المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أي قالت النفاة إذ قلتم إن كلام الله تعالى بدا منه لم يبد من انسان ولا ملك ولا من اللوح المحفوظ فتقول النفاة الكلام عرض والعرض لا يقوم بغير جسم فكلامكم أيها المثبتة غير معقول…وكذاك حين نقول ينزل ربنا…في ثلث ليل آخر أو ثانقلتم لنا إن النزول - توضيح المقاصد شرح نونية ابن القيم الكافية الشافية - جـ ٢

[أحمد بن عيسى]

فهرس الكتاب

- ‌فصل

- ‌فِي جِنَايَة التَّأْوِيل على مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُول وَالْفرق بَين الْمَرْدُود والمقبول

- ‌وَهُوَ الَّذِي قد فرق السّبْعين بل زَادَت ثَلَاثًا قَول ذِي الْبُرْهَان

- ‌ولأجله سل الْبُغَاة سيوفهم…ظنا بِأَنَّهُم ذَوُو إِحْسَان…ولأجله قد قَالَ أهل الاعتزا…ل مقَالَة هدت قوى الايمانولأجله قَالُوا بِأَن كَلَامه سُبْحَانَهُ خلق من الأكوان…ولأجله قد كذبت بِقَضَائِهِ شبه الْمَجُوس العابدي النيرَان

- ‌ولأجله ضرب الامام بسوطهم صديق أهل السّنة الشَّيْبَانِيّولأجله قد قَالَ جهم لَيْسَ رب الْعَرْش خَارج هَذِه الأكوان

- ‌ولأجله قد كذبُوا بنزوله…نَحْو السَّمَاء بِنصْف ليل ثَان…ولأجله زَعَمُوا الْكتاب عبارَة…وحكاية عَن ذَلِك الْقُرْآن

- ‌يتَأَوَّل الْقُرْآن عِنْد رُكُوعه وَسُجُوده تَأْوِيل ذِي برهَان

- ‌أتظنها تَعْنِي بِهِ صرفا عَن الْمَعْنى الْقوي لغير ذِي الرجحان…وَانْظُر إِلَى التَّأْوِيل حِين يَقُول علمه لعبد الله فِي الْقُرْآن

- ‌تَأْوِيله هُوَ عِنْدهم تَفْسِيره…بِالظَّاهِرِ الْمَفْهُوم للأذهان…مَا قَالَ مِنْهُم قطّ شخص وَاحِد…تَأْوِيله صرف عَن الرجحان…كلا وَلَا نفي الْحَقِيقَة لَا وَلَا…عزل النُّصُوص عَن الْيَقِين فذانتَأْوِيل أهل الْبَاطِل الْمَرْدُود عِنْد أَئِمَّة الْعرْفَان والايمان…وَهُوَ الَّذِي لَا شكّ فِي بُطْلَانه…وَالله

- ‌فصل

- ‌ وَعَلَيْكُم فِي ذَا وظائف أَربع…وَالله لَيْسَ لكم بِهن يدانمِنْهَا دَلِيل صَارف للفظ عَن…مَوْضُوعه الْأَصْلِيّ بالبرهان

- ‌وَالله مَا القصدان فِي حدسوا حِكْمَة الْمُتَكَلّم المنان…بل حِكْمَة الرَّحْمَن تبطل قَصده التحريف حاشا حِكْمَة الرَّحْمَنوكذاك تبطل قَصده إنزالها…من غير معنى وَاضح التِّبْيَانوهما طَرِيقا فرْقَتَيْن كِلَاهُمَا عَن مقصد الْقُرْآن منحرفان

- ‌ وتسلط الأوغاد والأوقاح والأرذال بالتحريف والبهتان

- ‌أيسوغ تَأْوِيل الْعُلُوّ لكم وَلَا تتأولوا الْبَاقِي بِلَا فرقان…وكذاك تَأْوِيل الصِّفَات مَعَ انها…ملْء الحَدِيث وملء ذِي الْقُرْآنوَالله تَأْوِيل الْعُلُوّ اشد من تأويلنا لقيامة الْأَبدَان

- ‌وَأَشد من تَأْوِيل اهل الرَّفْض أخبارالفضائل حازها الشَّيْخَانِ…واشد من تَأْوِيل كل مؤول نصا بَان مُرَاده الوحيان

- ‌قَالَ النَّاظِم

- ‌مَعَ فطْرَة الرَّحْمَن والبرهان…أَنى يعارضها كناسَة هَذِه الأذهان بِالشُّبُهَاتِ والهذيان

- ‌لَكِن عقول الْقَوْم كَانَت فَوق ذَا…قدرا وشأنهم فأعظم شانوهم اجل وعلمهم أَعلَى وأشرف أَن يشاب بزخرف الهذيان…فلذاك صانهم الْإِلَه عَن الَّذِي…فِيهِ وَقَعْتُمْ صون ذِي إِحْسَان

- ‌لَكِن عقول الناكبين عَن الْهدى لَهما تفِيد ومنطق اليونان

- ‌فصل

- ‌فِي شبه المحرفين للنصوص باليهود وإرثهم التحريف مِنْهُم وَبَرَاءَة أهل الْإِثْبَات مِمَّا رموهم بِهِ من هَذِه الشّبَه

- ‌فَأَرَادَ مِيرَاث الثَّلَاثَة مِنْهُم…فعصت عَلَيْهِ غَايَة الْعِصْيَان…إِذْ كَانَ لفظ النَّص مَحْفُوظًا فَمَا التبديل والكتمان فِي الْإِمْكَانفَأَرَادَ تَبْدِيل الْمعَانِي إِذْ هِيَ الْمَقْصُود من تَعْبِير كل لِسَان…فَأتى اليها وَهِي بارزة من ال الْأَلْفَاظ ظَاهِرَة بِلَا كتمانفنفى حقائقها وَأعْطى لَفظهَا

- ‌امْر الْيَهُود بِأَن يَقُولُوا حطة فَأَبَوا وَقَالُوا حطة لهوان

- ‌قَالَ اسْتَوَى استولى وَذَا من جَهله لُغَة وعقلا مَا هما سيان…عشرُون وَجها تبطل التَّأْوِيل باستولى فَلَا تخرج عَن الْقُرْآنقد أفردت بمصنف هُوَ عندنَا تصنيف حبر عَالم رباني

- ‌هِيَ فِي الصَّوَاعِق إِن ترد تحقيقها لَا تختفي إِلَّا على العمياننون الْيَهُود وَلَام جهمي هما…فِي وَحي رب الْعَرْش زائدتان

- ‌فصل

- ‌هَذَا رَأَيْنَاهُ بكتبهم وَمن…أَفْوَاههم سمعا إِلَى الآذانفاسمع إِذا من الَّذِي أولى بفر…عون الْمُعَطل جَاحد الرَّحْمَن

- ‌أضحى يكفر صَاحب الايمان…وَيَقُول ذَاك مبدل للدّين سا…ع بِالْفَسَادِ وَذَا من الْبُهْتَانان الْمُورث ذَا لَهُم فِرْعَوْن حِين رمى بِهِ الْمَوْلُود من عمرَان…فَهُوَ الامام لَهُم وهاديهم بمتبوع يقودهم الى النيرَانهُوَ انكر الوصفين وصف الفوق والتكليم انكارا على الْبُهْتَان

- ‌وسواه جَاءَ بسلم وبآلة…وأتى بقانون على بُنيان

- ‌وأتى بِهِ فِي قالب التَّنْزِيه والتعظيم تلبيسا على العميانوأتى إِلَى وصف الْعُلُوّ فَقَالَ ذَا التجسيم لَيْسَ يَلِيق بالرحمن…فاللفظ قد أنشاه من تلقائه وكساه وصف الْوَاحِد المنان

- ‌فَانْظُر إِلَى عقل صَغِير فِي يَدي شَيْطَان مَا يلقى من الشَّيْطَان

- ‌فصل

- ‌ قَالُوا اذا قَالَ المجسم رَبنَا…حَقًا على الْعَرْش اسْتَوَى بِلِسَان…فسلوه كم للعرش معنى واستوى…أَيْضا لَهُ فِي الْوَضع خمس معَان…وعَلى فكم معنى لَهَا أَيْضا لَدَى…عَمْرو فَذَاك إِمَام هَذَا الشان

- ‌ وعَلى للاستعلاء فَهِيَ حَقِيقَة…فِيهِ لَدَى أَرْبَاب هَذَا الشان

- ‌قَالَ النَّاظِم رحمه الله

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فَهُوَ الزنيم دعِي قوم لم يكن مِنْهُم وَلم يصحبهم بمَكَان

- ‌ وَالنَّاس لَيْسُوا أهل نقد للَّذي

- ‌فصل

- ‌ هَذَا هداك الله من إضلالهم…وضلالهم فِي الْمنطق اليونان…كمجردات فِي الخيال وَقد بنى…قوم عَلَيْهَا أوهن الْبُنيانظنُّوا بِأَن لَهَا وجودا خَارِجا ووجودها لَو صَحَّ فِي الأذهان…أَنى وَتلك مشخصات حصلت…فِي صُورَة جزئية بعيان…لَكِنَّهَا كُلية إِن طابقت…أفرادها كاللفظ فِي

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌وغدوتم فِيهِ تلاميذا لنا…اَوْ لَيْسَ ذَلِك منطق اليونان

- ‌لَا بالنصوص نقُول نَحن وَأَنْتُم…أَيْضا كَذَاك فَنحْن مصطلحان…فذروا عداوتنا فان وَرَاءَنَا…ذَاك الْعَدو الثّقل ذُو الاضغان…فهم عَدوكُمْ وهم أعداؤنا…فجميعا فِي حربهم سيان

- ‌مَا الله مَوْجُود هُنَاكَ وانما الْعَدَم الْمُحَقق فَوق ذِي الاكوان…وَالله مَعْدُوم هُنَاكَ حَقِيقَة…بِالذَّاتِ عكس مقَالَة الديصانهَذَا هُوَ التَّوْحِيد عِنْد فريقنا…وفريقكم وَحَقِيقَة الْعرْفَانوَكَذَا جماعتنا على التَّحْقِيق فِي التَّوْرَاة والانجيل وَالْفرْقَان…لَيست كَلَام الله بل فيض من

- ‌هَذَا الَّذِي قُلْنَا وانتم إِنَّه…عين الْمحَال وَذَاكَ ذُو بطلَان

- ‌يَوْمًا بِتَأْوِيل يَقُول وَتارَة

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فِي الْمُطَالبَة بِالْفرقِ بَين مَا يتَأَوَّل وَمَا لَا يتَأَوَّل…فَنَقُول فرق بَين مَا اولته…ومنعته تَفْرِيق ذِي برهَان…فَيَقُول مَا يُفْضِي الى التجسيم أَو لناه من خبر وَمن قُرْآنكالاستواء مَعَ التَّكَلُّم هَكَذَا…لفظ النُّزُول كَذَاك لفظ يدانإِذْ هَذِه أَوْصَاف جسم مُحدث…لَا يَنْبَغِي للْوَاحِد

- ‌فصل

- ‌ فلذاك قَالَ زعيمهم فِي نَفسه…فرقا سوى هَذَا الَّذِي تريانهذي الصِّفَات عقولنا دلّت على…إِثْبَاتهَا مَعَ ظَاهر الْقُرْآنفلذاك صناها عَن التَّأْوِيل فاعجب يَا أَخا التَّحْقِيق والعرفان…كَيفَ اعْتِرَاف الْقَوْم ان عُقُولهمْ…دلّت على التجسيم بالبرهانفَيُقَال هَل فِي الْعقل تجسيم ام

- ‌فَصْل

- ‌فِي بَيَان مُخَالفَة طريقهم لطريق أهل الاسْتقَامَة عقلا ونقلا

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌ من لي بشبه خوارج قد كفرُوا…بالذنب تَأْوِيلا بِلَا إِحْسَانوَلَهُم نُصُوص قصروا فِي فهمها…فَأتوا من التَّقْصِير فِي الْعرْفَانوخصومنا قد كفرونا بِالَّذِي…هُوَ غَايَة التَّوْحِيد وَالْإِيمَان

- ‌فصل

- ‌إِن قلت هم خير واهدى مِنْكُم وَالله مَا الفئتان مستويانشتان بَين مكفر بِالسنةِ الْعليا وَبَين مكفر الْعِصْيَان…قُلْتُمْ تأولنا كَذَاك تأولوا…وكلاكما فئتان باغيتان

- ‌لكنكم خالفتم الْمَنْصُوص للشبه الَّتِي هِيَ فكرة الأذهان…فلأي شئ أَنْتُم خير وَأقرب مِنْهُم للحق والايمانهم قدمُوا الْمَفْهُوم من لفظ الكتا…ب على الحَدِيث الْمُوجب التِّبْيَانلكنكم قدمتم رَأْي الرجا…ل عَلَيْهِمَا أفأنتم عَدْلَانِأم هم إِلَى الْإِسْلَام أقرب مِنْكُم…لَاحَ

- ‌من ذَا الَّذِي منا إِذا أشباههم…إِن كنت ذَا علم وَذَا عرفان…قَالَ الْخَوَارِج للرسول اعْدِلْ فَلم…تعدل وَمَا ذِي قسْمَة الديَّان

- ‌مَاذَا بِعدْل فِي الْعبارَة وَهِي موهمة التحيز وانتقال مَكَان

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَكَذَلِكَ قلت بِأَن مِنْهُ ينزل الْقُرْآن تَنْزِيلا من الرَّحْمَن…كَانَ الصَّوَاب بِأَن يُقَال نُزُوله…من لوحه اَوْ من مَحل ثَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌أَي يَقُول الجهمي للرسول إِنَّك تَقول أَيْن الله والاين مُمْتَنع على الله تَعَالَى ومحال وَلَيْسَ بممكن وَالصَّوَاب ان تَقول من الله كَمَا يسْأَل الْملكَانِ فِي الْقَبْر الْمَيِّت فَيَقُولَانِ من رَبك وَمَا دينك وَمن نبيك

- ‌قَالُوا لنا هَذَا دَلِيل أَنه…فَوق السما بأوضح الْبُرْهَان…فَالنَّاس طرا إِنَّمَا يَدعُونَهُ من فَوق هذي فطْرَة الرَّحْمَنلَا يسْأَلُون الْقبْلَة الْعليا وَلَكِن يسْأَلُون الرب ذَا الاحسان…قَالُوا وَمَا كَانَت إِشَارَته إِلَى غير الشَّهِيد منزل الْفرْقَانأتراه أَمْسَى للسما مستشهدا حاشاه من تَحْرِيف

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌لَو لم تقل فَوق السَّمَاء وَلم تشر…باشارة حسية بِبَيَان…وَسكت عَن تِلْكَ الْأَحَادِيث الَّتِي…قد صرحت بالفوق للديانوَذكرت أَن الله لَيْسَ بداخل فِينَا وَلَا هُوَ خَارج الأكوان…كُنَّا أنتصفنا من أولي التجسيم بل…كَانُوا لنا أسرى عبيد هوان…لَكِن منحتهم سِلَاحا كلما…شاؤوا لنا

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌واخو الْجَهَالَة نِسْبَة للفظ وَالْمعْنَى فنسب الْعَالم الرباني

- ‌وَرَأَيْت أكوابا هُنَاكَ كَثِيرَة مثل النُّجُوم لوارد ظمآن…وَرَأَيْت حَوْض الْكَوْثَر الصافي الَّذِي…لَا زَالَ يشخب فِيهِ مِيزَابَانِ…ميزاب سنته وَقَول إلهه…وهما مدى الايام لَا ينيانوَالنَّاس لَا يردونه إِلَّا من الالآف أفرادا ذَوُو إِيمَان…وردوا عَذَاب مناهل أكْرم بهَا…ووردتم أَنْتُم

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌قَالَ النَّاظِم

- ‌فصل

- ‌فِي بَيَان عداوتهم فِي تلقيب أهل الْقُرْآن والْحَدِيث بالمجسمة وَبَيَان أَنهم اولى بِكُل لقب خَبِيث…كم ذَا مشبهة مجسمة نوا…بتة مشبة جَاهِل فتانأَسمَاء سميتم بهَا أهل الحَدِيث وناصري الْقُرْآن والايمان…سميتموهم أَنْتُم وشيوخكم…بهتا بهَا من غير مَا سُلْطَان…وجعلتموها سبة

- ‌سموهُ تجسيما وتشبيها فلسنا جاحديه لذَلِك الهذيان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…بل بَيْننَا فرق لطيف بل هُوَ الْفرق الْعَظِيم لمن لَهُ عينان

- ‌فَكَلَامه فِيمَا لديكم لَا حَقِيقَة تَحْتَهُ تبدو الى الأذهان…فِي ذكر آيَات الْعُلُوّ وَسَائِر الْأَوْصَاف وَهِي الْقلب لِلْقُرْآنِبل قَول رب النَّاس لَيْسَ حَقِيقَة فِيمَا لديكم يَا أولي الْعرْفَان…وَإِذا جعلتم ذَا مجَازًا صَحَّ ان…ينفى على الأطلاق والامكان…وحقائق الْأَلْفَاظ بِالْعقلِ انْتَفَت…فِيمَا

- ‌فصل

- ‌فِي بَيَان مورد أهل التعطيل وانهم تعرضوا بالقلوط عَن مورد السلسبيل…يَا وَارِد القلوط وَيحك لَو ترى…مَاذَا على شفتيك والاسنانأَو مَا ترى آثارها فِي الْقلب والنيات والاعمال والاركان…لَو طَابَ مِنْك الْورْد طابت كلهَا…أَنى تطيب موارد الانتان…يَا وَارِد القلوط طهر

- ‌وَالله لَيْسَ بأصعب الوردين بل…هُوَ أسهل الوردين للظمآن

- ‌فصل

- ‌وبوده لَو كَانَ شَيْء غير ذَا…لَكِن مَخَافَة صَاحب السُّلْطَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…فَلَقَد أَتَانَا عَن كَبِير فيهم…وَهُوَ الحقير مقَالَة الكفرانلَو كَانَ يمكني وَلَيْسَ بممكن…لحككت من ذَا الْمُصحف العثمانيذكر اسْتِوَاء الرب فَوق الْعَرْش لَكِن ذَاك مُمْتَنع على الانسان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَالله لَوْلَا هَيْبَة الاسلام وَالْقُرْآن والأمراء وَالسُّلْطَانلأتوا بِكُل مُصِيبَة ولدكدكوا ال إِسْلَام فَوق قَوَاعِد الاركان…فَلَقَد رَأَيْتُمْ مَا جرى لأئمة ال إِسْلَام من محن على الازمانلَا سِيمَا لما استمالوا جَاهِلا…ذَا قدرَة فِي النَّاس مَعَ سُلْطَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…فَيرى عمائم ذَات أَذْنَاب على…تِلْكَ الفشور طَوِيلَة الأردان…وَيرى هيولي لَا تهول لمبصر…وتهول أعمى فِي ثِيَاب جبان…فَإِذا أصاخ بسمعة ملؤوه من…كذب وتلبيس وَمن بهتانفَيرى وَيسمع فشرهم وفشارهم…يَا محنة الْعَينَيْنِ والآذان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…فَلَقَد رَأينَا من فريق مِنْهُم…أمرا تهد لَهُ قوى الْإِيمَان…من سبهم أهل الحَدِيث وَدينهمْ…أَخذ الحَدِيث وَترك قَول فلَان…يَا أمة غضب الْإِلَه عَلَيْهِم…الْأَجَل هَذَا تشتموا بهوانتَبًّا لكم إِذْ تشتمون زوامل ال إِسْلَام حزب الله وَالْقُرْآن…وسببتموهم

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…قوم أقامهم الْإِلَه لحفظ هَذَا الدّين من ذِي بِدعَة شَيْطَانوأقامهم حرسا من التبديل والتحريف والتتميم وَالنُّقْصَان…يزك على الاسلام بل حصن لَهُ…يأوي اليه عَسَاكِر الْفرْقَان…فهم المحك فَمن يرى متنقصا…لَهُم فزنديق خَبِيث جنانإِن تتهمه

