المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة - أثر الاستشراق على المنهج العقدي بالهند - جـ ١

[سعيد أحمد بن صغير هندي]

فهرس الكتاب

- ‌التمهيد:

- ‌المطلب الأول: نشأة الاستشراق في الهند:

- ‌المطلب الثاني: تطور الاستشراق

- ‌المطلب الثالث: اهتمام الاستشراق بالعقيدة الإسلامية:

- ‌الباب الأول: المنهج العقدي بين الثبات والتأثير الاستشراقي

- ‌مدخل

- ‌المنهج في اللغة:

- ‌المنهج في الاصطلاح:

- ‌المنهج في العقيدة:

- ‌أبرز المناهج في الهند:

- ‌الفصل الأول: ملامح المنهج العقديى عند المسلمين والفرق المنتسبة إلى الإسلام

- ‌المبحث الأول: المنهج السني

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: معالم رئيسة للمنهج العقدي السني

- ‌القاعدة الأولى: الإيمان بجميع نصوص الكتاب والسنة

- ‌أولا: الإيمان بالمتشابه والعمل بالمحكم:

- ‌ثانيا: درء التعارض بين نصوص الكتاب والسنة:

- ‌ثالثا: ظواهر النصوص مفهومة لدى المخاطبين:

- ‌رابعا: عدم الخوض في المسائل الاعتقادية مما لا مجال للعقل فيه:

- ‌القاعدة الثانية: إثبات ما ورد في كتاب الله عز وجل أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسماء الله وصفاته بدون تحريف وتعطيل وتأويل وتكييف وتشبيه

- ‌أولا: أن لا يوصف الله عز وجل إلّا بما وصف به نفسه أو وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث

- ‌ثانيا: القطع بأنه ليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به وسوله تشبيه أو تمثيل لصفاته بصفات خلقه:

- ‌ثالثا: قطع الطمَع عن إدراك كيفية صفات الله سبحانه وكل من حاول إدراك ذلك خرج إلى ضرب من التشبيه

- ‌رابعا: القول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر:

- ‌خامسا: الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذى في ذلك حذوه:

- ‌سادسا: الاعتصام بالألفاظ الشرعية الواردة في هذا الباب نفيا وإثباتا، والتوقف في الألفاظ التي لم يرد نص بذكرها نفيا ولا إثباتا:

- ‌القاعدة الثالثة: اشتمال الكتاب والسنة على أصول الدين: دلائله ومسائله:

- ‌أولا: تحكيم الكتاب والسنة الصحيحة في كل قضية من القضايا:

- ‌ثانيا: رد التنازع إلى الكتاب والسنة:

- ‌ثالثا: الرجوع إلى جميع النصوص الواردة في مسألة معينة وعدم الاقتصار على بعضها دون البعض الآخر

- ‌القاعدة الرابعة: الخضوع لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم إذا صح وتعظيمه وعدم الاعتراض عليه بأي نوع من أنواع الاعتراضات لأنه وحي من الله:

- ‌أولا: الاعتماد على الأحاديث الصحيحة دون الضعيفة ونبذ الأحاديث الموضوعة:

- ‌ثانيا: حجية خبر الآحاد في الاعتقاد والأحكام إذا صح:

- ‌القاعدة الخامسة: حجية فهم السلف الصالح (الصحابة) لنصوص الكتاب والسنة:

- ‌القاعدة السادسة: درء التعارض بين النقل والعقل:

- ‌أولا: التسليم لما جاء به الوحي مع إعطاء العقل دوره الحقيقي وعدم الخوض في الأمور الغيبية مما لا مجال للعقل فيه

- ‌ثانيا: "وجوب تقديم النقل على العقل عند توهم التعارض وإلّا ففي الحقيقة والواقع لا يمكن أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصريح

- ‌ثالثا: إن العقل وإن لم يدرك بعض حقائق الشرع فهو لا يحيلها:

- ‌المطلب الثاني: مدى سيادة هذا المنهج بديار الهند

- ‌دخول الإسلام إلى الهند:

- ‌المنهج السني في الهند:

- ‌بداية الانحراف في المنهج:

- ‌نحو المنهج السني:

- ‌العلماء الذين شاركوا في التجديد:

- ‌منهجهم في التجديد:

- ‌أهل الحديث وتمسكهم بالمنهج السني:

- ‌موقفهم من الاستشراق:

- ‌المبحث الثاني: المنهج الكلامي (منهج الماتريدية والأشعرية)

- ‌المطلب الأول: طبيعة المنهج الكلامي بالهند

- ‌المطلب الثاني: ملامح عامة لمنهج الماتريدية والأشعرية في تلقي العقيدة:

- ‌1 - تقسيم أصول الدين بحسب مصدر التلقي إلى عقليات وسمعيات:

- ‌2 - استخدام المقدمات الكلامية والمنطقية لتحديد المصطلحات العقدية، والإحالة عليها عند عرض ما يتعلق بموضوعات العقيدة:

- ‌3 - الاستدلال على وجود الله عز وجل بدليل حدوث العالم:

- ‌4 - تقديم العقليات على السمعيات، واستقرار القانون العقلي عند توهم تعارض العقل والنقل، ويلجأون إليه على أنه قانون مسلم عندما يواجهون بالنصوص:

- ‌5 - عدم الاحتجاج بأخبار الآحاد في أمور الاعتقاد:

- ‌6 - تأويل النصوص وتعطيل الصفات:

- ‌7 - تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أنواع: توحيد في الذات وتوحيد في الصفات وتوحيد في الأفعال، وعدم الاهتمام بتوحيد الألوهية:

- ‌8 - إخراج العمل عن مسمى الإيمان والقول بعدم زيادته ونقصانه:

- ‌المبحث الثالث: المنهج الشيعي

- ‌المطلب الأول: طبيعة المنهج الشيعي

- ‌المطلب الثاني: ملامح عامة للمنهج الشيعي

- ‌أولا: منهجهم في الاستدلال بالقرآن، وهو على عدة قواعد منها:

- ‌1 - قولهم إن القرآن ليس حجةً إلّا بقيّم

- ‌2).2 -قولهم إن الأئمة اختصوا بمعرفة القرآن، ولا يشاركهم أحد:

- ‌3 - قولهم إن للقرآن ظهرًا وبطنًا:

- ‌4 - قولهم إن قول الإمام ينسخ القرآن ويُقيِّد مطلقه وبخصص عامه:

- ‌5 - اعتقادهم بأن هناك قرآنا نزل فيهم وفي أعدائهم:

- ‌6 - تأويلهم وتحريفهم لكل آية من آيات القرآن:

- ‌ثانيا: منهجهم في الاستدلال بالسنة:

- ‌1).1 -كتب الحديث موضع التداول السري عندهم

- ‌2 - علم الرجال كان مفقودًا عندهم حتى نهاية القرن العاشر

- ‌3).3 -أن أئمتهم يتحقق لهم العلم عن طريق الإلهام والوحي:

- ‌ثالثا: منهجهم في فهم الإجماع

- ‌رابعا: منهجهم في إقامة توحيد الولاية مقام توحيد الله عز وجل:

- ‌1 - الولاية أهم أركان الدين الخمسة على الإطلاق:

- ‌2 - توحيد العبادة عندهم التوحيد في الولاية:

- ‌3 - إثبات الربوبية لأئمتهم:

- ‌4 - زعمهم أن الجزء الإلهي حل في الأئمة، وهم يفعلون ما يشاؤون:

- ‌5 - إن أصل قبول الأعمال هو الإيمان بإمامة الاثني عشر وولايتهم وليس توحيد الله عز وجل

- ‌خامسا: منهجهم في استخدام العقل وتعطيله:

- ‌سادسا: منهجهم في تلقي الأحكام الشرعية:

- ‌1 - اعتقادهم أن الأئمة عندهم خزنة العلم وإيداع الشريعة بل عندهم علم الله ووحيه:

- ‌2 - زعمهم بأن الرسول كتم الدين عن الأئمة وترك الدين غير كامل:

- ‌3).3 -إن للأئمة حق التشريع والتحليل والتحريم:

- ‌الفصل الثاني: السمات الجديدة للمنهج بعد الاستشراق

- ‌المبحث الأول: مناهج المستشرقين

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: المناهج الاستشراقية الرئيسة

- ‌(1) المنهج التاريخي

- ‌الخطوة الأولى:

- ‌الخطوة الثانية: النقد الخارجي له جانبان:

- ‌الخطوة الثالثة: النقد الباطني وله جانبان أيضًا:

- ‌الخطوة الرابعة:

- ‌(2) المنهج التحليلي

- ‌(3) المنهج الإسقاطي

- ‌(4) منهج الأثر والتأثر

- ‌والمنطق الصحيح لمنهج الأثر والتأثر:

- ‌المطلب الثاني: المناهج الاستشراقية الفرعية

- ‌1 - منهج نظرية الاستعلاء العنصري

- ‌2 - منهج الجدل اللاهوتي

- ‌3).3 -منهج الشك المادي

- ‌4 - المنهج العلمي العقلاني

- ‌5 - منهج مقارنة الأديان

- ‌المبحث الثاني: مناهج المتأثرين بالاستشراق

- ‌أولا: منهجية سيد أحمد خان

- ‌(ألف) حياته العلمية:

- ‌الكتب التي ألفها قبل التأثر بالاستشراق:

- ‌الكتب التي ألفها بعد أن تأثر بالاستشراق:

- ‌(ب) منهجه:

- ‌ثانيًا: منهجية جراغ علي

- ‌(أ) حياته العلمية:

- ‌ومن الآثار التي تركها جراغ علي باللغة الأردية:

- ‌(ب) منهجه:

- ‌ثالثًا: منهجية سيد مهدي علي:

- ‌(أ) حياته العلمية:

- ‌وخلّف مهدي على آثارًا عديدة منها:

- ‌(ب) منهجه:

