الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَا يسْتَحبّ وَهُوَ قَول اهل الْمَدِينَة وَعَن احْمَد رِوَايَتَانِ والْحَدِيث لَا يدل على الاطالة فان الْحِلْية انما تكون زينا فِي الساعد والمعصم لَا فِي الْعَضُد والكتف وَأما قَوْله فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل فَهَذِهِ الزِّيَادَة مدرجة فِي الحَدِيث من كَلَام أبي هُرَيْرَة لَا من كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَين ذَلِك غير وَاحِد من الْحفاظ وَفِي مُسْند الامام احْمَد فِي هَذَا الحَدِيث قَالَ نعيم فَلَا أَدْرِي قَوْله فَمن اسْتَطَاعَ أَن يُطِيل غرته فَلْيفْعَل من تَمام كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَو شَيْء قَالَه أَبُو هُرَيْرَة من عِنْده وَكَانَ شَيخنَا رحمه الله يَقُول هَذِه اللَّفْظَة لَا يُمكن أَن تكون من كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم فان الْغرَّة لَا تكون فِي الْيَد لَا تكون الا فِي الْوَجْه وإطالتها غير مُمكنَة إِذْ تدخل فِي الرَّأْس وَلَا يُسمى ذَلِك غرَّة
فصل
فِي صفة عرائس الْجنَّة وحسنهن وجمالهن وَلَذَّة وصالهن ومهورهن
…
يَا من يطوف الْكَعْبَة الْحصن الَّتِي
…
حفت بِذَاكَ الْحجر والاركان
ويظل يسْعَى دَائِما حول الصَّفَا
…
ومحسر مسعاه لَا العلمان
ويروم قرْبَان الْوِصَال على منى
…
والخيف يَحْجُبهُ عَن القربان
فلذ ترَاهُ محرما أبدا ومو
…
ضع حلّه مِنْهُ فَلَيْسَ بدان
يَبْغِي التَّمَتُّع مُفردا عَن حبه
…
متجردا يَبْغِي شَفِيع قرَان
…
.. فيظل بالجمرات يَرْمِي قلبه
…
هذي مَنَاسِكه وكل زمَان
وَالنَّاس قد قضوا مناسكهم وَقد
…
حثوا ركائبهم الى الأوطان
وخدت بهم همم لَهُم وعزائم
…
نَحْو الْمنَازل أول الْأَزْمَان
…
يَعْنِي الى الْجنَّة الَّتِي أسكنها آدم وحواء عليهما السلام كَمَا أَشَارَ الى ذَلِك النَّاظِم فِي الميمية بقوله
…
وَحي على جنَّات عدن فانها
…
منازلك الاولى وفيهَا المخيم
ولكننا سبي الْعَدو فَهَل ترى
…
نعود إِلَى أوطاننا ونسلم
…
واشار النَّاظِم بِهَذِهِ الاستعارات
…
رفعت لَهُم فِي السّير أَعْلَام الوصا
…
ل فشمروا يَا خيبة الكسلان
وَرَأَوا على بعد خياما مشرفا
…
ت مشرقات النُّور والبرهان
فَتَيَمَّمُوا تِلْكَ الْخيام فآنسوا
…
فِيهِنَّ أقمارا بِلَا نُقْصَان
من قاصرات الطّرف لَا تبغي سوى
…
محبوبها من سَائِر الشبَّان
وَقصرت عَلَيْهِ طرفها من حسنه
…
والطرف فِي ذَا الْوَجْه للنسوان
أَو أَنَّهَا قصرت عَلَيْهِ طرفه
…
من حسنها فالطرف للذكران
وَالْأول الْمَعْهُود من وضع الخطا
…
ب فَلَا تحد عَن ظَاهر الْقُرْآن
ولربما دلّت اشارته على الثَّانِي فَتلك اشارة اللمعان
…
قَوْله من قاصرات الطّرف الخ قَالَ الله تَعَالَى {فِيهِنَّ قاصرات الطّرف لم يطمثهن إنس قبلهم وَلَا جَان} الرَّحْمَن {كأنهن الْيَاقُوت والمرجان}