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…ذَكرُوهُ فَوق مَنَابِر وبسكة…رقموا اسْمه فِي ظَاهر الْأَثْمَانوَالْأَمر وَالنَّهْي المطاع لغيره…ولمهتد ضربت بذا مثلانيَا للعقول أيستوي من قَالَ بِالْقُرْآنِ والْآثَار والبرهان…ومخالف هَذَا وفطرة ربه…الله أكبر كَيفَ يستويان…بل فطْرَة الله

- ‌فصل

- ‌يَا ويلهم ولوا نتائج فكرهم…وقضوا بهَا قطعا على الْقُرْآنورذالهم وَلَو إشارات ابْن سينا حِين ولوا منطق اليونان…وَانْظُر إِلَى نَص الْكتاب مجدلا وسط العرين ممزق اللحمانبالطعن بالاجمال والاضمار والتخصيص والتأويل بالبهتان…والاشتراك وبالمجاز وَحذف مَا

- ‌إِن غَابَ ثَابت عَنهُ أَقْوَال الرسو…ل همالهم دون الوري حكمانفَأَتَاهُم مالم يكن فِي ظنهم…فِي حكم جنكسخان ذِي الطغيان

- ‌فعلوا بملته وسنته كَمَا…فعلوا بأمته من الْعدوان…وَالله مَا أنقادوا لجنكسخان حَتَّى أَعرضُوا عَن مُحكم الْقُرْآن…وَالله مَا ولوه إِلَّا بعد عز…ل الوحى عَن علم وَعَن إيقان…عزلوه عَن سُلْطَانه وَهُوَ الْيَقِين الْمُسْتَفَاد لنا من السُّلْطَانهَذَا وَلم يكف الَّذِي فَعَلُوهُ حَتَّى تمموا

- ‌هَذَا وَقد عضهوه أَن نصوصه…معزولة عَن أمرة الإيقانلَكِن غايتها الظنون وليته…ظنا يكون مطابقا بِبَيَانلَكِن ظواهر لَا يُطَابق ظَنّهَا…مَا فِي الْحَقِيقَة عندنَا بوزانإِلَّا إِذا مَا أولت فمجازها…بِزِيَادَة فِيهَا أَو النُّقْصَانأَو بِالْكِنَايَةِ واستعارات وتشبيه وأنواع

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هَذَا وَقَوْلهمْ خلاف الْحسن والمعقول وَالْمَنْقُول والبرهان…مَعَ كَونه أَيْضا خلاف الْفطْرَة ال أولى وَسنة رَبنَا الرَّحْمَنوَالله قد فطر الْعباد على التفا…هم بِالْخِطَابِ لمقصد التِّبْيَانكل يدل على الَّذِي فِي نَفسه بِكَلَامِهِ من اهل كل لِسَان…فترى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…لَو أَنكُمْ وَالله عاملتم بذا…أهل الْعُلُوم وكتبهم بوزان…فَسدتْ تصانيف الْوُجُود بأسرها…وغدت عُلُوم النَّاس ذَات هوان…هَذَا وَلَيْسوا فِي بَيَان علومهم…مثل الرَّسُول ومنزل الْقُرْآنوَالله لَو صَحَّ الَّذِي قد قُلْتُمْ…قطعت سَبِيل الْعلم والايمان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هَذَا وَمن بهتانهم أَن اللغا…ت أَتَت بِنَقْل الْفَرد والوحدانفَانْظُر الى الْأَلْفَاظ فِي جريانها…فِي هَذِه الْأَخْبَار وَالْقُرْآنأتظنها تحْتَاج نقلا مُسْندًا…متواترا اَوْ نقل ذِي وحدانام قد جرت مجْرى الضروريات لَا…تحْتَاج نقلا وَهِي ذَات بَيَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَمن المصائب قَول قَائِلهمْ بِأَن الله أظهر لَفظه بِلِسَان…وخلافهم فِيهِ كثير ظَاهر…عَرَبِيّ وضع ذَاك ام سرياني

- ‌وَإِذا هم اخْتلفُوا بِلَفْظَة مَكَّة…فِيهِ لَهُم قَولَانِ معروفان…أفبينهم خلف بَان مُرَادهم…حرم الْإِلَه وقبلة الْبلدَانِ…وَإِذا هم اخْتلفُوا بِلَفْظَة أَحْمد…فيدلهم قَولَانِ مذكورانأفبينهم خلف بِأَن مُرَادهم مِنْهُ رَسُول الله ذُو الْبُرْهَان…وَنَظِير هَذَا لَيْسَ يحصر كَثْرَة…يَا قوم فاستحيوا

- ‌يرمونهم كذبا بِكُل عَظِيمَة…حاشاهم من إفْك ذِي بهتان

- ‌فصل

- ‌فِي تَنْزِيه أهل الحَدِيث والشريعة عَن الألقاب القبيحة الشنيعة…فَرَمَوْهُمْ بغيا بِمَا الرَّامِي بِهِ…أولى ليدفع عَنهُ فعل الْجَانِي…يَرْمِي البريء بِمَا جناه مباهتا…ولذاك عِنْد الغر يشتبهانسموهم حشوية ونوابتا…ومجسمين وعابدي أوثانوكذاك أَعدَاء الرَّسُول وَصَحبه…وهم

- ‌فصل

- ‌فِي نُكْتَة بديعة تبين مِيرَاث الملقبين من الْمُشْركين والموحدين والملقبين الأولى بِفَتْح الْقَاف وَالثَّانيَِة بِكَسْرِهَا…هَذَا وَثمّ لَطِيفَة عجب سأبديها لكم يَا معشر الاخوانفاسمع فَذَاك معطل ومشبه…واعقل فَذَاك حَقِيقَة الانسانلَا بُد أَن يَرث الرَّسُول وضده فِي النَّاس طَائِفَتَانِ

- ‌فَأتى الألى ورثوهم فرموا بهَا…وراثه بالبغي والعدوانهَذَا يُحَقّق إِرْث كل مِنْهُمَا…فاسمع وعه يامن لَهُ أذنانوَالْآخرُونَ أولو النِّفَاق فأضمروا…شَيْئا وَقَالُوا غَيره بِلِسَانوَكَذَا الْمُعَطل مُضْمر تعطيله…قد أظهر التَّنْزِيه للرحمنهذي مَوَارِيث الْعباد تقسمت…بَين

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هَذَا وَثمّ لَطِيفَة أُخْرَى بهَا…سلوان من قد سبّ بالبهتانتَجِد الْمُعَطل لاعنا لمجسم…ومشبه لله بالإنسان

- ‌فصل

- ‌فِي بَيَان اقْتِضَاء التجهم والجبر والارجاء لِلْخُرُوجِ عَن جَمِيع ديانات الانبياء…واسمع وعه سرا عجيبا كَانَ مكتوما من الأقوام مُنْذُ زمَان…فأذعته بعد اللتيا وَالَّتِي…نصحا وَخَوف معرة الكتمان…جِيم وجيم ثمَّ جِيم مَعَهُمَا…مقرونة مَعَ احرف بوزانفِيهَا لَدَى الأقوام طلسم مَتى

- ‌لَا فَاعل أبدا وَلَا هُوَ قَادر…كالميت أدرج دَاخل الأكفان…وَالْأَمر وَالنَّهْي اللَّذَان توجها…فهما كأمر العَبْد بالطيرانوكأمره الْأَعْمَى بنقط مصاحف…أَو شكلها حذرا من الالحان

- ‌ومطيع أَمر الله مثل مُطِيع مَا يقْضِي بِهِ وَكِلَاهُمَا عَبْدَانِ

- ‌فَانْظُر إِلَى مَا قادت الْجِيم الَّتِي…للجبر من كفر وَمن بهتان

- ‌فَتكون حَقًا مُؤمنا وَجَمِيع ذَا…وزر عَلَيْك وَلَيْسَ بالكفران

- ‌فصل فِي جَوَاب الرب تبارك وتعالى يَوْم الْقِيَامَة إِذا سُئِلَ الْمُعَطل والمثبت عَن قَول كل وَاحِد مِنْهُمَا…وسل الْمُعَطل مَا تَقول إِذا أَتَى…فئتان عِنْد الله تختصمانإِحْدَاهمَا حكمت على معبودها…بعقولها وبفكرة الأذهانسمته معقولا وَقَالَت إِنَّه…أولى من الْمَنْصُوص بالبرهان

- ‌وَكَذَلِكَ قُلْنَا مَا لفعلك حِكْمَة…من أجلهَا خصصته بِزَمَان

- ‌وَهُوَ الَّذِي أدَّت إِلَيْهِ عقولنا لما وزنا الْوَحْي بالميزان…إِن كَانَ ذَلِكُم الْجَواب مخلصا…فامضوا عَلَيْهِ يَا ذَوي الْعرْفَانتالله مَا بعد الْبَيَان لمنصف إِلَّا العناد ومركب الخذلان

- ‌فصل

- ‌ يَا أَيهَا الْبَاغِي على أَتْبَاعه…بالظلم والبهتان والعدوان…قد حملوك شَهَادَة فاشهد بهَا…إِن كنت مَقْبُولًا لَدَى الرَّحْمَن…واشهد عَلَيْهِم إِن سَأَلت بِأَنَّهُم…قَالُوا إِلَه الْعَرْش والأكوانفَوق السَّمَاوَات العلى حَقًا على الْعَرْش اسْتَوَى سُبْحَانَ ذِي السُّلْطَان…وَالْأَمر ينزل مِنْهُ ثمَّ يسير

- ‌هُوَ قَول رب الْعَالمين حَقِيقَة…لفظا وَمعنى لَيْسَ يفترقان…واشهد عَلَيْهِم أَنه سُبْحَانَهُ…قد كلم الْمَوْلُود من عمرَان

- ‌واشهد عَلَيْهِم أَنهم قد أثبتوا الْأَسْمَاء والأوصاف للديان…وَكَذَلِكَ الْأَحْكَام أَحْكَام الصَّفَا…ت وَهَذِه الْأَركان للْإيمَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…واشهد عَلَيْهِم أَنهم حملُوا النصو…ص على الْحَقِيقَة لَا الْمجَاز الثَّانِي

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فهناك انتم أكفر الثقلَيْن من…انس وجن سَاكِني النيرَان

- ‌فصل فِي عهود المثبين مَعَ رب الْعَالمين

- ‌ولأجعلن لحومهم ودماءهم فِي يَوْم نصرك أعظم القربان…ولأحملن عَلَيْهِم بعساكر لَيْسَ تَفِر إِذا التقى الزحفانبعساكر الْوَجْهَيْنِ والفطرات والمعقول وَالْمَنْقُول بالاحسان

- ‌فصل

- ‌ أَنا تحملنا الشَّهَادَة بِالَّذِي…قُلْتُمْ نؤديها لَدَى الرَّحْمَنمَا عنْدكُمْ فِي الأَرْض قُرْآن كلا…م الله حَقًا يَا أولي الْعدوانكلا وَلَا فَوق السَّمَاوَات العلى…رب يطاع بِوَاجِب الشكرانكلا وَلَا فِي الْقَبْر أَيْضا عنْدكُمْ…من مُرْسل وَالله عِنْد لِسَانهاتيك عورات ثَلَاث قد بَدَت

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌ وَلأَجل هَذَا رام نَاصِر قَوْلكُم…ترقيعه يَا كَثْرَة الخلقان…قَالَ الرَّسُول بقبره حَيّ كَمَا…قد كَانَ فَوق الارض والرجمانمن فَوْقه أطباق ذَاك التُّرَاب واللبنات قد عرضت على الجدران…لَو كَانَ حَيا فِي الضريح حَيَاته…قبل الْمَمَات بِغَيْر مَا فرقان…مَا كَانَ تَحت الأَرْض بل من فَوْقهَا

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌ فان احتججتم بالشهيد بِأَنَّهُ…حَيّ كَمَا قد جَاءَ فِي الْقُرْآن…وَالرسل أكمل حَالَة مِنْهُ بِلَا…شكّ وَهَذَا ظَاهر التِّبْيَان…فلذاك كَانُوا بِالْحَيَاةِ أَحَق من…شهدائنا بِالْعقلِ والبرهانوَبِأَن عقد نِكَاحه لم يَنْفَسِخ…فنساؤه فِي عصمَة وصيانوَلأَجل هَذَا لم يحل لغيره…مِنْهُنَّ وَاحِدَة

- ‌معنى هَذِه الأبيات أَن الْقَائِلين بحياة الرُّسُل فِي الْقُبُور احْتَجُّوا بأَشْيَاء مِنْهَا الشُّهَدَاء فانهم أَحيَاء بِنَصّ الْقُرْآن كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَلَا تحسبن الَّذين قتلوا فِي سَبِيل الله أَمْوَاتًا بل أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ} آل عمرَان وَالرسل أكمل من الشُّهَدَاء بِغَيْر شكّ فهم احق بِالْحَيَاةِ من

- ‌فصل

- ‌ فَيُقَال أصل دليلكم فِي ذَاك حجتنا عَلَيْكُم وَهِي ذَات بَيَانإِن الشَّهِيد حَيَاته منصوصة…لَا بِالْقِيَاسِ الْقَائِم الْأَركانهَذَا مَعَ النَّهْي الْمُؤَكّد أننا…نَدْعُوهُ مَيتا ذَاك فِي الْقُرْآنونساؤه حل لنا من بعده…وَالْمَال مقسوم على السهْمَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌لَكِن هَذَا لَيْسَ مُخْتَصًّا بِهِ…أَيْضا بآثار روين حسانفعلى أبي الانسان يعرض سَعْيه…وعَلى أَقَاربه مَعَ الإخوانإِن كَانَ سعيا صَالحا فرحوا بِهِ…وَاسْتَبْشَرُوا يَا لَذَّة الفرحانأَو كَانَ سعيا سَيِّئًا حزنوا…وَقَالُوا رب رَاجعه إِلَى الْإِحْسَانوَلذَا استعاذ من الصَّحَابَة من روى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌هَذَا وَأمر فَوق ذَا لَو قلته…بادرت بالانكار والعدوانفلذاك أَمْسَكت الْعَنَان وَلَو أرى…ذَاك الرفيق جريت فِي الميدان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌وَالله لَا الرَّحْمَن أثبتم وَلَا…أرواحكم يَا مدعي الْعرْفَان

- ‌فصل

- ‌ قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌ هَذَا وَثَانِيها فتركيب الجوا…ر وَذَاكَ بَين اثْنَيْنِ يفترقانكالجسر وَالْبَاب الَّذِي تركيبه…بجواره لمحله من بَانوالاول الْمَدْعُو تركيب امتزا…ج واختلاط وَهُوَ ذُو تبيانأفلازم ذَا من ثُبُوت صِفَاته…أَيْضا تَعَالَى الله ذُو السُّلْطَان

- ‌هَذَا هُوَ الْمَعْنى الرَّابِع من مَعَاني التَّرْكِيب وَهُوَ التَّرْكِيب من الهيولي وَالصُّورَة عِنْد الفلاسفة

- ‌ فالمثبتون الْجَوْهَر الْفَرد الَّذِي…زعموه أصل الدّين والايمانقَالُوا بِأَن الْجِسْم مِنْهُ مركب وَلَهُم خلاف وَهُوَ ذُو ألوان…هَل يُمكن التَّرْكِيب من جزئين أَو…من أَربع أَو سِتَّة وثمان…أَو سِتّ عشرَة قد حَكَاهُ الْأَشْعَرِيّ لذِي مقالات على التِّبْيَان

- ‌والجوهر الْفَرد الَّذِي قد أثبتو…هـ لَيْسَ ذَا أبدا وَذَا إِمْكَان…لَو كَانَ ذَلِك ثَابتا لزم المحا…ل لواضح الْبطلَان والبهتان

- ‌إِذْ كَانَ كل مِنْهُمَا أجزاؤه…لَا تَنْتَهِي بالعد والحسبان…وَإِذا وضعت الجوهرين وثالثا…فِي الْوسط وَهُوَ الحاجز الوسطان…فلأجله افْتَرقَا فَلَا يتلاقيا…حَتَّى يَزُول اذا فيلتقيانمَا مَسّه إِحْدَاهمَا مِنْهُ هُوَ الممسوس للثَّانِي بِلَا فرقان…هَذَا محَال أَو تَقولُوا غَيره…فَهُوَ انقسام

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَالسَّادِس التَّرْكِيب من مَاهِيَّة…ووجودها مَا هَا هُنَا شَيْئَانِ

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌‌‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌ فالأولان حَقِيقَة التَّرْكِيب لَا…تعدوهما فِي اللَّفْظ والأذهانوَكَذَلِكَ الْأَعْيَان أَيْضا إِنَّمَا التَّرْكِيب فِيهَا ذَانك النوعان

- ‌وَلَهُم أقاويل ثَلَاث قد حكيناها وَبينا أتم بَيَان

- ‌وكذاك نفيكم لسَائِر مَا أَتَى…فِي النَّقْل من وصف بِغَيْر معَانكالوجه وَالْيَد والاصابع وَالَّذِي…أبدا يسوؤكم بِلَا كتمانوبودكم لَو لم يقلهُ رَبنَا…وَرَسُوله الْمَبْعُوث بالبرهانوبودكم وَالله لما قَالَه…أَن لَيْسَ يدْخل مسمع الانسانقَامَ الدَّلِيل على استناد الْكَوْن

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فلئن زعمتم انه نقص فَذا…بهت فَمَا فِي ذَاك من نُقْصَان…النَّقْص فِي أَمريْن سلب كَمَاله…أَو شركه بِالْوَاحِدِ الرَّحْمَن…أتكون أَوْصَاف الْكَمَال نقيصة…فِي أَي عقل ذَاك أم قُرْآنإِن الْكَمَال بِكَثْرَة الْأَوْصَاف لَا…فِي سلبها ذَا وَاضح الْبُرْهَانمَا النَّقْص غير السَّلب حسب وكل نقص أَصله

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فنفيتم التَّرْكِيب بالتركيب مَعَ…تَغْيِير إِحْدَى اللفظتين بثانبل صُورَة الْبُرْهَان أصبح شكلها…شكلا عقيما لَيْسَ ذَا برهَانفاذا جعلتم لَفْظَة التَّرْكِيب بِالْمَعْنَى الصَّحِيح امارة الْبطلَان…جِئْنَا الى الْمَعْنى فخلصناه مِنْهَا واطرحناها اطراح مهانهِيَ لَفْظَة مقبوحة بدعية

- ‌بل صُورَة الْبُرْهَان أصبح شكلها…شكلا عقيما لَيْسَ ذَا برهَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌قد حصلت أقسامها بِبَيَان

- ‌بل تِلْكَ لَازِمَة لَهُ بِالذَّاتِ لم…تنفك عَنهُ قطّ فِي الْأَزْمَانمَا اخْتَار شَيْئا قطّ يَفْعَله وَلَا هَذَا لَهُ أبدا بِذِي إِمْكَان…وبنوا على هَذَا اسْتِحَالَة خرق ذَا الأفلاك يَوْم قِيَامَة الْأَبدَانولذاك قَالُوا لَيْسَ يعلم قطّ شَيْئا مَا من الْمَوْجُود فِي الْأَعْيَان…لَا يعلم الأفلاك كم أعدادها

- ‌فصل

- ‌ هَذَا وَثَانِيها فتوحيد ابْن سبعين وشيعته أولي الْبُهْتَان…كل اتحادي خَبِيث عِنْده…معبوده موطوؤه الحقان…توحيدهم إِن الْإِلَه هُوَ الوجو…د الْمُطلق المثبوت فِي الْأَعْيَانهُوَ عينهَا لَا غير هَا مَا هَاهُنَا…رب وَعبد كَيفَ يفترقانلَكِن وهم العَبْد ثمَّ خياله فِي ذِي الْمظَاهر

- ‌فصل

- ‌ هَذَا وَثَالِثهَا هُوَ التَّوْحِيد عِنْد الجهم تَعْطِيل بِلَا إِيمَان…نفي الصِّفَات مَعَ الْعُلُوّ كَذَاك نفي كَلَامه بِالْوَحْي وَالْقُرْآنفالعرش لَيْسَ عَلَيْهِ شَيْء بتة…لكنه خلو من الرَّحْمَنمَا فَوْقه رب يطاع وَلَا عَلَيْهِ للورى من خَالق رَحْمَن…بل حَظّ عرش الرب عِنْد فريقهم…مِنْهُ كحظ الْأَسْفَل