- ‌رابعًا: منهجية شبلي النعماني

- ‌(أ) حياته العلمية:

- ‌آثاره:

- ‌(ب) منهجه:

- ‌خامسًا: منهجية سيد أمير علي

- ‌(أ) حياته العلمية:

- ‌من تأليفاته الشهيرة:

- ‌(ب) منهجه:

- ‌سادسا: منهجية محمد إقبال الشاعر الفيلسوف

- ‌(أ) حياته العلمية:

- ‌من آثاره:

- ‌(ب) منهجه:

- ‌الباب الثاني: أثر تطبيق المنهج الجديد في مسائل العقيدة ونقدها

- ‌مدخل

- ‌الفصل الأول: أثره في مسائل الألوهية

- ‌المبحث الأول: توحيد ذات الله وربوبيته

- ‌تمهيد

- ‌المطلب الأول: عقيدة التوحيد والعقل الإنساني

- ‌ أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌أولًا: قول السيد:

- ‌ثانيًا: قول أمير علي:

- ‌ثالثًا: قول أمير علي:

- ‌تفنيد الشبهات:

- ‌الشبهة الأولى: هل عقيدة التوحيد من الأمور التي يأبى قبولها العقل البشري

- ‌الشبهة الثانية: هل هناك مرحلتان مر بها الإسلام مرحلة الإيمان ومرحلة العقل أو مرحلة القابلية ومرحلة الفاعلية

- ‌المطلب الثاني: قوة الله الخلّاقة والإنسان

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهات:

- ‌الشبهة الأولى: ما الطريقة التي تبدأ بها قوة الله الخالقة في الخلق

- ‌الشبهة الثانية: هل للإنسان نصيب في صميم القدرة الإلهية الخالقة

- ‌المطلب الثالث: وجود الذات الإلهية ووجود العالم

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌المبحث الثاني: أسماء الله وصفاته

- ‌تمهيد

- ‌الإيمان بتوحيد الأسماء والصفات تقتضي أمورا منها:

- ‌المطلب الأول: حقيقة العرش والاستواء:

- ‌أولا: حقيقة العرش:

- ‌ثانيا: حقيقة الاستواء:

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق في حقيقة العرش والاستواء

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌الشبهة الأولى: إنكار حقيقة العرش العظيم:

- ‌الشبهة الثانية: إنكار حقيقة استواء الرب على عرشه العظيم:

- ‌المطلب الثاني: مباينة الخالق عن الخلق

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهات:

- ‌الشبهة الأولى: الحلول والاتحاد بين الخالق والمخلوق

- ‌الشبهة الثانية: إثبات المكان للرب في الكون دون العرش:

- ‌المبحث الثالث: القضاء والقدر

- ‌تمهيد

- ‌المرتبة الأولى:

- ‌المرتبة الثانية:

- ‌المرتبة الثالثة:

- ‌المرتبة الرابعة:

- ‌المطلب الأول: نشأة الاعتقاد بالقضاء والقدر

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق حول القضاء والقدر

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهات:

- ‌الشبهة الأولى: ليس في القرآن ما يدل على قضية الجبر والخيار:

- ‌الآيات الدالة على إرادة الله المسيطرة على إرادة الإنسان التابعة:

- ‌ومن الآيات الدالة على حرية الإنسان:

- ‌التوجيه الصحيح لما سبق من الآيات:

- ‌الشبهة الثانية: الاعتقاد بالقضاء والقدر لم يكن من مسائل الإسلام إنما هو نتيجة بعض الأفكار الفلسفية والاتجاهات السياسية:

- ‌الشبهة الثالثة: اتهام بني أمية بأنهم كانوا جبرية:

- ‌المطلب الثاني: مفهوم القضاء والقدر

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌الشبهة الأولى: معنى القدر في القرآن قانون طبيعي أو ما يقع حينا بعد حين فقط:

- ‌الشبهة الثانية: الإنسان خالق لأفعاله وخارق لقضاء الله وقدره:

- ‌المبحث الأول [*]: مفهوم النبوة والوحي

- ‌المطلب الأول: مفهوم النبوة

- ‌تعريف النبوة:

- ‌ أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌شبهة النبوة الفطرية أو المكتسبة:

- ‌المطلب الثاني: مفهوم الوحي

- ‌تعريف الوحي:

- ‌الوحي عند اليهود:

- ‌الوحي عند النصارى:

- ‌ أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌ شبهة الوحي النفسي

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌المبحث الثاني: الأنبياء والمعجزات

- ‌المطلب الأول: الأنبياء

- ‌1 - تعريف النبي:

- ‌2 - تعريف الرسول:

- ‌3 - الإيمان بالأنبياء والرسل:

- ‌آدم عليه السلام أبو البشر وأول الرسل:

- ‌ولادة عيسى بدون أب كانت آية من آيات الله:

- ‌رفع عيسى إلى السماء بالجسد والروح حيا مذهب أهل السنة والجماعة:

- ‌ أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌أولا: أقوالهم في حقيقة آدم عليه السلام:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌شبهة أن شخصية آدم لم تكن حقيقة إنما هو خيال تخيله البشر