الرَّحْمَن وصفهن سُبْحَانَهُ بقصر الطّرف فِي ثَلَاث مَوَاضِع أَحدهَا هَذَا وَالثَّانِي قَوْله فِي الصافات {وَعِنْدهم قاصرات الطّرف عين} وَالثَّالِث قَوْله فِي سُورَة ص {وَعِنْدهم قاصرات الطّرف أتراب} والمفسرون كلهم على ان الْمَعْنى قصر طرفهن على أَزوَاجهنَّ فَلَا يطمحن الى غَيرهم وَهَذَا معنى قَول النَّاظِم قصر عَلَيْهِ طرفها من حسنه الخ وَقيل قصر طرف أَزوَاجهنَّ عَلَيْهِم فَلَا يدعهم حسنهنَّ وجمالهن ان ينْظرُوا الى غَيْرهنَّ وَهَذَا صَحِيح من جِهَة الْمَعْنى دون اللَّفْظ قَالَ مُجَاهِد وَالله مَا هن متبرجات وَلَا متطلعات وَهَذَا معنى قَول النَّاظِم أَو أَنَّهَا قصرت عَلَيْهِ طرفه الخ قَوْله وَالْأول الْمَعْهُود من وضع الْخطاب أَي أَن القَوْل الأول وَهُوَ ان الْمَعْنى قصرت عَلَيْهِ طرفها من حسنه هُوَ ظَاهر الْقُرْآن
…
هَذَا وَلَيْسَ القاصرات كمن غَدَتْ
…
مَقْصُورَة فهما اذا صنفان
…
قَالَ تَعَالَى {حور مقصورات فِي الْخيام} الرَّحْمَن أَي محبوسات فِي الْخيام قَالَه مقَاتل وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة خدرن فِي الْخيام وَقَالَ الْفراء محبوسات على ازواجهن لَا يطمحن الى من سواهُم قَالَ النَّاظِم قلت هَذَا معنى قاصرات الطّرف وَهَؤُلَاء مقصورات أَي هن فِي الْخيام قَالَ النَّاظِم
…
يَا مُطلق الطّرف المعذب فِي الألى
…
جردن عَن حسن وَعَن احسان
…
لَا تسبينك صُورَة من تحتهَا الدَّاء الدوي تبوء بالخسران
قحب خلائقها وقبح فعلهَا
…
شَيْطَانَة فِي صُورَة الانسان
تنقاد للأنذال والارذال هم
…
اكفاؤها من دون ذِي الاحسان
…
.. مَا ثمَّ من دين وَلَا عقل وَلَا
…
خلق وَلَا خوف من الرَّحْمَن
وجمالها زور ومصنوع فَإِن
…
تركته لم تطمح لَهَا العينان
طبعت على ترك الْحفاظ فمالها
…
بوفاء حق البعل قطّ يدان
إِن قصر السَّاعِي عَلَيْهَا سَاعَة
…
قَالَت وَهل أوليت من احسان
أورام تقويما لَهَا اسْتَعْصَتْ وَلم
…
تقبل سوى التعويج وَالنُّقْصَان
أفكارها فِي الْمَكْر والكيد الَّذِي
…
قد حَار فِيهِ فكرة الانسان
فجمالها قشر رَقِيق تَحْتَهُ
…
مَا شِئْت من عيب وَمن نُقْصَان
نقد ردىء فَوْقه من فضَّة
…
شَيْء يظنّ بِهِ من الاثمان
فالناقدون يرَوْنَ مَاذَا تَحْتَهُ
…
وَالنَّاس أَكْثَرهم من العميان
…
شرع النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى فِي ذكر عُيُوب نسَاء الدُّنْيَا فَقَالَ لَا تسبينك صُورَة من تحتهَا الخ أَي إِن صورتهَا وان حسنت فتحتها مَالا يُحْصى من القبائح قَوْله تنقاد للانذال والارذال الخ قَالَ فِي الْقَامُوس النذل والنذيل الخسيس من النَّاس المحتقر فِي جَمِيع أَحْوَاله جمع انذال ونذول ونذلاء ونذال وَقد نذل ككرم نذالة ونذولة قَالَ والرذل والرذال والرذيل والارذل الدون الخسيس أَو الردىء من كل شَيْء جمع أرذال ورذول ورذلاء ورذال وأرذلون وَقد رذل ككرم وَعلم رذالة ورذولة بِالضَّمِّ انْتهى قَوْله هم اكفاؤها الخ أَي انها لنذالتها ورذالتها تنقاد للانذال والأرذال قَوْله طبعت على ترك الْحفاظ
