الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي ذكر الْخلاف بَين النَّاس هَل تحبل نسَاء أهل الْجنَّة أم لَا
…
وَالنَّاس بَينهم خلاف هَل بهَا
…
حَبل وَفِي هَذَا لَهُم قَولَانِ
فنفاه طَاوُوس وابراهيم ثمَّ مُجَاهِد وهم أولو الْعرْفَان
…
وروى العقبلي الصدوق أَبُو رزين صَاحب الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِ
أَن لَا توالد فِي الْجنان رَوَاهُ تَعْلِيقا
مُحَمَّد الْعَظِيم الشان
…
وَحَكَاهُ عَنهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ اسحاق بن ابراهيم ذُو الاتقان
لَا يَشْتَهِي ولدا بهَا وَلَو اشتها
…
هـ لَكَانَ ذَاك مُحَقّق الامكان
وروى هِشَام لِابْنِهِ عَن عَامر
…
عَن نَاجِي عَن سعد بن سِنَان
ان الْمُنعم بالجنان إِذا اشْتهى الْوَلَد الَّذِي هُوَ نُسْخَة الانسان
…
فالحمل ثمَّ الْوَضع ثمَّ السن فِي
…
فَرده من السَّاعَات فِي الْأَزْمَان
…
اسناده عِنْدِي صَحِيح قد روا
…
هـ التِّرْمِذِيّ وَاحْمَدْ الشَّيْبَانِيّ
وَرِجَال ذَا الاسناد مُحْتَج بهم
…
فِي مُسلم وهم اولو إتقان
لَكِن غَرِيب مَاله من شَاهد
…
فَرد بذا الاسناد لَيْسَ بثان
…
.. لَوْلَا حَدِيث ابي رزين كَانَ ذَا
…
كالنص يقرب مِنْهُ فِي التِّبْيَان
وَلذَلِك أَوله ابْن ابراهيم بِالشّرطِ الَّذِي هُوَ منتفى الوجدان
…
وبذاك رام الْجمع بَين حَدِيثه
…
وَأبي رزين وَهُوَ ذُو إِمْكَان
هَذَا وَفِي تَأْوِيله نظر فان اذا لتحقيق وَذي إتقان
…
ولربما جَاءَت لغير تحقق
…
وَالْعَكْس فِي ان ذَاك وضع لِسَان
…
حَاصِل هَذَا الْفَصْل قد ذكره النَّاظِم فِي حادي الْأَرْوَاح ولنذكر كَلَامه مُلَخصا قَالَ فصل فِي ذكر اخْتِلَاف النَّاس هَل فِي الْجنَّة حمل وولادة روى التِّرْمِذِيّ وَاسْتَغْرَبَهُ عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا اشْتهى الْوَلَد فِي الْجنَّة كَانَ حمله وَوَضعه وسنه فِي سَاعَة كَمَا يَشْتَهِي قَالَ اسحق بن ابراهيم وَلَكِن لَا يَشْتَهِي قَالَ بَعضهم فِي الْجنَّة جماع وَلَا يكون ولد وَقد رُوِيَ عَن ابي رزين الْعقيلِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِن أهل الْجنَّة لَا يكون لَهُم فِيهَا ولد
قَالَ النَّاظِم قلت حَدِيث ابي سعيد على شَرط الصَّحِيح وَرِجَاله مُحْتَج بهم فِيهِ وَلكنه غَرِيب جدا وَتَأْويل اسحاق فِيهِ نظر وروى أَبُو نعيم عَن ابي سعيد الْمَذْكُور قَالَ قيل يَا رَسُول الله أيولد لأهل الْجنَّة فان الْوَلَد من تَمام السرُور فَقَالَ نعم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ مَا هُوَ كَقدْر مَا يتَمَنَّى أحدكُم فَيكون حمله ورضاعه وشبابه فِي سَاعَة وَاحِدَة وروى الْحَاكِم مثله أَيْضا عَنهُ قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا إِسْنَاد ضَعِيف بِمرَّة وَفِي حَدِيث أبي رزين الطَّوِيل الَّذِي أَشَارَ اليه البُخَارِيّ غير أَن لَا توالد رَوَاهُ احْمَد وَالطَّبَرَانِيّ وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مَنْدَه وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم وَغَيرهم
على سَبِيل الْقبُول وَالتَّسْلِيم فَهَذَا حَدِيث صَرِيح فِي انتفاه الْوَلَد
قَوْله إِذا اشْتهى مُعَلّق بِالشّرطِ وَلَا يلْزم من التَّعْلِيق وُقُوع الْمُعَلق وَلَا الْمُعَلق بِهِ واذا وان كَانَت ظَاهِرَة فِي الْمُحَقق فقد تسْتَعْمل لمُجَرّد التَّعْلِيق الْأَعَمّ من الْمُحَقق وَغَيره قَالُوا وَفِي هَذَا الْموضع يتَبَيَّن ذَلِك بِوُجُوه عشرَة ثمَّ ذكرهَا النَّاظِم ثمَّ قَالَ النافون للولادة فِي الْجنَّة لم ينفوها لزيغ فِي قُلُوبهم وَلَكِن لحَدِيث أبي رزين غير أَن لَا توالد وَقد حكى التِّرْمِذِيّ فِي ذَلِك قَوْلَيْنِ للسلف وَالْخلف وَحَدِيث التِّرْمِذِيّ غَرِيب فان كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قد قَالَه فَهُوَ الْحق الَّذِي لَا شكّ فِيهِ وَلَا تنَاقض بَينه وَبَين حَدِيث أبي رزين غير أَن لَا توالد إِذْ ذَلِك نفي للتوالد الْمَعْهُودَة فِي الدُّنْيَا لَا يَنْفِي ولادَة حمل الْوَلَد وَوَضعه وسنه وشبابه فِي سَاعَة وَاحِدَة انْتهى كَلَامه
قَوْله وروى هِشَام لِابْنِهِ الخ هَذَا هُوَ حَدِيث أبي سعيد الَّذِي تقدم أول الْفَصْل
قَوْله عَن سعد بن سِنَان هُوَ ابو سعيد سعد بن مَالك بن سِنَان الْخُدْرِيّ رضي الله عنه
قَالَ النَّاظِم
…
وَاحْتج من نصر الْولادَة أَن رفي الجنات سَائِر شَهْوَة الانسان
وَالله قد جعل الْبَنِينَ مَعَ النسا
…
من أعظم الشَّهَوَات فِي الْقُرْآن
فَأُجِيب عَنهُ بِأَنَّهُ لَا يَشْتَهِي
…
ولدا وَلَا حبلا من النسوان