- ‌فصل

- ‌ هَذَا وَرَابِعهَا فتوحيد لَدَى…جبريهم هُوَ غَايَة الْعرْفَانالعَبْد ميت مَاله فعل وَلَكِن مَا ترى هُوَ فعل ذِي السُّلْطَان…وَالله فَاعل فعلنَا من طَاعَة…وَمن الفسوق وَسَائِر الْعِصْيَان…هِيَ فعل رب الْعَالمين حَقِيقَة…لَيست بِفعل قطّ للْإنْسَان

- ‌فصل

- ‌ فاسمع إِذا تَوْحِيد رسل الله ثمَّ اجْعَلْهُ دَاخل كفة الْمِيزَان…مَعَ هَذِه الْأَنْوَاع وَانْظُر أَيهَا…اولى لَدَى الْمِيزَان بالرجحان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌ وكذاك ظلم عباده وَهُوَ الْغَنِيّ…فَمَا لَهُ وَالظُّلم للانسانوكذاك غفلته تَعَالَى وَهُوَ علام الغيوب فَظَاهر الْبطلَان…وَكَذَلِكَ النسْيَان جلّ إلهنا…لَا يَعْتَرِيه قطّ من نِسْيَان…وكذاك حَاجته الى طعم ورز…ق وَهُوَ رزاق بِلَا حسبان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فِي النَّوْع الثَّانِي من النَّوْع الأول وَهُوَ الثُّبُوت

- ‌ هَذَا وَمن توحيدهم إِثْبَات أَو…صَاف الْكَمَال لربنا الرَّحْمَنكعلوه سُبْحَانَهُ فَوق السَّمَاوَات العلى بل فَوق كل مَكَان…فَهُوَ الْعلي بِذَاتِهِ سُبْحَانَهُ…إِذْ يَسْتَحِيل خلاف ذَا بِبَيَان…وَهُوَ الَّذِي حَقًا على الْعَرْش اسْتَوَى…قد قَامَ بِالتَّدْبِيرِ للأكوانحَيّ مُرِيد قَادر مُتَكَلم…ذُو رَحْمَة وَإِرَادَة

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فجماله بِالذَّاتِ والأوصاف وَالْأَفْعَال والأسماء بالبرهان

- ‌فصل…وَهُوَ الحميد فَكل حمد وَاقع…أَو كَانَ مَفْرُوضًا مدى الْأَزْمَان…مَلأ الْوُجُود جمعيه وَنَظِيره…من غير مَا عدا وَلَا حسبان…هُوَ أَهله سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ…كل المحامد وصف ذِي الاحسان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌قد شرح النَّاظِم رحمه الله جَمِيع هَذِه الأبيات فِي نفس النّظم بِمَا هُوَ وَاضح

- ‌ وَهُوَ الْحَكِيم وَذَاكَ من اوصافه نَوْعَانِ أَيْضا مَا هما عدمان…حكم واحكام فَكل مِنْهُمَا…نَوْعَانِ أَيْضا ثَابتا الْبُرْهَان…وَالْحكم شَرْعِي وكوني وَلَا…يتلازمان وَمَا هما سيانبل ذَاك يُوجد دون هَذَا مُفردا…وَالْعَكْس أَيْضا ثمَّ يَجْتَمِعَانِلن يَخْلُو المربوب من إِحْدَاهمَا…أَو مِنْهُمَا بل

- ‌حَاصِل مَا ذكره النَّاظِم فِي هَذِه الأبيات أَن الْحَكِيم من أَوْصَافه سُبْحَانَهُ وان ذَاك نَوْعَانِ احدهما حكم وَالثَّانِي احكام ثمَّ ذكر ان الحكم شَرْعِي وكوني وأنهما لَا يتلازمان وَهَذَا لَا يتمشى على أصُول من يَجْعَل محبَّة الرب وَرضَاهُ ومشيئته وَاحِدَة فان من قَالَ كل مَا شاءه الله تَعَالَى وقضاة فقد

- ‌وَلَا ريب فِي تَعْلِيق كل مسبب بِمَا قبله من عِلّة موجبية…بل الشَّأْن فِي الْأَسْبَاب أَسبَاب مَا ترى…وإصدارها عَن حكم مَحْض الْمَشِيئَة…وقولك لم شَاءَ الاله هُوَ الَّذِي…ازل عقول الْخلق فِي قَعْر حُفْرَةفان الْمَجُوس الْقَائِلين بخالق…لنفع وَرب مبدع للمضرةسُؤَالهمْ عَن عِلّة الشَّرّ

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌وَالْحكمَة الْعليا على نَوْعَيْنِ أَيْضا حصلا بقواطع الْبُرْهَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌وَهُوَ الَّذِي جعل الْمحبَّة فِي قلو…بهم وجازاهم بحب ثَانهَذَا هُوَ الاحسان حَقًا لامعا…وضه وَلَا لتوقع الشكرانلَكِن يحب شكورهم وَهُوَ شكورهم…لَا لاحتياج مِنْهُ للشكرانوَهُوَ الشكُور فَلَنْ يضيع سَعْيهمْ…لَكِن يضاعفه بِلَا حسبانمَا للعباد عَلَيْهِ حق وَاجِب…هُوَ اوجب

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌وَله مُسَمّى ثَالِث وَهُوَ الْعُلُوّ فَلَيْسَ يدنو مِنْهُ من انسان

- ‌فصل

- ‌تقدم الْكَلَام على قَوْله تَعَالَى {إِن رَبِّي على صِرَاط مُسْتَقِيم} فِي أَوَائِل هَذَا النّظم

- ‌ هَذَا وَمن أَوْصَافه القدوس ذُو التَّنْزِيه بالتعظيم للرحمن

- ‌وَالله رازقه بِهَذَا الاعتبا…ر وَلَيْسَ بالاطلاق دون بَيَان

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌وَكَذَلِكَ الايمان فِي قلب الْفَتى…نور على نور مَعَ الْقُرْآنوحجابه نور فَلَو كشف الحجا…ب لأحرق السبحات للاكوان

- ‌قَالَ تَعَالَى {وأشرقت الأَرْض بِنور رَبهَا} الزمر فَأخْبر ان الارض يَوْم الْقِيَامَة تشرق بنوره وَهُوَ نوره الَّذِي نوره فانه سُبْحَانَهُ ياتي لفصل الْقَضَاء بَين عباده وَينصب كرسيه بِالْأَرْضِ فَإِذا جَاءَ الله تَعَالَى أشرقت الأَرْض وَحقّ لَهَا أَن تشرق بنوره وَعند المعطلة لَا يَأْتِي وَلَا يَجِيء وَلَا

- ‌فصل

- ‌قَوْله وَلذَلِك قد غلط الْمقسم أَي إِن الْجَهْمِية وَمن تَبِعَهُمْ من الْمُعْتَزلَة والاشعرية قَالُوا إِن الْفِعْل هُوَ الْمَفْعُول والخلق هُوَ الْمَخْلُوق وَقد أَشَرنَا إِلَى ذَلِك فِيمَا تقدم ولنزد ذَلِك أيضاحا فَنَقُول قَالَ النَّسَفِيّ

- ‌فصل…هَذَا وَمن أَسْمَائِهِ مَا لَيْسَ يفرد بل يفال إِذا أَتَى بقران…وَهِي الَّتِي تدعى بمزدواجتها…أفرادها خطر على الْإِنْسَانإِذْ ذَاك موهم نوع نقص جلّ رب الْعَرْش عَن عيب وَعَن نُقْصَان…كالمانع الْمُعْطِي وكالضار الَّذِي…هُوَ نَافِع وكماله الْأَمْرَانِوَنَظِير هَذَا الْقَابِض المقرون باسم

- ‌فصل…وَدلَالَة الاسماء أَنْوَاع ثلا…ث كلهَا مَعْلُومَة بِبَيَاندلّت مُطَابقَة كَذَاك تضمنا…وَكَذَا التزاما وَاضح الْبُرْهَانأما مُطَابقَة الدّلَالَة فَهِيَ ان الِاسْم يفهم مِنْهُ مفهومان…ذَات الْإِلَه وَذَلِكَ الْوَصْف الَّذِي…يشتق مِنْهُ الِاسْم بالميزان…لَكِن دلَالَته على إِحْدَاهمَا…بتضمن

- ‌فصل فِي بَيَان حَقِيقَة الالحاد فِي أَسمَاء رب الْعَالمين وَذكر انقسام الْمُلْحِدِينَ…أسماؤه أَوْصَاف مدح كلهَا…مُشْتَقَّة قد حملت لمعانإياك والإلحاد فِيهَا إِنَّه…كفر معَاذ الله من كفرانوَحَقِيقَة الالحاد فِيهَا الْميل بالاشراك والتعطيل والنكران…فالملحدون اذا ثَلَاث طوائف

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…والملحد الثَّانِي فذو التعطيل إِذْ…ينفى حقائقها بِلَا برهَانمَا ثمَّ غير الِاسْم أَوله بِمَا…يَنْفِي الْحَقِيقَة ذِي بطلَانفالقصد دفع النَّص عَن معنى الْحَقِيقَة فاجتهد فِيهِ بِلَفْظ بَيَان…عطل وحرف ثمَّ أول وانفها…واقذف بتجسيم وبالكفران

- ‌اني وَتلك أَدِلَّة لفظية…عزلت عَن الايقان مُنْذُ زمَان…فاذا تضافرت الْأَدِلَّة كَثْرَة…وغلبت عَن تَقْرِير ذَا بِبَيَانفَعَلَيْك حِينَئِذٍ بقانون وضعناه لدفع أَدِلَّة الْقُرْآن…وَلكُل نَص لَيْسَ يقبل أَن يؤو…ل بالمجاز وَلَا بِمَعْنى ثَان…قل عَارض الْمَنْقُول مَعْقُول وَمَا الْأَمْرَانِ عِنْد الْعقل

- ‌وَالله لم نكذب عَلَيْهِم اننا وهم لَدَى الرَّحْمَن مختصمان…وَهُنَاكَ يَجْزِي الْمُلْحِدُونَ وَمن نفي ال إلحاد يَجْزِي ثمَّ بالغفرانفاصبر قَلِيلا انما هِيَ سَاعَة…يَا مُثبت الْأَوْصَاف للرحمنفلسوف تجني أجر صبرك حِين يجني الْغَيْر وزر الاثم والعدوان…فَالله سائلنا وسائلهم عَن ال

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هَذَا وثالثهم فنافيها ونا…فِي مَا تدل عَلَيْهِ بالبهتانذَا جَاحد الرَّحْمَن رَأْسا لم يقر بخالق أبدا وَلَا رَحْمَن

- ‌لَو كنت وَارثه لآذتك الألى…ورثوا عداهُ بِسَائِر الألوان

- ‌وللحافظ عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن رَجَب كتاب كشف الْكُرْبَة فِي وصف حَال اهل الغربة

- ‌والصدق والاخلاص ركنا ذَلِك التَّوْحِيد كالركنين للبنيانوَحَقِيقَة الاخلاص تَوْحِيد المُرَاد فَلَا يزاحمه مُرَاد ثَان…لَكِن مُرَاد العَبْد يبْقى وَاحِدًا مَا فِيهِ تَفْرِيق لَدَى الانسان

- ‌فاذا هِيَ اجْتمعت لنَفس حرَّة…بلغت من العلياء كل مَكَانلله قلب شام هاتيك البرو…ق من الْخيام فهم بالطيرانلَوْلَا التعلل بالرجاء تصدعت…أعشاره كتصدع الْبُنيانوتراه يبسطه الرَّجَاء فينثني…متمايلا كتمايل النشوان

- ‌فتراه بَين الْقَبْض والبسط اللذا…ن هما لأفق سمائه قطبان

- ‌فصل…والشرك فاحذره فشرك ظَاهر…ذَا قسم لَيْسَ بقابل الغفرانوَهُوَ اتِّخَاذ الند للرحمن أيا كَانَ من حجر وَمن انسان…يَدعُوهُ اَوْ يرجوه ثمَّ يخافه…وَيُحِبهُ كمحبة الديَّان

- ‌فاذا ادعيت لَهُ الْمحبَّة مَعَ خلا…فك مَا يحب فَأَنت ذُو بهتان…أَتُحِبُّ أَعدَاء الحبيب وتدعي…حبا لَهُ مَا ذَاك فِي إِمْكَان…وَكَذَا تعادي جاهدا أحبابه…إِن الْمحبَّة يَا أَخا الشَّيْطَانلَيْسَ الْعِبَادَة غير تَوْحِيد الْمحبَّة مَعَ خضوع الْقلب والأركان…وَالْحب نفس وفاقه فِيمَا يحب وَيبغض مَا

- ‌فصل فِي صف العسكرين وتقابل الصفين واستدارة رحى الْحَرْب الْعوَان وتصاول الأقران الْعوَان بِفَتْح الْعين أَي حَرْب بعد حَرْب…يَا من يشب الْحَرْب جهلا مالكم…بِقِتَال حزب الله قطّ يدانأَنى يُقَاوم جندكم لجنودهم…وهم الهداة وعسكر الْقُرْآنوجنودكم مَا بَين كَذَّاب ودجا…ل

- ‌صوفية سنية نبوية لَيْسُوا أولي شطح وَلَا هذيان…هَذَا كَلَامهم لدينا حَاضر…من غير مَا كذب وَلَا كتمان…فاقبل حِوَالَة من أحَال عَلَيْهِم…هم أملياؤهم اولو إِمْكَان

- ‌طحنتكم طحن الرَّحَى للحب حَتَّى صرتم كالبعر فِي القيعان…أَنى يُقَاوم ذَا العساكر طمطم…اَوْ تنكلوشا أَو أَخُو اليونان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هذي العساكر قد تلاقت جهرة…ودنا الْقِتَال وصيح بالأقرانصفوا الجيوش وعبئوها وابرزوا…للحرب واقتربوا من الفرسان

- ‌قَالَ فِي الْقَامُوس القرم محركة شدَّة شَهْوَة اللَّحْم كثر حَتَّى قيل فِي الشوق الى الحبيب…تَبًّا لكم لَو تعقلون لكنتم…خلف الْخُدُور كأضعف النسوانمن أَيْن أَنْتُم والْحَدِيث وَأَهله…وَالْوَحي والمعقول بالبرهانماعندكم الا الدعاوي والشكا…وي أَو شَهَادَات على الْبُهْتَانهَذَا

- ‌فصل…الْعلم قَالَ الله قَالَ رَسُوله…قَالَ الصَّحَابَة هم أولو الْعرْفَانمَا الْعلم نصبك للْخلاف سفاهة…بَين الرَّسُول وَبَين رَأْي فلَانكلا وَلَا جحد الصِّفَات لربنا…فِي قالب التَّنْزِيه والسبحانكلا وَلَا نفي الْعُلُوّ لفاطر الأكوان فَوق جَمِيع الأكوان…كلا وَلَا عزل النُّصُوص

- ‌حاشا النُّصُوص من الَّذِي رميت بِهِ…من فرقة التعطيل والتمويه

- ‌فصل فِي عقد الْهُدْنَة والأمان الْوَاقِع بَين المعطلة واهل الالحاد حزب جنكسخان قَالَ فِي الْقَامُوس الْهُدْنَة بِالضَّمِّ الْمُصَالحَة كالمهادنة…يَا قوم صالحتم نفات الذَّات والأوصاف صلحا مُوجبا لأمان…وأغرتم وَهنا عَلَيْهِم غَارة…قعقعتم فِيهَا لَهُم بشنان…مَا كَانَ فِيهَا من قَتِيل مِنْهُم…كلا

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وبحثتم مَعَ صَاحب الاثبات بالتكفير والتضليل والعدوانوقلبتم ظهر الْمِجَن لَهُ وأجلبتم عَلَيْهِ بعسكر الشَّيْطَان…وَالله هذي رُتْبَة لَا يختفي…مضمونها إِلَّا على الثيران

- ‌قَوْله وبحثتم مَعَ صَاحب الاثبات الخ أَي انكم خَرجْتُمْ عَن الْحَد فِي بحثكم مَعَ صَاحب الاثبات وكفرتموه وضللمتموه واعتديتم عَلَيْهِ قَوْله وقلبتم ظهر الْمِجَن قَالَ فِي الْقَامُوس الْمِجَن والمجنة بكسرهما والجنان بِالضَّمِّ الترس وقلب مجنه اسقط الْحيَاء وَفعل مَا شَاءَ أَو ملكه أمره أَو اشْتَدَّ بِهِ

- ‌قَالَ النَّاظِم…أخذُوا نواصيكم بهَا ولحاكم…فغدت تجر بذلة وهوان…قُلْتُمْ بقَوْلهمْ ورمتم كسرهم…أَنى وَقد غلقوا لكم برهَان

- ‌أَي إِن الْمُتَكَلِّمين لما قَالُوا بِبَعْض أَقْوَال المعطلة صَعب الرَّد عَلَيْهِم مِنْهُم لأَنهم قد غلقوا لَهُم برهَان فَلهَذَا عجزوا عَن الرَّد عَلَيْهِم

- ‌تالله مَا يدْرِي الْفَتى بمصابه…وَالْقلب تَحت الْخَتْم والخذلان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌تقدم معنى الدريئة…وتراهم تَحت السيوف تنوشهم…من عَن شمائلهم وَعَن ايمانوتراهم انسلخوا من الوحيين وَالْعقل الصَّرِيح وَمُقْتَضى الْقُرْآن…وتراهم وَالله ضحكة ساخر…ولطالما سخروا من الايمان…قد أوحشت مِنْهُم ربوع زَادهَا الْجَبَّار إيحاشا مدى الْأَزْمَان

- ‌وَهُوَ الْمُسَمّى بِالْجَوَابِ الصَّحِيح لمن بدل دين الْمَسِيح…وكذاك شرح عقيدة للاصبها…ني شَارِح الْمَحْصُول شرح بَيَانفِيهَا النبوات الَّتِي إِثْبَاتهَا…فِي غَايَة التَّقْرِير والتبيانوَالله مَا لأولي الْكَلَام نَظِيره…أبدا وكتبهم بِكُل مَكَانوَكَذَا حُدُوث الْعَالم الْعلوِي والسفلي فِيهِ

- ‌أَي إِن فتاوله بلغت ثَلَاثِينَ سفرا…هَذَا وَلَيْسَ يقصر التَّفْسِير عَن…عشر كبار لَيْسَ ذَا نُقْصَانوَكَذَا المفاريد الَّتِي فِي كل مَسْأَلَة فسفر وَاضح التِّبْيَان…مَا بَين عشر أَو تزيد بضعفها…هِيَ كَالنُّجُومِ لسالك حيران

- ‌فصل فِي بَيَان أَن الْمُصِيبَة الَّتِي حلت بِأَهْل التعطيل والكفران من جِهَة الْأَسْمَاء الَّتِي مَا أنزل الله بهَا من سُلْطَان…يَا قوم أصل بلائكم اسماء لم…ينزل بهَا الرَّحْمَن من سُلْطَانهِيَ عكستكم غَايَة التعكيس واقتلعت دِيَاركُمْ من الاركان…فتهدمت تِلْكَ الْقُصُور وأوحشت مِنْكُم ربوع الْعلم

- ‌وَالْقَصْد نفي صِفَاته وفعاله…والاستواء وَحِكْمَة الرَّحْمَن

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَالنَّاس أَكْثَرهم بسجن اللَّفْظ محبوسون خوف معرة السجان…وَالْكل إِلَّا الْفَرد يقبل مذهبا…فِي قالب وَيَردهُ فِي ثَانوَالْقَصْد أَن الذَّات والاوصاف وَالْأَفْعَال لَا تنفى بذا الهذيان…سموهُ مَا شِئْتُم فَلَيْسَ الشَّأْن فِي الْأَسْمَاء بل فِي مقصد وَمَعَانكم ذَا