- ‌ثانيا: أقوالهم في ولادة عيسى عليه السلام

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌الشبهة أن ولادة عيسى لم تكن آية من آيات الله:

- ‌ثالثا: أقوالهم حول وفاة عيسى عليه السلام:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌شبهة أن عيسى علية السلام لم يرفع حيا إلى السماء

- ‌المطلب الثاني: المعجزات

- ‌1 - تعريف المعجزة:

- ‌2 - أقسام الخوارق:

- ‌3 - الفرق بين الكرامة والاستدراج:

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارات وتعيين الشبهات

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌شبهة إنكار المعجزات والكرامات

- ‌المبحث الثالث: الكتب السماوية

- ‌المطلب الأول: الكتب السابقة

- ‌تمهيد

- ‌1 - تعريف الكتب:

- ‌2 - الإيمان بالكتب السماوية:

- ‌3 - الكتب المذكورة في القرآن:

- ‌المطلب الأول: الكتب السابقة

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق حول الكتب السابقة:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌شبهة قاعدة الشهرة:

- ‌المطلب الثاني: القرآن الكريم

- ‌‌‌تعريف القرآنوخصائصه

- ‌تعريف القرآن

- ‌خصائص القرآن الكريم:

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق في القرآن الكريم

- ‌الأول: أقوال المتأثرين بالاستشراق في شمولية القرآن:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌شبهة عدم شمول القرآن على ما يحتاج إليه البشر إلى يوم القيامة:

- ‌الثاني: أقوال المتأثرين في مصدرية القرآن:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌شبهة بشرية القرآن:

- ‌الثالث: أقوال المتأثرين بالاستشراق في التفسير الجديد للقرآن:

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌المبحث الرابع: الرسول الخاتم

- ‌تمهيد

- ‌معنى كلمة الرسالة:

- ‌مقتضى كلمة الرسالة:

- ‌المطلب الأول: أقوال المتأثرين بالاستشراق حول منصب الرسالة التشريعي وتفنيد شبهة نزع السلطة التشريعية عن صاحبها صلى الله عليه وسلم

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌شبهة نزع السلطة التشريعية عن صاحبها صلى الله عليه وسلم

- ‌المطلب الثاني

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق حول ختم الرسالة المحمدية

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌تفنيد شبهة كون العقل الاستقرائي يسد مسد النبوات والرسالات

- ‌الفصل الثالث: أثره في مسائل الغيب

- ‌المبحث الأول: مفهوم الغيب وأنواعه

- ‌مفهوم الغيب وأنواعه

- ‌أولًا: مفهوم الغيب

- ‌الغيب لغة:

- ‌والغيب اصطلاحًا:

- ‌ثانيًا: أنواع الغيب

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌تفنيد شبهة كون عالم الغيب خيالا غير حسي:

- ‌المبحث الثاني: الملائكة والجن الشياطين

- ‌المطلب الأول: الملائكة

- ‌تعريف الملائكة

- ‌الملائكة لغة:

- ‌الملائكة اصطلاحا:

- ‌الإيمان بالملائكة:

- ‌الإيمان بالملائكة ينتظم في معانٍ:

- ‌صفاتهم الخلقية:

- ‌أسماؤهم وأعمالهم:

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق في الملائكة

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة:

- ‌تفنيد الشبهة:

- ‌شبهة كون الملائكة قوى مودعة مخلوقات هذا الكون:

- ‌المطلب الثاني: الجن والشياطين

- ‌تعريف الجن والشياطين، وصفاتهم، وأعمالهم

- ‌تعريف الجن لغةً:

- ‌تعريف الشيطان لغة:

- ‌تعريف الجن والشياطين في الشرع:

- ‌من صفاتهم الخلقية:

- ‌ومن أعمالهم في إيذاء الإنسان:

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق في عالم الجن والشياطين

- ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

- ‌أولًا: هل المراد بالجن هو الإنس

- ‌ثانيًا: هل حقيقة إبليس قوى بهيمية

- ‌ثالثًا: تمجيد الشيطان ورفعه فوق منزلته:

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌تفنيد شبهة إنكار عالم الجن والشياطين:

- ‌المبحث الثالث: الحياة البرزخية وما بعدها

- ‌الحياة البرزخية وما بعدها

- ‌تعريف البرزخ:

- ‌ الايمان باليوم الآخر

- ‌أقوال المتأثرين بالاستشراق

- ‌تحليل العبارات وتعيين الشبهة

- ‌تفنيد الشبهة

- ‌تفنيد شبهة كون المعاد روحانيا وليس جسمانيا:

- ‌الباب الثالث: تأثير المنهج الاستشراقي في تفريق عقائد المسلمين

- ‌المدخل

- ‌فتوى علماء مكة المكرمة

- ‌فتوى علماء شمال الهند:

- ‌فتوى الجمعية المحمدية:

- ‌الفصل الأول: الفرق المبتدعة

- ‌المبحث الأول: البريلوية

- ‌التعريف بالبريلوية:

- ‌مؤسس البريلوية:

- ‌أصل أحمد رضا خان البريلوي:

- ‌علاقته بالاستشراق والاستعمار

- ‌من أبرز رجالات البريلوية

- ‌1 - ديدار علي البريلوي:

- ‌2 - نعيم الدين المرادآبادي (1300 - 1367 هـ / 1883 - 1948 م):

- ‌3 - أمجد علي بن جمال الدين خدابخش (1320 هـ - 1367 هـ / 1948 م):

- ‌4 - حشمت على خان (ت 1380 هـ):

- ‌5 - أحمد يار خان (1906 م -1971 م):

- ‌معتقدات البريلوية وأفكارها

- ‌1 - الشرك بالله في ذاته وصفاته:

- ‌2).2 -الاستغاثة والاستعانة بغير الله:

- ‌3).3 -عقيدة الشهود:

- ‌4 - العرس عند القوم:

- ‌5 - الاحتفال بالمولد:

- ‌6 - تكفير المسلمين:

- ‌البريلوية والمستشرقون

- ‌وجوه التشابه بين البريلوية والنصرانية:

- ‌المبحث الثاني: النيجرية

- ‌‌‌تعريف النيجروالنيجرية

- ‌تعريف النيجر

- ‌تعريف النيجرية:

- ‌أهم رجالات المدرسة النيجرية

- ‌مجلة تهذيب الأخلاق

- ‌صلتهم بالاستعمار والاستشراق

- ‌من انحرافات النيجرية

- ‌1 - فصل الدين عن الدولة:

- ‌2 - وحدة الأديان:

- ‌3 - إنكار السنة كليًا أو جزئيًا:

- ‌4 - إنكار حقيقة عالم الغيب:

- ‌5 - إلغاء فريضة الجهاد:

- ‌6 - بروز فوق مارقة من الدين:

- ‌7 - دعوى تحرير المرأة:

- ‌المبحث الثالث: البرويزية (منكرو السنة)

- ‌التعريف والتأسيس والنشأة

- ‌تعريف البرويزية:

- ‌التأسيس والنشأة:

- ‌فرق منكري السنة المعاصرة

- ‌1 - فرقة أمت مسلم أهل الذكر والقرآن:

- ‌2).2 -فرقة أمة مسلمة:

- ‌3 - فرقة طلوع إسلام:

- ‌4 - فرقة تحريك تعمير إنسانيت:

- ‌سر انتشار فرقة منكري السنة:

- ‌أبرز شخصيات هذه الفرقة

- ‌(1) عبد الله الجكرالوي:

- ‌ومن أشهر تأليفاته:

- ‌2).(2)أحمد الدين الأمرتسري:

- ‌ومن أهم مؤلفاته:

- ‌(3) نياز الفتحبوري:

- ‌4).(4)الحافظ أسلم الجيراجبورى:

- ‌ومن أهم مؤلفاته التي تخدم الحركة:

- ‌(5) غلام أحمد برويز:

- ‌ومن أشهر تأليفاته:

- ‌صلتهم بالاستعمار والاستشراق

- ‌من نظرياتهم وأفكارهم

- ‌1 - حرية التدين:

- ‌2 - نظرية مركز الملة:

- ‌3 - نظرية إنكار السنة:

- ‌4 - نظرية الارتقاء والتطور:

- ‌من معتقداتهم

- ‌1 - العمل بالحديث شرك بالله:

- ‌2 - إنكار حقيقة العرش والاستواء:

- ‌3 - إنكار المعجزات:

- ‌4 - إنكار ختم النبوة:

- ‌5 - إنكار ولادة عيسى عليه السلام بلا أب ورفه إلى السماء:

- ‌6 - إنكار الحياة البرزخية:

- ‌7 - إنكار حقيقة الجنة والنار:

- ‌الفصل الثاني: الفرقة الخارجة عن الإسلام (القاديانية)

- ‌القاديانية تعريفها وفرقها

- ‌التعريف:

- ‌فرقهم:

- ‌مؤسس القاديانية

- ‌ولادته وأسرته:

- ‌طفولته ودراسته:

- ‌المراحل التدريجية لدعاوي القادياني:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌‌‌نشأة القاديانية وصلتها بالاستعماروالاستشراق

- ‌نشأة القاديانية وصلتها بالاستعمار

- ‌صلتها بالاستشراق:

- ‌أهم رجالات القاديانية

- ‌ نور الدين

- ‌محمد علي اللاهوري:

- ‌من كتب الميرزا غلام أحمد القادياني:

- ‌ومن تأليفات محمد علي اللاهوري:

- ‌المبادئ والعقائد

- ‌1 - عقيدة القاديانية في الميرزا غلام أحمد القادياني:

- ‌2 - عقيدتهم في الله:

- ‌3 - موقفهم من النبوة وختمها:

- ‌4 - اعتقادهم في الوحي والقرآن:

- ‌5 - مدينة "قاديان" عندهم كالمدينة المنورة ومكة المكرمة:

- ‌6 - القاديانية دين جديد وشريعة مستقلة:

- ‌الملحق لبعض التراجم والتعريفات

- ‌(أ) الاستنتاجات

- ‌أولا: ما سمات المنهج العقدي السائد قبل الاستشراق في الهند

- ‌ثانيا: ما طبيعة الظاهرة الاستشراقية في الهند من الناحية المنهجية خاصة

- ‌ثالثا: ما مدى تأثير الاستشراق في إعطاء سمات جديدة للمنهج العقدي بالهند

- ‌رابعا: ما هي الآثار التي تركها المنهج الجديد على المسائل العقدية

- ‌خامسا: ما مدى تأثير الاستشراق على تفريق المسلمين

- ‌سادسا: ما هو النقد البناء لتلك الآثار الاستشراقية في الدراسات العقدية منهجيا وموضوعا

- ‌(ب) التوصيات

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌فهرس المراجع العربية:

- ‌فهرس المراجع الأردية والفارسية:

- ‌فهرس المراجع الإنكليزية:

- ‌فهرس الجرائد والمجلات:

الفصل: ‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

والمقصود في هذا المقام هو قولنا: إن الاستدلال بالقرآن المجيد على قول من هذه الأقوال، واعتباره مسألة من مسائل الإسلام المنزلة من الله خطأ من أخطاء العلماء المتقدمين" اهـ

(1)

.

وقال إقبال: "مسألة القضاء والقدر كانت هي نتيجة لبعض الأفكار الفلسفية وبعض المصالح السياسية

لما أن سلسلة العلة والمعلول أخيرا تنتهي إلى ذات الله عز وجل فقالوا: كل ما يحدث في الكون هو من أمر الله.

ومن جهة أخرى قد استغل هذه الفكرة حكام دمشق الأمويون الماديون، فركبوا مطية عقيدة القدر لستر مظالمهم في كربلاء وغيرها من الأماكن تحت هذا الستار، لكيلا يثور عليهم العامة، ويحرموهم من ثمرات نتيجة خروج معاوية رضي الله عنه، فكانوا يقتلون الناس ويقولون:"ما شاء الله فعل". فلما بلغ هذا إلى (الإمام) حسن البصري رحمه الله قال: "كذب أعداء الله" اهـ.

ثم انتشرت هذه العقيدة المذمومة رغم النكير عليها من قبل العلماء، ..... والذين تمسكوا بهذه العقيدة حاولوا الاستدلال بالقرآن الكريم كدأب المسلمين عامة في كل مسألة" اهـ

(2)

.

وقال أيضا: "إن الإنسان الذي يقول عنه الجهال: إنه تابع لقدر الله وسجين في قضائه، فلم تزل فيه قوة يخرق بها قضاء الله وقدره" اهـ

(3)

.

‌تحليل العبارة وتعيين الشبهة

عبارات السيد تبين أن مسألة الجبر والخيار-التي هي أساس عقيدة الإيمان بالقضاء والقدر- لا علاقة لها بالإسلام ولكن العلماء المتقدمين أخطؤوا عندما جعلوها مسألة من مسائل الإسلام.

(1)

تفسير القرآن للسيد: 1/ 14.

(2)

تشكيل جديد لإقبال ص: 167 - 168.

(3)

المرجع السابق: 32.

ص: 301

فقال: "إن الاستدلال بالقرآن المجيد على قول من أقوال هذه المسألة واعتباره مسألة من مسائل الإسلام المنزلة من الله خطأ من أخطاء العلماء المتقدمين" اهـ

(1)

.

فالعبارة السابقة يريد بها السيد أن يلغي ركنا من أركان الإيمان الثابتة بالكتاب والسنة والإجماع، ومما لا شك فيه إن هذا انهزام أمام مزاعم وتحديات استشراقية، لأن المستشرقين قد أثاروا شبها كثيرة حول عقيدة القضاء والقدر.

فمن المزاعم الاستشراقية شبهة التعارض بين آيات تدل على مشيئة الله ونصوص دالة على مشيئة الإنسان التابعة لمشيئة الله تعالى، يقول جولدتسيهر: "وليس في الإسلام على ما نرجح مسألة مذهبية يمكن أن نستخلص من شأنها من القرآن تعاليم متناقضة كتلك التي نبحثها الآن:

فالعبارات الجبرية العديدة يمكن أن تعارض بعبارات النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على أن الله ليس هو الذي يضل النفوس بل هو الشيطان الرجيم العدو الغرور (سورة الحج: 40، سورة فاطر، سورة فصلت: 36، سورة زخرف: 37، سورة المجادلة: 19) منذ عهد آدم (سورة البقرة: 36 وسورة ص: 83 وما يليها).

أما الذين كانوا يريدون أن يستندوا إلى نظرية أو مذهب حرية الإنسان التامة البعيدة عن تأثير الشيطان الرجيم، فكانوا كذلك يستطيعون أن يجدوا عددا كبيرا من الآيات الواضحة التي يمكن أن يؤخذ منها لرأيهم المعارض للجبر، فالحسنات والسيئات التي يأتي بها الإنسان قد سميت "بالكسب" فهي لهذا أعمال تمت بحرية كاملة (مثال ذلك سورة آل عمران: 25، سورة المطففين: 14) " اهـ

(2)

.

