الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. تَوْحِيد أَتبَاع ابْن سينا وَهُوَ مَنْسُوب لآرسطو من اليونان
مَا للاله لديهم مَاهِيَّة
…
غير الْوُجُود الْمُطلق الواجدان
مسلوب أَوْصَاف الْكَمَال جَمِيعهَا
…
لَكِن وجود حسب لَيْسَ بفان
مَا أَن لَهُ ذَات سوى نفس الوجو
…
د الْمُطلق المسلوب كل معَان
فلذاك لاسمع ولابصر وَلَا
…
علم ولاقول من الرَّحْمَن
ولذاك قَالُوا لَيْسَ ثمَّ مَشِيئَته
…
وَإِرَادَة لوُجُود ذِي الأكوان
بل تِلْكَ لَازِمَة لَهُ بِالذَّاتِ لم
…
تنفك عَنهُ قطّ فِي الْأَزْمَان
مَا اخْتَار شَيْئا قطّ يَفْعَله وَلَا هَذَا لَهُ أبدا بِذِي إِمْكَان
…
وبنوا على هَذَا اسْتِحَالَة خرق ذَا الأفلاك يَوْم قِيَامَة الْأَبدَان
ولذاك قَالُوا لَيْسَ يعلم قطّ شَيْئا مَا من الْمَوْجُود فِي الْأَعْيَان
…
لَا يعلم الأفلاك كم أعدادها
…
وَكَذَا النُّجُوم وذانك القمران
…
بل لَيْسَ يسمع صَوت كل مصوت
…
كلا وَلَيْسَ يرَاهُ رَأْي عيان
بل لَيْسَ يعلم حَالَة الانسان تَفْصِيلًا من الطَّاعَات والعصيان
…
كلا وَلَا علم لَهُ بتساقط الأوراق أَو بمنابت الأغصان
علما على التَّفْصِيل هَذَا عِنْدهم
…
عين الْمحَال ولازم الامكان
بل نفس آدم عِنْدهم عين المحا
…
ل وَلم يكن فِي سالف الْأَزْمَان
…
.. مَا زَالَ نوع النَّاس مَوْجُودا وَلَا
…
ينفى كَذَاك الدَّهْر والملوان
هَذَا هُوَ التَّوْحِيد عِنْد فريقهم
…
مثل ابْن سينا والنصير الثَّانِي
قَالُوا وألجأنا الى ذَا خشيَة التَّرْكِيب والتجسيم ذِي الْبطلَان
…
ولذاك قُلْنَا مَاله سمع وَلَا
…
بصر وَلَا علم فَكيف يدان
وكذاك قُلْنَا لَيْسَ فَوق الْعَرْش إِلَّا المستحيل وَلَيْسَ ذَا إِمْكَان
…
جسم على جسم كلا الجسمين مَحْدُود يكون كِلَاهُمَا صنْوَان
فبذاك حَقًا صَرَّحُوا فِي كتبهمْ
…
وهم الفحول أَئِمَّة الكفران
لَيْسُوا مخانيث الْوُجُود فَلَا إِلَى الكفران ينحازوا وَلَا الْإِيمَان
…
والشرك عِنْدهم ثُبُوت الذَّات والأوصاف إِذْ يبْقى هُنَاكَ اثْنَان
غير الْوُجُود فَصَارَ ثمَّ ثَلَاثَة
…
فَلِذَا نَفينَا اثْنَيْنِ بالبرهان
نفي الْوُجُود فَلَا يُضَاف اليه شَيْء
…
غَيره فَيصير ذَا إِمْكَان
…
قَالَ النَّاظِم فِي الصَّوَاعِق فِي بَيَان تَوْحِيد الفلاسفة هُوَ إِنْكَار مَاهِيَّة الرب الزَّائِد على وجوده وإنكار صِفَات كَمَاله وَأَنه لَا سمع لَهُ وَلَا بصر وَلَا قدرَة وَلَا حَيَاة وَلَا ارادة وَلَا كَلَام وَلَا وَجه وَلَا يدين وَلَيْسَ فِيهِ مَعْنيانِ يتَمَيَّز احدهما عَن الآخر الْبَتَّةَ قَالُوا لانه لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ مركبا وَكَانَ جسما مؤلفا وَلم يكن وَاحِدًا من كل وَجه فجعلوه من جنس الْجَوْهَر الْفَرد الَّذِي لَا يحس وَلَا يرى
وَلَا يتَمَيَّز مِنْهُ جَانب عَن جَانب بل الْجَوْهَر الْفَرد يُمكن وجوده وَهَذَا الْوَاحِد الَّذِي جَعَلُوهُ حَقِيقَة رب الْعَالمين يَسْتَحِيل وجوده وَقَالُوا لَو كَانَ لَهُ صفة اَوْ كَلَام أَو مَشِيئَة أَو علم أَو حَيَاة أَو قدرَة أَو سمع أَو بصر لم يكن وَاحِدًا وَكَانَ مركبا مؤلفا فسموا أعظم التعطيل بِأَحْسَن الْأَسْمَاء وَهُوَ التَّوْحِيد وَسموا أصح الْأَشْيَاء وأحقها بالثبوت وَهُوَ صِفَات الرب بأقبح الْأَسْمَاء وَهُوَ التَّرْكِيب والتأليف فتولد من بَين هَذِه التَّسْمِيَة الصَّحِيحَة للمعنى الْبَاطِل جحد حقائق أَسمَاء الرب وَصِفَاته بل وَجحد ماهيته وذاته وَتَكْذيب رسله وَنَشَأ من نَشأ على اصطلاحهم مَعَ إعراضه عَن استفادة الْهدى وَالْحق من الْوَحْي فَلم يعرف سوى الْبَاطِل الَّذِي اصْطَلحُوا عَلَيْهِ فجعلوه أصلا لدينِهِ فَلَمَّا رأى مَا جَاءَت بِهِ الرُّسُل بعارضه قَالَ إِذا تعَارض الْعقل وَالنَّقْل قدم الْعقل انْتهى كَلَامه
قَوْله بل نفس آدم عِنْدهم عين الْمحَال أَي أَن نوع الانسان لم يزل وَلَا يزَال فَلَا بداية لَهُ وَلَا نِهَايَة فَلم يُوجد آدم فضلا عَن أَن يكون النَّوْع الانساني نَسْلًا لَهُ
قَوْله والشرك عِنْدهم ثُبُوت الذَّات والأوصاف الخ أَي أَنهم يَقُولُونَ إِذا أثبتنا ذاتا وصفات ووجودا لزم التَّرْكِيب فَلهَذَا نَفينَا اثْنَيْنِ بالبرهان فَيبقى الْوُجُود فَقَط فوجود الرب عِنْدهم وجود مُطلق كَمَا تقدم ذَلِك فِي كَلَام النَّاظِم وَالله أعلم