- ‌وكذاك ان قُلْنَا الْقُرْآن كَلَامه…مِنْهُ بدا لم يبد من انسانكلا وَلَا ملك وَلَا لوح وَلَا…كن قَالَه الرَّحْمَن قَوْله بَيَان

- ‌أَي قَالَت النفاة إِذْ قُلْتُمْ إِن كَلَام الله تَعَالَى بدا مِنْهُ لم يبد من انسان وَلَا ملك وَلَا من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَتَقول النفاة الْكَلَام عرض وَالْعرض لَا يقوم بِغَيْر جسم فكلامكم أَيهَا المثبتة غير مَعْقُول…وكذاك حِين نقُول ينزل رَبنَا…فِي ثلث ليل آخر أَو ثَانقُلْتُمْ لنا إِن النُّزُول

- ‌وَكَذَلِكَ قَوْله خلقت بيَدي يَعْنِي بقدرته وَنعمته قَالَ فَيُقَال لَهُ هَذَا بَاطِل لَان قَوْله بيَدي يَقْتَضِي إِثْبَات يدين هما صفة لَهُ فَلَو

- ‌أَي إِنَّكُم أَيهَا المعطلة وضعتم للجسم معنى غير مَعْنَاهُ الْمَعْرُوف فِي لُغَة الْعَرَب وسميتم كل مَا هُوَ مركب من الْمَادَّة وَالصُّورَة أَو من الْجَوَاهِر المنفردة أَو مَا يقبل الاشارة الحسية جسما وَلَيْسَ هَذَا معنى الْجِسْم فِي لُغَة الصَّحَابَة الَّتِي جَاءَ بهَا الْقُرْآن كَمَا قَالَ الْجَوْهَرِي فِي صحاحه الْمَشْهُورَة

- ‌الْمُقدمَة الثَّانِيَة أَنه لَو سلم ذَلِك فَقَوْلهم إِن هَذَا يطلقونه عِنْد تزايد الْأَجْزَاء هُوَ مَبْنِيّ على أَن الْأَجْسَام مركبة من الْجَوَاهِر المنفردة وَهَذَا لَو قدر أَنه صَحِيح فَأهل اللُّغَة لم يعتبروه وَلَا قَالَ اُحْدُ مِنْهُم ذَلِك فَعلم انهم إِنَّمَا لحظوا غلظه وكثافته وَأما كَونهم اعتبروا كَثْرَة الْأَجْزَاء

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وركبتم إِذا ذَاك تحريفين تَحْرِيف الحَدِيث ومحكم الْقُرْآن…وكسبتم وزرين وزر النَّفْي والتحريف فاجتمعت لكم كفلانوعداكم أَجْرَانِ أجر الصدْق وَالْإِيمَان حَتَّى فاتكم حظان…وكسبتم مقتين مقت الهكم…وَالْمُؤمنِينَ فنالكم مقتان…ولبستم ثَوْبَيْنِ ثوب

- ‌فصل

- ‌قَالَ فِي الْقَامُوس الترس مَعْرُوف جمع أتراس وترسة وتراس وتروس والتراس صَاحبه وصانعه والتراسة صَنعته والتتريس والتترس التستر بِهِ…جسم وتجسيم وتشبيه أما…تعيون من فشر وَمن هذيان

- ‌وَالله رَبِّي قد أعَان بِكَسْر ذَا وبقطع ذَا سُبْحَانَ ذِي الْإِحْسَان

- ‌أَي أَن الله سُبْحَانَهُ قد أعَان بِكَسْر الطاغوت وبقطع المنجنيق بالحجج الساطعة والبراهين القاطعة…فلئن زعمتم ان هَذَا لَازم…لمقالكم حَقًا لُزُوم بَيَان…فلنا جوابات ثَلَاث كلهَا…مَعْلُومَة الايضاح والتبيانمنع اللُّزُوم وَمَا بِأَيْدِيكُمْ سوى…دَعْوَى مُجَرّدَة من الْبُرْهَانلَا

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هَذَا وثالث مَا نجيب بِهِ هُوَ استفساركم يَا فرقة الْعرْفَان…مَاذَا الَّذِي تعنون بالجسم الَّذِي…ألزمتمونا أوضحُوا بِبَيَانتعنون ماهو قَائِم بِالنَّفسِ أَو…عَال على الْعَرْش الْعَظِيم الشانأَو ذَا الَّذِي قَامَت بِهِ الْأَوْصَاف وأ…وصاف الْكَمَال عديمة

- ‌فصل فِي مبدء الْعَدَاوَة الْوَاقِعَة بَين المثبتين الْمُوَحِّدين وَبَين النفاة المعطلين…يَا قوم تَدْرُونَ الْعَدَاوَة بَيْننَا…من أجل مَاذَا فِي قديم زمَانإِنَّا تحيزنا إِلَى الْقَوْم وَالنَّقْل الصَّحِيح مُفَسّر الْقُرْآن…وَكَذَا الى الْعقل الصَّرِيح وفطرة الرَّحْمَن قبل تغير الانسانهِيَ أَربع

- ‌وَلكم بذا سلف لَهُم تابعتم…لما دعوا للأخذ بِالْقُرْآنِصدوا فَلَمَّا أَن أصيبوا أَقْسمُوا…لمرادنا توفيق ذِي الاحسانوَلَقَد أصيبوا فِي قُلُوبهم وَفِي…تِلْكَ الْعُقُول بغاية النُّقْصَانفَأتوا بأقوال اذا حصلتها…أسمعت ضحكة هازل مجانهَذَا جَزَاء المعرضين عَن الْهدى

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَاضْرِبْ لَهُم مثلا بشيخ الْقَوْم اذ…يَأْبَى بكبر ذِي طغيانثمَّ ارتضى ان صَار قوادا لأر…بَاب الفسوق وكل ذِي عصيان

- ‌ثمَّ ارتضوا أَن يجْعَلُوا معبودهم…من هَذِه الْأَحْجَار والاوثان

- ‌جَعَلُوهُ فِي الْآبَار والأنجاس والخانات والخربات والقيعان

- ‌بنيات الطَّرِيق هِيَ الطّرق الصغار وتتشعب من الطَّرِيق الْأَعْظَم ثمَّ ترجع اليه…وجعلتم ترس الْكَلَام مجنة…تَبًّا لذاك الترس عِنْد طعان…ورميتم أهل الحَدِيث بأسمهم…عَن قَوس موتور الْفُؤَاد جبان…فتترسوا بِالْوَحْي وَالسّنَن الَّتِي…تتلوه نعم الترس للشجعان

- ‌فَاشْتَدَّ ذَاك الْحَرْب بَين فريقنا…وفريقكم وتفاقم الْأَمْرَانِوتأصلت تِلْكَ الْعَدَاوَة بَيْننَا…من يَوْم أَمر الله للشَّيْطَان

- ‌الله أكبر لَو رَأَيْتُمْ ذَلِك الْبُنيان حِين علا كَمثل دُخان…تسمو اليه نواظر من تَحْتَهُ…وَهُوَ الوضيع وَلَو يرى بعيان

- ‌فصل

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…كلا وَلَيْسَ الله فَوق عباده…بل عَرْشه خلو من الرَّحْمَنفَثَلَاثَة وَالله لَا تبقي من ال ايمان حَبَّة خَرْدَل بوزان…وَقد استراح معطل هذي الثلا…ث من الاله وَجُمْلَة الْقُرْآن…وَمن الرَّسُول وَدينه وشريعته ال اسلام بل من جملَة الاديان

- ‌لَكِن جُمْهُور الطوائف لم يرَوا…ذَا مُمكنا بل ذَاك ذُو بطلَانمَا قَالَ هَذَا غَيْركُمْ من سَائِر النظار فِي الْآفَاق والازمان…تسعون وَجها بيّنت بُطْلَانه…لَوْلَا القريض لسقتها بوزان

- ‌مَا فَوق عرش الرب من هُوَ قَائِل…طه وَلَا حرفا من الْقُرْآن

- ‌أَي إِن الْجَهْمِية قَالُوا بِفنَاء الْجنَّة وَالنَّار…يَا قَومنَا بلغ الْوُجُود بأسره الد…نيا مَعَ الْأُخْرَى مَعَ الايمانوالخلق والامر الْمنزل وَالْجَزَاء منَازِل الجنات والنيران…وَالنَّاس قد ورثوه بعد فَمنهمْ ذُو السهْم والسهمين والسهمانبئس الْمُورث والمورث والتر…اث ثَلَاثَة

- ‌أَي إِن قَول أهل النَّفْي والتعطيل قد بلغت شناعاته الْوُجُود بأسره

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…فاذا أَبَيْتُم فالسلام على من اتبع الْهدى وانقاد لِلْقُرْآنِ…سِيرُوا على نجب العزائم وَاجْعَلُوا…بظهورها المسرى الى الرَّحْمَن…سبق الْمُفْرد وَهُوَ ذَاكر ربه…فِي كل حَال لَيْسَ ذَا نِسْيَان

- ‌وثبوتها أصل لهَذَا الذّكر والنافي لَهَا دَاع الى النسْيَان…فلذاك كَانَ خَليفَة الشَّيْطَان ذَا…لَا مرْحَبًا بخليفة الشَّيْطَانوالذاكرون على مَرَاتِبهمْ فأعلاهم اولو الايمان والعرفان…بصفاته العلياء اذ قَامُوا بِحَمْد الله فِي سر وَفِي إعلانوأخص أهل الذّكر بالرحمن أعلمهم

- ‌مَا قَامَ الا بِالصِّفَاتِ مفصلا…اثباتها تَفْصِيل ذِي عرفان

- ‌وكذاك زندقة الْعباد أساسها التعطيل يشْهد ذَا اولو الْعرْفَان

- ‌وَالله مَا فِي الأَرْض زندقة بَدَت…من جَانب الاثبات وَالْقُرْآن

- ‌مَا فيهم أحد يَقُول الله فو…ق الْعَرْش مستول على الاكوان

- ‌وَيَقُول ان النَّقْل غير معَارض…لِلْعَقْلِ بل أَمْرَانِ متفقان

- ‌فَانْظُر الى الجهمي كَيفَ أَتَى الى…أس الْهدى ومعاقل الايمان

- ‌يدْرِي بِهَذَا عَارِف بمآخذ ال أَقْوَال مضطلع بِهَذَا الشان

- ‌لَكِن على تِلْكَ الْعُيُون غشاوة مَا حِيلَة الكحال فِي العميان

- ‌فصل فِي بهت أهل الشّرك والتعطيل فِي رميهم اهل التَّوْحِيد وَالْإِثْبَات بتنقيص الرَّسُول صلى الله عليه وسلم…قَالُوا تنقصتم رَسُول الله وَا…عجبا لهَذَا الْبَغي والبهتان

- ‌عزلوا كَلَام الله ثمَّ رَسُوله…عَن ذَاك عزلا لَيْسَ ذَا كتمان

- ‌قَالُوا وَظَاهره هُوَ التَّشْبِيه والتجسيم والتمثيل حاشا ظَاهر الْقُرْآن

- ‌فَهُوَ الْمُشبه والممثل والمجسم عَابِد الْأَوْثَان لَا الرَّحْمَن

- ‌ورميتم حزب الرَّسُول وجنده…بمصابكم يَا فرقة الْبُهْتَان

- ‌أَنْتُم تنقصتم إِلَه الْعَرْش وَالْقُرْآن والمبعوث بِالْقُرْآنِ

- ‌وجعلتم ذَا كُله التَّشْبِيه والتمثيل والتجسيم ذَا الْبطلَان

- ‌جعلُوا عُقُولهمْ أَحَق بِأخذ مَا…فِيهَا من الْأَخْبَار وَالْقُرْآن

- ‌تحكيمه عِنْد اخْتِلَافهمَا بل الْمَعْقُول ثمَّ الْمنطق اليونان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…يَا من لَهُ عقل وَنور قد غَدا…يمشي بِهِ فِي النَّاس كل زمَان

- ‌فلذاك لم نعبده مثل عبَادَة الرَّحْمَن فعل الْمُشرك النَّصْرَانِي

- ‌لله حق لَا يكون لغيره…ولعبده حق هما حقان

- ‌فالحج للرحمن دون رَسُوله…وَكَذَا الصَّلَاة وَذبح ذِي القربان

- ‌وَكَذَا التَّوَكُّل والانابة والتقى…وَكَذَا الرَّجَاء وخشية الرَّحْمَن

- ‌وَعَلَيْهِمَا قَامَ الْوُجُود بأسره…دنيا وَأُخْرَى حبذا الركنان

- ‌لكنما التَّعْزِير والتوقير حق للرسول بِمُقْتَضى الْقُرْآن

- ‌هذي تفاصيل الْحُقُوق ثَلَاثَة…لَا تجهلوها يَا أولي الْعدوان

- ‌من غير إشراك بِهِ شَيْئا هما…سَببا النجَاة فحبذا السببان

- ‌من قَالَ قولا غَيره قمنا على…أَقْوَاله بالسير وَالْمِيزَان

- ‌أَو خَالَفت هَذَا رددناها على…من قَالَهَا من كَانَ من انسان

- ‌هَذَا الَّذِي أدّى إِلَيْهِ علمنَا…وَبِه ندين الله كل أَوَان

- ‌وهم الْمُقدم فِي محبتنا على ال أهلين والأزواج والولدان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَنَظِير هَذَا قَول أَعدَاء الْمَسِيح من النَّصَارَى عابدي الصلبان

- ‌لَو قُلْتُمْ ولد إِلَه خَالق…وفيتموه حَقه بوزان

- ‌صَارُوا معادين الرَّسُول وَدينه…فِي صُورَة الأحباب والاخوان

- ‌وَانْظُر الى تجريده التَّوْحِيد من…اسباب كل الشّرك بالرحمن

- ‌عقل وفطرتك السليمة ثمَّ زن…هَذَا وَذَا لَا تطغ فِي الْمِيزَان

- ‌رامي البريء بدائه ومصابه…فعل المباهت أوقح الْحَيَوَان

- ‌وَالله مَا قدمتم يَوْمًا مقا لته على التَّقْلِيد للانسان

- ‌وَالله أغلاط الشُّيُوخ لديكم…عين الصَّوَاب وَمُقْتَضى الْبُرْهَان

- ‌وَالله انهم لديكم…مثل مَعْصُوم وَهَذَا غَايَة الطغيان

- ‌وَالله مَا يرضيه جعلكُمْ لَهُ…ترسا لشرككم وللعدوان

- ‌وَالله يشْهد ذَا بجذر قُلُوبكُمْ…وكذاك يشهده أولو الْإِيمَان

- ‌أَنى وجهلكم بِهِ وبدينه…وخلافكم للوحي معلومان

- ‌خالفتم قَول الشُّيُوخ وَقَوله…فغدا لكم خلفان متفقان

- ‌تَقْدِيم آراء الرِّجَال عَلَيْهِ مَعَ…هَذَا الغلو فَكيف يَجْتَمِعَانِ

- ‌لَكِن تجردتم لنصر الشّرك والبدع المضلة فِي رضى الشَّيْطَان

- ‌ورضى رَسُول الله منا لَا غلو الشّرك أصل عبَادَة الْأَوْثَان

- ‌وَالله لَو يرضى الرَّسُول سجودنا…كُنَّا نخر لَهُ على الأذقان

- ‌وَلَقَد نَهَانَا أَن نصير قَبره…عيدا حذار الشّرك بالرحمن

- ‌فَأجَاب رب الْعَالمين دعاءه…وأحاطه بِثَلَاثَة الجدران

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…وَلَقَد غَدا عِنْد الْوَفَاة مُصَرحًا…باللعن يصْرخ فيهم بِأَذَان

- ‌وَالله لَوْلَا ذَاك أبرز قَبره…لكِنهمْ حجبوه بالحيطان

- ‌قصدُوا مُوَافقَة الرَّسُول وقصده التَّجْرِيد للتوحيد للرحمن

- ‌فسطوا على أَتْبَاعه وَجُنُوده…بالبغي والعدوان والبهتان

- ‌الْقَصْد حج الْبَيْت وَهُوَ فَرِيضَة الرَّحْمَن وَاجِبَة على الْأَعْيَان

- ‌من لم يزر بَيت الْإِلَه فَمَاله…من حجه سهم وَلَا سَهْمَان

- ‌من بعد مَكَّة أَو على الاطلاق فِيهِ الْخلف عِنْد النَّاس مُنْذُ زمَان

- ‌أصل هُوَ النَّافِي الْوُجُوب فَإِنَّهُ…مَا جنسه فرض على الْإِنْسَان

- ‌أَمر الرَّسُول لكل ناذر طَاعَة…بوفائه بِالنذرِ بالاحسان

- ‌وَكَذَا صَلَاة فِي قبا فكعمرة…فِي أجرهَا وَالْفضل للمنان

- ‌بِتمَام أَرْكَان لَهَا وخشوعها…وَحُضُور قلب فعل ذِي الاحسان

- ‌فنقوم دون الْقَبْر وَقْفَة خاضع…متذلل فِي السِّرّ والاعلان

- ‌وتفجرت تِلْكَ الْعُيُون بِمَائِهَا…ولطالما غاضت على الْأَزْمَان

- ‌لم يرفع الْأَصْوَات حول ضريحه…كلا وَلم يسْجد على الأذقان

- ‌ثمَّ انثنى بدعائه مُتَوَجها…لله نَحْو الْبَيْت ذِي الْأَركان

- ‌من افضل الْأَعْمَال هاتيك الزيا…رة وَهِي يَوْم الْحَشْر فِي الْمِيزَان

- ‌هذي زيارتنا وَلم ننكر سوى الْبدع المضلة يَا أولي الْعدوان

- ‌فصل

- ‌فِي تعْيين ان اتِّبَاع السّنة وَالْقُرْآن طَرِيق للنجاة من النيرَان

- ‌واقرأهما بعد التجرد من هوى…وتعصب وحمية الشَّيْطَان…واجعلهما حكما وَلَا تحكم على…مَا فِيهَا أصلا بقول فلَانوَاجعَل مقَالَته كبعض مقَالَة ال أَشْيَاخ تنصرها بِكُل أَوَان…وانصر مقَالَته كنصرك للَّذي…قلدته من غير مَا برهَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌عَن نيل مقْصده فَذَاك عدوه…وَلَو أَنه مِنْهُ الْقَرِيب الداني

- ‌فصل

- ‌ يَا قَاعِدا سَارَتْ بِهِ أنفاسه…سير الْبَرِيد وَلَيْسَ بالذملان

- ‌فِي هَذِه الدُّنْيَا وَفِي الْأُخْرَى يكو…ن الْحَيّ ذَا الرضْوَان وَالْإِحْسَان…ذكر الْإِلَه وحبه من غير اشراك بِهِ وهما فممتنعانمن صَاحب التعطيل حَقًا كامتنا…ع الطَّائِر المقصوص من طيرانأيحبه من كَانَ يُنكر وَصفه…وعلوه وَكَلَامه بقرآنلَا وَالَّذِي حَقًا على الْعَرْش اسْتَوَى

- ‌يَا من تعز عَلَيْهِم أَرْوَاحهم…ويرون غبنا بيعهَا بهوانويرون خسرانا مُبينًا بيعهَا…فِي إِثْر كل قبيحة ومهانويرون ميدان التسابق بارز…فيتاركون تقحم الميدانويرون انفاس الْعباد عَلَيْهِم…قد أحصيت بالعد والحسبانويرون أَن أمامهم يَوْم اللقا…لله

- ‌فتيقنت يارب أَنَّك وَاسع الغفران ذُو فضل وَذُو إِحْسَان

- ‌نَحن الألى ظلمُوا وَإِن لم تغْفر الذَّنب الْعَظِيم فَنحْن ذُو خسران

- ‌فِي ظُهُور الْفرق بَين الطَّائِفَتَيْنِ وَعدم التباسه الا على من لَيْسَ بِذِي عينين…وَالْفرق بَيْنكُم وَبَين خصومكم…من كل وَجه ثَابت بِبَيَان