الخ أَي أَنَّهَا طبعت على عدم الْوَفَاء بِحَق الزَّوْج قَوْله إِن قصر السَّاعِي عَلَيْهَا سَاعَة الخ يدل على ذَلِك الحَدِيث الصَّحِيح وَهُوَ قَوْله صلى الله عليه وسلم يَا معشر النِّسَاء تصدقن وَلَو من حليكن فَانِي اطَّلَعت فِي النَّار فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا النِّسَاء فَقَامَتْ امْرَأَة جزلة فَقَالَت وَلم ذَلِك يَا رَسُول الله قَالَ انكن تكفرن العشير وتكثرن اللَّعْن قَوْله أَو رام تقويما لَهَا اسْتَعْصَتْ الخ يُشِير الى مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن ابي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اسْتَوْصُوا بِالنسَاء خيرا فان الْمَرْأَة خلقت من ضلع وان اعوج مَا فِي الضلع أَعْلَاهُ فان ذهبت تُقِيمهُ كَسرته وان تركته لم يزل أَعْوَج فَاسْتَوْصُوا بِالنسَاء مُتَّفق عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَة فِي الصَّحِيحَيْنِ الْمَرْأَة كالضلع إِن أقمتها كسرتها وان استمعت بهَا استمتعت بهَا وفيهَا عوج وان ذهبت تقيمها كسرتها وَكسرهَا طَلاقهَا قَالَ النَّاظِم
…
أما جميلات الْوُجُوه فخائنا
…
ت بعولهن وَهن للأخذان
…
الأخدان جمع خدن قَالَ فِي الْقَامُوس الخدن بِالْكَسْرِ وكأمير الصاحب وَمن يخادنك فِي أَمر ظَاهر وباطن والاخذان الاحباب يزنون بِهن فِي السِّرّ قَالَ الْحسن المسافحة هِيَ ان كل من دَعَاهَا تَبعته وَذَات خدن أَي تخْتَص بِوَاحِد لَا تَزني الا مَعَه وَالْعرب تحرم الاولى وَتجوز الثَّانِيَة
…
والحافظات الْغَيْب مِنْهُنَّ
…
الَّتِي قد أَصبَحت فَردا من النسوان
فَانْظُر مصَارِع من يليك وَمن خلا
…
من قبل من شيب وَمن شُبَّان
وارغب بعقلك أَن تبيع العالي ال
…
بَاقِي بذا الادنى الَّذِي هُوَ فَانِي
…
.. ان كَانَ قد أعياك خود مِثْلَمَا
…
تبغي وَلم تظفر الى ذَا الْآن
فاخطب من الرَّحْمَن خودا ثمَّ قدم مهرهَا مَا دمت ذَا إِمْكَان
…
ذَاك النِّكَاح عَلَيْك أيسر إِن يكن
…
لَك نِسْبَة للْعلم والايمان
وَالله لم تخرج الى الدُّنْيَا للذة عيشها اَوْ للحطام الفاني
…
لَكِن خرجت لكَي تعد الزَّاد لل
…
أُخْرَى فَجئْت بأقبح الخسران
…
أهملت جمع الزَّاد حَتَّى فَاتَ بل
…
فَاتَ الَّذِي ألهاك عَن ذَا الشان
وَالله لَو ان الْقُلُوب سليمَة
…
لتقطعت اسفا من الحرمان
لَكِنَّهَا سكرى بحب حَيَاتهَا الدُّنْيَا وسوف تفيق بعد زمَان
…
