الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وأتى بِهِ الْقُرْآن تَصْرِيحًا وتعريضا هما بسياقه نَوْعَانِ
…
وَهِي الزِّيَادَة قد أَتَت فِي يُونُس
…
تَفْسِيره قد جَاءَ بِالْقُرْآنِ
…
وَرَوَاهُ عَنهُ مُسلم بصحيحه
…
يروي صُهَيْب ذَا بِلَا كتمان
وَهُوَ الْمَزِيد كَذَاك فسره أَبُو
…
بكر هُوَ الصّديق ذُو الايقان
وَعَلِيهِ أَصْحَاب الرَّسُول وتابعو
…
هم بعدهمْ تَبَعِيَّة الاحسان
…
ذكر النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي هَذَا الْفَصْل رُؤْيَة أهل الْجنَّة رَبهم تبارك وتعالى بِأَبْصَارِهِمْ جهرة كَمَا يرى الْقَمَر وَقد اتّفق عَلَيْهَا الْأَنْبِيَاء والمرسلون وَجَمِيع الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وأئمة الاسلام وأنكرها أهل الْبدع كالجهمية والمعتزلة والباطنية والرافضة
قَوْله وأتى بهَا الْقُرْآن تَصْرِيحًا وتعريضا الخ التَّصْرِيح كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى {وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة} الْقِيَامَة 22 23 وَقَوله تَعَالَى {وَاتَّقوا الله وَاعْلَمُوا أَنكُمْ ملاقوه} الْبَقَرَة 223 وَقَوله {تحيتهم يَوْم يلقونه سَلام} الاحزاب 44 وَقَوله تَعَالَى {فَمن كَانَ يَرْجُو لِقَاء ربه} الْكَهْف 110 وَقَوله {الَّذين يظنون أَنهم ملاقوا الله} الْبَقَرَة 249 وَأجْمع أهل اللِّسَان على أَن اللِّقَاء مَتى نسب إِلَى الْحَيّ السَّلِيم من الْعَمى وَالْمَانِع اقْتضى المعاينة والتعريض كَقَوْلِه تَعَالَى {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} المطففين 15 وَقَوله تَعَالَى {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة} يُونُس 26 قَوْله وَهِي الزِّيَادَة قد أَتَت فِي يُونُس الخ فِي صَحِيح مُسلم عَن صُهَيْب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة} يُونُس قَالَ إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة وَأهل النَّار النَّار نَادَى مُنَاد يَا أهل
الْجنَّة إِن لكم عِنْد الله موعدا يُرِيد أَن ينجزكموه فَيَقُولُونَ مَا هُوَ ألم يثقل موازيننا ويبيض وُجُوهنَا ويدخلنا الْجنَّة ويجرنا من النَّار فَيكْشف الْحجاب فَيَنْظُرُونَ اليه فَمَا أَعْطَاهُم شَيْئا أحب اليهم من النّظر اليه وَهِي الزِّيَادَة وروى الْحسن بن عرقة عَن انس عَنهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ للَّذين أَحْسنُوا الْعَمَل فِي الدُّنْيَا الْحسنى وَهِي الْجنَّة وَالزِّيَادَة النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى
قَوْله وَهُوَ الْمَزِيد كَذَا فسره أَبُو بكر الخ يَعْنِي قَوْله تَعَالَى {لَهُم مَا يشاؤون فِيهَا ولدينا مزِيد} ق قَالَ عَليّ وَأنس هُوَ النّظر إِلَى وَجه الله تَعَالَى وَقَالَهُ من التَّابِعين زيد بن وهب وَغَيره
قَوْله وَعَلِيهِ أَصْحَاب الرَّسُول وتابعوهم الخ أَي إِن اثبات رُؤْيَته سُبْحَانَهُ هُوَ قَول أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وتابعيهم باحسان
…
وَلَقَد أَتَى ذكر اللِّقَاء لربنا الرَّحْمَن فِي سور من الْفرْقَان
…
