الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِأَنَّهُ من الْمحَال أَن يكون الشَّيْء بَاطِلا فِي نَفسه وَتَكون ملزوماته حَقًا فَتعين إلزامكم حِينَئِذٍ على قَول الرَّسُول ومحكم الْقُرْآن وإنهما لم يدلا إِلَّا على التجسيم والتشبيه فرميتم اتِّبَاع الرَّسُول بالتشبيه والتجسيم والتركيب تسترا وَهَذَا معنى قَوْله مَا تسترا خوفًا من أَنكُمْ إِذا نسبتم الْكتاب وَالسّنة الى التَّشْبِيه والتجسيم نسبتم الى الْكفْر والضلال والا فالمثبتة لم يَقُولُوا إِلَّا بِمَا قَالَه الله وَرَسُوله لَكِن جعلتم تشنيعكم على أَتْبَاعه جنَّة وقصدكم مَفْهُوم وَالله أعلم
قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى
…
هَذَا وثالث مَا نجيب بِهِ هُوَ استفساركم يَا فرقة الْعرْفَان
…
مَاذَا الَّذِي تعنون بالجسم الَّذِي
…
ألزمتمونا أوضحُوا بِبَيَان
تعنون ماهو قَائِم بِالنَّفسِ أَو
…
عَال على الْعَرْش الْعَظِيم الشان
أَو ذَا الَّذِي قَامَت بِهِ الْأَوْصَاف وأ
…
وصاف الْكَمَال عديمة
النُّقْصَان
أَو مَا تركب بِهِ جَوَاهِر فردة
…
أَو صُورَة حلت هيولي ثَان
أَو مَا هُوَ الْجِسْم الَّذِي فِي الْعرف أَو
…
فِي الْوَضع عِنْد تخاطب بِلِسَان
أَو مَا هُوَ الْجِسْم الَّذِي فِي الذِّهْن ذَا
…
ك يُقَال تعليمي ذِي الأذهان
مَاذَا الَّذِي من ذَاك يلْزم من ثبو
…
ت علوه من فَوق كل مَكَان
فَأتوا بِتَعْيِين الَّذِي هُوَ لَازم
…
فاذا تعين ظَاهر التِّبْيَان
فَأتوا ببرهانين برهَان اللزو
…
م وَنفي لَازمه فذان اثْنَان
وَالله لَو نشرت لكم أشياخكم
…
عجزوا وَلَو واطاهم الثَّقَلَان
…
.. إِن كُنْتُم فحولا فابرزوا
…
ودعوا الشكاوي حِيلَة النسوان
واذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى الى الوحيين لَا القَاضِي وَلَا السُّلْطَان
…
هَذَا هُوَ الْجَواب الثَّالِث من أجوبة المثبتة للنفاة وَهُوَ استفسار المثبتة للنفاة مَا مُرَادهم بالجسم هَل هُوَ الْقَائِم بِنَفسِهِ كالهواء وروح الانسان وَنَحْوهمَا اَوْ مَا هُوَ عَال على الْعَرْش أَو مَا قَامَت بِهِ الصِّفَات اَوْ هُوَ الْجِسْم التعليمي وَهُوَ الكمية السارية فِي الْجِسْم الطبيعي الممتدة فِي الْجِهَات الثَّلَاث أعنى الطول وَالْعرض والعمق سمي جسما تعليميا لكَونه مَوْضُوعا للحكمة التعليمية أَعنِي الْحِكْمَة الرياضية وَالَّذِي يدل على تغاير الْمَعْنيين أَنَّك إِذا أخذت شمعة بِعَينهَا وشكلتها بأشكال مُخْتَلفَة بِأَن جَعلتهَا تَارَة كرة وتار مكعبا وَتارَة اسطوانة مثلا فالجسم الطبيعي بَاقٍ بِعَيْنِه وَقد تَغَيَّرت كميته السارية فِي جهاته تغيرات شَتَّى
قَوْله أَو صورت حلت هيولي ثَان أَي وَهل المُرَاد بالجسم الْمركب عِنْد الفلاسفة الْمَشَّائِينَ من الهيولي وَالصُّورَة أَو مرادكم الْجِسْم الَّذِي فِي الْعرف أَو فِي الْوَضع فاذا بينتم مرادكم بالجسم أجبناكم حِينَئِذٍ بِالْجَوَابِ الْمركب وَهَذَا معنى قَوْله
…
فنجيب بالتركيب حِينَئِذٍ جوا
…
با شافيا فِيهِ هدى الحيران
…
الْحق إِثْبَات الصِّفَات ونفيها
…
عين الْمحَال وَلَيْسَ فِي الْإِمْكَان
…
فالجسم إِمَّا لَازم لثبوتها
…
فَهُوَ الصَّوَاب وَلَيْسَ ذَا بطلَان
أَو لَيْسَ يلْزم من ثُبُوت صِفَاته
…
فشناعة الالزام بالبهتان
فالمنع فِي احدى المقدمتين مَعْلُوم الْبَيَان إِذا بِلَا نكران