قَوْله خود الخود الْحَسَنَة الْخلق الشَّابَّة الناعمة قَوْله والحافظات للغيب أَي حافظات للفروج فِي غيبَة الازواج وَقيل حافظات لسرهم وَقيل حافظات للغيب بِحِفْظ الله وَعَن ابي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خير النِّسَاء امْرَأَة ان نظرت اليها سرتك وان أَمَرتهَا أَطَاعَتك واذا غبت عَنْهَا حفظتك فِي مَالهَا ونفسها ثمَّ تَلا {الرِّجَال قوامون على النِّسَاء} النِّسَاء الأية قَوْله فَانْظُر مصَارِع من يليك وَمن خلا الخ أَي انْظُر مصَارِع العشاق واقرأ مَا صنفه الْعلمَاء فِي ذَلِك ك مصَارِع العشاق للشَّيْخ أبي مُحَمَّد جَعْفَر السراج ترى مَا جرى على عشاق الصُّور قَوْله وَالله لَو أَن الْقُلُوب سليمَة الخ لَو تدل على امْتنَاع الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره فاذا كَانَ مَا بعْدهَا مثبتا كَانَ منفيا نَحْو لَو جَاءَنِي أكرمته واذا
كَانَ منفيا كَانَ مثبتا نَحْو لَو لم يسيء لم أعاقبه هَكَذَا ذكر النُّحَاة فَمَعْنَى الْبَيْت على هَذَا إِن الْقُلُوب لَيست بسليمة لِأَن مَا بعد لَو مُثبت وَالله أعلم = فصل
…
فاسمع صِفَات عرائس الجنات ثمَّ اختر لنَفسك يَا أَخا الْعرْفَان
…
حور حسان قد كملن خلائقا
…
ومحاسنا من أجمل النسوان
…
قَالَ الله تَعَالَى {وزوجناهم بحور عين} الدُّخان الْحور جمع حوراء وَهِي الْمَرْأَة الشَّابَّة الْحَسْنَاء الجميلة الْبَيْضَاء شَدِيدَة سَواد الْعين الَّتِي يحار الطّرف فِيهَا من رقة الْجلد وصفاء اللَّوْن قَالَه مُجَاهِد وَالصَّحِيح أَن الْحور مَأْخُوذ من الْحور فِي الْعين وَهُوَ شدَّة بياضها مَعَ قُوَّة سوادها فَهُوَ يتَضَمَّن الْأَمريْنِ وَقَالَ تَعَالَى {وحور عين كأمثال اللُّؤْلُؤ الْمكنون} الْوَاقِعَة روى الطَّبَرَانِيّ عَن أم سَلمَة قَالَت قلت يَا رَسُول الله أَخْبرنِي عَن قَول الله عز وجل {وحور عين} قَالَ حور بيض عين ضخام الْعُيُون شفر الْحَوْرَاء بِمَنْزِلَة جنَاح النسْر قلت اخبرني عَن قَوْله {كأنهن بيض مَكْنُون} الصافات 49 قَالَ صفاؤهن صفاء الدّرّ فِي الأصداف الَّذِي لم تمسه الْأَيْدِي قلت أَخْبرنِي عَن قَوْله {فِيهِنَّ خيرات حسان} الرَّحْمَن قَالَ خيرات الْأَخْلَاق حسان الْوُجُوه قلت أَخْبرنِي عَن قَوْله {كأنهن بيض مَكْنُون} الصافات قَالَ رقتهن كرقة الْجلد الَّذِي رَأَيْته فِي دَاخل الْبَيْضَة مِمَّا يَلِي القشر الحَدِيث
.. حَتَّى يحار الطّرف فِي الْحسن الَّذِي
…
قد ألبست فالطرف كالحيران
وَيَقُول لما أَن يُشَاهد حسنها
…
سُبْحَانَ معطي الْحسن والاحسان
والطرف يشرب من كؤوس جمَالهَا
…
فتراه مثل الشَّارِب النشوان
كملت خلائقها وأكمل حسنها
…
كالبدر ليل السِّت بعد ثَمَان
وَالشَّمْس تجْرِي فِي محَاسِن وَجههَا
…
وَاللَّيْل تَحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وَهُوَ مَوضِع ذَلِك من
…
ليل وشمس كَيفَ يَجْتَمِعَانِ
فَيَقُول سُبْحَانَ الَّذِي ذَا صنعه
…
سُبْحَانَ متقن صَنْعَة الانسان
لَا اللَّيْل يدْرك شمسها فتغيب عِنْد مجيئة حَتَّى الصَّباح الثَّانِي
