره لم يقدر على الزِّيَادَة على ذَلِك وَذكر ابْن خَلِيل السكونِي فِي كتاب الرَّد على الْكَشَّاف انا الامام الرَّازِيّ ابْن الْخَطِيب قَالَ فِي كتبه فِي الْأُصُول إِن مَذْهَب الْجَبْر هُوَ الْمَذْهَب هُوَ الْمَذْهَب الصَّحِيح وَقَالَ فِي التَّفْسِير قَوْله تَعَالَى {وَاعْلَمُوا أَن الله يحول بَين الْمَرْء وَقَلبه} الْأَنْفَال كلَاما يدل على أَن مَذْهَب الْجَبْر هُوَ الْحق حَيْثُ قَالَ وَقد دللنا بالبراهين الْعَقْلِيَّة على صِحَة ان الامر كَذَلِك أَي العَبْد مجبور نَعُوذ بِاللَّه من أَمْثَال ذَلِك وَقَالَ بِصِحَّة بَقَاء الْأَعْرَاض وبنفي صِفَات الله الْحَقِيقِيَّة وَزعم أَنَّهَا مُجَرّد نسب وإضافات كَقَوْل الفلاسفة وسلك طَرِيق أرسطو فِي دَلِيل التمانع وَنقل عَن تِلْمِيذه التَّاج الأرموي أَنه نظر فِي كَلَامه فهجره الى مصر وهموا بِهِ فاستتر وَنقل عَنهُ انه قَالَ عِنْدِي كَذَا وَكَذَا مائَة شُبْهَة على القَوْل بحدوث الْعَالم وَمِنْه مَا قَالَه شَيْخه ابْن الْخَطِيب فِي آخر الْأَرْبَعين والمتكلم يسْتَدلّ على الْقدَم بِوُجُوب تَأَخّر الْفِعْل والفيلسوف يدل على قدسه باستحالة تعطل الْفَاعِل عَن أَفعاله ثمَّ أسْند عَن ابْن الطباخ ان الْفَخر كَانَ شِيعِيًّا يقدم محبَّة اهل الْبَيْت كمحبة الشِّيعَة حَتَّى قَالَ فِي بعض تصانيفه وَكَانَ عَليّ
شجاعا بِخِلَاف غَيره وَعَابَ عَلَيْهِ تَسْمِيَته لتفسيره مَفَاتِيح الْغَيْب ولمختصره فِي الْمنطق الْآيَات الْبَينَات وَتَقْرِيره لتلاميذه فِي وَصفه بِأَنَّهُ الامام الْمُجْتَبى أستاذ الدُّنْيَا أفضل الْعَالم فَخر بني آدم حجَّة الله على الْخلق صدر صُدُور الْعَرَب والعجم هَذَا آخر كَلَامه وَقد مَاتَ الْفَخر سنة سِتّ وسِتمِائَة بِمَدِينَة هراة واوصى بِوَصِيَّة تدل على أَنه حسن اعْتِقَاده انْتهى عبارَة اللِّسَان وَمِمَّا قَالَ فِيهِ إِن لَهُ كتاب السِّرّ المكتوم فِي مُخَاطبَة النُّجُوم سحر صَرِيح فَلَعَلَّهُ تَابَ من تأليفه إِن شَاءَ الله تَعَالَى
قلت ولد فِي رَمَضَان سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَقيل سنة ثَلَاث واشتغل أَولا على وَالِده ضِيَاء الدّين عمر وَهُوَ من تلامذة الْبَغَوِيّ على الْكَمَال السمناني وَالْمجد الجيلي صَاحب مُحَمَّد بن يحيى وأتقن علوما كَثِيرَة وبرز فِيهَا وساد وقصده الطّلبَة من سَائِر الْبِلَاد وصنف فِي فنون كَثِيرَة وَكَانَ لَهُ مجْلِس كَبِير فِي الْوَعْظ يحضرهُ الْخَاص وَالْعَام وَيلْحق فِيهِ حَال وَوجد وَجَرت بَينه وَبَين جمَاعَة من الكرامية مخاصمات وَفتن وأوذي