الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اعمال الطَّاعَات وَالصَّبْر على المصائب وَجَمِيع المكروهات والشهوات كل مَا يُوَافق النَّفس ويلائمها وَتَدْعُو إِلَيْهِ ويوافقها وَذكر النَّاظِم الْعلَّة فِي حجب الْجنَّة بالمكاره وحف النَّار بالشهوات وَذَلِكَ ليصد عَن الْجنَّة الْمُبْطل المتواني المتقاعد وتنالها الهمم الَّتِي تسمو الى معالي الْأُمُور وتؤثر الْأَعْلَى على الْأَدْنَى وَلَو حصل من ذَلِك أعظم الْمَشَقَّة وَالله أعلم
…
فاتعب ليَوْم معادك الْأَدْنَى تَجِد
…
راحاته يَوْم الْمعَاد الثَّانِي
واذا أَبَت ذَا الشَّأْن نَفسك فاتهمها ثمَّ رَاجع مطلع الايمان
…
فاذا رَأَيْت اللَّيْل بعد وصبحه
…
مَا انْشَقَّ عَنهُ عموده لأذان
وَالنَّاس قد صلوا صَلَاة الصُّبْح وَانْتَظرُوا طُلُوع الشَّمْس قرب زمَان
…
فَاعْلَم بِأَن الْعين قد عميت فَنًّا
…
شدّ رَبك الْمَعْرُوف بالاحسان
…
أَي إِذا كَانَ الصُّبْح قد طلع وَالنَّاس قد صلوا صَلَاة الصُّبْح وَقرب طُلُوع الشَّمْس وَأَنت لجهلك وغفلتك لَا تعلم بِطُلُوع الْفجْر وتظن أَن اللَّيْل لم يزل فَاعْلَم بِأَن عَيْنك قد عميت أَي عين بصيرتك فاسأل رَبك سُبْحَانَهُ ايمانا يُبَاشر قَلْبك المحجوب
…
واسأله إِيمَانًا يُبَاشر قَلْبك المحجوب عَنهُ لتنظر العينان
واسأله نورا هاديا يهديك فِي
…
طرق الْمسير اليه كل أَوَان
وَالله مَا خوفي الذُّنُوب فانها
…
لعلى طَرِيق الْعَفو والغفران
لكنما أخْشَى انسلاخ الْقلب عَن
…
تحكيم هَذَا الْوَحْي وَالْقُرْآن
ورضى بآراء الرِّجَال وحرصها
…
لَا كَانَ ذَاك بمنة الرَّحْمَن
…
.. فَبِأَي وَجه ألتقي رَبِّي اذا
…
أَعرَضت عَن ذَا الْوَحْي طول زمَان
وعزلته عَمَّا أُرِيد لأَجله
…
عزلا حَقِيقِيًّا بِلَا كتمان
صرحت أَن يقيننا لَا يُسْتَفَاد بِهِ وَلَيْسَ لَدَيْهِ من إتقان
…
أوليته هجرا وتأويلا وتحريفا وتفويضا بِلَا برهَان
وسعيت جهدي فِي عُقُوبَة مُمْسك
…
بعراه لَا تَقْلِيد رَأْي فلَان
…
يَقُول النَّاظِم وَالله مَا أخْشَى الذُّنُوب لِأَن أَسبَاب غفرانها مُتعَدِّدَة وعفو الرب تَعَالَى وَاسع وانما اخشى انسلاخ قلبِي عَن تحكيم الْوَحْي الْمُبين من كَلَام رب الْعَالمين وَقَول نبيه الصَّادِق الْأمين فَبِأَي وَجه ألْقى الله تَعَالَى اذا فعلت ذَلِك وأعرضت عَن الْوَحْي الْمنزل من السَّمَاء ورضيت بآراء الرِّجَال وخرصها وقدمتها على كَلَام الله وَرَسُوله وعزلت الْقُرْآن عَمَّا أُرِيد لأَجله وَهُوَ أَنه أُرِيد بانزاله الْهدى وَالْيَقِين فَمَا حجتي عِنْد الله اذا صرحت بِأَنَّهُ لَا يُفِيد الْيَقِين وأوليته هجرا وتأويلا وتحريفا وتفويضا وَمَعَ ذَلِك سعيت جهدي فِي عُقُوبَة من تمسك بِالْوَحْي النَّازِل من السَّمَاء وَقدمه على التَّقْلِيد والآراء الهراء كَمَا فعل ذَلِك من فعله من المبتدعين عياذا بِاللَّه من ذَلِك