- ‌فاذا دَعونَا لِلْقُرْآنِ دعوتم…للرأي أَيْن الرَّأْي من قُرْآن

- ‌وَكَذَا تلقينا نُصُوص نَبينَا…بقبولها بِالْحَقِّ والاذعان

- ‌لَكِن باعراض وتجهيل وتأ…ويل تلقيتم مَعَ النكران

- ‌فاذا ابتليتم مكرهين بسمعها…فوضتموها لاعلى الْعرْفَان

- ‌فاذا ابتليتم باحتجاج خصومكم…أوليتموها دفع ذِي صولان

- ‌لَكِن لدينا حَظه التَّسْلِيم مَعَ…حسن الْقبُول وَفهم ذِي الاحسان

- ‌فصل

- ‌وقواطع الوحيين شاهدة لنا…وَعَلَيْكُم هَل يَسْتَوِي الْأَمْرَانِ

- ‌وكذاك فطْرَة رَبنَا الرَّحْمَن شا…هدة لنا أَيْضا شُهُود بَيَان

- ‌هذي الشُّهُود فَهَل لديكم أَنْتُم…من شَاهد بِالنَّفْيِ والنكران

- ‌وخيامكم مَضْرُوبَة بالتيه فالسكان كل ملدد حيران

- ‌وَلنَا المساند والصحاح وَهَذِه السّنَن الَّتِي نابت عَن الْقُرْآن

- ‌شبه يكسر بَعْضهَا بَعْضًا كبيت من زجاج خر للأركان

- ‌قَوْله واله لَو كَانَ النَّص مُوَافقا لقولكم لم يكن متشبها عنْدكُمْ متأولا بعدة من التأويلات

- ‌لَكِن لدينا ذَاك مرجعه الى…قَول الرَّسُول ومحكم الْقُرْآن

- ‌وَالْكفْر عنْدكُمْ خلاف شيوخكم…ووفاقهم فحقيقة الايمان

- ‌وَهُنَاكَ يعلم أَي حزبينا على الْحق الصَّرِيح وفطرة الديَّان

- ‌فالقوم مثلك يألمون ويصبرو…ن وصبرهم فِي طَاعَة الشَّيْطَان

- ‌فصل فِي بَيَان الِاسْتِغْنَاء بِالْوَحْي الْمنزل من السَّمَاء عَن تَقْلِيد الرِّجَال والآراء…يَا طَالب الْحق الْمُبين ومؤثرا…علم الْيَقِين وَصِحَّة الايمان

- ‌مَا زَالَ مذ عقدت يَدَاهُ إزَاره…قد شدّ مئزرة الى الرَّحْمَن

- ‌وتولد النُّقْصَان من فتراته…أوليس سائرنا بني النُّقْصَان

- ‌وَكَأَنَّهُ قد طَاف يَبْغِي ظلمَة اللَّيْل البهيم وَمذهب الحيران

- ‌حَتَّى بَدَت فِي سيره نَار على…طود الْمَدِينَة مطلع الايمان

- ‌لَوْلَا تَدَارُكه الاله بِلُطْفِهِ…ولى على العقبين ذَا نكصان

- ‌فَأَتَاهُ جند حل عِنْد قيوده…فامتد حِينَئِذٍ لَهُ الباعان…وَالله لَوْلَا أَن تحل قيوده…وتزول عَنهُ ربقة الشَّيْطَان

- ‌فَرَأى بِتِلْكَ النَّار آطام الْمَدِينَة…كالخيام تشوفها العينان

- ‌وَرَأى هُنَالك على كل هاد مهتد…يَدْعُو الى الايمان والإيقان

- ‌والمستهام على الْمحبَّة لم يزل…حاشا لذكراكم من النسْيَان

- ‌لأُعَفِّرَنَّ الخد شكرا فِي الثرى…ولأكحلن بتربكم أجفاني

- ‌واترك رسوم الْخلق لاتعبأ بهَا…فِي السعد مَا يُغْنِيك عَن دبران

- ‌واكحل جفون الْقلب بالوحيين وَاحْذَرْ كحلهم يَا كَثْرَة العميان

- ‌لم يحوج الله الْخَلَائق مَعَهُمَا لخيال فلتان ورأي فلَان

- ‌وتفاوت الْعلمَاء فِي أفهامهم للوحي فَوق تفَاوت الْأَبدَان

- ‌نَص من الْقُرْآن أَو من سنة وطبيب ذَاك الْعَالم الرباني

- ‌علم بأوصاف الْإِلَه وَفعله وَكَذَلِكَ الاسماء للرحمن

- ‌وَالْكل فِي الْقُرْآن وَالسّنَن الَّتِي جَاءَت عَن الْمَبْعُوث بالفرقان

- ‌قَالَ فِي الْقَامُوس حذلق أظهر الحذق أَو ادّعى أَكثر مِمَّا عِنْده كتحذلق انْتهى يَعْنِي ان الْعلم ثَلَاثَة أَقسَام أَولهَا الْعلم بِصِفَات الرب وأفعاله وأسمائه وَالثَّانِي علم الْأَمر وَالنَّهْي وَالثَّالِث علم الْمعَاد وَالْكل فِي الْقُرْآن وَالسّنة قَوْله يسواهما يَعْنِي الْكتاب وَالسّنة…إِن قُلْتُمْ تَقْرِيره

- ‌أَو قُلْتُمْ إيجازه فَهُوَ الَّذِي فِي غَايَة الايجاز والتبيان

- ‌أَو قُلْتُمْ نَحن التراجم فاقصدوا الْمَعْنى بِلَا شطط وَلَا نُقْصَان

- ‌نوع يُخَالف نَصه فَهُوَ المحا ل وَذَاكَ عِنْد الله ذُو بطلَان

- ‌مَا لَا يُخَالف نَصه فَالنَّاس قد عمِلُوا بِهِ فِي سَائِر الأحيان

- ‌هَذَا جَوَاب الشَّافِعِي لِأَحْمَد لله دَرك من امام زمَان

- ‌وَهُوَ الْمُبَاح اباحة الْعَفو الَّذِي مافيه من حرج وَلَا نكران

- ‌فهناك تصبح فِي غنى وكفاية عَن كل ذِي رَأْي وَذي حسبان

- ‌وَهِي الَّتِي فِيهَا اعتراك الرَّأْي من تَحت العجاج وجولة الأذهان

- ‌جمع النُّصُوص وَفهم مَعْنَاهَا المرا د بلفظها والفهم مرتبتان

- ‌فِيهِ تفاوتت الفهوم تَفَاوتا لم يَنْضَبِط أبدا لَهُ طرفان

- ‌فبقدر ذَاك الْخَبَر يُحْصى من لوا زمه وَهَذَا وَاضح التِّبْيَان

- ‌وكذاك يعرف جملَة الشَّرْع الَّذِي يَحْتَاجهُ الانسان كل زمَان

- ‌وَكِلَاهُمَا وحيان قد ضمنا لنا أَعلَى الْعُلُوم بغاية التِّبْيَان

- ‌مَا لَيْسَ يعرف من كتاب غَيره أبدا وَلَا مَا قَالَت الثَّقَلَان

- ‌وكذاك يعرف من حَقِيقَة نَفسه وصفاتها بِحَقِيقَة الْعرْفَان

- ‌وكذاك يعرف مَا الَّذِي فِيهَا من الْحَاجَات والاعدام وَالنُّقْصَان

- ‌وَهنا ثَلَاثَة أوجه فافطن لَهَا إِن كنت ذَا علم وَذَا عرفان

- ‌فالضد معرفَة الْإِلَه بضد مَا فِي النَّفس من عيب وَمن نُقْصَان

- ‌قَوْله بالضد أَي إِنَّه سُبْحَانَهُ ينزه عَن الْعَيْب وَالنُّقْصَان إِذْ ضدهما السَّلامَة من الْعُيُوب والنقائص تَعَالَى الله وتقدس

- ‌فصل فِي بَيَان شُرُوط كِفَايَة النصين والاستغناء بالوحيين…وكفاية النصين مَشْرُوط بتجريد التلقي عَنْهُمَا لمعان

- ‌وكذاك مَشْرُوط بهدم قَوَاعِد مَا أنزلت ببيانها الوحيان

- ‌بِالرَّدِّ والإبطال لَا تعبأ بهَا شَيْئا إِذا مَا فاتها النصان

- ‌قَالَ النَّاظِم…فمثالها وَالله فِي قلب الْفَتى…وثباتها فِي منبت الايمان

- ‌قَوْله نزر أَي قَلِيل قَالَ فِي الْقَامُوس النزر الْقَلِيل كالنزير والمنزور قَوْله نكش قَالَ فِي الْقَامُوس نكش الرَّكية ينكشها وينكشها أخرج مَا فِيهَا من الحمأة والطين كانتكشها والشئ أفناه وَمِنْه فرغ

- ‌فصل

- ‌ولذاك لم يَك لَازِما لمذاهب الْعلمَاء مَذْهَبهم بِلَا برهَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…يَا شَاهدا بالزور وَيحك لم تخف…يَوْم الشَّهَادَة سطوة الديَّانيَا قَائِل الْبُهْتَان غط لوازما…قد قلت ملزوماتها بِلِسَانوَالله لازمها انْتِفَاء الذَّات والأوصاف وَالْأَفْعَال للرحمن…وَالله لازمها انْتِفَاء الدّين وَال قُرْآن والاسلام والايمان

- ‌فصل

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…لكننا نأتي بِحكم عَادل فِيكُم لاجل مَخَافَة الرَّحْمَن…فاسمع إِذا يَا منصفا حكيمها…وَانْظُر إِذا هَل يَسْتَوِي الحكمانهم عندنَا قِسْمَانِ أهل جَهَالَة…وذوو العناء وذانك القسمانجمع وَفرق بَين نَوْعَيْنِ هما…فِي بِدعَة لَا شكّ يَجْتَمِعَانِوذوو

- ‌والطعن فِي قَول الرَّسُول وَدينه…وَشَهَادَة بالزور والبهتان

- ‌هَذَا وَلَيْسوا أهل تَعْطِيل وَلَا…عزل النُّصُوص الْحق بالبرهان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فأولاء بَين الذَّنب والأجرين أَو…إِحْدَاهمَا أَو وَاسع الغفران…فانظرالى أحكامنا فيهم وَقد…جَحَدُوا النُّصُوص وَمُقْتَضى الْقُرْآنوَانْظُر الى أحكامهم فِينَا لأجل خلافهم اذ قَادَهُ الوحيان…هَل يَسْتَوِي الحكمان عِنْد الله أَو…عِنْد الرَّسُول وَعِنْدِي ذِي الايمان…الْكفْر حق الله ثمَّ

- ‌حَتَّى إِذا مَا اللَّيْل جَاءَ ظلامه…جالت بظلمته بِكُل مَكَان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…يَا حبذا ذَاك الْخلاف فانه…عين الْوِفَاق لطاعة الرَّحْمَنأَو مَا علمت بِأَن أَعدَاء الرسو…ل عَلَيْهِ عابوا الْخلف بالبهتانلشيوخهم وَلما عَلَيْهِ قد مضى…أسلافهم فِي سالف الْأَزْمَانمَا الْعَيْب الا فِي خلاف النَّص لَا…رَأْي الرِّجَال وفكرة

- ‌ومصرح أَن الَّذِي قد قَالَه…اهل الحَدِيث وعسكر الْقُرْآن

- ‌قَالَ النَّاظِم…لكنه قد قَالَ إِن كَلَامه…معنى يقوم بربنا الرَّحْمَن…فِي القَوْل خالفناه نَحن وَأَنْتُم…فِي الفوق والأوصاف للديان…لَو كَانَ نفس خلافنا كفرا وكا…ن خلافكم هُوَ مُقْتَضى الايمانهَذَا وخالفتم لنَصّ حِين خا…لفنا لرأي الجهم ذِي الْبُهْتَانوَالله مَا لكم جَوَاب

- ‌فصل

- ‌لما تحيزتم الى الاشياخ وانحازوا إِلَى الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِ…نسبوا اليه دون كل مقَالَة…أَو حَالَة أَو قَائِل وَمَكَانهَذَا انتساب أولي التَّفَرُّق نِسْبَة من…ارْبَعْ مَعْلُومَة التِّبْيَان

- ‌مَا ضرهم وَالله بغضكم لَهُم…إِذْ وافقوا حَقًا رضى الرَّحْمَنيَا من يعاديهم لأجل مآكل…ومناصب ورياسة الاخوانتهنيك هاتيك الْعَدَاوَة كم بهَا…من حسرة ومذلة وهوانولسوف تجني غيها وَالله عَن…قرب وتذكر صدق ذِي الايمانفاذا تقطعت الْوَسَائِل وانتهت…تِلْكَ

- ‌فالغرس دلب كُله وَهُوَ الَّذِي…يسْقِي ويحفظ عِنْد اهل زمَانفالغرس فِي تِلْكَ الحضارة شَارِب…فضل الْمِيَاه مصاوة الْبُسْتَانلكنما الْبلوى من الْحطاب قطاع الْغِرَاس وعاقر الْحِيطَان…بالفوس يضْرب فِي اصول الْغَرْس كي يجتثها ويظن ذَا إِحْسَانويظل يحلف كَاذِبًا لم اعْتمد فِي ذَا

- ‌فصل

- ‌وَالْهجْرَة الْأُخْرَى الى الْمَبْعُوث بِالْإِسْلَامِ والايمان والاحسان

- ‌يَا هِجْرَة طَالَتْ مسافتها على…من خص بالحرمان والخذلانيَا هِجْرَة طَالَتْ مسافتها على…كسلان منخوب الْفُؤَاد جهان

- ‌نَار هِيَ النُّور الْمُبين وَلم يكن…ليراه إِلَّا من لَهُ عينان

- ‌لَكِن رَضِيتُمْ بالاماني وابتليتم بالحظوظ ونصرة الاخوانبل غركم ذَاك الْغرُور وسولت…لكم النُّفُوس وساوس الشَّيْطَانونبذتم عسل النُّصُوص وراءكم…وقنعتم بقطارة الأذهان

- ‌فهما بِحكم الْحق أولى مِنْهُمَا…سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ذَا السبحانحَتَّى أذا انْكَشَفَ الغطاء وحصلت أَعمال هَذَا الْخلق فِي الْمِيزَان…واذا انجلى هَذَا الْغُبَار وَصَارَ ميدان السباق تناله العينان

- ‌وَهُنَاكَ يعلم مُؤثر الآراء والشطحات والهذيان والبطلان…أَي البضائع قد أضاع وَمَا الَّذِي…مِنْهَا تعوض فِي الزَّمَان الفاني

- ‌لَو شَاءَ كَانَ النَّاس شَيْئا وَاحِدًا…مَا فيهم من تائه حيران

- ‌قَالَ النَّاظِم…وسل العياذ من اثْنَتَيْنِ هما اللتا…ن بهلك هَذَا الْخلق كافلتانشَرّ النُّفُوس وسيىء الْأَعْمَال مَا…وَالله أعظم مِنْهُمَا شرانوَلَقَد أَتَى هَذَا التَّعَوُّذ مِنْهُمَا…فِي خطْبَة الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِ

- ‌فِي ظُهُور الْفرق الْمُبين بَين دَعْوَة الرُّسُل ودعوة المعطلين…وَالْفرق بَين الدعوتين فَظَاهر…جدا لمن كَانَت لَهُ أذنان

- ‌ولأي شَيْء بالغوا بِالْوَصْفِ بالاثبات دون النَّفْي كل زمَانولأي شَيْء أَنْتُم بالغتم…فِي النَّفْي والتعطيل بالقفزانفجعلتم نفي الصِّفَات مفصلا…تَفْصِيل نفي الْعَيْب وَالنُّقْصَانوجعلتم الاثبات أمرا مُجملا…عكس الَّذِي قَالُوهُ بالبرهان

- ‌ثمَّ قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى…فسلوهم بسؤال كتبهمْ الَّتِي…جاؤوا بهَا عَن علم هَذَا الشان…وسلوهم هَل ربكُم فِي أرضه…أَو فِي السَّمَاء وَفَوق كل مَكَان…أم لَيْسَ من ذَا كُله شَيْء فَلَا…هُوَ دَاخل أَو خَارج الاكوانفالعلم والتبيان والنصح الَّذِي…فيهم يبين الْحق كل بَيَانلكنما

- ‌فصل

- ‌يَا رب قد قَالُوا بِأَن مصاحف الاسلام مَا فِيهَا من الْقُرْآن…إِلَّا المداد وَهَذِه الأوراق وَالْجَلد الَّذِي قد سل من حَيَوَان

- ‌إِن الْيَقِين قواطع عقلية…ميزانها هُوَ منطق اليونان…هَذَا دَلِيل الرّفْع مِنْهُ وَهَذِه…أَعْلَامه فِي آخر الْأَزْمَان…يَا رب من أهلوه حَقًا كي يرى…أَقْدَامهم منا على الاذقانأهلوه من لَا يرتضي مِنْهُ بديلا فَهُوَ كافيهم بِلَا نُقْصَان…وَهُوَ الدَّلِيل لَهُم وهاديهم الى الايمان

- ‌فصل

- ‌أَي لَا تسموا أهل الحَدِيث وَالسّنة مشبهة فانكم أهل التَّشْبِيه لأنكم شبهتم الرَّحْمَن بالجامدات فِي عدم الْكَلَام…ان الَّذِي نزل الامين بِهِ على…قلب الرَّسُول الْوَاضِح الْبُرْهَان…هُوَ قَول رَبِّي اللَّفْظ وَالْمعْنَى جَمِيعًا اذ هما أَخَوان مصطحبانلَا تقطعوا رحما تولى وَصلهَا الرَّحْمَن تنسلخوا

- ‌الرّقّ بِفَتْح الرَّاء الْوَرق…وَالله أكبر من على الْعَرْش اسْتَوَى…لكنه استولى على الأكوان

- ‌وَالله أكبر من يخَاف جَلَاله…أملاكه من فَوْقهم بِبَيَان

- ‌أَي إِن أَنْوَاع الْعُلُوّ ثَابِتَة لله سُبْحَانَهُ وَهِي علو الْقَهْر وعلو الْقدر وعلو الذَّات…فبذاته خلق السَّمَاوَات العلى…ثمَّ اسْتَوَى بِالذَّاتِ فَافْهَم ذانفضمير فعل الاسْتوَاء يعود للذات الَّتِي ذكرت بِلَا فرقان

- ‌هَذَا اشارة الى قَول من قَالَ من المعطلة إِن من أَشَارَ بِأُصْبُعِهِ الى السَّمَاء وَإِن الله تَعَالَى فَوق خلقه تقطع اصبعه…وَالله اكبر ظَاهر مَا فَوْقه…شَيْء وشأن الله أعظم شان…وَالله اكبر عَرْشه وسع السما…والارض والكرسي ذَا الاركان…وَكَذَلِكَ الْكُرْسِيّ قد وسع الطبا…ق السَّبع

- ‌اشارة الى قَول الْجَهْمِية وأتباعهم إِنَّه تَعَالَى لَا دَاخل الْعَالم وَلَا خَارجه فان ذَلِك صفة الْمَعْدُوم…الله أكبر هتكت أستاركم…وبدت لمن كَانَت لَهُ عينان

- ‌وَالله أكبر من لَهُ الْأَسْمَاء وَال أَوْصَاف كَامِلَة بِلَا نُقْصَان

- ‌وَالله أكبر جلّ عَن شبه الجما…د كَقَوْل ذِي التعطيل والكفران…هم شبهوه بالجماد وليتهم…قد شبهوه بكامل ذِي شان…الله اكبر جلّ عَن شبه العبا…د فذان تشبيهان ممتنعانالله أكبر وَاحِد صَمد وكل الشَّأْن فِي صمدية الرَّحْمَن…نفت الْولادَة والأبوة عَنهُ والكفء الَّذِي هُوَ

- ‌فِي تلازم التعطيل والشرك…وَاعْلَم بِأَن الشّرك والتعطيل مذ…كَانَا هما لَا شكّ مصطحبان…أبدا فَكل معطل هُوَ مُشْرك…حتما وَهَذَا وَاضح التِّبْيَانفَالْعَبْد مُضْطَر إِلَى من يكْشف الْبلوى ويغني فاقة الانسان