…
وَالشَّمْس لَا تَأتي بطرد اللَّيْل بل
…
يتصاحبان كِلَاهُمَا أَخَوان
…
وَكِلَاهُمَا مرْآة صَاحبه إِذا
…
مَا شَاءَ يبصر وَجهه يريان
فَيرى محَاسِن وَجهه فِي وَجههَا وَترى محاسنها بِهِ بعيان
…
روى ابْن وهب عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ان الرجل فِي الْجنَّة ليتكىء سبعين سنة قبل أَن يتَحَوَّل ثمَّ تَأتيه امْرَأَة فَتضْرب على مَنْكِبه فَينْظر وَجهه فِي خدها أصفى من الْمرْآة الحَدِيث وروى ابو يعلى الْموصِلِي عَن رجل من الْأَنْصَار عَن ابي هُرَيْرَة قَالَ حَدثنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي طَائِفَة من أَصْحَابه فَذكر حَدِيث الصُّور وَفِيه وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ نَبيا مَا أَنْتُم فِي الدُّنْيَا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الْجنَّة بأزواجهم ومساكنهم فَيدْخل رجل مِنْهُم على اثْنَيْنِ وَسبعين زَوْجَة مِمَّا ينشىء الله وثنتين من ولد أم لَهما فضل على من أنشأ الله لعبادتهما الله عز وَجل
فِي الدُّنْيَا يدْخل على الأولى مِنْهُمَا فِي غرفَة من ياقوتة على سَرِير من ذهب مكلل بِاللُّؤْلُؤِ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حلَّة من سندس وإستبرق وانه ليضع يَده بَين كتفيها ثمَّ ينظر إِلَى يَده من صدرها من وَرَاء ثِيَابهَا وجلدها ولحمها وَإنَّهُ لينْظر إِلَى مخ سَاقهَا كَمَا ينظر أحدكُم إِلَى السلك فِي قَصَبَة الْيَاقُوت كبده لَهَا مرْآة إِلَى آخر الحَدِيث هَذَا قِطْعَة من حَدِيث الصُّور الَّذِي تفرد بِهِ اسماعيل بن رَافع وَقد روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَقَالَ التِّرْمِذِيّ ضعفه بعض اهل الْعلم وَسمعت مُحَمَّد يَعْنِي البُخَارِيّ يَقُول هُوَ ثِقَة مقارب الحَدِيث
قَالَ النَّاظِم قَالَ شَيخنَا ابو الْحجَّاج الْحَافِظ هَذَا الحَدِيث مَجْمُوع من عدَّة احاديث سَاقه اسماعيل وَغَيره وَشَرحه الْوَلِيد بن مُسلم فِي كتاب مُفْرد وَمَا تضمنه مَعْرُوف فِي الْأَحَادِيث وَالله أعلم
…
حمر الخدود ثغورهن لآلأ
…
سود الْعُيُون فواتر الأجفان
…
والبرق يَبْدُو حِين يبسم ثغرها
…
فيضيء سقف الْقصر بالجدران
…
وَلَقَد روينَا أَن برقا ساطعا
…
يَبْدُو فَيسْأَل عَنهُ من بجنان
فَيُقَال هَذَا ضوء ثغر ضَاحِك
…
فِي الْجنَّة الْعليا كَمَا تريان
لله لاثم ذَلِك الثغر الَّذِي
…
فِي لثمه إِدْرَاك كل أَمَان
…
روى أَبُو نعيم عَن ابْن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سَطَعَ نور فِي الْجنَّة فَرفعُوا رؤوسهم فاذا هُوَ ثغر حوراء ضحِكت فِي وَجه زَوجهَا
وروى ابْن أبي الدُّنْيَا عَن يزِيد الرقاشِي قَالَ بَلغنِي أَن نورا سَطَعَ فِي الْجنَّة لم يبْق مَوضِع فِي الْجنَّة إِلَّا دخل من ذَلِك النُّور فِيهِ فَقيل مَا هَذَا