ومن الشبهات التي أثارها المستشرقين حول قضية القضاء والقدر زعمهم: "أن الإنسان في التصور الإسلامي شخص عاجز فاقد لحرية الاختيار أمام إرادة الله

(1)

تفسير القرآن للسيد 1/ 14.

(2)

العقيدة والشريعة لجولدتسيهر ص: 90.

ص: 302

المهيمنة المسيطرة، كما قال سورديل (Sordel): والواضح أن القدرة الإلهية تسيطر على الوحي القرآني إلى حد أنها تخنق الحرية البشرية" اهـ

(1)

.

وهذه وغيرها من الشبهات الاستشراقية التي قد أتيرت حول قضية الإيمان بالقضاء والقدر، فكان من المفروض أن يقف السيد وقفات عديدة، ويعطي توجيهات سليمة سديدة جريئة من منطلق المنهج السني، وهذا ما توقعنا من السيد الذي قيل عنه: إنه قد خاض البحر في الرد على المستشرقين

(2)

، ولكنه انهزم انهزامًا تامًّا أمام تحدياتهم الاستشراقية، وحاول أن يسقط ركنا من أركان الإيمان الستة، فقال في موضع آخر: "من الأصول القديمة أن الإيمان والتوكل على قضاء الله وقدره والشكر له من واجبات المؤمن، بينما الأصول الجديدة تعرف القدر بأنه ما يقع حينا بعد حين

"اهـ

(3)

. فأنكر أن تكون هناك آية في القرآن الكريم تدل على الجبر أو الخيار، فمثل السيد في هذا -إذا صح التعبير- كمثل النعامة تدس رأسها في التراب إذا رأت الصياد.

بل هناك آيات في القرآن تصف مشيئة الله المهيمنة وإرادته الكونية حيث يتبادر إلى الذهن أنها آيات الجبر، وهناك آيات تصف مشيئة الإنسان وإرادته الحرة حيث يتبادر إلى الذهن أنها آيات الخيار المطلق، وللعلماء توجيهات سليمة في فهم هذه الآيات فهما صحيحا.

(1)

الإسلام لديمنك سورديل: ترجمة: خليل الجر، المنشورات العربية فرنسا، ص:36.

(2)

كما يقول السيد عن نفسه: "إنني قد قمت بالرد على سير وليم ميور وغيره من المؤلفين الغربيين الذين كتبوا حول السيرة النبوية، قد وقفت وقفة عند كل حرف ورددت عليهم ردا مقنعا ومحققا،

وأعتبر هذه الرحلة العلمية إلى لندن تساوي عشرة حجات إلى بيت الله الحرام (ينظر حياة جاويد لحالي ص: 421).

(3)

سير سيد كي إسلامي بصيرت لجمال خواجة، نيو عليكره مومنت، عليكره الهند ط / 1، 1987 م ص:36.

ص: 303

وأما إقبال فقد قال: إن الإيمان بالقضاء والقدر كان من نتيجة بعض الأفكار الفلسفية والاتجاهات السياسية، ثم اتهم حكام بني أمية بأنهم كانوا جبريين واحتجوا بالقدر، فركبوا هذا المركب لبيان تبرير جرائمهم.

قلت هذا بعينه ما تفوه به أعداء الإسلام من المستشرقين، فقال جولدتسيهر:"فالحركة القدرية في عصر الدولة الأموية كانت إذن المرحلة الأولى في طريق زلزلة المذهب السني في العالم الإسلامي" اهـ

(1)

.

وقال أيضا: "وكما أن هذه الفكرة أو هذا المذهب استخدم لتبرير الأسرة الأموية على العموم، قد استخدم أيضا بطيبة خاطر ورضى في تهدئة الشعب حينما كان يبتلى أو يغرى بأن يرى في أعمال الحكام أو العمال الظلم والطغيان، فعقلية الرعية الهادئة المطيعة يجب أن تعتبر أمير المؤمنين وما يجيء عنه من آلامٍ قدرا من الله، فليس يمكن لأحد أن يتهم ما يصدر عنه" اهـ

(2)

.

ثم احتج جولدتسيهر على ما تفوه به من المزاعم بقصة مفتراة، فقال:"حينما كان من عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي الذي اضطلع بكفاح مؤلم لتقوية سلطانه أن اجتذب إلى قصره أحد نظرائه وخصومه وذبحه باستحسان صاحب مشورته، وأمر برمي رأسه إلى الجمهور المخلصين له، الذين كانوا ينتظرون أمام القصر عودته، كما أمر بإعلامهم أن أمير المؤمنين قد قتل صاحبكم بما كان من القضاء السابق والأمر النافذ" اهـ

(3)

.