- ‌إِحْدَى الطوائف مُشْرك بالهه…فاذا دَعَاهُ دَعَا الها ثَانِي

- ‌هُوَ جَاحد للرب يَدْعُو غَيره…شركا وتعطيلا لَهُ قدمانهَذَا وثالث هَذِه الْأَقْسَام خير الْخلق ذَاك خُلَاصَة الانسان…يَدْعُو الاله الْحق لَا يَدْعُو سوا…هـ قطّ فِي الاكوان والأزمان…يَدعُوهُ فِي الرغبات والرهبات والحالات من سر وَمن اعلان

- ‌فهما إِذا أَخَوان مصطحبان لَا…يتفارقان وَلَيْسَ ينفصلانفمعطل الْأَوْصَاف ذُو شرك كَذَا…ذُو الشّرك فَهُوَ معطل الرَّحْمَنأَو بعض أَوْصَاف الْكَمَال لَهُ فحقق ذَا وَلَا تسرع إِلَى النكران

- ‌فصل

- ‌إِن الْمُعَطل جَاحد للذات اَوْ…لكمالها هَذَانِ تعطيلان…متضمنا للقدح فِي نفس الالو…هة كم بِذَاكَ الْقدح من نُقْصَانوالشرك فَهُوَ توسل مَقْصُوده الزلفى من الرب الْعَظِيم الشان…بِعبَادة الْمَخْلُوق من حجر وَمن…بشر وَمن قبر وَمن أوثان…فالشرك تَعْظِيم بِجَهْل من قيا…س الرب

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فَصْل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌ وَلَقَد أَتَى اثر بِأَن لسانهم…بالْمَنْطق الْعَرَبِيّ خير لِسَانلَكِن فِي اسناده نظر فَفِيهِ راويان وماهما ثبتان

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى…هَذَا وأولهم دُخُولا خير خلق الله من قد خص بِالْقُرْآنِ

- ‌وَكَذَلِكَ الْمَمْلُوك حِين يقوم بالحقين سباق بِغَيْر توان

- ‌فصل

- ‌تقدم كَلَام على مَضْمُون هَذِه الابيات وَذكرنَا الْأَوْجه الْعشْرَة فِي تَفْضِيل الجنتين الْأَوليين من كَلَام النَّاظِم…سُبْحَانَ من غرست يَدَاهُ جنَّة الفردوس عِنْد تَكَامل الْبُنيان…ويداه أَيْضا أتقنت لبنائها…فَتَبَارَكَ الرَّحْمَن أعظم بَان…هِيَ فِي الْجنان كآدم وَكِلَاهُمَا…تفضيله من أجل هَذَا الشان

- ‌والساعة الْأُخْرَى إِلَى هذي السما…وَيَقُول هَل من تائب ندمانأَو دَاع اَوْ مُسْتَغْفِر أَو سَائل…أعْطِيه إِنِّي وَاسع الاحسان

- ‌هَذَا الحَدِيث بِطُولِهِ وسياقه…وَتَمَامه فِي سنة الطَّبَرَانِيّ

- ‌فصل

- ‌وقصورها من لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد أَو فضَّة أَو خَالص العقيانوكذاك من در وَيَاقُوت بِهِ…نظم الْبناء بغاية الاتقانوالطين مسك خَالص أَو زعفرا…ن جابذا أثران مقبولان

- ‌فصل

- ‌فَصْل

- ‌ثِنْتَانِ خَالص حَقه سُبْحَانَهُ…وعبيده أَيْضا لَهُم ثِنْتَانِ

- ‌فصل

- ‌يغشى الْجَمِيع فَلَا يُشَاهد بَعضهم…بَعْضًا وَهَذَا لاتساع مَكَانفِيهَا مقاصير بهَا الْأَبْوَاب من…ذهب ودر زين بالمرجانوخيامها مَنْصُوبَة برياضها…وشواطيء الْأَنْهَار ذِي الجريانمَا فِي الْخيام سوى الَّتِي لَو قابلت للنيرين لَقلت منكسفان…لله هاتيك الْخيام فكم…بهَا

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌القنو وَاحِد الأقناء والعيدان جمع عيدانه وَهِي النّخل الطوَال…بل ذللت تِلْكَ القطوف فكيفما…شِئْت انتزعت بأسهل الامكانوَلَقَد أَتَى خبر بِأَن السَّاق من…ذهب رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ بِبَيَان

- ‌فصل

- ‌وَالله إِن سماعهم فِي الْقلب وَالْإِيمَان مثل السم فِي الْأَبدَان…وَالله مَا انْفَكَّ الَّذِي هُوَ دأبه…أبدا من الْإِشْرَاك بالرحمن…فالقلب بَيت الرب جل جلاله…حبا وإخلاصا مَعَ الاحسانفاذا تعلق بِالسَّمَاعِ أصاره…عبدا لكل فُلَانَة وَفُلَان

- ‌فصل

- ‌ أنهارها فِي غير أخدُود جرت…سُبْحَانَ ممسكها عَن الفيضان…من تَحْتهم تجْرِي كَمَا شاؤوا مفجرة وَمَا للنهر من نُقْصَانعسل مصفى ثمَّ خمر ثمَّ أَنهَار من الالبان…وَالله مَا تِلْكَ الْموَاد كهذه…لَكِن هما فِي اللَّفْظ مجتمعان…هَذَا وَبَينهمَا يسير تشابه…وَهُوَ اشْتِرَاك قَامَ بالأذهان

- ‌فصل

- ‌ وطعامهم مَا تشتهيه نُفُوسهم…وَلُحُوم طير ناعم وسمانوفواكه شَتَّى بِحَسب مُنَاهُمْ…يَا شيعَة كملت لذِي الْأَيْمَانلحم وخمر والنسا وفواكه…وَالطّيب مَعَ روح وَمَعَ ريحَانوصحافهم ذهب يطوف عَلَيْهِم…بأكف خدام من الْولدَان

- ‌فصل

- ‌ يسقون فِيهَا من رحيق خَتمه…بالمسك أَوله كَمثل الثَّانِيمن خمرة لذت لشاربها بِلَا…غول وَلَا دَاء وَلَا نُقْصَانوَالْخمر فِي الدُّنْيَا فَهَذَا وصفهَا…تغتال عقل الشَّارِب السَّكْرَانوَبهَا من الأدواء مَا هِيَ أَهله…وَيخَاف من عدم لذِي الوجدانفنفى لنا الرَّحْمَن أجمعها عَن

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌فصل فِي فرشهم وَمَا يتبعهَا

- ‌فصل

- ‌ والحلي أصفى لُؤْلُؤ وَزَبَرْجَد…وكذاك أسورة من العقيانمَا ذَاك يخْتَص الاناث وانما…هُوَ للاناث كَذَاك للذكرانالتاركين لِبَاسه فِي هَذِه الدُّنْيَا لأجل لِبَاسه بجنان…أَو مَا سَمِعت بِأَن حليتهم الى…حَيْثُ انْتِهَاء وضوئهم بوزان…وَكَذَا وضوء ابي هُرَيْرَة كَانَ قد…فازت بِهِ

- ‌واحفظ حُدُود الرب لَا تتعدها…وكذاك لَا تجنح الى النُّقْصَان…وَانْظُر الى فعل الرَّسُول تَجدهُ قد…أبدى المُرَاد وَجَاء بالتبيان…وَمن اسْتَطَاعَ يُطِيل غرته فمو…قوف على الرَّاوِي هُوَ الفوقانيفَأَبُو هُرَيْرَة قَالَ ذَا من كيسه…فغدا يميزه اولو الْعرْفَانونعيم الرَّاوِي لَهُ قد

- ‌فصل

- ‌ يَا من يطوف الْكَعْبَة الْحصن الَّتِي…حفت بِذَاكَ الْحجر والاركانويظل يسْعَى دَائِما حول الصَّفَا…ومحسر مسعاه لَا العلمانويروم قرْبَان الْوِصَال على منى…والخيف يَحْجُبهُ عَن القربانفلذ ترَاهُ محرما أبدا ومو…ضع حلّه مِنْهُ فَلَيْسَ بدانيَبْغِي التَّمَتُّع مُفردا عَن حبه

- ‌كالزبد لينًا فِي نعومة ملمس…أصداف در دورت بوزان…والصدر متسع على بطن لَهَا…حفت بِهِ خصران ذَات ثَمَانوَعَلِيهِ أحسن سرة هِيَ مجمع الخصرين قد غارت من الأعكان…حق من العاج اسْتَدَارَ وَحَوله…حبات مسك جلّ ذُو الاتقان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌ أَقْدَامهَا من فضَّة قد ركبت…من فَوْقهَا ساقان ملتفانالسَّاق مثل العاج ملموم يرى…مخ الْعِظَام وَرَاءه بعيانوَالرِّيح مسك والجسوم نواعم…واللون كالياقوت والمرجانوكلامها يسبي الْعُقُول بنغمة…زَادَت على الأوتار والعيدانوَهِي العروب بشكلها وبدلها

- ‌فصل

- ‌لَكِن دَرَّاجًا أَبَا السَّمْح الَّذِي فِيهِ…يُضعفهُ أولو الاتقانهَذَا وَبَعْضهمْ يَصح عَنهُ فِي التَّفْسِير كالمولود من حبَان…فَحَدِيثه دون الصَّحِيح وَإنَّهُ…فَوق الضَّعِيف وَلَيْسَ ذَا إتقانيعْطى المجامع قُوَّة الْمِائَة الَّتِي اجْتمعت لأقوى وَاحِد الانسان…لَا أَن قوته تضَاعف هَكَذَا إِذْ قد يكون

- ‌فصل…وَإِذا بَدَت فِي حلَّة من لبسهَا…وتمايلت كتمايل النشوانتهتز كالغصن الرطيب وَحمله…ورد وتفاح على رمانوتبخترت فِي مشيها ويحق ذَا…ك لمثلهَا فِي جنَّة الْحَيَوَان

- ‌فصل فِي ذكر الْخلاف بَين النَّاس هَل تحبل نسَاء أهل الْجنَّة أم لَا…وَالنَّاس بَينهم خلاف هَل بهَا…حَبل وَفِي هَذَا لَهُم قَولَانِفنفاه طَاوُوس وابراهيم ثمَّ مُجَاهِد وهم أولو الْعرْفَان…وروى العقبلي الصدوق أَبُو رزين صَاحب الْمَبْعُوث بِالْقُرْآنِأَن لَا توالد فِي الْجنان رَوَاهُ تَعْلِيقا

- ‌فالنفي للمعهود فِي الدُّنْيَا من الايلاد والاثبات نوع ثَانِي…وَالله خَالق نوعنا من أَربع…متقابلات كلهَا بوزان…ذكر وَأُنْثَى وَالَّذِي هُوَ ضِدّه…وَكَذَلِكَ من أُنْثَى بِلَا ذكرانوَالْعَكْس أَيْضا مثل حوا أمنا…هِيَ أَربع مَعْلُومَة التِّبْيَانوكذاك مَوْلُود الْجنان يجوز أَن…يَأْتِي بِلَا

- ‌فصل

- ‌ ويرونه سُبْحَانَهُ من فَوْقهم…رُؤْيا العيان كَمَا يرى القمرانهَذَا تَوَاتر عَن رَسُول الله لم…يُنكره إِلَّا فَاسد الايمان

- ‌وَعَلِيهِ أَصْحَاب الرَّسُول وتابعو…هم بعدهمْ تَبَعِيَّة الاحسان

- ‌قَالَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى

- ‌فصل

- ‌ اَوْ مَا سَمِعت بِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ…حَقًا يكلم حزبه بجنانفَيَقُول جل جلاله هَل أَنْتُم…راضون قَالُوا نَحن ذُو رضوَانأم كَيفَ لَا نرضى وَقد أعطيناه…مالم ينله قطّ من انسانهَل تمّ شَيْء غير ذَا فَيكون أفضل مِنْهُ نَسْأَلهُ من المنان…فَيَقُول أفضل مِنْهُ رِضْوَانِي فَلَا…يغشاكم سخط من

- ‌فصل

- ‌ أَو مَا سَمِعت بشأنهم يَوْم الْمَزِيد وَأَنه شَأْن عَظِيم الشان…هُوَ يَوْم جمعتنَا وَيَوْم زِيَارَة الرَّحْمَن وَقت صَلَاتنَا وأذانوَالسَّابِقُونَ إِلَى الصَّلَاة هم الألى…فازوا بِذَاكَ السَّبق بالاحسانسبق بسبق والمؤخر هَاهُنَا…مُتَأَخّر فِي ذَلِك الميدانوَالْأَقْرَبُونَ إِلَى الامام فهم أولو

- ‌فصل

- ‌فصل

- ‌ فَيَقُول جل جلاله لَهُ قومُوا الى…مَا قد ذخرت لكم من الاحسان

- ‌‌‌فصل

- ‌فصل

- ‌ فاذا هم رجعُوا الى اهليهم…بمواهب حصلت من الرَّحْمَنقَالُوا لَهُم اهلا ورحبا مَا الَّذِي…أعطيتم من ذَا الْجمال الثَّانِيوَالله لَا ازددتم جمالا فَوق مَا…كُنْتُم عَلَيْهِ قبل هَذَا الْآنقَالُوا وَأَنْتُم وَالَّذِي أنشأكم…قد زدتم حسنا على الاحسانلَكِن يحِق لنا وَقد كُنَّا

- ‌فصل

- ‌ أَو مَا سَمِعت بذَبْحه للْمَوْت بَين المنزلين كذبح كَبْش الضان…حاشا لذا الْملك الْكَرِيم وانما…هُوَ موتنا المحتوم للانسان…وَالله ينشىء مِنْهُ كَبْشًا املحا…يَوْم الْمعَاد يرى لنا بعيانينشي من الاعراض أجساما كَذَا…بِالْعَكْسِ كل قَابل الامكان

- ‌فالموت ينشيه لنا فِي صُورَة خلاقة حَتَّى يرى بعيان

- ‌فِي نَفسه وبنشأة أُخْرَى بقد رة خَالق الْأَعْرَاض والألوان

- ‌وَكَذَلِكَ الْأَعْرَاض يقلب رَبهَا أعيانها وَالْكل ذُو إِمْكَان

- ‌فمكذب ومؤول ومحير مَا ذاق طعم حلاوة الايمان

- ‌فَثنى لنا العطفين مِنْهُ تكبرا وتبخترا فِي حلَّة الهذيان

- ‌فصل فِي أَن الْجنَّة قيعان وان اغراسها الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح…أَو مَا سَمِعت بِأَنَّهَا القيعان فاغرس مَا تشَاء بذا الزَّمَان الفاني…وغراسها التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير والتحميد والتوحيد للرحمنتَبًّا لتارك غرسه مَاذَا الَّذِي…قد فَاتَهُ من مُدَّة الامكانيَا من يقر بذا وَلَا يسْعَى

- ‌فصل فِي أقامة المأتم على المتخلفين عَن رفْقَة السَّابِقين المأتم كمقعد كل مُجْتَمع فِي حزن اَوْ فَرح اَوْ خَاص بِالنسَاء قَالَه فِي الْقَامُوس…بِاللَّه مَا عذر أمريء هُوَ مُؤمن…حَقًا بِهَذَا لَيْسَ باليقظان…بل قلبه فِي رقدة فاذا استفا…ق فلبسه هُوَ حلَّة الكسلان

- ‌واسأله نورا هاديا يهديك فِي…طرق الْمسير اليه كل أَوَانوَالله مَا خوفي الذُّنُوب فانها…لعلى طَرِيق الْعَفو والغفرانلكنما أخْشَى انسلاخ الْقلب عَن…تحكيم هَذَا الْوَحْي وَالْقُرْآنورضى بآراء الرِّجَال وحرصها…لَا كَانَ ذَاك بمنة الرَّحْمَن

- ‌فصل فِي زهد أهل الْعلم والايمان وايثارهم الذَّهَب الْبَاقِي على الخزف الفاني…لَكِن ذَا الايمان يعلم ان هَذَا كالظلال وكل هَذَا فَانِي…كخيال طيف مَا استتم زِيَارَة…الا وصبح رحيله باذان

- ‌قَالَ صلى الله عليه وسلم مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَة الا كَمَا يَجْعَل أحدكُم اصبعه فِي اليم فَلْينْظر بِمَ يرجع…وَكَذَلِكَ مثلهَا بِظِل الدوح فِي…وَقت الحرور لقَائِل الركْبَان

- ‌هَل فِيك معتر فيسلو عاشق…بمصارع العشاق كل زمَانلَكِن على تِلْكَ الْعُيُون غشاوة…وعَلى الْقُلُوب أكنة النسْيَانوأخو البصائر حَاضر متيقظ…متفرد عَن زمرة العميانيسمو الى ذَاك الرفيق الأرفع الْأَعْلَى وخلى اللّعب للصبيان…وَالنَّاس كلهم فصبيان وَإِن…بلغُوا سوى

- ‌فصل فِي رَغْبَة قَائِلهَا إِلَى من يقف عَلَيْهَا من اهل الْعلم والايمان ان يتجرد لله وَيحكم عَلَيْهَا بِمَا يُوجِبهُ الدَّلِيل والبرهان فان رأى حَقًا قبله وَحمد الله عَلَيْهِ وَإِن رأى بَاطِلا عرف بِهِ وأرشد اليه…يَا أَيهَا الْقَارِي لَهَا اجْلِسْ مجْلِس الحكم الْأمين أَتَى لَهُ الخصمان…واحكم هداك الله

- ‌قَوْله متفيهق قَالَ فِي الْقَامُوس تفيهق فِي كَلَامه تنطع وَتوسع كَأَنَّهُ مَلأ بِهِ فَمه قَوْله متضلع تضلع امْتَلَأَ شبعا أَو ريا حَتَّى بلغ المَاء أضلاعه قَالَه فِي الْقَامُوس قَوْله ذُو ضلع قَالَ فِي الْقَامُوس ضلع كمنع مَال وجنف جَار وَفُلَانًا ضرب ضلعه وضلع السَّيْف كفرح اعوج والضالع الجائر

- ‌هَذَا كَمَا قَالَ الشَّيْخ نصر المنبجي لبيبرس الجاشنكير إِن هَذَا يخْشَى على الدولة مِنْهُ كَمَا جرى لِابْنِ التومرت صَاحب الْمغرب يَعْنِي شيخ الاسلام رَحمَه الله تَعَالَى…واستنصروا بمحاضر وَشَهَادَة…قد اصلحت بالرفق والاتقان

- ‌أَي إِذا قدح قَادِح فِي شهودكم فَلَا تلتفتوا لقَوْله وَلَا تصغوا لَهُ وَقُولُوا الاصل فِي النَّاس الْعَدَالَة وَنَحْو ذَلِك…ثبتَتْ على الْحُكَّام بل حكمُوا بهَا…فالطعن فِيهَا لَيْسَ ذَا إِمْكَانمن جَاءَ يقْدَح فيهم فليتخذ…ظهرا كَمثل حِجَارَة الصوانوَإِذا هُوَ استعداهم فجوابهم…أتردها بعداوة

- ‌فصل فِي حَال الْعَدو الثَّانِي…أَو حَاسِد قد بَات يغلي صَدره…بعداوتي كالمرجل الملآنلَو قلت هَذَا الْبَحْر قَالَ مُكَذبا هَذَا السراب يكون بالقيعان…أَو قلت هذي الشَّمْس قَالَ مباهتا…الشَّمْس لم تطلع إِلَى ذَا الْآن…أَو قلت قَالَ الله قَالَ رَسُوله…غضب الْخَبيث وَجَاء بِالْكِتْمَانِ

- ‌هَذَا الْعَدو الثَّالِث وَهُوَ الْجَاهِل الْمُقَلّد للعدوين اللَّذين تقدما وهما الْجَاهِل المتمعلم والحاسد قَوْله قَالَ اسمعوا الخ المُرَاد بِالرجلَيْنِ الْجَاهِل والحاسد

