الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. وَمَا بَان حق فَلَا تتركنه
…
وَلَا تعص من يَدْعُو لأَقوم ريعة
وَأما رضانا بِالْقضَاءِ فَإِنَّمَا
…
أمرنَا بِأَن نرضى بِمثل الْمُصِيبَة
كسقم وفقر ثمَّ ذل وغربة
…
وَمَا كَانَ من سوء بِدُونِ جريمة
وَأما الأفاعيل الَّتِي كرهت لنا
…
فَلَا تَرْتَضِي مسخوطة لمشيئة
وَقد قَالَ قوم من أولي الْعلم لَا رضى
…
بِفعل الْمعاصِي والذنُوب الكريهة
وَقَالَ فريق نرتضي بِقَضَائِهِ وَلَا نرتضي الْمُقْتَضِي لأقبح خلة
…
وَقَالَ فريق نرتضي باضافة اليه وَمَا فِينَا فنلقي بسخطه
فنرضى من الْوَجْه الَّذِي هُوَ خلقه ونسخط من وَجه اكْتِسَاب بحيلة
…
وَأطَال رَحمَه الله تَعَالَى وَهُوَ جَوَاب فِي غَايَة النفاسة وَالْوَفَاء بِالْمَقْصُودِ تركنَا نقل جَمِيعه اختصارا
قَول النَّاظِم هَذَا الْبَيَان يزِيل لبسا طالما هَلَكت عَلَيْهِ النَّاس الخ أَي إِن هَذَا الَّذِي ذكره فِي هَذِه الْمَسْأَلَة يزِيل جَمِيع الاشكالات فِيهَا قَوْله
أَي من وَافق الحكم القدري الكوني وَافق سخطَة الله إِذْ لم يُوَافق الحكم الديني الشَّرْعِيّ فَلَا يعدوه أجر إِن خطأ أَو أَجْرَانِ إِن أصَاب وَالله أعلم
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
فصل
وَالْحكمَة الْعليا على نَوْعَيْنِ أَيْضا حصلا بقواطع الْبُرْهَان
.. إِحْدَاهمَا فِي خلقه سُبْحَانَهُ
…
نَوْعَانِ أَيْضا لَيْسَ يفترقان
…
أَحْكَام هَذَا الْخلق إِذْ إيجادة
…
فِي غَايَة الإحكام والاتقان
…
وصدوره من أجل غايات لَهُ
…
وَله عَلَيْهَا حمد كل لِسَان
وَالْحكمَة الْأُخْرَى فحكمة شَرعه
…
أَيْضا وفيهَا ذَلِك الوصفان
غاياتها اللَّاتِي حمدن وَكَونهَا
…
أَيْضا وفيهَا الإتقان وَالْإِحْسَان
…
قَالَ شيخ الاسلام رحمه الله لأهل السّنة فِي تَعْلِيل افعال الله تَعَالَى وَأَحْكَامه قَولَانِ وَالْأَكْثَرُونَ على التَّعْلِيل وَالْحكمَة وَهل هِيَ مُنْفَصِلَة عَن الرب لَا تقوم بِهِ أَو قَائِمَة مَعَ ثُبُوت الحكم الْمُنْفَصِل لَهُم فِيهِ أَيْضا قَولَانِ وَهل يتسلسل الحكم أَو لَا يتسلسل أَو يتسلسل فِي الْمُسْتَقْبل دون الْمَاضِي فِيهِ اقوال قَالَ احْتج المثبتون للحكمة وَالْعلَّة بقوله تَعَالَى {من أجل ذَلِك كتبنَا على بني إِسْرَائِيل} الْمَائِدَة وَقَوله كي لَا يكون دولة الْحَشْر وَقَوله {وَمَا جعلنَا الْقبْلَة الَّتِي كنت عَلَيْهَا} الا لنعلم الْبَقَرَة ونظائرها لِأَنَّهُ تَعَالَى حَكِيم شرع الْأَحْكَام لحكمة ومصلحة لقَوْله تَعَالَى {وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين} الْأَنْبِيَاء والاجماع وَاقع على اشْتِمَال الْأَفْعَال على الحكم والمصالح جَوَازًا عِنْد اهل السّنة ووجوبا عِنْد الْمُعْتَزلَة فيفعل مَا يُرِيد بِحِكْمَتِهِ والنافون للحكمة وَالْعلَّة احْتَجُّوا أَنه يلْزم من قدم الْعلَّة قدم الْمَعْلُول وَهُوَ محَال وَمن حدوثها افتقارها الى عِلّة أُخْرَى وَأَنه يلْزم التسلسل وَقد أجلب النَّاظِم وَأَطْنَبَ فِي كِتَابه شرح منَازِل السائرين ومفتاح السَّعَادَة وَغَيرهمَا فمما احْتج بِهِ فِي مِفْتَاح دَار السَّعَادَة قَوْله