الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
1 - تعريف الكتب:
" الكتب جمع كتاب والكتاب في الأصل مصدر، سمي المكتوب فيه كتابا، والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب في قوله تعالى:{يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ}
(1)
فإنه يعني صحيفة فيها كتابة، ولهذا قال:{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ}
(2)
" اهـ
(3)
.
إن الله عز وجل أنزل على رسله كتبا حجة على العالمين ومحجة للعاملين ويعلمون بها الناس الحكمة ويزكونهم.
2 - الإيمان بالكتب السماوية:
والإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان الإيمان الستة، فنؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابا. قال تعالى:{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}
(4)
.
3 - الكتب المذكورة في القرآن:
ونعلم من هذه الكتب:
(أ) التوراة التي أنزلها الله تعالى على موسى عليه السلام، قال تعالى:{فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ}
(5)
.
(1)
سورة النساء: 153.
(2)
سورة الأنعام: 7.
(3)
معجم مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني: 440.
(4)
سورة الحديد: 25.
(5)
سورة المائدة: 44.
(ب) الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى عليه السلام، وهو مصدق للتوراة ومتمم لها قال تعالى:{وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ}
(1)
.
(ج) الزبور الذي آتاه الله تعالي داود عليه السلام قال تعالى: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}
(2)
.
(د) صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام: قال تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}
(3)
.
(هـ) القرآن الكريم الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين، قال تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}
(4)
.
(5)
.
نسخ الله به جميع الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ المحرفين: قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
(6)
لأنه سيبقى حجة على الخلق أجمعين إلى يوم القيامة
(7)
.
وقد أمرنا الله بأن نؤمن بكل ما أنزل الله على رسله بلا تفريق: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا
(1)
سورة المائدة: 46.
(2)
سورة الإسراء: 55.
(3)
سورة الأعلى: 18 - 19.
(4)
سورة البقرة: 185.
(5)
سوره المائدة: 48.
(6)
سورة الحجر: 9.
(7)
ينظر عقيدة أهل السنة لابن العثيمين: 17 - 18.
أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}
(1)
.
(2)
.
"ومعنى الإيمان بالكتب التصديق الجازم بأن كلها منزل من عند الله عز وجل على رسله إلى عباده بالحق المبين والهدى المستبين، وأنها كلام الله عز وجل لا كلام غيره، وأن الله تكلم بها حقيقة كما شاء وعلى الوجه الذي أراد" اهـ
(3)
.
وبعد هذا التمهيد اللازم يمكننا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين: المطلب الأول: الكتب السابقة، والمطلب الثاني: القرآن الكريم.
(1)
سورة البقرة: 236.
(2)
سورة النساء: 136.
(3)
معارج القبول للحكمي: 2/ 75.