- ‌فصل فِي حَال الْعَدو الرَّابِع…هَذَا ورابعهم وَلَيْسَ بكلبهم…حاشا الْكلاب الآكلي الانتانخِنْزِير طبع فِي خَلِيقَة نَاطِق…متسوف بِالْكَذِبِ والبهتان

- ‌غازان من مُلُوك التتار ثمَّ أَخذ النَّاظِم فِي التشكي من عدم نفاق بضاعته هَذِه وان الْعلمَاء الَّذين هم أهل لَهَا قد سافروا عَن

- ‌مَا كل منقوش لَدَيْهِ أصفر…ذَهَبا يرَاهُ خَالص العقيانوَكَذَا الزّجاج ودرة الغواص فِي…تَمْيِيزه مَا إِن هما مثلان

- ‌فصل فِي توجه أهل السّنة الى رب الْعَالمين ان ينصر دينه وَكتابه وَرَسُوله وعباده الْمُؤمنِينَ…هَذَا وَنصر الدّين فرض لَازم…لَا للكفاية بل على الْأَعْيَانبيد وَإِمَّا بِاللِّسَانِ فَإِن عجز…ت فبالتوجه والدعا بجنانمَا بعد ذَا وَالله للايمان حَبَّة خَرْدَل يَا نَاصِر الايمان…بحياة

- ‌وَصلى الله على مُحَمَّد عَبده وَرَسُوله وَخيرته من خلقه وأمينه على وحيه وسفيره بَينه وَبَين عباده وَسلم

الفصل: ‌أي قالت النفاة إذ قلتم إن كلام الله تعالى بدا منه لم يبد من انسان ولا ملك ولا من اللوح المحفوظ فتقول النفاة الكلام عرض والعرض لا يقوم بغير جسم فكلامكم أيها المثبتة غير معقول…وكذاك حين نقول ينزل ربنا…في ثلث ليل آخر أو ثانقلتم لنا إن النزول

.. قُلْتُمْ لنا جسم على جسم تَعَالَى الله عَن جسم وَعَن جثمان

‌وكذاك ان قُلْنَا الْقُرْآن كَلَامه

مِنْهُ بدا لم يبد من انسان

كلا وَلَا ملك وَلَا لوح وَلَا

كن قَالَه الرَّحْمَن قَوْله بَيَان

تقدم معنى أَن الْكَلَام بدا مِنْهُ تَعَالَى وَمعنى بدايته

قُلْتُمْ لنا إِن الْكَلَام قِيَامه

بالجسم أَيْضا وَهُوَ ذُو حدثان

عرض يقوم بِغَيْر جسم لم يكن

هَذَا بمعقول لَدَى الأذهان

‌أَي قَالَت النفاة إِذْ قُلْتُمْ إِن كَلَام الله تَعَالَى بدا مِنْهُ لم يبد من انسان وَلَا ملك وَلَا من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَتَقول النفاة الْكَلَام عرض وَالْعرض لَا يقوم بِغَيْر جسم فكلامكم أَيهَا المثبتة غير مَعْقُول

وكذاك حِين نقُول ينزل رَبنَا

فِي ثلث ليل آخر أَو ثَان

قُلْتُمْ لنا إِن النُّزُول

لغير أجسام محَال لَيْسَ ذَا إِمْكَان

وكذاك ان قُلْنَا يرى سُبْحَانَهُ

قُلْتُمْ أجسم كي يرى بعيان

أَي إِذا قُلْنَا إِنَّه سُبْحَانَهُ يرى فِي الْآخِرَة قَالَت المعطلة يلْزم أَنه جسم وَأَن لَهُ جِهَة

أم كَانَ ذَا جِهَة تَعَالَى رَبنَا

عَن ذَا فَلَيْسَ يرَاهُ من إِنْسَان

أما اذا قُلْنَا لَهُ وَجه كَمَا

فِي النَّقْص أَو قُلْنَا كَذَاك يدان

وكذاك ان قُلْنَا كَمَا فِي النَّص إِن الْقلب بَين أَصَابِع الرَّحْمَن

وكذاك إِن قُلْنَا الاصابع فَوْقهَا

كل العوالم وَهِي ذُو رجفان

ص: 298

.. وكذاك ان قُلْنَا يَدَاهُ لأرضه

وسمائه فِي الْحَشْر قابضتان

وكذاك ان قُلْنَا سيكشف سَاقه

فيخر ذَاك الْجمع للأذقان

وكذاك ان قُلْنَا يجِئ لفصله

بَين الْعباد بِعدْل ذِي سُلْطَان

قَامَت قيامتكم كَذَاك قِيَامَة ال

آتِي بِهَذَا القَوْل فِي الرَّحْمَن

أَي إِذا قُلْنَا إِن لَهُ تَعَالَى وَجها كَمَا ورد بِهِ النَّص كَمَا يَلِيق بجلاله أَو قُلْنَا إِن لَهُ سُبْحَانَهُ يدين أَو قُلْنَا كَمَا فِي النَّص ان الْقلب بَين اصابع الرَّحْمَن اَوْ ان الاصابع فَوْقهَا العوالم وانه يقبض أرضه وسماءه فِي الْحَشْر وَأَنه سيكشف عَن سَاق وَأَنه سُبْحَانَهُ يَجِيء لفصل الْقَضَاء وَغير ذَلِك مِمَّا فِي كتاب الله أَو فِي صَحِيح السّنة وحسنها من غير تَشْبِيه وَلَا تَمْثِيل وَلَا تَحْرِيف وَلَا تَعْطِيل قَامَت قيامتكم ورميتمونا بِكُل حجر ومدر

ولنبسط الْكَلَام فِي الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ فَنَقُول وَجه الرب سُبْحَانَهُ حَيْثُ ورد فِي الْكتاب وَالسّنة فَلَيْسَ بمجاز بل على حَقِيقَته وَاخْتلف المعطلة فِي جِهَة التَّجَوُّز فِي هَذَا فَقَالَت طَائِفَة لفظ الْوَجْه زَائِد وَالتَّقْدِير وَيبقى رَبك إِلَّا ابْتِغَاء ربه الْأَعْلَى ويريدون رَبهم وَقَالَت فرقة الْوَجْه بِمَعْنى الذَّات وَهَذَا قَول أُولَئِكَ وان اخْتلفُوا فِي التَّعْبِير عَنهُ وَقَالَت فرقة ثَوَابه وجزاؤه فجلعه هَؤُلَاءِ مخلوقا مُنْفَصِلا قَالُوا لِأَن الَّذِي يُرَاد هُوَ الثَّوَاب قَالَ عُثْمَان بن سعيد الدِّرَامِي وَقد حكى قَول المريسي انه قَالَ فِي قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم اذا قَامَ العَبْد يُصَلِّي اقبل الله عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ يحْتَمل ان يقبل الله عَلَيْهِ بنعمته وإحسانه وأفعاله وَمَا أوجب للْمُصَلِّي من الثَّوَاب فَقَوله {وَيبقى وَجه رَبك} الرَّحْمَن أَي مَا توجه بِهِ رَبك من الْأَعْمَال الصَّالِحَة

ص: 299

وَقَوله {فأينما توَلّوا فثم وَجه الله} الْبَقَرَة أَي قبْلَة الله قَالَ الدَّارمِيّ لما فرغ المريسي من إِنْكَار الْيَدَيْنِ ونفيهما عَن الله أقبل قبل وَجه الله ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام لينفيه عَنهُ كَمَا نفى عَنهُ الْيَدَيْنِ فَلم يدع غَايَة فِي إِنْكَار وَجه الله ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام والجحود بِهِ حَتَّى ادّعى ان وَجه الله الَّذِي وَصفه بِأَنَّهُ ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام مَخْلُوق لِأَنَّهُ ادّعى انه أَعمال مَخْلُوق يتَوَجَّه بهَا إِلَيْهِ وثواب وإنعام مَخْلُوق يثيب بِهِ الْعَامِل وَزعم أَنه قبْلَة الله وقبلة الله لَا شكّ مخلوقة ثمَّ سَاق الْكَلَام فِي الرَّد عَلَيْهِ وَذكر الْخطابِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيرهمَا قَالُوا لما اضاف الْوَجْه إِلَى الذَّات وأضاف النَّعْت الى الْوَجْه فَقَالَ {وَيبقى وَجه رَبك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام} الرَّحْمَن دلّ على أَن ذكر الْوَجْه لَيْسَ بصلَة وَأَن قَوْله {ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام} صفة للْوَجْه وَأَن الْوَجْه صفة للذات

قَالَ النَّاظِم فِي الصَّوَاعِق فَتَأمل رفع قَول ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام عِنْد ذكر الْوَجْه وجره فِي قَول {تبَارك اسْم رَبك ذِي الْجلَال وَالْإِكْرَام} الرَّحْمَن فذو الْوَجْه الْمُضَاف بالجلال وَالْإِكْرَام لما كَانَ الْقَصْد الاخبار عَنهُ وَذي الْوَجْه الْمُضَاف اليه بالجلال وَالْإِكْرَام فِي آخر السُّورَة لما كَانَ الْمَقْصُود عين الْمُسَمّى دون الِاسْم فَتَأَمّله

ثمَّ اسْتدلَّ رَحمَه الله تَعَالَى على إبِْطَال هَذِه التأويلات بأوجه مِنْهَا أَنه لَا يعرف فِي لُغَة من لُغَات الْأُمَم وَجه الشَّيْء بِمَعْنى ذَاته وَنَفسه وَغَايَة ماشبه بِهِ الْمُعَطل وَجه الرب أَن قَالَ هُوَ كَقَوْل الْقَائِل وَجه الْحَائِط وَوجه الثَّوْب وَوجه النَّهَار فَيُقَال للمعطل الْمُشبه بِهِ لَيْسَ الْوَجْه فِي ذَلِك بِمَعْنى الذَّات بل هَذَا مُبْطل لِقَوْلِك فان وَجه الْحَائِط أحد جانبيه فَهُوَ مُقَابل لدبره وَمثل هَذَا وَجه الْكَعْبَة ودبرها فَهُوَ وَجه حَقِيقَة وَلكنه بِحَسب الْمُضَاف

ص: 300

اليه فَلَمَّا كَانَ الْمُضَاف اليه بِنَاء كَانَ وَجهه من جنسه وَكَذَلِكَ وَجه الثَّوْب اُحْدُ جانبيه وَهُوَ من جنسه وَكَذَلِكَ وَجه النَّهَار أَوله وَلَا يُقَال لجَمِيع النَّهَار وَقَالَ ابْن عَبَّاس وَجه النَّهَار اوله وَمِنْه قَوْلهم صدر النَّهَار قَالَ ابْن الاعرابي اتيته بِوَجْه نَهَار وَصدر نَهَار وَأنْشد للربيع بن زِيَاد

من كَانَ مَسْرُورا بمقتل مَالك

فليأت نسوتنا بِوَجْه نَهَار

وَمِنْهَا أَن حمله على الثَّوَاب الْمُنْفَصِل من أبطل الْبَاطِل فان اللُّغَة لَا تحْتَمل ذَلِك وَلَا يعرف أَن الْجَزَاء يُسمى وَجها للمجاز وَأَيْضًا فالثواب مَخْلُوق وَقد صَحَّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه استعاذ بِوَجْه الله فَقَالَ أعوذ بِوَجْهِك الْكَرِيم ان تضلني لَا إِلَه أَلا أَنْت الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت وَالْجِنّ والانس يموتون رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَغَيره وَمن دُعَائِهِ يَوْم الطَّائِف أعوذ بِوَجْهِك الْكَرِيم الَّذِي أشرقت لَهُ الظُّلُمَات وَصلح عَلَيْهِ أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَا يظنّ برَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَن يستعيذ بمخلوق

وَمِنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُول فِي دُعَائِهِ اسألك لَذَّة النّظر الى وَجهك والشوق الى لقائك وَلم يكن ليسأل لَذَّة النّظر الى ثَوَاب الْمَخْلُوق وَلَا يعرف تَسْمِيَة ذَلِك وَجها لُغَة وَلَا شرعا وَلَا عرفا

وَمِنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من استعاذ بِاللَّه فأعيذوه وَمن سَأَلَ بِوَجْه الله فَأَعْطوهُ وَفِي السّنَن من حَدِيث جَابر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يسْأَل بِوَجْه الله الا الْجنَّة فَكَانَ طَاوس يكره أَن يسْأَل الانسان بِوَجْه الله

وروى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله لَا ينَام وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَن ينَام

ص: 301

يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ يرفع اليه عمل اللَّيْل قبل عمل النَّهَار وَعمل النَّهَار قبل عمل اللَّيْل حجابه النُّور لَو كشفه لأحرقت سبحات وَجهه مَا انْتهى اليه بَصَره من خلقه

وَمِنْهَا قَول عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه لَيْسَ عِنْد ربكُم ليل وَلَا نَهَار نور السَّمَاوَات والارض من نور وَجهه فَهَل يَصح أَن يحمل الْوَجْه فِي هَذَا على مَخْلُوق أَو يكون صلَة لَا معنى لَهُ أَو يكون بِمَعْنى الْقبْلَة والجهة وَهَذَا مُطَابق لقَوْله عليه السلام أعوذ بِنور وَجهك الَّذِي أشرقت لَهُ الظُّلُمَات فأضاف النُّور إِلَى الْوَجْه وَالْوَجْه الى الذَّات واستعاذ بِنور الْوَجْه الْكَرِيم فَعلم أَن نوره صفة لَهُ كَمَا أَن الْوَجْه صفة ذاتية وَهُوَ الَّذِي قَالَه ابْن مَسْعُود وَهُوَ تَفْسِير قَوْله {الله نور السَّمَاوَات وَالْأَرْض} النُّور فَلَا تشتغل بأقوال الْمُتَأَخِّرين الَّذين غشت بصائرهم عَن معرفَة ذَلِك فَخذ الْعلم عَن أَهله فَهَذَا تَفْسِير الصَّحَابَة رضي الله عنهم

وَمِنْهَا أَن الصَّحَابَة رضي الله عنهم وَالتَّابِعِينَ وَجَمِيع أهل السّنة والْحَدِيث وَالْأَئِمَّة الاربعة وَأهل الاسْتقَامَة من أتباعهم متفقون على أَن الْمُؤمنِينَ يرَوْنَ وَجه رَبهم فِي الْجنَّة وَهِي الزِّيَادَة الَّتِي فسر بهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَالصَّحَابَة {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة} يُونُس

فروى مُسلم فِي صَحِيحه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي قَوْله {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى وَزِيَادَة} يُونُس قَالَ النّظر الى وَجه الله تَعَالَى فَمن أنكر حَقِيقَة الْوَجْه لم يكن للنَّظَر عِنْده حَقِيقَة وَلَا سِيمَا إِذا أنكر الْوَجْه والعلو فَيَعُود النّظر عِنْده الى خيال مُجَرّد وان احسن الْعبارَة قَالَ هُوَ معنى يقوم بِالْقَلْبِ نسبته اليه كنسبة النّظر الى الْعين وَلَيْسَ فِي الْحَقِيقَة عِنْده نظر وَلَا وَجه وَلَا لَذَّة تحصل للنَّاظِر

ص: 302

وَمِنْهَا أَن تَفْسِير وَجه الله بقبلة الله وان قَالَه بعض السّلف كمجاهد وَتَبعهُ الشَّافِعِي فانما قَالُوهُ فِي مَوضِع وَاحِد لَا غير وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب فأينما توَلّوا فثم وَجه الله} الْبَقَرَة فَهَب ان هَذَا كَذَلِك فِي هَذَا الْموضع فَهَل يَصح أَن يُقَال ذَلِك فِي غَيره من الْمَوَاضِع الَّتِي ذكر الله تَعَالَى فِيهَا الْوَجْه فَمَا يفيدكم هَذَا فِي قَوْله وَيبقى وَجه رَبك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام الرَّحْمَن وَقَوله الا ابْتِغَاء وَجه ربه الْأَعْلَى اللَّيْل وَقَوله إِنَّمَا نطعمكم لوجه الله الدَّهْر على أَن الصَّحِيح فِي قَوْله فثم وَجه الله الْبَقَرَة أَنه كَقَوْلِه فِي سَائِر الْآيَات الَّتِي فِيهَا ذكر الْوَجْه فانه قد اطرد مجيئة فِي الْقُرْآن وَالسّنة مُضَافا الى الرب تَعَالَى على طَريقَة وَاحِدَة وَمعنى وَاحِد فَلَيْسَ فِيهِ مَعْنيانِ مُخْتَلِفَانِ فِي جَمِيع الْمَوَاضِع غير الْموضع الَّذِي ذكره فِي سُورَة الْبَقَرَة وَهُوَ قَوْله فثم وَجه الله وَهَذَا لَا يتَعَيَّن حمله على الْقبْلَة أَو الْجِهَة وَلَا يمْنَع أَن يُرَاد بِهِ وَجه الرب حَقِيقَة فَحَمله على موارده ونظائره كلهَا أولى

وَمِنْهَا أَنه لَا يعرف إِطْلَاق وَجه الله على الْقبْلَة لُغَة وَلَا شرعا وَلَا عرفا بل الْقبْلَة لَهَا اسْم يَخُصهَا وَالْوَجْه لَهُ اسْم يَخُصُّهُ فَلَا يدْخل أَحدهمَا على الآخر وَلَا يستعار اسْمه لَهُ نعم الْقبْلَة تسمى وجهة كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَلكُل وجهة هُوَ موليها فاستبقوا الْخيرَات أَيْنَمَا تَكُونُوا} الْبَقَرَة وَقد تسمى جِهَة وَأَصلهَا وجهة لَكِن أعلت بِحَذْف فائها كزنة وعدة وَإِنَّمَا سميت قبْلَة ووجهة لِأَن الرجل يقابلها ويواجهها بِوَجْهِهِ وَأما تَسْمِيَتهَا وَجها فَلَا عهد بِهِ فَكيف إِذا أضيف الى الله تَعَالَى مَعَ أَنه لَا يعرف تَسْمِيَة الْقبْلَة وجهة الله فِي شَيْء من الْكَلَام مَعَ أَنَّهَا تسمى وجهة فَكيف يُطلق عَلَيْهَا وَجه الله وَلَا يعرف تَسْمِيَتهَا وَجها وايضا فَمن الْمَعْلُوم أَن قبْلَة الله

ص: 303

الَّتِي نصبها لِعِبَادِهِ هِيَ قبْلَة وَاحِدَة وَهِي الْقبْلَة الَّتِي أَمر الله عباده أَن يتوجهوا اليها حَيْثُ كَانُوا لاكل جِهَة يولي وَجهه اليها فانه يولي وَجهه الى الْمشرق وَالْمغْرب وَالشمَال وَمَا بَين ذَلِك وَلَيْسَت تِلْكَ الْجِهَات قبْلَة الله فَكيف يُقَال أَي وجهة وجهتموها واستقبلتموها فَهِيَ قبْلَة الله فان قيل هَذَا عِنْد اشْتِبَاه الْقبْلَة على الْمُصَلِّي وَعند صلَاته النَّافِلَة فِي السّفر قيل اللَّفْظ لَا شعار لَهُ بذلك الْبَتَّةَ بل هُوَ عَام مُطلق فِي الْحَضَر وَالسّفر وَحَال الْعلم والاشتباه وَالْقُدْرَة وَالْعجز يُوضحهُ أَن إِخْرَاج الِاسْتِقْبَال الْمَفْرُوض والاستقبال فِي الْحَضَر وَعند الْعلم وَالْقُدْرَة وَهُوَ أَكثر أَحْوَال الْمُسْتَقْبل وَحمل الْآيَة على اسْتِقْبَال الْمُسَافِر فِي التنقل على الرَّاحِلَة وَحَال الْغَيْم وَنَحْوه بعيد جدا عَن ظَاهر الْآيَة وإطلاقها وعمومها وَمَا قصد بهَا فان أَيْن من أدوات الْعُمُوم وَقد أكد عمومها بِمَا اراده لتحقيق الْعُمُوم كَقَوْلِه {وَحَيْثُ مَا كُنْتُم فَوَلوا وُجُوهكُم شطره} الْبَقَرَة وَالْآيَة صَرِيحَة فِي أَنه أَيْنَمَا ولى العَبْد فثم وَجه الله من حضر أَو سفر فِي صَلَاة وَغَيرهَا وَذَلِكَ أَن الْآيَة لَا تعرض فِيهَا للْقبْلَة وَلَا لحكم الِاسْتِقْبَال بل سياقها لِمَعْنى آخر وَهُوَ بَيَان عَظمَة الرب تَعَالَى وسعته وَأَنه أكبر من كل شَيْء وَأعظم مِنْهُ وَأَنه مُحِيط بالعالم الْعلوِي والسفلي فَذكر فِي أول الْآيَة إحاطة ملكه فِي قَوْله وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب الْبَقَرَة منبها بذلك على ملكه لما ابينهما ثمَّ ذكر عَظمته سُبْحَانَهُ وَأَنه أكبر وَأعظم من كل شئ فأينما ولى العَبْد وَجهه فثم وَجه الله ثمَّ ختم باسمين دالين على السعَة والاحاطة فَقَالَ {إِن الله وَاسع عليم} فَذكر اسْمه الْوَاسِع عقيب قَول فأينما توَلّوا فثم وَجه الله كالتفسير وَالْبَيَان والتقرير لَهُ فَتَأَمّله فَهَذَا السِّيَاق لم يقْصد بِهِ الِاسْتِقْبَال فِي الصَّلَاة بِخُصُوصِهِ وَإِن دخل فِي عُمُوم الْخطاب حضرا وسفرا بِالنِّسْبَةِ الى الْفَرْض وَالنَّفْل وَالْقُدْرَة وَالْعجز

