الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
.. ولأجله قد انكروا لشفاعة الْمُخْتَار فيهم غَايَة النكران
ولأجله ضرب الامام بسوطهم صديق أهل السّنة الشَّيْبَانِيّ
ولأجله قد قَالَ جهم لَيْسَ رب الْعَرْش خَارج هَذِه الأكوان
كلا وَلَا فَوق السَّمَاوَات العلى
…
وَالْعرش من رب وَلَا رحمان
…
مَا فَوْقهَا رب يطاع جباهنا تهوي لَهُ بسجود ذِي خضعان
ولأجله جحدت صِفَات كَمَاله
…
وَالْعرش أخلوه من الرَّحْمَن
ولأجله أفنى الْجَحِيم وجنة المأوى مقَالَة كَاذِب فتان
…
ولأجله قَالُوا الاله معطل
…
أزلا بِغَيْر نِهَايَة وزمان
…
ولأجله قد قَالَ لَيْسَ لفعله من غَايَة هِيَ حِكْمَة الديَّان
ولأجله قد كذبُوا بنزوله
…
نَحْو السَّمَاء بِنصْف ليل ثَان
…
ولأجله زَعَمُوا الْكتاب عبارَة
…
وحكاية عَن ذَلِك الْقُرْآن
مَا عندنَا شَيْء سوى الْمَخْلُوق وَالْقُرْآن لم يسمع من الرَّحْمَن
مَاذَا كَلَام الله قطّ حَقِيقَة
…
لَكِن مجَاز وَيْح ذِي الْبُهْتَان
ولأجله قتل ابْن نصر أحمدا ذَاك الْخُزَاعِيّ الْعَظِيم الشان
…
إِذْ قَالَ ذَا الْقُرْآن نفس كَلَامه
…
مَا ذَاك مَخْلُوق من الأكوان
…
أَي ولأجله قتل الواثق أَحْمد بن نصر بن مَالك الْخُزَاعِيّ
وقصته مَعْرُوفَة ذكرهَا ابْن الْجَوْزِيّ فِي مَنَاقِب الامام احْمَد رَحمَه الله تَعَالَى قَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفرج ابْن الْجَوْزِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي مَنَاقِب الامام احْمَد أَحْمد بن نصر بن مَالك بن الْهَيْثَم الْخُزَاعِيّ كَانَ من اهل الدّين وَالصَّلَاح والامارين بِالْمَعْرُوفِ وَسمع الحَدِيث من مَالك بن انس وَحَمَّاد بن زيد وهشيم فِي آخَرين وَقد روى عَنهُ يحيى بن معِين وَغَيره وَكَانَ قد اتهمَ بِأَنَّهُ يُرِيد الْخلَافَة فَأخذ وَحمل الى الواثق فَقَالَ لَهُ دع مَا أخذت لَهُ مَا تَقول فِي الْقُرْآن قَالَ كَلَام الله قَالَ أمخلوق هُوَ قَالَ هُوَ كَلَام الله قَالَ أفترى رَبك فِي الْقِيَامَة قَالَ كَذَا جَاءَت الرِّوَايَة قَالَ وَيحك وكما يرى الْمَحْدُود المجسم ودعا بِالسَّيْفِ وَأمر بالنطع فأجلس عَلَيْهِ وَهُوَ مُقَيّد وَأمر بشد رَأسه بِحَبل وَأمرهمْ أَن يمدوه وَمَشى إِلَيْهِ حَتَّى ضرب عُنُقه وَأمر بِحمْل رَأسه إِلَى بَغْدَاد فنصب بالجانب الشَّرْقِي أَيَّامًا وَفِي الْجَانِب الغربي أَيَّامًا
أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْقَزاز باسناده عَن ابي بكر الْمَرْوذِيّ قَالَ سَمِعت أَبَا عبد الله أَحْمد بن حَنْبَل وَذكر أَحْمد بن نصر فَقَالَ رحمه الله مَا كَانَ اسخاه لقد جاد بِنَفسِهِ قَالَ الْخَطِيب وَلم يزل رَأس أَحْمد بن نصر مَنْصُوبًا بِبَغْدَاد وَجَسَده مصلوبا ب سر من رأى سِتّ سِنِين الى ان حط وَجمع بَين راسه وبدنه وَدفن بالجانب الشَّرْقِي فِي الْمقْبرَة الْمَعْرُوفَة بالمالكية وَدفن فِي شَوَّال سنة سبع وَثَلَاثِينَ
…
وَهُوَ الَّذِي جر ابْن سينا والألى
…
قَالُوا مقَالَته على الكفران
…
فتأولوا خلق السَّمَاوَات العلى
…
وحدوثها بِحَقِيقَة الامكان
وتأولوا علم الْإِلَه وَقَوله
…
وَصِفَاته بالسلب والبطلان
…
.. وتأولوا الْبَعْث الَّذِي جَاءَت بِهِ
…
رسل الْإِلَه لهَذِهِ الْأَبدَان
بفراقها لعناصر قد ركبت
…
حَتَّى تعود بسيطة الْأَركان
وَهُوَ الَّذِي جر القرامطة الالى
…
يتأولون شرائع الايمان
فتأولوا العملي مثل تَأْوِيل العلمي عنْدكُمْ بِلَا فرقان
