الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُشْتَمِلَة على هَذَا التَّوْحِيد فانتظمت السورتان نَوْعي التَّوْحِيد وأخلصت لَهُ فَكَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يفْتَتح بهما النَّهَار فِي سنة الْفجْر وَيخْتم بهما فِي سنة الْمغرب وَفِي السّنَن أَنه كَانَ يُوتر بهما فيكونا خَاتِمَة عمل اللَّيْل كَمَا كَانَا خَاتِمَة عمل النَّهَار انْتهى
فصل
فِي بَيَان أَن الْمُعَطل شَرّ من الْمُشرك
…
لَكِن أَخُو التعطيل شَرّ من أخي الْإِشْرَاك بالمعقول والبرهان
إِن الْمُعَطل جَاحد للذات اَوْ
…
لكمالها هَذَانِ تعطيلان
…
متضمنا للقدح فِي نفس الالو
…
هة كم بِذَاكَ الْقدح من نُقْصَان
والشرك فَهُوَ توسل مَقْصُوده الزلفى من الرب الْعَظِيم الشان
…
بِعبَادة الْمَخْلُوق من حجر وَمن
…
بشر وَمن قبر وَمن أوثان
…
فالشرك تَعْظِيم بِجَهْل من قيا
…
س الرب
بالأمراء وَالسُّلْطَان
ظنُّوا بِأَن الْبَاب لَا يغشى بَدو
…
ن توَسط الشفعاء والاعوان
ودهاهم ذَاك الْقيَاس المستبين فَسَاده ببديهة الانسان
…
الْفرق بَين الله وَالسُّلْطَان من
…
كل الْوُجُوه لمن لَهُ أذنان
…
.. إِن الْمُلُوك لعاجزون ومالهم
…
علم بأحوال الدعا بِأَذَان
…
كلا ولاهم قادرون على الَّذِي
…
يَحْتَاجهُ الانسان كل زمَان
كلا وَمَا تِلْكَ الارادة فيهم
…
تقضي حوائج كلما انسان
كلا وَلَا وَسعوا الخليقة رَحْمَة
…
من كل وَجه هم أولو النُّقْصَان
فَلذَلِك احتاجوا إِلَى تِلْكَ الوسا
…
ئط حَاجَة مِنْهُم مدى الْأَزْمَان
…
ذكر رَحْمَة الله فِي هَذِه الأبيات أَن الْمُعَطل شَرّ من الْمُشرك ثمَّ بَين ذَلِك بقوله إِن الْمُعَطل جَاحد للذات أَو لكمالها الخ وَذَلِكَ يتَضَمَّن الْقدح فِي الألوهية وَأما الشّرك فَهُوَ توسل أَي تقرب مَقْصُوده الزلفى أَي تَقْرِيبًا من الرب سُبْحَانَهُ وَذَلِكَ بِعبَادة الْمَخْلُوقَات سَوَاء كَانَت حجرا أَو قبرا أَو بشرا أَو وثنا وأصل الشّرك تَعْظِيم الله سُبْحَانَهُ لَكِن بِجَهْل وَذَلِكَ ان الْمُشْركين قاسوا الرب سُبْحَانَهُ بالملوك قَالُوا إِن الْملك لَا يحصل الْقرب مِنْهُ إِلَّا بتوسط الشفعاء وَهَذَا الْقيَاس من أبطل الْبَاطِل وفساده ظَاهر ببديهة الْعقل وَذَلِكَ ان الْمُلُوك عاجزون لَا علم لَهُم بأحوال الرعايا وَلَا قدرَة لَهُم على حوائج الْخلق وَلَا وَسعوا الْخَلَائق رَحْمَة بل هم عاجزون ناقصون فُقَرَاء الى الله سُبْحَانَهُ فقرا ذاتيا وَالْفرق بَين الله تَعَالَى وَبَين الْمُلُوك ظَاهر من جَمِيع الْوُجُوه ثمَّ بَين غناء الرب سُبْحَانَهُ وَكَمَال علمه وَقدرته وان الْخلق جَمِيعهم فِي قَبضته وهم فُقَرَاء اليه وَهُوَ الْغَنِيّ عَنْهُم غناء ذاتيا وهم فِي غَايَة الْحَاجة فَقَالَ
…
أما الَّذِي هُوَ عَالم للغيب مقتدر على مَا شَاءَ ذُو إِحْسَان
…
وتخافه الشفعاء لَيْسَ يربد مِنْهُم حَاجَة جلّ الْعَظِيم الشان
…
.. بل كل حاجات لَهُم فإليه لَا
…
لسواه من ملك وَلَا انسان
وَله الشَّفَاعَة كلهَا وَهُوَ الَّذِي
…
فِي ذَاك يَأْذَن للشَّفِيع الداني
لمن ارتضى مِمَّن يوحده وَلم
…
يُشْرك بِهِ شَيْئا كَمَا قد جَاءَ فِي الْقُرْآن
سبقت شَفَاعَته اليه فَهُوَ مشفوع اليه وشافع ذُو شان
…
فَلِذَا أَقَامَ الشافعين كَرَامَة
…
لَهُم وَرَحْمَة صَاحب الْعِصْيَان
فَالْكل مِنْهُ بدا ومرجعه اليه وَحده مَا من اله ثَان
…
غلط الألى جعلُوا الشَّفَاعَة من سوا
…
هـ اليه دون الْإِذْن من رَحْمَن
…
هذي شَفَاعَة كل ذِي شرك فَلَا
…
تعقد عَلَيْهَا يَا أَخا الْإِيمَان