ص: 304

وعَلى هَذَا فالآية بَاقِيَة على عمومها وأحكامها لَيْسَ مَنْسُوخَة وَلَا مَخْصُوصَة بل لَا يَصح دُخُول النّسخ فِيهَا لِأَنَّهَا خبر عَن ملكه للمشرق وَالْمغْرب وَأَنه أَيْنَمَا ولى الرجل وَجهه فثم وَجه الله وَعَن سعته وَعلمه فَكيف يُمكن دُخُول النّسخ والتخصيص فِي ذَلِك وَأَيْضًا هَذِه الْآيَة ذكرت مَا بعْدهَا لبَيَان عَظمَة الرب وَالرَّدّ على من جعل لَهُ عدلا من خلقه الشّركَة مَعَه فِي الْعِبَادَة وَلِهَذَا ذكرهَا بعد الرَّد على من جعل لَهُ ولدا فَقَالَ تَعَالَى {وَقَالُوا اتخذ الله ولدا سُبْحَانَهُ بل لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض} إِلَى قَوْله كن فَيكون الْبَقَرَة فَهَذَا السِّيَاق لَا تعرض فِيهِ للْقبْلَة وَلَا سيق الْكَلَام لأَجلهَا وَإِنَّمَا سيق لذكر عَظمَة الرب وَبَيَان سَعَة علمه وحلمه والواسع من أَسْمَائِهِ فَكيف تَجْعَلُونَ لَهُ شَرِيكا بِسَبَبِهِ وتمنعون بيوته ومساجده ان يذكر فِيهَا اسْمه تسعون فِي خرابها فَهَذَا للْمُشْرِكين ثمَّ ذكر مَا نسبه اليه النَّصَارَى من اتِّخَاذ الْوَلَد ووسط بَين كفر هَؤُلَاءِ وَقَوله تَعَالَى وَللَّه الْمشرق وَالْمغْرب الْبَقَرَة فالمقام مقَام تَقْرِير لأصول التَّوْحِيد والايمان وَالرَّدّ على الْمُشْركين لَا بَيَان فرع معِين جزئي

وَمِنْهَا انه لَو أُرِيد بِالْوَجْهِ فِي الْآيَة الْجِهَة والقبلة لَكَانَ وَجه الْكَلَام ان يُقَال فأينما توَلّوا فَهُوَ وَجه الله لِأَنَّهُ إِذا كَانَ المُرَاد بِالْوَجْهِ الْجِهَة فَهِيَ الَّتِي تولي نَفسهَا وَإِنَّمَا يُقَال ثمَّ كَذَا اذا كَانَ أَمْرَانِ كَقَوْلِه تَعَالَى {وَإِذا رَأَيْت ثمَّ رَأَيْت نعيما وملكا كَبِيرا} الدَّهْر فالنعيم وَالْملك ثمَّ لَا إِنَّه نفس الظّرْف وَالْوَجْه لَو كَانَ المُرَاد بِهِ الْجِهَة نَفسهَا لم يكن ظرفا لنَفسهَا فان الشَّيْء لَا يكون ظرفا لنَفسِهِ فَتَأَمّله أَلا ترى أَنَّك إِذا أَشرت الى جِهَة الشرق والغرب لَا يَصح أَن تَقول ثمَّ جِهَة الشرق ثمَّ جِهَة الغرب بل تَقول هَذِه جِهَة الشرق وَهَذِه جِهَة الغرب وَلَو قلت

ص: 305

هُنَاكَ جِهَة الشرق والغرب لَكَانَ ذكر الظّرْف لَغوا وَذَلِكَ لِأَن ثمَّ إِشَارَة الى الْمَكَان الْبعيد فَلَا يشار بهَا الى قريب والجهة والوجهة مِمَّا يحاذيك الى آخرهَا فجهة الشرق والغرب ووجهة الْقبْلَة مِمَّا يتَّصل الى حَيْثُ يَنْتَهِي فَكيف يُقَال فِيهَا ثمَّ اشارة الى الْبعيد بِخِلَاف الاشارة الى وَجه الرب تبارك وتعالى فَإِنَّهُ يشار الى ذَاته وَلِهَذَا قَالَ غير وَاحِد من السّلف فثم الله تَحْقِيقا لَان المُرَاد وَجهه الَّذِي هُوَ من صِفَات ذَاته والاشارة اليه بِأَنَّهُ ثمَّ كاشارة اليه بِأَنَّهُ فَوق سمواته وعَلى الْعَرْش وَفَوق الْعَالم

وَمِنْهَا أَن تَفْسِير الْقُرْآن بِالْقُرْآنِ هُوَ أولى التفاسير مَا وجد اليه السَّبِيل وَلِهَذَا كَانَ يعتمده الصَّحَابَة والتابعون وَالْأَئِمَّة بعدهمْ وَالله تَعَالَى ذكر فِي الْقُرْآن الْقبْلَة باسم الْقبْلَة وَالْوُجُوه وَذكر وَجهه الْكَرِيم باسم الْوَجْه الْمُضَاف اليه فتفسيره فِي هَذِه الْآيَة بنظائره هُوَ الْمُتَعَيّن

وَمِنْهَا أَنَّك إِذا تَأَمَّلت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَجدتهَا مفسرة لِلْآيَةِ مُشْتَقَّة مِنْهَا كَقَوْلِه صلى الله عليه وسلم اذا قَامَ احدكم الى الصَّلَاة فانما يسْتَقْبل ربه وَقَوله فان الله يقبل اليه بِوَجْهِهِ عَنهُ وَقَوله اذا قَامَ أحدكُم الى الصَّلَاة فَلَا يبصقن قبل وَجهه وَقَوله فان الله بَينه وَبَين الْقبْلَة وَقَوله ان الله يَأْمُركُمْ بِالصَّلَاةِ فاذا صليتم فَلَا تلتفتوا فان الله ينصب وَجهه لوجه عَبده فِي صلَاته مَا لم يلْتَفت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ ان العَبْد اذا تَوَضَّأ فَأحْسن الْوضُوء ثمَّ قَالَ الى الصَّلَاة أقبل الله عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فَلَا ينْصَرف عَنهُ حَتَّى ينْصَرف أَو يحدث حدث سوء وَقَالَ جَابر رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا قَامَ العَبْد يُصَلِّي أقبل الله عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ فاذا الْتفت أعرض الله عَنهُ وَقَالَ يَا ابْن آدم انا خير مِمَّن تلْتَفت

ص: 306

اليه فاذا أقبل على صلَاته أقبل الله عَلَيْهِ فاذا الْتفت أعرض الله عَنهُ انْتهى كَلَام النَّاظِم بِاخْتِصَار

قَوْله وَكَذَلِكَ لفظ يَد وَلَفظ يدان قَالَ تَعَالَى {بل يَدَاهُ مبسوطتان} الْمَائِدَة قَالَت الْجَهْمِية وَمن تَبِعَهُمْ هَذَا مجَاز فِي النِّعْمَة أَو الْقُدْرَة وَهَذَا فِي الأَصْل قَول الْجَهْمِية وتبعهم الْمُعْتَزلَة وَبَعض الْمُتَأَخِّرين مِمَّن ينتسب الى الاشعري والأشعري وقدماء أَصْحَابه يردون على هَؤُلَاءِ ويبدعونهم ويثبتون الْيَد حَقِيقَة قَالَ عبد الْعَزِيز بن يحيى الْكِنَانِي الْمَالِكِي جليس الشَّافِعِي والخصيص بِهِ وَقد مَاتَ قبل الامام احْمَد فِي كتاب الرَّد على الْجَهْمِية والزنادقة قَالَ يُقَال للجهمي أَتَقول إِن لله وَجها وَله نفس وَله يَد فَيَقُول نعم وَلَكِن معنى وَجه الله هُوَ الله وَمعنى نَفسه عينه وَمعنى يَده نعْمَته قَالَ وَالْجَوَاب ان يُقَال لَهُ فَذكر كلَاما يتَعَلَّق بِالْوَجْهِ وَالنَّفس ثمَّ قَالَ وَأما قَوْله فِي الْيَد أَنَّهَا يَد النِّعْمَة كَمَا تَقول الْعَرَب لَك عِنْدِي يَد فقد قَالَ الله تَعَالَى بِيَدِك الْخَيْر آل عمرَان وَقَالَ فسبحان الَّذِي بِيَدِهِ ملكوت كل شَيْء يس وَقَالَ {تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك} الْملك وَقَالَ يَد الله فَوق أَيْديهم الْفَتْح وَقَالَ بل يَدَاهُ مبسوطتان الْمَائِدَة قَالَ فَزعم الجهمي ان يَد الله نعْمَته فبدل قولا غير الَّذِي قيل لَهُ فَأَرَادَ الجهمي أَن يُبدل كَلَام الله إِذْ أخبر الله أَن لَهُ يدا بهَا ملكوت كل شَيْء فبدل مَكَان الْيَد نعْمَة وَقَالَ الْعَرَب تسمي الْيَد نعْمَة قُلْنَا لَهُ الْعَرَب تسمي النِّعْمَة يدا وتسمي يَد الانسان يدا فاذا أردْت يَد الذَّات جعلت على قَوْلهَا علما ودليلا يعقل بِهِ السَّامع أَنَّهَا ارادت يَد الذَّات وَإِذا أَرَادَت يَد النِّعْمَة

ص: 307

جعلت على قَوْلهَا علما ودليلا يعقل السَّامع كَلَامهَا أَنَّهَا تُرِيدُ يَد النِّعْمَة وَلَا تجْعَل كَلَامهَا مشتبها على سامعه وَمن ذَلِك قَول الشَّاعِر

ناولت زيدا بيَدي عَطِيَّة

يدبها رمى كتابا مخضب

فَدلَّ بِهَذَا القَوْل على يَد الذَّات بالمناولة وبالباء حِين قَالَ بيَدي فَجعل الْبَاء استقصاء للعدد حِين لم يكن لَهُ غير يدين وَقَالَ الآخر حِين أَرَادَ يَد النِّعْمَة

أشكر يدين لنا عَلَيْك وأنعما

شكرا يكون مكافيا للمنعم

فَدلَّ على يَد النِّعْمَة بقوله لنا عَلَيْك ثمَّ قَالَ وأنعما ثمَّ قَالَ يدين فَجعل النُّون مَكَان الْيَاء لم يستقص بهما الْعدَد فَهَذَا قَول الْعَرَب ومذهبها فِي لغاتها وَالله تَعَالَى لم يسم فِي كِتَابه يدا بِنِعْمَة وَلم يسم نعْمَة يدا سمى سُبْحَانَهُ الْيَد يدا وَالنعْمَة نعْمَة فِي جَمِيع الْقُرْآن فَأَما مَا ذكره سُبْحَانَهُ من يدين وَيَد فقد ذكرت ذَلِك فِي صدر الْكَلَام وَأما النِّعْمَة الَّتِي هِيَ عَن الْيَد فَمن ذَلِك قَوْله {واذْكُرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم} آل عمرَان وَقَوله وَمَا بكم من نعْمَة فَمن الله النَّحْل وَقَوله وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي الْمَائِدَة وَقَوله {وَإِذ تَقول للَّذي أنعم الله عَلَيْهِ وأنعمت عَلَيْهِ} الْأَحْزَاب فَسمى الله النعم باسم النِّعْمَة وَلم يسمهَا بِغَيْر أسمائها وَمثل هَذَا فِي الْقُرْآن كثير وَذكر الله تَعَالَى أَيدي المخلوقين فسماها بِالْأَيْدِي فَقَالَ تَعَالَى وَلَا تجْعَل يدك مغلولة الى عُنُقك الأسراء وَقَالَ تَعَالَى وَالسَّارِق والسارقة فَاقْطَعُوا أَيْدِيهِمَا الْمَائِدَة وَقَالَ وَالْمَلَائِكَة باسطو أَيْديهم الْأَنْعَام فَهَذِهِ أيد لَا نعْمَة وَذكر نعْمَته على يَد ونعمة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فسماها نعْمَة وَلم يسميها يدا ثمَّ أخبر سُبْحَانَهُ عَن يَدَيْهِ أَنَّهُمَا يدان لَا ثَلَاثَة وَجعل الْبَاء استقصاء للعدد

ص: 308

حِين قَالَ {مَا مَنعك أَن تسْجد لما خلقت بيَدي} فَدلَّ على أَنَّهُمَا يَدي الذَّات لَا يتعارف الْعَرَب فِي لغاتها وَلَا أشعارها الا أَن هَاتين الْيَدَيْنِ يَدي الذَّات لاستقصاء الْعدَد بِالْبَاء وَأما نعم الله فَهِيَ أَكثر وَأعظم من أَن تحصر أَو تعد كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَإِن تعدوا نعْمَة الله لَا تحصوها} ابراهيم

قَالَ وَاعْلَم رَحِمك الله أَن قَائِل هَذِه الْمقَالة جَاهِل بلغَة الْقُرْآن وبلغة الْعَرَب ومعانيها وكلامها وَذَلِكَ أَن الله إِذا افْتتح الْخَبَر عَن نَفسه بِلَفْظ الْجمع ختم الْكَلَام بِلَفْظ الْجمع واذا افْتتح الْكَلَام بِلَفْظ الْوَاحِد ختم الْكَلَام بِلَفْظ الْوَاحِد وانما يُغني الْخَبَر عَن نَفسه وان كَانَ اللَّفْظ جمعا فَأَما مَا كَانَ من لفظ الْوَاحِد فَهُوَ قَوْله تَعَالَى {وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} الأسراء فَافْتتحَ الْخَبَر عَن نَفسه بِلَفْظ الْوَاحِد وبمثله ختم الْكَلَام فَقَالَ {أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه} الاسراء وَقَالَ رب ارحمهما كَمَا ربياني صَغِيرا الأسراء وَقَالَ ربكُم اعْلَم بكم الاسراء وَأما مَا افتتحه بِلَفْظ الْجمع فَهُوَ قَوْله وقضينا الى بني اسرائيل فِي الْكتاب الاسراء فافتتحه بِلَفْظ الْجمع ثمَّ خَتمه بِمثل مَا افتتحه بِهِ فَقَالَ {فَإِذا جَاءَ وعد أولاهما بعثنَا عَلَيْكُم عبادا لنا} الاسراء وَإِنَّمَا عَنى بذلك نَفسه لِأَنَّهَا كلمة ملوكية تَقُولهَا الْعَرَب وَرُوِيَ ان ابْن عَبَّاس لَقِي أَعْرَابِيًا وَمَعَهُ نَاقَة فَقَالَ لمن هَذِه فَقَالَ الْأَعرَابِي فَقَالَ لَهُ ابْن عَبَّاس كم أَنْتُم فَقَالَ أَنا وَاحِد فَقَالَ ابْن عَبَّاس هَكَذَا قَول الله تَعَالَى نَحن وخلقناه وقضينا انما يَعْنِي نَفسه والمبهم يرد الى الْمُحكم فَكل كلمة فِي الْقُرْآن من لفظ جمع قبلهَا مُحكم من التَّوْحِيد ترد اليه فَمن ذَلِك قَوْله {وقضينا إِلَى بني إِسْرَائِيل} الاسراء يرد الى قَوْله وَقضى رَبك الا تعبدوا الا اياه الاسراء وَقَوله {وخلقناكم أَزْوَاجًا} النبأ يرد الى قَوْله انما أمره يس وَقَوله

ص: 309

{لما جَاءَ أَمر رَبك} هود وَكَذَلِكَ قَوْله {أَو لم يرَوا أَنا خلقنَا لَهُم مِمَّا عملت أَيْدِينَا أنعاما} يس يرد إِلَى قَوْله {لما خلقت بيَدي} فَلَمَّا افْتتح الْكَلَام بِلَفْظ الْجمع فَقَالَ {أَو لم يرَوا أَنا خلقنَا لَهُم} يس قَالَ أَيْدِينَا وَلما افْتتح بقوله مَا مَنعك ان تسْجد لما خلقت بيَدي ختم الْكَلَام على مَا افتتحه بِهِ فَهَذَا بَيَان لقوم يفقهُونَ وَقد كَانَ أَكثر قسم النَّبِي صلى الله عليه وسلم اذا أقسم أَن يَقُول لَا وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ وَهَذَا لَا يَلِيق بِهِ النِّعْمَة وَهَذَا قَول النَّبِي صلى الله عليه وسلم يصدق كتاب الله انْتهى كَلَامه الْأَشْعَرِيّ فِي كتبه يُصَرح باثبات الصِّفَات الخبرية فِي كتبه كلهَا وَمَعْلُوم أَن أحدا لَا يُنكر لَفظهَا وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا حقائقها ومعانيها الظَّاهِرَة وَكَلَام الْأَشْعَرِيّ مَوْجُود فِي الابانة والموجز والمقالات وموجود فِي تصانيف أَئِمَّة أَصْحَابه وأجلهم على الاطلاق القَاضِي أَبُو بكر بن الطّيب وَقد ذكر ذَلِك فِي كتاب الابانة والتمهيد وَغَيرهمَا وَذكره ابْن فورك فِيمَا جمعه من كَلَام ابْن كلاب وَكَلَام الْأَشْعَرِيّ وَذكره الْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات والاعتقاد وَذكره ابو الْقَاسِم الْقشيرِي فِي كتاب الشكاية لَهُ وَذكره ابْن عَسَاكِر فِي كتاب تَبْيِين كذب المفتري حَتَّى الْفَخر الرَّازِيّ وَالسيف الْآمِدِيّ حكوا ذَلِك عَن الْأَشْعَرِيّ وَأَنه أثبت الْيَدَيْنِ صفة لله وَلَكِن غلطوا حَيْثُ ظنُّوا أَن لَهُ قَوْلَيْنِ فِي ذَلِك وَهَذِه كتبه كلهَا لَيْسَ فِيهَا الا الاثبات فَهُوَ الَّذِي يحكيه عَن أهل السّنة وينصره ويحكي خِلَافه عَن الْجَهْمِية والمعتزلة نعم كَانَ قبل ذَلِك يَقُول بقول الْمُعْتَزلَة ثمَّ رَجَعَ عَنهُ وَصرح بمخالفتهم وَاسْتمرّ على ذَلِك حَتَّى مَاتَ قَالَ ابو الْحسن الْأَشْعَرِيّ فِي كتاب الابانة الَّذِي ذكر ابْن عَسَاكِر أَنه آخر كتبه وَعَلِيهِ اعْتمد فِي ذكر مناقبه واعتقاده قَالَ فان سَأَلنَا سَائل فَقَالَ أتقولون إِن لله يدين

ص: 310