ولقاؤه إِذْ ذ 1 ك رُؤْيَته حكى الْإِجْمَاع فِيهِ جمَاعَة بِبَيَان
وَعَلِيهِ أَصْحَاب الحَدِيث جَمِيعهم
…
لُغَة وَعرفا لَيْسَ يَخْتَلِفَانِ
…
يَعْنِي قَوْله تَعَالَى {وَاتَّقوا الله وَاعْلَمُوا أَنكُمْ ملاقوه} الْبَقَرَة وَقَوله تَعَالَى {تحيتهم يَوْم يلقونه سَلام} الْأَحْزَاب وَقد أجمع أهل اللِّسَان على أَن اللِّقَاء مَتى نسب إِلَى الْحَيّ السَّلِيم من الْعَمى وَالْمَانِع اقْتضى الرُّؤْيَة والمعاينة وَلَا يتنقض هَذَا بقوله تَعَالَى {فأعقبهم نفَاقًا فِي قُلُوبهم إِلَى يَوْم يلقونه} التَّوْبَة فقد دلّت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الصَّرِيحَة على أَن الْمُنَافِقين يرونه فِي عرصات الْقِيَامَة وَالْكفَّار ايضا كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ فِي حَدِيث التجلي يَوْم الْقِيَامَة
وَفِي هَذِه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه لَا يرَاهُ إِلَّا الْمُؤْمِنُونَ وَالثَّانِي يرَاهُ جَمِيع أهل الْموقف مؤمنهم وكافرهم ثمَّ يحتجب عَن الْكفَّار فَلَا يرونه بعد ذَلِك وَالثَّالِث يرَاهُ المُنَافِقُونَ دون الْكفَّار وَكَذَلِكَ الاقوال الثَّلَاثَة بِعَينهَا فِي تكليمه لَهُم ولشيخ الاسلام فِي ذَلِك مُصَنف مُفْرد
…
هَذَا وَيَكْفِي أَنه سُبْحَانَهُ
…
وصف الْوُجُوه بنظرة بجنان
وَأعَاد أَيْضا وصفهَا نظرا وَذَا
…
لَا شكّ يفهم رُؤْيَة بعيان
وَأَتَتْ أَدَاة إِلَى لرفع الْوَهم من
…
فكر كَذَاك ترقب الانسان
وأضافه لمحل رُؤْيَتهمْ بِذكر الْوَجْه إِذْ قَامَت بِهِ العينان
…
تالله مَا هَذَا بفكر وانتظا
…
ر مغيب أَو رُؤْيَة لجنان
…
مَا فِي الْجنان من انْتِظَار مؤلم
…
وَاللَّفْظ يأباه لذِي الْعرْفَان
لَا تفسدوا لفظ الْكتاب فَلَيْسَ فِيهِ حِيلَة يَا فرقة الروغان
…
مَا فَوق ذَا التَّصْرِيح شَيْء مَا الَّذِي
…
يَأْتِي بِهِ من بعد ذَا التِّبْيَان
…
لَو قَالَ ابين مَا يُقَال لقلتم
…
هُوَ مُجمل مَا فِيهِ من تبيان
…
قَالَ النَّاظِم فِي حادي الْأَرْوَاح فِي الْكَلَام على قَوْله تَعَالَى {وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة} الْقِيَامَة وَأَنت إِذا أجرت هَذِه الْآيَة من تحريفها عَن موَاضعهَا وَالْكذب على الْمُتَكَلّم بهَا فِيمَا أَرَادَ مِنْهَا وَجدتهَا منادية نِدَاء صَرِيحًا إِن الله سُبْحَانَهُ يرى عيَانًا بالابصار يَوْم الْقِيَامَة وَإِن أَبيت الا تحريفها الَّذِي يُسَمِّيه المحرفون تَأْوِيلا فتاويل نُصُوص الْمعَاد
وَالنَّار وَالْمِيزَان والحساب أسهل على أربابه من تَأْوِيلهَا وَتَأْويل كل نَص تضمنه الْقُرْآن وَالسّنة كَذَلِك وَهَذَا الَّذِي أفسد الدّين وَالدُّنْيَا واسمع الْآن أَيهَا السّني تَفْسِير النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه وَالتَّابِعِينَ وأئمة الاسلام لهَذِهِ الْآيَة روى ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَمْرو وَقَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي قَوْله تَعَالَى {وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة} الْقِيَامَة قَالَ من الْبَهَاء وَالْحسن {إِلَى رَبهَا ناظرة} الْقِيَامَة وَقَالَ ابْن عَبَّاس