الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
فِي ذكر فرق آخر لَهُم وَبَيَان بُطْلَانه
…
فلذاك قَالَ زعيمهم فِي نَفسه
…
فرقا سوى هَذَا الَّذِي تريان
هذي الصِّفَات عقولنا دلّت على
…
إِثْبَاتهَا مَعَ ظَاهر الْقُرْآن
فلذاك صناها عَن التَّأْوِيل فاعجب يَا أَخا التَّحْقِيق والعرفان
…
كَيفَ اعْتِرَاف الْقَوْم ان عُقُولهمْ
…
دلّت على التجسيم بالبرهان
فَيُقَال هَل فِي الْعقل تجسيم ام
الْمَعْقُول يَنْفِيه كَذَا النُّقْصَان
…
إِن قُلْتُمْ يَنْفِيه فانفوا هَذِه ال أَوْصَاف وانسلخوا من الْقُرْآن
أَو قُلْتُمْ يقْضِي باثبات لَهُ
…
ففراركم مِنْهَا لأي معَان
أَو قُلْتُمْ يَنْفِيه فِي وصف وَلَا يَنْفِيه فِي وصف بِلَا برهَان
…
فَيُقَال مَا الْفرْقَان بَينهمَا وَمَا الْبُرْهَان فَأتوا الْآن بالفرقان
وَيُقَال قد شهد العيان بِأَنَّهُ
…
ذُو حِكْمَة وعناية وحنان
مَعَ رأفة ومحبة لِعِبَادِهِ
…
أهل الْوَفَاء وتابعي الْقُرْآن
ولذاك خصوا بالكرامة دون اعداء الْإِلَه وشيعة الكفران
…
وَهُوَ الدَّلِيل لنا على غضب وبغض مِنْهُ مَعَ مقت لذِي الْعِصْيَان
…
.. وَالنَّص جَاءَ بِهَذِهِ الاوصاف مَعَ
…
مثل الصِّفَات السَّبع فِي الْقُرْآن
وَيُقَال سلمنَا بِأَن الْعقل لَا
…
يقْضِي اليها فَهِيَ فِي الْفرْقَان
أفنفي آحَاد الدَّلِيل يكون للمدلول نفيا يَا أولي الْعرْفَان
…
اَوْ نفي مُطلقَة يدل على انتفا الْمَدْلُول فِي عقل وَفِي قُرْآن
أفبعد ذَا الانصاف وَيحكم سوى
…
مَحْض العناد ونخوة الشَّيْطَان
وتحيز مِنْكُم اليهم يَا أولي الْقُرْآن والاثار والايمان
…
ذكر النَّاظِم لمثبتي بعض الصِّفَات دون بعض فرقا آخر وَبَين بُطْلَانه وَذَلِكَ أَنهم إِن قَالُوا أثبتنا تِلْكَ الصِّفَات لِأَن الْعقل دلّ على إِثْبَاتهَا مَعَ النَّقْل فان الْفِعْل الْحَادِث دلّ على الْقُدْرَة والتخصيص دلّ على الْإِرَادَة والإحكام دلّ على الْعلم وَهَذَا الصِّفَات مستلزمة للحياة والحي لَا يَخْلُو عَن السّمع وَالْبَصَر وَالْكَلَام اَوْ ضد ذَلِك لَهُم عَن هَذَا جوابان
أَحدهمَا ان يُقَال عدم الدَّلِيل الْمعِين لَا يسْتَلْزم عدم الْمَدْلُول الْمعِين فَهَب ان مَا سلكتموه من الدَّلِيل الْعقلِيّ لَا يثبت ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يَنْفِيه وَلَيْسَ لكم ان تنفوه بِغَيْر دَلِيل لَان النَّافِي عَلَيْهِ الدَّلِيل كَمَا على الْمُثبت والسمع قد دلّ عَلَيْهِ وَلم يُعَارض ذَلِك معَارض عَقْلِي وَلَا سَمْعِي فَيجب اثبات مَا أثْبته الدَّلِيل السَّالِم عَن الْمعَارض المقاوم
الثَّانِي ان يُقَال يُمكن إِثْبَات هَذِه الصِّفَات بنظير مَا اثبتم بِهِ تِلْكَ من العقليات فَيُقَال نفع الْعباد بالاحسان اليهم يدل على الرَّحْمَة كدلالة التَّخْصِيص على الْمَشِيئَة واكرام الطائعين يدل على محبتهم وعقاب الْكَافرين