وَالله فِي الْقُرْآن ابطلها فَلَا
…
تعدل عَن الْآثَار وَالْقُرْآن
وَكَذَا الْولَايَة كلهَا لله لَا
…
لسواه من ملك وَلَا انسان
…
تقدم بسط الْكَلَام فِي مَعَاني هَذِه الأبيات بِمَا أغْنى عَن الاعادة
…
وَالله لم يفهم أولو الاشراك ذَا
…
وَرَآهُ تنقيصا اولو النُّقْصَان
إِذْ قد تضمن عزل من يدعى سو الرَّحْمَن بل أحديه الرَّحْمَن
…
بل كل مدعُو سواهُ من لدن
…
عرش الْإِلَه الى الحضيض الداني
…
هُوَ بَاطِل فِي نَفسه وَدُعَاء عا
…
بده لَهُ من أبطل الْبطلَان
فَلهُ الْولَايَة وَالْولَايَة مالنا
…
من دونه وَال من الأكوان
…
.. فَإِذا تولاه امْرُؤ دون الروى
…
طَرَأَ تولاه عَظِيم الشان
…
الْولَايَة الأولى بتفح الْوَاو لَا غير أَي الْمحبَّة والنصر والثانة بِكَسْر الْوَاو الامارة قَوْله طَرَأَ أَي جَمِيعًا
…
وَإِذا تولى غَيره من دونه
…
ولاه مَا يرضى بِهِ لهوان
فِي هَذِه الدُّنْيَا وَبعد مماته
…
وكذاك عِنْد قِيَامَة الْأَبدَان
حَقًا يناديهم ندا سُبْحَانَهُ
…
يَوْم الْمعَاد فَيسمع الثَّقَلَان
يامن يُرِيد ولَايَة الرَّحْمَن دو
…
ن ولَايَة الشَّيْطَان والاوثان
فَارق جَمِيع النَّاس فِي إشراكهم
…
حَتَّى تنَال ولَايَة الرَّحْمَن
يَكْفِيك من وسع الْخَلَائق رَحْمَة
…
وكفاية ذُو الْفضل والاحسان
يَكْفِيك من لم تخل من احسانه
…
فِي طرفَة تتقلب الاجفان
يَكْفِيك رب لم تزل الطافه
…
تَأتي اليك برحمة وحنان
يَكْفِيك رب لم تزل فِي ستره
…
ويراك حِين تَجِيء بالعصيان
يَكْفِيك رب لم تزل فِي حفظه
…
ووقاية مِنْهُ مجى الأ زمَان
يَكْفِيك رب لم تزل فِي فَضله
…
متقلبا فِي السِّرّ والاعلان
يَدعُوهُ أهل الأَرْض مَعَ أهل السما
…
ء فَكل يَوْم رَبنَا فِي شان
وَهُوَ كَفِيل بِكُل مَا يَدعُونَهُ
…
لايعتري جدواه من نُقْصَان
فتوسط الشفعاء والشركاء وَال
…
ظهراء أَمر بَين الْبطلَان
…
.. مافيه الا مَحْض تَشْبِيه لَهُم
…
بِاللَّه وَهُوَ فأقبح الْبُهْتَان
مَعَ قصدهم تَعْظِيمه سُبْحَانَهُ
…
مَا عطلوا الاوصاف للرحمن
لَكِن أَخُو التعطيل لَيْسَ لَدَيْهِ
…
إِلَّا النَّفْي ايْنَ النَّفْي من ايمان
وَالْقلب لَيْسَ يقر إِلَّا بالتعب
…
د فَهُوَ يَدعُوهُ الى الاكوان
فترى الْمُعَطل دَائِما فِي حيرة
…
متنقلا فِي هَذِه الاعيان
يَدْعُو إِلَهًا ثمَّ يَدْعُو غَيره
…
ذَا شَأْنه أبدا مدى الازمان
وَترى الموحد دَائِما متنقلا
…
بمنازل الطَّاعَات والاحسان
مَا زَالَ ينزل فِي الْوَفَاء منازلا
…
وَهِي الطَّرِيق لَهُ الى الرَّحْمَن
لكنما معبوده هُوَ وَاحِد
…
مَا عِنْده ربان معبودان
…
قَوْله لَا يعتري جدواه من نُقْصَان
قَوْله جدواه الخ الجدا بِكَسْر الْجِيم والجدى بِالْقصرِ والجدوى الْعَطِيَّة وجداه واجتداه واستجداه أَي طلب جدواه وأجداه أعطَاهُ الجدوي قَالَه فِي مُخْتَار الصِّحَاح وَهَذَا كَمَا فِي الحَدِيث الْقُدسِي حَدِيث ابي ذَر الَّذِي رَوَاهُ مُسلم يَا عبَادي لَو أَن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجْتَمعُوا فِي صَعِيد وَاحِد ثمَّ سَأَلُونِي فَأعْطيت كل انسان مَسْأَلته مان نقص ذَلِك مِمَّا عِنْدِي الا كَمَا ينقص الْمخيط إِذا ادخل الْبَحْر
وَقَوله صلى الله عليه وسلم يَمِين الله لَا يغيضها نَفَقَة سحاء اللَّيْل وَالنَّهَار أَرَأَيْتُم مَا أنْفق مُنْذُ خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فانه لم يغض مَا فِي يَمِينه وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقسْط يخْفض وَيرْفَع الى يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ ضرب النَّاظِم