تنظر الى وَجه رَبهَا عز وجل وَقَالَ عِكْرِمَة {ناضرة} من النَّعيم الى رَبهَا ناظرة تنظر نظرا وَهَذَا قَول كل مُفَسّر من أهل السّنة والْحَدِيث وَأما الاحاديث عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه الدَّالَّة على الرُّؤْيَة فمتواترة مِنْهَا حَدِيث ابي بكر الصّديق عِنْد أَحْمد فِي ذكر استشفاع النَّاس من نَبِي الى نَبِي وَهُوَ طَوِيل جدا فِيهِ فاذا نظر إِلَى ربه عز وجل خر سَاجِدا وَمِنْهَا حَدِيث ابي هُرَيْرَة وابي سعيد فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن أُنَاسًا قَالُوا يَا رَسُول الله هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة فَقَالَ هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر قَالُوا لَا قَالَ هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سَحَاب قَالُوا لَا قَالَ فانكم تَرَوْنَهُ كَذَلِك الحَدِيث وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن جرير بن عبد الله قَالَ كُنَّا جُلُوسًا مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَنظر الى الْقَمَر لَيْلَة ارْبَعْ عشرَة فَقَالَ انكم سَتَرَوْنَ ربكُم عيَانًا كَمَا ترَوْنَ هَذَا لَا تضَامون فِي رُؤْيَته فان اسْتَطَعْتُم أَن لَا تغلبُوا على صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَقبل غُرُوبهَا فافعلوا الحَدِيث وَالْأَحَادِيث بذلك كَثِيرَة وَهِي متواترة كَمَا تقدم قَوْله وصف الْوُجُوه بنظرة بجنان وَالْمرَاد الْحسن وَالْجمال ثمَّ قَالَ {إِلَى رَبهَا ناظرة} وَهِي الرُّؤْيَة بالعيان قَوْله وَأَتَتْ أَدَاة الى لرفع
الْوَهم من فكر الخ أَي أَن الْمَعْنى النّظر الى الرب تَعَالَى وَأَتَتْ أَدَاة الى لدفع توهم الِانْتِظَار وَذَلِكَ كَمَا يَقُول المؤولة إِن معنى ناظرة تنْتَظر الثَّوَاب قَوْله وَإِضَافَة لمحل رُؤْيَتهمْ بِذكر الْوَجْه أَي إِنَّه تَعَالَى قَالَ {وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة} الْقِيَامَة فاضاف النّظر الى الْوُجُوه لِأَن العينان فِيهِ
…
وَلَقَد أَتَى فِي سُورَة التطفيف أَن الْقَوْم قد حجبوا عَن الرَّحْمَن
…
فَيدل بِالْمَفْهُومِ ان الْمُؤمنِينَ يرونه فِي جنَّة الْحَيَوَان
وبذا اسْتدلَّ الشَّافِعِي وَاحْمَدْ
…
وسواهما من عالمي الْأَزْمَان
وأتى بذا الْمَفْهُوم تَصْرِيحًا بآ
…
خرها فَلَا تخدع عَن الْقُرْآن
واتى بذلك مُكَذبا للْكَافِرِينَ الساخرين بشيعة الرَّحْمَن
…
ضحكوا من الْكفَّار يَوْمئِذٍ كَمَا
…
ضحكوا هم مِنْهُم على الايمان
…
وأثابهم نظرا اليه ضد مَا
…
قد قَالَه فيهم اولو الكفران
فلذاك فسره الْأَئِمَّة انه
…
نظر الى الرب الْعَظِيم الشان
لله ذَاك الْفَهم يؤتيه الَّذِي
…
هُوَ اهله من جاد بالاحسان
…
يُشِير إِلَى قَوْله تَعَالَى فِي سُورَة المطففين عَن الْكفَّار {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} المطففين فمفهومه أَن الْمُؤمنِينَ يرونه سُبْحَانَهُ
قَالَ النَّاظِم فِي حادي الْأَرْوَاح {كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون} أَي عَن رُؤْيَته وَسَمَاع كَلَامه فَلَو لم يره الْمُؤْمِنُونَ ويسمعوا