…
وَهُوَ الَّذِي جر النصير وَحزبه
…
حَتَّى اتوا بعساكر الكفران
…
فَجرى على الاسلام اعظم محنة وخمارها فِينَا الى ذَا الْآن
…
قَوْله وخمارها فِينَا إِلَى ذَا الْآن أَي ان فتن التتار لم تزل إِلَى زمَان النَّاظِم وَقد تقدم بعض مَا فَعَلُوهُ بِبَغْدَاد فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله
…
وأتى ابْن سينا بعد ذَاك مصانعا
…
للْمُسلمين فَقَالَ بالامكان
…
وَمَا جرى على الاسلام من هَؤُلَاءِ الملاعين كثير شهير فان حَدِيثهمْ يَأْكُل الاحاديث وَلَكِن نشِير إِلَى بعض مَا جرى فِي عصر النَّاظِم وَقَبله وَمَا فعله شيخ الاسلام رحمه الله فان لَهُ الْيَد الْبَيْضَاء فِي جهادهم قَرَأت فِي تَرْجَمته لبَعض أَصْحَابه قَالَ وَفِي أول رَمَضَان سنة ثِنْتَيْنِ وَسَبْعمائة كَانَت وقْعَة شقحب الْمَشْهُورَة وَحصل للنَّاس شدَّة عَظِيمَة وَظهر فِيهَا من كرامات الشَّيْخ وَإجَابَة دُعَائِهِ وعظيم جهاده وفرط شجاعته وَنِهَايَة كرمه ونصحه للاسلام وَغير ذَلِك مَا يتَجَاوَز الْوَصْف قَالَ بعض أَصْحَابه ثمَّ سَاق الله جَيش الاسلام العرمرم الْمصْرِيّ صُحْبَة امير الْمُؤمنِينَ وَالْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون سوقا حثيثا للقاء التتار فَاجْتمع الشَّيْخ بالخليفة وَالسُّلْطَان وأعيان الامراء وكلمهم بمرج الصفر قبلي دمشق وَبينهمْ وَبَين التتار أقل من مِقْدَار ثَلَاث سَاعَات وَبَقِي الشَّيْخ هُوَ
عَن وَأَخُوهُ وَأَصْحَابه وَمن مَعَه من الْغُزَاة قَائِما بجهاده ولأمه حَرْبَة يُوصي النَّاس بالثبات ويعدهم النَّصْر ويبشرهم بِالْغَنِيمَةِ والفوز بِإِحْدَى الحسنيين إِلَى أَن صدق الله وعده وأعز جنده وَهزمَ التتار وَحده وَدخل جَيش الاسلام إِلَى دمشق وَالشَّيْخ فِي أَصَابَهُ شَاك فِي سلاحة وداخلا مَعَهم عالية كَلمته مقبوله شَفَاعَته مكرما مُعظما يَقُول للمداحين أَنه رجل مِلَّة لَا رجل دولة وَأَخْبرنِي حَاجِب من الْحجاب ذُو دين وَأَمَانَة وَصدق قَالَ قَالَ لي الشَّيْخ يَوْم اللِّقَاء يَا فلَان الدّين أوقفني موقف الْمَوْت فسقته إِلَى مُقَابلَة الْعَدو وهم منحدرون كالسيل تلوح أسلحتهم من تَحت الْغُبَار فَرفع طرفه إِلَى السَّمَاء وحرك شَفَتَيْه ثمَّ انْبَعَثَ وَأَقْبل على الْقِتَال ثمَّ حَال الْقِتَال والالتحام وَمَا عدت رَأَيْته حَتَّى فتح الله وانحاز التتار الى جبل صَغِير عصموا أنفسهم بِهِ من سيوف الْمُسلمين آخر النَّهَار وَإِذا بالشيخ وأخيه يصيحان تحريضا على الْقِتَال وتخويفا للنَّاس الْفِرَار فَقلت لَك الْبشَارَة بالنصر فهاهم محصورون بِهَذَا السفح وفغد إِن شَاءَ الله يؤخذون عَن آخِرهم قَالَ فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ ودعا دُعَاء رَأَيْت بركته فِي ذَلِك الْوَقْت وَبعده وَقَالَ ابْن فضل الله وَحكي من شجاعته فِي مَوَاقِف الحروب نوبَة شقحب ونوبة كسروان مَا لم يسمع الا عَن صَنَادِيد الرِّجَال وأبطال اللِّقَاء وأحلاس الْحَرْب تَارَة يُبَاشر الْقِتَال وَتارَة يحرض عَلَيْهِ وَركب الْبَرِيد الى مهنا بن عِيسَى امير الْعَرَب واستحضره إِلَى الْجِهَاد وَركب بعْدهَا إِلَى السُّلْطَان واستنفره وواجه بالْكلَام الغليظ أمراءه وَعَسْكَره وَلما جَاءَ السُّلْطَان إِلَى شقحب لاقاه إِلَى قرب الْحرَّة وَجعل يشجعه ويثبته فَلَمَّا رأى السُّلْطَان كَثْرَة التتار قَالَ يَا لخَالِد بن الْوَلِيد فَقَالَ لَهُ لَا تقل هَذَا بل قل يَا الله