الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فِي صُورَة أقبح مَا خلق الله وَجها وأنتنه ريحًا فيجلس إِلَى جنبه كلما أفزعه شَيْء زَاده وَكلما تخوف من شَيْء زَاده خوفًا فَيَقُول بئس الصاحب أَنْت وَمن أَنْت فَيَقُول وَمَا تعرفنِي فَيَقُول لَا فَيَقُول أَنا عَمَلك كَانَ قبيحا فلذالك تراني قبيحا كَانَ منتنا فَلذَلِك تراني منتنا فطأطيء رَأسك أركبك فطالما ركبتني فِي الدُّنْيَا وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {ليحملوا أوزارهم كَامِلَة يَوْم الْقِيَامَة} النَّحْل
فصل فِي أَن الْجنَّة قيعان وان اغراسها الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح
…
أَو مَا سَمِعت بِأَنَّهَا القيعان فاغرس مَا تشَاء بذا الزَّمَان الفاني
…
وغراسها التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير والتحميد والتوحيد للرحمن
تَبًّا لتارك غرسه مَاذَا الَّذِي
…
قد فَاتَهُ من مُدَّة الامكان
يَا من يقر بذا وَلَا يسْعَى
لَهُ
…
بِاللَّه قل لي كَيفَ يَجْتَمِعَانِ
أَرَأَيْت لَو عطلت أَرْضك من غرا
…
س مَا الَّذِي تجني من الْبُسْتَان
وكذاك لَو عطلتها من بذرها
…
ترجو الْمغل يكون كالكيمان
مَا قَالَ رب الْعَالمين وَعَبده
…
هَذَا فراجع مُقْتَضى الْقُرْآن
…
فِي جَامع التِّرْمِذِيّ من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لقِيت إِبْرَاهِيم لَيْلَة أسرِي بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّد
أَقرَأ امتك السَّلَام وَأخْبرهمْ أَن الْجنَّة طيبَة التربة عذبة المَاء وَأَنَّهَا قيعان وَأَن غراسها سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن غَرِيب من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِي التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أبي الزبير عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ غرست لَهُ نَخْلَة فِي الْجنَّة قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح وروى ابْن ماجة عَن ابي هُرَيْرَة ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مر بِهِ وَهُوَ يغْرس غرسا فَقَالَ يَا ابا هُرَيْرَة مَا الَّذِي تغرس قَالَ غرسا قَالَ أَلا أدلك على غراس خير من هَذَا سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر يغْرس لَك بِكُل وَاحِدَة شَجَرَة فِي الْجنَّة
…
وَتَأمل الْبَاء الَّتِي قد عينت
…
سَبَب الْفَلاح لحكمة الْفرْقَان
وأظن بَاء النَّفْي قد غرتك فِي
…
ذَاك الحَدِيث أَتَى بِهِ الشَّيْخَانِ
لن يدْخل الجنات أصلا كَادِح
…
بالسعي مِنْهُ وَلَو على الأجفان
وَالله مَا بَين النُّصُوص تعَارض
…
وَالْكل مصدرها عَن الرَّحْمَن
لَكِن بالاثبات والتسبيب وَالْبَاء الَّتِي للنَّفْي بالأثمان
…
وَالْفرق بَينهمَا فَفرق ظَاهر
…
يدريه ذُو حفظ من الْعرْفَان
…
قَالَ النَّاظِم فِي حادي الْأَرْوَاح روى أَبُو نعيم من حَدِيث جَابر قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول لَا يدْخل أحدا مِنْكُم عمله الْجنَّة وَلَا يجيره من النَّار وَلَا أَنا إِلَّا بتوحيد الله واسناده على شَرط مُسلم وَأَصله فِي الصَّحِيح وَهَهُنَا أَمر يجب التَّنْبِيه عَلَيْهِ وَهُوَ أَن الْجنَّة إِنَّمَا تدخل برحمة الله وَلَيْسَ عمل العَبْد مُسْتقِلّا بِدُخُولِهَا وان كَانَ نَبيا وَلِهَذَا أثبت الله دُخُولهَا بِالْأَعْمَالِ فِي