الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَوْله {بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ} النَّحْل وَنفى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دُخُولهَا بِالْأَعْمَالِ فِي قَوْله لن يدْخل أحد مِنْكُم الْجنَّة بِعَمَلِهِ وَلَا تنَافِي بَين الْأَمريْنِ لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا مَا ذكره سُفْيَان وَغَيره قَالَ كَانُوا يَقُولُونَ النجَاة من النَّار بِعَفْو الله وَدخُول الْجنَّة برحمته واقتسام الْمنَازل والدرجات بِالْأَعْمَالِ وَيدل على هَذَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن أهل الْجنَّة إِذا دخلوها نزلُوا فِيهَا بِفضل أَعْمَالهم رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ الثَّانِي أَن الْبَاء الَّتِي نفت الدُّخُول هِيَ بَاء الْمُعَارضَة الَّتِي يكون فِيهَا أحد الْعِوَضَيْنِ مُقَابلا للْآخر وَالْبَاء الَّتِي أَثْبَتَت الدُّخُول هِيَ بَاء السَّبَبِيَّة الَّتِي تَقْتَضِي سببيه مَا دخلت عَلَيْهِ لغيره وان لم يكن مُسْتقِلّا بحصوله وَقد جمع النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَين الْأَمريْنِ فِي قَوْله سددوا وقاربوا وَاعْلَمُوا أَن أحدا مِنْكُم لن ينجو بِعَمَلِهِ قَالُوا وَلَا أَنْت يَا رَسُول الله قَالَ وَلَا أَنا إِلَّا يتغمدني الله برحمته وَمن عرف الله سُبْحَانَهُ وَشهد مشْهد حَقه عَلَيْهِ وَشهد تَقْصِيره وذنوبه وَأبْصر هذَيْن المشهدين بِقَلْبِه عرف ذَلِك وَجزم بِهِ وَالله الْمُسْتَعَان انْتهى كَلَامه
فصل فِي أقامة المأتم على المتخلفين عَن رفْقَة السَّابِقين المأتم كمقعد كل مُجْتَمع فِي حزن اَوْ فَرح اَوْ خَاص بِالنسَاء قَالَه فِي الْقَامُوس
…
بِاللَّه مَا عذر أمريء هُوَ مُؤمن
…
حَقًا بِهَذَا لَيْسَ باليقظان
…
بل قلبه فِي رقدة فاذا استفا
…
ق فلبسه هُوَ حلَّة الكسلان
…
.. تالله لَو شاقتك جنَّات النَّعيم طلبتها بنفائس الْأَثْمَان
…
وسعيت جهدك فِي وصال نواعم
…
وكواعب بيض الْوُجُوه حسان
…
جليت عَلَيْك عرائس وَالله لَو
…
تجلى على صَخْر من الصوان
رقت حَوَاشِيه وَعَاد لوقته
…
ينهال مثل نقى من الكثبان
لَكِن قَلْبك فِي القساوة جَازَ حد الصخر والحصباء فِي اشجان
…
لَو هزك الشوق الْمُقِيم وَكنت ذَا
…
حسن لما استبدلت بالأدوان
أَو صادفت مِنْك الصِّفَات حَيَاة قلب كنت ذَا طلب لهَذَا الشان
…
خود تزف الى ضَرِير مقْعد
…
يَا محنة الْحَسْنَاء بالعميان
…
شمس تزف اليه مَا
…
ذَا حِيلَة الْعنين فِي الغشيان
…
وَمعنى كَلَام النَّاظِم أَنا تلونا عَلَيْك صِفَات الْجنَّة ونعوت عرائسها فَلَو صَادف لَك أدنى حَيَاة قلب مِنْك وايمان لسعيت جهدك فِي طلبَهَا وآثرت النَّعيم الْبَاقِي على الخزف الفاني لَكِن قَلْبك أقسى من الصخر وَلَكِن نَحن بِمَا وَصفنَا لَك من صِفَات الْجنَّة وعرائسها بِمَنْزِلَة من زف خودا وَهِي الْمَرْأَة الْبَيْضَاء الناعمة إِلَى ضَرِير مقْعد أَو زف أجمل النِّسَاء الَّتِي هِيَ كَالشَّمْسِ الى عنين عَاجز عَن الْجِمَاع
…
يَا سلْعَة الرَّحْمَن لست رخيصة
…
بل أَنْت غَالِيَة على الكسلان
يَا سلْعَة الرَّحْمَن لَيْسَ ينالها
…
فِي الْألف الا وَاحِد لَا اثْنَان
يَا سلْعَة الرَّحْمَن مَاذَا كفؤها
…
الا اولو التَّقْوَى مَعَ الايمان
…
.. يَا سلْعَة الرَّحْمَن سوقك كاسد
…
بَين الأراذل سلفة الْحَيَوَان
يَا سلْعَة الرَّحْمَن أَيْن المُشْتَرِي
…
فَلَقَد عرضت بأيسر الاثمان
يَا سلْعَة الرَّحْمَن هَل من خَاطب
…
فالمهر قبل الْمَوْت ذُو إِمْكَان
يَا سلْعَة الرَّحْمَن كَيفَ تصبر الْخطاب عَنْك وهم ذَوُو ايمان
…
يَا سلْعَة الرَّحْمَن لَوْلَا أَنَّهَا
…
حجبت بِكُل مكاره الانسان
…
مَا كَانَ عَنْهَا قطّ من متخلف
…
وتعطلت دَار الْجَزَاء الثَّانِي
لَكِنَّهَا حجبت بِكُل كريهة
…
ليصد عَنْهَا الْمُبْطل المتواني
وتنالها الهمم الَّتِي تسمو الى
…
رب العلى بِمَشِيئَة الرَّحْمَن
…
قَوْله وَلكنهَا حجبت بِكُل كريهة الخ روى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حفت الْجنَّة بالمكاره وحفت النَّار بالشهوات
قَوْله حفت أصل الحفاف الدائر بالشَّيْء الْمُحِيط بِهِ الَّذِي لَا يتَوَصَّل اليه الا بعد أَن يتخطى فَمثل النَّبِي صلى الله عليه وسلم المكاره والشهوات بذلك فالجنة لَا تنَال إِلَّا بِقطع مفاوز المكاره وَالصَّبْر عَلَيْهَا وَالنَّار لَا يُنجي مِنْهَا الا بترك الشَّهَوَات وفطام النَّفس عَنْهَا وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه مثل طَرِيق الْجنَّة وَطَرِيق النَّار بتمثيل آخر فَقَالَ طَرِيق الْجنَّة حزن بِرَبْوَةٍ وَطَرِيق النَّار سهل بِسَهْوَةٍ والحزن هُوَ الطَّرِيق الوعر المسلك والربوة الْمَكَان الْمُرْتَفع وَأَرَادَ بِهِ أَعلَى مَا يكون فِي الروابي والسهوة بِالسِّين الْمُهْملَة هُوَ الْموضع السهل الَّذِي لَا غلظ فِيهِ وَلَا وعورة والمكاره كل مَا يشق على النَّفس فعله ويصعب عَلَيْهَا عمله كالطهارة فِي السبرات وَغَيرهَا من