ففي العبارات السابقة نرى توافقا كبيرا بين آراء المستشرقين وأقوال المستغربين، وليست الغرابة من أن نسمع مثل هذه الاتهامات من أعداء الإسلام، ولكن الغرابة كل الغرابة عند ما نجد هذا الكلام عند شاعر إسلامي مثل محمد إقبال الذي يضرب به المثل في الأدب الإسلامي لعاطفة دينية صادقة.

(1)

العقيدة والشريعة لجولدتسيهر: ص: 99.

(2)

المرجع السابق: ص: 98.

(3)

المرجع السابق: الصفحة نفسها.

ص: 304

ومما يزيد الطين بلة عندما سمى فكرة الجبر المنحرفة بالاعتقاد بقضاء الله وقدره، فقال:"الاعتقاد بالقدر الذي يسميه المصنفون الغربيون بالحظ (Luck) كان نتيجة بعض الأفكار الفلسفية وبعض المصالح السياسية" اهـ

(1)

.

ونحن لا نتهم إقبالًا إذا قلنا: كأنه يريد بهذه التسمية إلغاء ركن من أركان الإيمان، لأنه عندما بدأ خطبته الرابعة بعنوان:(ذات الإنسان - الجبر والقدر- الحياة بعد الموت) ذكر من صفات الإنسان: "أنه مطيع لله، وأنه خليفته في الأرض مع ما فيه من النقائص، وأنه أمين لشخصية حرة مطلقة، وقد حاذ الإنسان هذا المنصِب بعد أن أوقع نفسه في أخطار

" اهـ

(2)

.

ثم اعترض على قدر الله وقال: "

مشاعري وحُبي وبُغضي وأوامري وعزائمي إنما هي جزء من ذاتي ولا ينبغي لله أن ينزل منزل مشاعري ويرد حكمي أو إذا كان هناك طريقان فيختار لي منهما واحدا

" اهـ

(3)

.

ثم اختار إقبال المنهج التعليلي في بيان أسباب نشأة الاعتقاد بالقدر فقال: "إن مسألة القضاء والقدر كانت هي نتيجة لبعض الأفكار الفلسفية وبعض المصالح السياسية

لما أن سلسلة العلة والمعلول أخيرًا تنتهي إلى ذات الله عز وجل فقالوا كل ما يحدث في الكون هو من أمر الله.

ومن جهة أخرى قد استغل هذه الفكرة حكام دمشق الأمويون الماديون، فركبوا مطية عقيدة القدر لستر مظالمهم في كربلاء وغيرها من الأماكن تحت هذا الستار، .... إلى أن قال: انتشرت هذه العقيدة المذمومة رغم النكير الشديد عليها من قبل العلماء

(4)

.

(1)

تشكيل جديد لإقبال: ص: 167.

(2)

المرجع السابق: ص: 143.

(3)

المرجع السابق: ص: 150.

(4)

المرجع السابق: ص: 167 - 168.

ص: 305

قد يقول قائل: إن إقبالًا لم يقصد هنا بالقدر الاعتقاد الصحيح في مفهومه الصحيح، إنما مراده هو ذم الاتكال على القدر وترك العمل، لما أنه رأى أن الأمة قد أصابها تخلف علمي وتخلف حضاري، فأراد أن يبعث فيهم روح النشاط والاعتماد على الذات فقال ما قال في ذم القدر.

ولكن هذا الاعتذار غير صحيح لأنه قد رأينا فيما سبق من العبارات، أنه قد اعترض على قدر الله، وافترض على الله أنه لا يتدخل في شؤون الإنسان أو أنه لا يختار له طريقا من طريقين، فأين هذا من قول الله عز وجل:{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

(1)

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء" اهـ

(2)

وهذا كله يدل على أنه أراد بالقدر هو القدر المعروف في الكتاب والسنة.

ولو افترضنا أنه أراد بالقدر مفهومه الخاطئ عند بعض المسلمين، فما ينبغي لإقبال لخطأ بعض الأمة في فهم معنى القدر أن يجعل هجمة شرسة على ركن من أركان الإيمان، وهو عقيدة القضاء القدر، حتى قال في كلامه الشعري:

"إن الإنسان الذي يقول عنه الجهال إنه تابع لقدر الله وسجين في قضائه، فلم تزل فيه قوة يخرق بها قضاء الله وقدره" اهـ

(3)

.

فقد وصف من اعتقد أن الإنسان تابع لقدر الله بأنه جاهل، ووزعم أن الإنسان يخرق قضاء الله وقدره، ومثل هذه التصريحات من إقبال قد وجدت في غير واحد من المواضع في تأليفاته، وسيأتي بعض العبارات في المطلب القادم عند ذكر معنى القدر عند هؤلاء المتأثرين بالاستشراق.

بعد هذا التحليل العلمي لعبارات السيد وإقبال يمكن تعيين الشبهة في النقاط التالية:

(1)

سورة الأنفال: 24.

(2)

صحيح مسلم مع الشرح: 15 - 16/ 443 (2654).

(3)

بال جبريل لإقبال: ص: 32.

ص: 306