الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى ابو الشَّيْخ عَن صَالح بن حَيَّان عَن عبد الله بن بريده قَالَ إِن أهل الْجنَّة يدْخلُونَ كل يَوْم مرَّتَيْنِ على الْجَبَّار جل جلاله فَيقْرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن وَقد جلس كل امرىء مِنْهُم مَجْلِسه الَّذِي هُوَ مَجْلِسه على مَنَابِر الدّرّ والياقوت والزبرجد والزمرد فَلم تقْرَأ أَعينهم بشىء وَلم يسمعوا شَيْئا قطّ أعظم وَلَا أحسن مِنْهُ ثمَّ يَنْصَرِفُونَ الى رحالهم ناعمين قريرة أَعينهم بشىء إِلَى مثلهَا من الْغَد
قَوْله فسماع مُوسَى لم يكن بوساطة أَي ان مُوسَى عليه السلام سمع كَلَام الله تَعَالَى بِغَيْر وساطة وَأما سَمَاعنَا كَلَام الله فَهُوَ بوساطة
قَوْله من صير النَّوْعَيْنِ نوعا وَاحِدًا أَي كالجهمية وأتباعهم ومخالفتهم لِلْعَقْلِ وَالْقُرْآن ظَاهِرَة
فصل
فِي يَوْم الْمَزِيد وَمَا أعد الله لَهُم فِيهِ من الْكَرَامَة
…
أَو مَا سَمِعت بشأنهم يَوْم الْمَزِيد وَأَنه شَأْن عَظِيم الشان
…
هُوَ يَوْم جمعتنَا وَيَوْم زِيَارَة الرَّحْمَن وَقت صَلَاتنَا وأذان
وَالسَّابِقُونَ إِلَى الصَّلَاة هم الألى
…
فازوا بِذَاكَ السَّبق بالاحسان
سبق بسبق والمؤخر هَاهُنَا
…
مُتَأَخّر فِي ذَلِك الميدان
وَالْأَقْرَبُونَ إِلَى الامام فهم أولو
الزلفى هُنَاكَ فها هُنَا قرْبَان
…
قرب بِقرب والمباعد مثله
…
بعد ببعد حِكْمَة الديَّان
…
وَلَهُم مَنَابِر لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد
…
ومنابر الْيَاقُوت والعقيان
هَذَا وأدناهم وَمَا فيهم دنا
…
من فَوق ذَاك الْمسك كالكثبان
مَا عِنْدهم أهل المنابر فَوْقهم
…
مِمَّا يرَوْنَ بهم من الاحسان
فيرون رَبهم تَعَالَى جهرة
…
نظر العيان كَمَا يرى القمران
ويحاضر الرَّحْمَن واحدهم محا
…
ضرَّة الحبيب يَقُول يَا بن فلَان
هَل تذكر الْيَوْم الَّذِي قد كنت فِيهِ مبارزا بالذنب والعصيان
…
فَيَقُول رب أما مننت بغفرة
…
قدما فانك وَاسع الغفران
…
فَيُجِيبهُ الرَّحْمَن مغفرتي الَّتِي
…
قد أوصلتك إِلَى الْمحل الداني
…
يُشِير إِلَى حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَتَانِي جِبْرِيل عليه السلام وَفِي يَده مرْآة بَيْضَاء فِيهَا نُكْتَة سَوْدَاء فَقلت مَا هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ هَذِه الْجُمُعَة يعرضهَا عَلَيْك رَبك عز وجل لتَكون لَك عيدا ولقومك من بعْدك تكون انت الاول وَتَكون الْيَهُود وَالنَّصَارَى من بعْدك قلت مَا لنا فِيهَا قَالَ لكم فِيهَا خير فِيهَا سَاعَة من دَعَا الله تَعَالَى فِيهَا بِخَير قسم لَهُ أعطَاهُ اياه اَوْ لَيْسَ لَهُ قسم إِلَّا ذخر لَهُ مَا هُوَ أعظم مِنْهُ قلت مَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء فِيهَا قَالَ هِيَ السَّاعَة تقوم يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ سيد الايام عندنَا وَنحن نَدْعُوهُ يَوْم الْمَزِيد فِي الْآخِرَة قلت وَمَا تَدعُونَهُ يَوْم الْمَزِيد قَالَ ان رَبك اتخذ فِي الْجنَّة وَاديا أفيح من مسك ابيض فاذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ثمَّ
حف الْكُرْسِيّ بمنابر من نور ثمَّ جَاءَ النَّبِيُّونَ حَتَّى يجلسوا عَلَيْهَا ثمَّ حف المنابر بكراسي من ذهب ثمَّ جَاءَ الصديقون وَالشُّهَدَاء حَتَّى يجلسوا عَلَيْهَا ثمَّ جَاءَ أهل الْجنَّة حَتَّى يجلسوا على الكثب فيتجلى لَهُم رَبهم عز وجل حَتَّى ينْظرُوا إِلَى وَجهه ثمَّ يَقُول أَنا صدقتكم وعدي وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي وَهَذَا مَحل كَرَامَتِي فيسألونه ويسألونه حَتَّى تَنْتَهِي رغبتهم فَيفتح لَهُم عِنْد ذَلِك مَا لَا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر الى أَوَان منصرف النَّاس من يَوْم الْجُمُعَة ثمَّ يصعد على كرسيه ويصعد مَعَه الصديقون وَالشُّهَدَاء وَيرجع أهل الغرف إِلَى غرفهم درة بَيْضَاء لَا فَصم فِيهَا وَلَا نظم أَو ياقوتة حَمْرَاء أَو زبرجدة خضراء فِيهَا غرفها وأبوابها مطردَة فِيهَا أنهارها متدلية فِيهَا ثمارها فِيهَا أزواجها وخدمها فليسوا إِلَى شَيْء أحْوج مِنْهُم إِلَى يَوْم الْجُمُعَة ليزدادوا من كرامته عز وجل وليزدادوا نظرا الى وَجهه فَلذَلِك دعِي يَوْم الْمَزِيد أخرجه عبد الله ابْن احْمَد فِي كتاب السّنة
قَوْله وَالسَّابِقُونَ الى الصَّلَاة الخ روى أَبُو نعيم وَأَبُو النَّضر وَجَمَاعَة قَالُوا حَدثنَا المَسْعُودِيّ عَن الْمنْهَال بن عَمْرو وَعَن أبي عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ سارعوا الى الْجُمُعَة فان الله ينزل لأهل الْجنَّة فِي كل جُمُعَة فِي كثب من كافور ابيض فيكونون مِنْهُ فِي الْقرب على قدر تسارعهم إِلَى الْجُمُعَة