…
يَا معرضًا عَمَّا يُرَاد بِهِ وَقد
…
جد الْمسير فمنتهاه داني
جذلان يضْحك آمنا متبخترا
…
وَكَأَنَّهُ قد نَالَ عقد أَمَان
خلع السرُور عَلَيْهِ أَو فِي حلّه
…
طردت جَمِيع الْهم والاحزان
يختال فِي حلل المسرة نَاسِيا
…
مَا بعْدهَا من حلَّة الأكفان
…
.. مَا سَعْيه الا لطيب الْعَيْش فِي الدُّنْيَا وَلَو أفْضى الى النيرَان
…
قد بَاعَ طيب الْعَيْش فِي دَار النَّعيم بذا الحطام المضمحل الفاني
اني أَظُنك لَا تصدق كَونه
…
بِالْقربِ بل ظن بِلَا إيقان
بل قد سَمِعت النَّاس قَالُوا جنَّة
…
أَيْضا ونار بل لَهُم قَولَانِ
وَالْوَقْف مذهبك الَّذِي تختاره
…
واذا انْتهى الايمان للرجحان
أم تُؤثر الْأَدْنَى عَلَيْهِ وَقَالَت النَّفس الَّتِي استعلت على الشَّيْطَان
…
أتبيع نَقْدا حَاضرا بنسيئة
…
بعد الْمَمَات وطي ذِي الأكوان
…
لَو أَنه بنسيئة الدُّنْيَا لَهَا
…
ن الْأَمر لَكِن فِي معاد ثَان
دع مَا سَمِعت النَّاس قَالُوهُ وَخذ
…
مَا قد رَأَيْت مشَاهد بعيان
وَالله لَو جالست نَفسك خَالِيا
…
وبحثتها بحثا بِلَا روغان
لرأيت هَذَا كامنا فِيهَا وَلَو
…
أمنت لألقته الى الآذان
هَذَا هُوَ السِّرّ الَّذِي من أَجله
…
اخْتَارَتْ عَلَيْهِ العاجل المتداني
نقد قد اشتدت اليه حَاجَة
…
مِنْهَا وَلم يحصل لَهَا بهوان
أتبيعه بنسيئة فِي غير هذي الدَّار بعد قِيَامَة الْأَبدَان
…
هَذَا وان جزمت بهَا قطعا وَلَكِن حظها فِي حيّز الامكان
مَا ذَاك قَطْعِيّ لَهَا وَالْحَاصِل الْمَوْجُود مشهود بِرَأْي عيان
…
فتألفت من بَين شهوتها وشبهتها قياسات من الْبطلَان
…
.. واستنجدت مِنْهَا رضى بالعاجل الْأَدْنَى على الْمَوْعُود بعد زمَان
…
وأتى من التَّأْوِيل كل ملائم
…
لمرادها يَا رقة الايمان
وصغت الى شُبُهَات أهل الشّرك والتعطيل مَعَ نقص من الْعرْفَان
…
واستنقصت اهل التقى ورأتهم
…
فِي النَّاس كالغرباء فِي الْبلدَانِ
…
وَرَأَتْ عقول النَّاس دَائِرَة على
…
جمع الحطام وخدمة السُّلْطَان
وعَلى المليحة والمليح وَعشرَة الأحباب والاصحاب والاخوان
…
فاستوعرت ترك الْجَمِيع وَلم تَجِد
…
عوضا تلذ بِهِ من الاحسان
…
فالقلب لَيْسَ يقر إِلَّا فِي إِنَّا
…
ء فَهُوَ دون الْجِسْم ذُو جولان
يَبْغِي لَهُ سكنا يلذ بِقُرْبِهِ
…
فتراه شبه الواله الحيران
فيحب هَذَا ثمَّ يهوى غَيره
…
فيظل منتقلا مدى الازمان
لَو نَالَ كل مليحة ورياسة
…
لم يطمئن وَكَانَ ذَا دوران
بل لَو ينَال بأسرها الدُّنْيَا لما
…
قرت بِمَا قد ناله العينان
نقل فُؤَادك حَيْثُ شِئْت من الْهوى
…
واختر لنَفسك أحسن الانسان
فالقلب مُضْطَر الى محبوبه الْأَعْلَى فَلَا يُغْنِيه حب ثَانِي
…
وصلاحه وفلاحه ونعيمه
…
تَجْرِيد هَذَا الْحبّ للرحمن
…
فاذا تخلى مِنْهُ أصبح حائرا
…
وَيعود فِي ذَا الْكَوْن ذَا هيمان
…