الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. هَذَا وَبَينهمَا كَمَا بَين السما
…
وَالْأَرْض فِي فضل وَفِي رُجْحَان
…
وَيكون بَين ثَوَاب ذَا وثواب ذَا
…
رتب مضاعفة بِلَا حسبان
هَذَا عَطاء الرب جل جلاله
…
وبذاك تعرف حِكْمَة الديَّان
أَي إِن الْفضل عِنْد الله بِحَسب مَا فِي الْقُلُوب من الايمان وَالْيَقِين لَا بِحَسب صور الاعمال وَكَثْرَتهَا كَمَا قَالَ بكر بن عبد الله الْمُزنِيّ مَا سبقهمْ ابو بكر بِكَثْرَة صَوْم وَلَا صَلَاة وَلَكِن بِشَيْء وقر فِي قلبه
فصل
فِيمَا اعد الله تَعَالَى فِي الْجنَّة لأوليائه المتمسكين بِالْكتاب وَالسّنة
…
يَا خَاطب الْحور الحسان وطالبا
…
لوصالهن بجنة الْحَيَوَان
…
لَو كنت تَدْرِي من خطبت وَمن طلبت بذلت مَا تحوي من الاثمان
أَو كنت تَدْرِي ايْنَ مَسْكَنهَا جعلت السَّعْي مِنْك لَهَا على الاجفان
…
وَلَقَد وصفت طَرِيق مَسْكَنهَا فان
…
رمت الْوِصَال فَلَا تكن بالواني
…
اسرع وحث السّير جهدك انما
…
مسراك هَذَا سَاعَة لزمان
فاعشق وَحدث بالوصال النَّفس وابذل مهرهَا مَا دمت ذَا امكان
…
وَاجعَل صيامك قبل لقياها ويو
…
م الْوَصْل يَوْم الْفطر من رَمَضَان
…
وَاجعَل نعوت جمَالهَا الْحَادِي وسر
…
تلقى المخاوف وَهِي ذَات امان
…
لما حث النَّاظِم رَحْمَة الله تَعَالَى على طلب الْوِصَال للحور الْعين كَمَا قَالَ بَعضهم وصم عَن لذات الدُّنْيَا وَاجعَل فطرك الْمَوْت شرع فِي ذمّ الدُّنْيَا والاشتغال بهَا عَن الْآخِرَة فَقَالَ
…
لَا يلهينك منزل لعبت بِهِ
…
أَيدي البلى مذ سالف الازمان
…
البلى بِكَسْر الْيَاء
…
فَلَقَد ترحل عَنهُ كل مَسَرَّة
…
وتبدلت بالهم وَالْأَحْزَان
سجن يضيق بِصَاحِب الايمان لَكِن جنَّة المأوى لذِي الكفران
…
سكانها أهل الْجَهَالَة والبطالة والسفاهة انجس السكان
وألذهم عَيْشًا فأجهلهم بِحَق الله ثمَّ حقائق الْقُرْآن
…
عمرت بهم هذي الديار وأقفرت
…
مِنْهُم ربوع الْعلم والايمان
قد أثروا الدُّنْيَا وَلَذَّة عيشهاالفاني على الجنات والرضوان
…
صحبوا الْأَمَانِي وابتلوا بحظوظهم
…
وَرَضوا بِكُل مذهلة وهوان
…
كدحا وكدا لَا يفتر عَنْهُم
…
مَا فِيهِ من غرم وَمن احزان
وَالله لَو شاهدت هاتيك الصدو
…
ر رَأَيْتهَا كمراجل النيرَان
…
المراجل جمع مرجل وَهُوَ الْقدر
…
ووقودها الشَّهَوَات والحسرات والالآم لَا تخبو مدى الْأَزْمَان
…
أبدانهم أَحْدَاث هايتك النفو
…
س اللاء قد قبرت مَعَ الْأَبدَان
أَرْوَاحهم فِي وَحْشَة وجسومهم
…
فِي كدحها لافي رضى الرَّحْمَن
…
هربوا من الرّقّ الَّذِي خلقُوا لَهُ
…
فبلوا برق النَّفس والشيطان
…
أَي إِنَّهُم وَالْعِيَاذ بِاللَّه هربوا من الرّقّ الَّذِي خلقُوا لَهُ وَهُوَ عبَادَة الله وَحده كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون} الذارايات 56 فبلوا برق النَّفس والشيطان أَي فاستخدمتهم الشَّيَاطِين واسترقتهم فِي تَحْصِيل الشَّهَوَات الفانية وَجمع عرض الدُّنْيَا الخسيس وحطامها الفاني فأعقبهم ذَلِك الْحَسْرَة والندامة وَصَارَ عَاقِبَة ذَلِك الْعَذَاب الْأَلِيم نَعُوذ بِاللَّه من مُوجبَات سخطه
…
لَا ترض مَا اختاروه هم لنفوسهم
…
فقد ارتضوا بالذل والحرمان
…
لَو ساوت الدُّنْيَا جنَاح بعوضة
…
لم يسق مِنْهَا الرب ذَا الكفران
لَكِنَّهَا وَالله احقر عِنْده
…
من ذَا الْجنَاح الْقَاصِر الطيران
…
هَذَا معنى الحَدِيث لَو ساوت الدُّنْيَا عِنْد الله جنَاح بعوضة مَا سقى كَافِرًا مِنْهَا شربة مَاء
…
وَلَقَد تولت بعد عَن أَصْحَابهَا
…
فالسعد مِنْهَا حل فِي الدبران
لَا يرتجى مِنْهَا الْوَفَاء لصبها
…
أَيْن الوفا من غادر خوان
طبعت على كدر فَكيف تنالها
…
صفوا أَهَذا قطّ فِي الامكان
يَا عاشق الدُّنْيَا تأهب للَّذي
…
قد ناله العشاق كل زمَان
أَو مَا سَمِعت بل رَأَيْت مصَارِع العشاق من شيب وَمن شُبَّان
…