الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يدل على بغضهم كَمَا قد ثَبت بِالشَّهَادَةِ وَالْخَبَر من اكرام أوليائه وعقاب اعدائه والغايات الْمَوْجُودَة فِي مفعولاته ومأموراته من العواقب الحميدة تدل على حكمته الْبَالِغَة كَمَا يدل التَّخْصِيص على الْمَشِيئَة وَأولى لقُوَّة الْعلَّة الغائية وَلِهَذَا كَانَ مَا فِي الْقُرْآن من بَيَان مَا فِي الْمَخْلُوقَات من النعم وَالْحكم أعظم مِمَّا فِي الْقُرْآن من بَيَان مَا فِيهَا من الدّلَالَة على مَحْض الْمَشِيئَة وَهَذَا شرح كَلَام النَّاظِم فِي هَذَا الْ
فَصْل
وَالله أعلم
فصل
فِي بَيَان مُخَالفَة طريقهم لطريق أهل الاسْتقَامَة عقلا ونقلا
…
وَاعْلَم بِأَن طريقهم عكس الطَّرِيق الْمُسْتَقيم لمن لَهُ عينان
جعلُوا كَلَام شيوخهم نصا لَهُ الاحكام مَوْزُونا بِهِ النصان
…
وَكَلَام رب الْعَالمين وَعَبده
…
متشابها متحملا لمعان
…
فتولدت من ذَيْنك الْأَصْلَيْنِ أَو
…
لاد أَتَت للغي والبهتان
إِذْ من سفاح لَا نِكَاح كَونهَا
…
بئس الْوَلِيد وبئست الألوان
عرضوا النُّصُوص على كَلَام شيوخهم
…
فَكَأَنَّمَا جَيش لذِي سُلْطَان
والعزل والابقاء مرجعه الى السُّلْطَان دون رعية السُّلْطَان
…
وكذاك أَقْوَال الشُّيُوخ فَإِنَّهَا الْمِيزَان دون النَّص وَالْقُرْآن
…
.. إِن وافقا قَول الشُّيُوخ فمرحبا
…
أَو خَالَفت فالدفع بِالْإِحْسَانِ
إِمَّا بِتَأْوِيل فَإِن اعيى فتفويض ونتركها لقَوْل فلَان
…
إِذْ قَوْله نَص لدينا مُحكم
…
فظواهر الْمَنْقُول ذَات معَان
…
وَالنَّص فَهُوَ بِهِ عليم دُوننَا
…
وبحاله مَا حِيلَة العميان
الا تمسكهم بأيدي مبصر
…
حَتَّى يقودهم كذي الأرسان
فاعجب لعميان البصائر أبصروا كَون الْمُقَلّد صَاحب الْبُرْهَان
…
ورأوه بالتقليد أولى من سوا
…
هـ بغَيْرهَا هدي وَلَا برهَان
…
وعموا عَن الوحيين إِذْ لم يفهموا
…
مَعْنَاهُمَا عجبا لذِي الحرمان
…
أَشَارَ النَّاظِم رَحمَه الله تَعَالَى لهَذِهِ الأبيات إِلَى ان طَرِيق النفاة عكس طَرِيق أهل الاسْتقَامَة فَإِن النفاة جعلُوا كَلَام شيوخهم نصا محكما وَقَول النَّاظِم جعلُوا كَلَام شيوخهم نصا لَهُ الاحكام هُوَ بِكَسْر الْهمزَة أَي محكما وَكَلَام شيوخهم نصا لَهُ الاحكام هُوَ بِكَسْر الْهمزَة أَي محكما وَكَلَام الله وَرَسُوله متشابها مُجملا فَلَمَّا بنوا الامر على هذَيْن الاصلين الباطلين تولد من ذَلِك انهم يعرضون النُّصُوص على كَلَام مشايخهم فَإِن وافقتها قبلوها وَإِن خالفتها دفعُوا إِمَّا بالتأويل فَإِن عجزوا عَن ذَلِك فالتفويض وَيَقُولُونَ كَلَام الشَّيْخ أولى وَهُوَ أعلم منا بالنصوص وَنحن مقلدون وَنحن كالعميان والاعمى لَا بُد لَهُ من قَائِد وَنَحْو ذَلِك
قَالَ النَّاظِم فاعجب لعميان البصائر أبصروا كَون الْمُقَلّد صَاحب الْبُرْهَان الْمُقَلّد بِفَتْح اللَّام أَي عجبا لعميان البصائر كَيفَ أبصروا ان مقلدهم اولى بِالصَّوَابِ من غَيره من المقلدين فاعجب لهَذَا الحرمان