الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وروى ابْن مرْدَوَيْه عَن جَابر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم النّوم أَخُو الْمَوْت وَأهل الْجنَّة لَا ينامون وروى الطَّبَرَانِيّ عَنهُ بِلَفْظ قَالَ سُئِلَ نَبِي الله صلى الله عليه وسلم فَقيل أَيَنَامُ أهل الْجنَّة فَقَالَ النّوم اخو الْمَوْت وَأهل الْجنَّة لَا ينامون
قَوْله والجهم أفناها الخ تقدم الْكَلَام فِي معنى فنَاء الْجنَّة وَالنَّار عِنْد الْجَهْمِية وفناء حركاتهما عِنْد ابي الْهُذيْل بِمَا أغْنى عَن الاعادة
فصل
فِي ذبح الْمَوْت بَين الْجنَّة وَالنَّار وَالرَّدّ على من قَالَ ان الذّبْح لملك الْمَوْت وان ذَلِك مجَاز لَا حَقِيقَة لَهُ
…
أَو مَا سَمِعت بذَبْحه للْمَوْت بَين المنزلين كذبح كَبْش الضان
…
حاشا لذا الْملك الْكَرِيم وانما
…
هُوَ موتنا المحتوم للانسان
…
وَالله ينشىء مِنْهُ كَبْشًا املحا
…
يَوْم الْمعَاد يرى لنا بعيان
ينشي من الاعراض أجساما كَذَا
…
بِالْعَكْسِ كل قَابل الامكان
…
عَن ابي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بِالْمَوْتِ كَأَنَّهُ كَبْش أَمْلَح فَيتَوَقَّف بَين الْجنَّة وَالنَّار فَيُقَال يَا أهل الْجنَّة هَل تعرفُون هَذَا فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ فَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت ثمَّ يُقَال يَا أهل النَّار هَل تعرفُون هَذَا فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ نعم هَذَا الْمَوْت قَالَ فَيُؤْمَر بِهِ فَيذْبَح ثمَّ يُقَال يَا أهل الْجنَّة خُلُود فَلَا موت وَيَا أهل
النَّار خُلُود فَلَا موت ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم {وَأَنْذرهُمْ يَوْم الْحَسْرَة} مَرْيَم الْآيَة مُتَّفق عَلَيْهِ وَعَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا صَار أهل الْجنَّة إِلَى الْجنَّة وَأهل النَّار إِلَى النَّار أُتِي بِالْمَوْتِ حَتَّى يَجْعَل بَين الْجنَّة وَالنَّار ثمَّ يذبح ثمَّ يُنَادي مُنَاد يَا أهل الْجنَّة لَا موت فَيَزْدَاد أهل الْجنَّة فَرحا الى فَرَحهمْ ويزداد أهل النَّار حزنا الى حزنهمْ وَعَن ابي هُرَيْرَة ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا دخل أهل الْجنَّة الْجنَّة وَأهل النَّار النَّار أُتِي بِالْمَوْتِ ملببا فَيُوقف على السُّور الَّذِي بَين أهل الْجنَّة واهل النَّار ثمَّ يُقَال يَا اهل الْجنَّة فيطلعون خَائِفين ثمَّ يُقَال يَا أهل النَّار فيطلعون مستبشرين يرجون الشَّفَاعَة فَيُقَال لأهل الْجنَّة واهل النَّار هَل تعرفُون هَذَا فَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاء قد عَرفْنَاهُ وَهُوَ الْمَوْت الَّذِي وكل بِنَا فيضجع فَيذْبَح ذبحا على السُّور ثمَّ يُقَال يَا أهل الْجنَّة خُلُود لَا موت وَيَا أهل النَّار خُلُود لَا موت رَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حسن صَحِيح
قَالَ النَّاظِم فِي حادي الْأَرْوَاح وَهَذَا الْكَبْش والاضجاع وَالذّبْح ومعاينة الْفَرِيقَيْنِ ذَلِك حَقِيقَة لَا خيال وَلَا تَمْثِيل كَمَا أَخطَأ فِيهِ بعض النَّاس خطأ قبيحا قَالَ الْمَوْت عرض وَالْعرض لَا يتجسم فضلا عَن أَن يذبح وَهَذَا لَا يَصح فان الله سُبْحَانَهُ وينشيء من الْمَوْت صُورَة كَبْش يذبح كَمَا ينشىء من الْأَعْمَال صورا مُعَاينَة يُثَاب بهَا ويعاقب وَالله تَعَالَى ينشئ من الْأَعْرَاض أجساما تكون الْأَعْرَاض مَادَّة لَهَا وينشىء من الْأَجْسَام أعراضا وَمن الْأَجْسَام أجساما فالأقسام الْأَرْبَعَة مُمكنَة مقدورة للرب تبارك وتعالى وَلَا يسْتَلْزم جمعا بَين النقيضين وَلَا شَيْئا من الْمحَال وَلَا حَاجَة الى تكلّف من قَالَ إِن الذّبْح لملك الْمَوْت فَهَذَا كُله من الِاسْتِدْرَاك الْفَاسِد على الله