بسببهم وَكَانَ ينَال مِنْهُم فِي مَجْلِسه وينالون مِنْهُ وَكَانَ إِذا ركب مَشى حوله نَحْو ثَلَاثمِائَة تلميذ فُقَهَاء وَغَيرهم وَقيل كَانَ يحفظ الشَّامِل لإِمَام الْحَرَمَيْنِ فِي الْكَلَام وَنَدم على دُخُوله فِي الْكَلَام وَرُوِيَ عَنهُ انه قَالَ لقد أختبرت الطّرق الكلامية والمناهج الفلسفية فَلم أَجدهَا تروي غليلا وَلَا تشفي عليلا ورايت اصح الطّرق طَريقَة الْقُرْآن أَقرَأ فِي التَّنْزِيه {وَالله الْغَنِيّ وَأَنْتُم الْفُقَرَاء} مُحَمَّد وَقَوله تَعَالَى {لَيْسَ كمثله شَيْء} الشورى و {قل هُوَ الله أحد} واقرأ فِي الاثبات {الرَّحْمَن على الْعَرْش اسْتَوَى} طه {يخَافُونَ رَبهم من فَوْقهم} النَّحْل {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} فاطر واقرأ فِي أَن الْكل من عِنْد الله {قل كل من عِنْد الله} النِّسَاء ثمَّ قَالَ
وَأَقُول من صميم الْقلب وَمن دَاخل الرّوح إِنِّي مقرّ بِأَن كل مَا هُوَ الْأَفْضَل الْأَعْظَم الْأَجَل فَهُوَ لَك وكل مَا هُوَ عيب اَوْ نقص فَأَنت منزه عَنهُ وَكَانَت وَفَاته ب هراة يَوْم عيد الْفطر سنة سِتّ وسِتمِائَة قَالَ أَبُو شامة وَبَلغنِي أَنه خلف من الذَّهَب ثَمَانِينَ ألف دِينَار سوى الدَّوَابّ وَالْعَقار وَغير ذَلِك وَمن تصانيفه التَّفْسِير الْكَبِير لم يتمه فِي اثْنَي عشر مجلدا كبارًا أسماه مَفَاتِيح الْغَيْب وَكتاب الْمَحْصُول والمنتخب وَكتاب الاربعين وَنِهَايَة الْعُقُول والتبيان والبرهان فِي الرَّد على أهل الزيغ والطغيان المباحث الْعمادِيَّة فِي المطالب المعادية تأسيس التَّقْدِيس فِي تَأْوِيل الصِّفَات إرشاد النظار إِلَى لطائف الاسرار المعالم فِي أصُول الدّين المعالم فِي أصُول الْفِقْه شرح اسماء الله الْحسنى شرح الاشارات الملخص فِي الفلسفة وَيُقَال إِنَّه شرح نصف الْوَجِيز للغرالي وَشرح سقط الزند للمعري وَله طَريقَة فِي الْخلاف وَشرح كليات القانون وصنف فِي مَنَاقِب الشَّافِعِي رضي الله عنه الى غير ذَلِك ورزق السَّعَادَة فِي مصنفاته حَتَّى انتشرت فِي الْآفَاق وَأَقْبل النَّاس على الِاشْتِغَال بهَا
وَذَلِكَ أَن الْفَخر الرَّازِيّ وَأَتْبَاعه حكوا للنَّاس فِي وجود الرب تَعَالَى إِلَى ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا ان الْوُجُود مقول بالاشتراك اللَّفْظِيّ فَقَط وَالثَّانِي أَن وجود الْوَاجِب زَائِد على ماهيته وَالثَّالِث أَنه وجود مُطلق لَيْسَ لَهُ حَقِيقَة غير الْوُجُود الْمَشْرُوط بسلب كل مَاهِيَّة ثبوتية
قَالَ شيخ الاسلام فَيُقَال لَهُم الْأَقْوَال الثَّلَاثَة بَاطِلَة وَالْقَوْل الْحق لَيْسَ وَاحِدًا من الثَّلَاثَة وانما أصل الْغَلَط هُوَ توهمهم انا اذا قُلْنَا ان الْوُجُود يَنْقَسِم الى وَاجِب وممكن لزم أَن يكون فِي الْخَارِج وجود هُوَ نَفسه فِي الْوَاجِب وَهُوَ نَفسه فِي الْمُمكن وَهَذَا غلط فَلَيْسَ فِي الْخَارِج بَين الْمَوْجُودين
شَيْء هُوَ نَفسه فيهمَا وَلَكِن لفظ الْوُجُود وَمَعْنَاهُ الَّذِي فِي الذِّهْن والخط الَّذِي يدل على اللَّفْظ يتَنَاوَل الْمَوْجُودين ويعمهما يَشْتَرِكَانِ فِيهِ فشمول معنى الْوُجُود الَّذِي فِي الذِّهْن لَهما كشمول لفظ الْوُجُود والخط الَّذِي يكْتب بِهِ هَذَا اللَّفْظ لَهما فهما مشتركان فِي هَذَا فَأَما نفس مَا يُوجد فِي الْخَارِج فانما يشتبهان فِيهِ من بعض الْوُجُوه فاما ان تكون نفس هَذَا وَصفته فِيهَا شَيْء من ذَات هَذَا وَصفته فَهَذَا مِمَّا يعلم فَسَاده كل من تصَوره وَمن توقف فِيهِ فلعدم تصَوره لَهُ وَحِينَئِذٍ فَالْقَوْل فِي اسْم الْوُجُود كالقول فِي اسْم الذَّات وَالْعين والماهية وَالنَّفس والحقيقة وكما ان الْحَقِيقَة تَنْقَسِم الى حَقِيقَة وَاجِبَة وَحَقِيقَة مُمكنَة وَكَذَلِكَ لفظ الْمَاهِيّة وَلَفظ الذَّات وَنَحْو ذَلِك فَكَذَلِك لفظ الْوُجُود فاذا قُلْنَا إِن الْحَقِيقَة أَو الْمَاهِيّة تَنْقَسِم الى وَاجِبَة وممكنة لم يلْزم أَن تكون مَاهِيَّة الْوَاجِب فِيهَا شَيْء من مَاهِيَّة الْمُمكن فَكَذَلِك اذا قيل الْوُجُود يَنْقَسِم الى وَاجِب وممكن لم يلْزم أَن يكون مَاهِيَّة الْوَاجِب فِيهَا شئ من مَاهِيَّة الْمُمكن فَكَذَلِك اذا قيل الْوُجُود يَنْقَسِم الى وَاجِب وممكن لم يلْزم أَن يكون الْوُجُود الْوَاجِب فِيهِ شَيْء من وجود غَيره بل لَيْسَ فِيهِ وجود مُطلق وَلَا مَاهِيَّة مُطلقَة بل ماهيته هِيَ حَقِيقَته وَهِي وجوده واذا كَانَ الْمَخْلُوق الْمعِين وجوده الَّذِي فِي الْخَارِج هُوَ نفس ذَاته وَحَقِيقَته وماهيته الَّتِي فِي الْخَارِج لَيْسَ فِيهِ من الْخَارِج شَيْئَانِ فالخالق تَعَالَى أولى أَن تكون حَقِيقَته هِيَ وجوده الثَّابِت الَّذِي لَا يشركهُ فِيهِ أحد وَهُوَ نفس ماهيته الَّتِي هِيَ حَقِيقَته الثابته فِي نفس الْأَمر وَلَو قدر أَن الْوُجُود الْمُشْتَرك بَين الْوَاجِب والممكن مَوْجُود فيهمَا فِي الْخَارِج وَأَن الجوانية الْمُشْتَركَة هِيَ بِعَينهَا فِي النَّاطِق والأعجم كَأَن يُمَيّز أَحدهمَا عَن الآخر بِوُجُود خَاص كَمَا يتَمَيَّز الانسان بحيوانية تخصه وكما ان السوَاد وَالْبَيَاض اذا اشْتَركَا فِي مُسَمّى اللَّوْن تميز أَحدهمَا بلونه الْخَاص عَن الآخر وَهَؤُلَاء