وَرَسُوله والتأويل الْبَاطِل الَّذِي لَا يُوجِبهُ عقل وَلَا نقل وَسَببه قلَّة الْفَهم لمراد الرَّسُول من كَلَامه فَظن هَذَا الْقَائِل أَن لفظ الحَدِيث دلّ على أَن نفس الْعرض يذبح وَظن غالط آخر أَن الْعرض يعْدم وَيَزُول وَيصير مَكَانَهُ جسم يذبح وَلم يهتد الْفَرِيقَانِ الى هَذَا القَوْل الَّذِي ذَكرْنَاهُ الى آخر مَا ذكره ثمَّ احْتج النَّاظِم لما ذكره بِأَن أَعمال الْعباد توزن فتخف تَارَة وتثقل أُخْرَى فَقَالَ
…
أفما تصدق أَن أَعمال العبا
…
د تحط يَوْم الْعرض فِي الْمِيزَان
وكذاك تثقل تَارَة وتخف اخرى ذَاك فِي الْقُرْآن ذُو تبيان
…
وَله لِسَان كفتاه تُقِيمهُ
…
والكتفان اليه ناظرتان
…
مَا ذَاك أمرا معنويا بل هُوَ المحسوس حَقًا عِنْد ذِي الايمان
…
أَقُول يدل لما ذكره النَّاظِم أَن الْأَعْمَال توزن يَوْم الْقِيَامَة فتثقل تَارَة وتخف أُخْرَى كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة فَلَا تظلم نفس شَيْئا وَإِن كَانَ مِثْقَال حَبَّة من خَرْدَل أَتَيْنَا بهَا} الْأَنْبِيَاء الْآيَة وَذَلِكَ أَمر محسوس فتوزن الْأَعْمَال بميزان لَهُ كفتان ولسان وَلَيْسَ ذَلِك أمرا معنويا بل هُوَ محسوس وَالله أعلم
…
أَو مَا سَمِعت بِأَن تَسْبِيح العبا
…
د وَذكرهمْ وَقِرَاءَة الْقُرْآن
…
ينشيه رب الْعَرْش فِي صور تجا
…
دلّ عَنهُ يَوْم قِيَامَة الْأَبدَان
…
أَو مَا سَمِعت بِأَن ذَلِك حول عر
…
ش الرب ذُو صَوت وَذُو دوران
يشفعن عَن الرب جل جلاله
…
ويذكرون بِصَاحِب الاحسان
…
.. أَو مَا سَمِعت بِأَن ذَلِك مؤنس
…
فِي الْقَبْر للملفوف فِي الأكفان
فِي صُورَة الرجل الْجَمِيل الْوَجْه فِي
…
سنّ الشَّبَاب كأجمل الشَّبَاب
…
فِي الحَدِيث أَن مَا تذكرُونَ من جلال الله وتسبيحه وتحميده وتهليله يتعاطفن حول الْعَرْش لَهُنَّ دوِي كَدَوِيِّ النَّحْل يذكرن بصاحبهن ذكره أَحْمد وَكَذَلِكَ قَوْله فِي حَدِيث عَذَاب الْقَبْر ونعيمة للصورة الَّتِي يَرَاهَا فَيَقُول من أَنْت فَيَقُول أَنا عَمَلك الصَّالح وَأَنا عَمَلك السيىء وَهَذَا حَقِيقَة لَا خيال وَلَكِن الله أنشأ لَهُ من عمله صُورَة حَسَنَة وَصُورَة قبيحة وَقَالَ قَتَادَة بلغنَا أَن 0 نَبِي الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ان الْمُؤمن اذا خرج من قَبره صور لَهُ عمله فِي صُورَة حَسَنَة فَيَقُول لَهُ من أَنْت فوَاللَّه إِنِّي لأرَاك امْرأ الصدْق فَيَقُول لَهُ أَنا عَمَلك فَيكون لَهُ نورا وَقَائِدًا إِلَى الْجنَّة وَأما الْكَافِر اذا خرج من قَبره صور لَهُ عمله فِي صُورَة سَيِّئَة وَبشَارَة سَيِّئَة فَيَقُول مَا أَنْت فوَاللَّه إِنِّي لأرَاك أمرأ السوء فَيَقُول أَنا عَمَلك فَينْطَلق بِهِ حَتَّى يدْخلهُ النَّار
…
أَو مَا سَمِعت بِأَن مَا نتلوه فِي
…
أَيَّام هَذَا الْعُمر من قُرْآن
يَأْتِي يُجَادِل عَنْك يَوْم الْحَشْر للرحمن كي ينجيك من نيران
…
فِي صُورَة الرجل الَّذِي هُوَ شاحب
…
يَا حبذا ذَاك الشَّفِيع الداني
…
أَو مَا سَمِعت حَدِيث صدق قد أَتَى
…
فِي سورتين من اول الْقُرْآن
فرقان من طير صواف بَينهَا
…
شَرق وَمِنْه الضَّوْء ذُو تبيان
شبههما بغمامتين وان تشأ
…
بغيايتين هما لذا مثلان
…