الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
وأن السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ليست بحجة في الدين فلا مجال لإقحامها فيه" اهـ
(1)
.
التأسيس والنشأة:
اتفقت المراجع التي درست حركة البرويزية خاصة وفتنة إنكار السنة في القارة الهندية عامة على أن الحركة كانت وليدة مدرسة النيجرية
(2)
. (الطبيعية) التي بذرها أعضاء حركة سيد أحمد خان
(3)
.
يقول الشيخ ثناء الله الأمرتسري رحمه الله: "ما أشأم ذلك اليوم الذي خرج فيه صوت عليكره المخالف لجميع الأمة الإسلامية الداعي إلى الاعتماد على القرآن وحده في الدين، وأن السنة لا تكون دليلًا شرعيًا، فأثّر هذا الصوت في الحافظ محب
(1)
القرآنيون لخادم حسين إلهي بخش مكتبة الصديق ط/1 - 1409 هـ 1989 م ص: 57.
(2)
جرت العادة أن يرمز إلى الجيم المهموسة بالتاء والشين، نحو: تشاد، وتشيكوسلوفاكيا، وكراتشي، ونيجر وما إلى ذلك، وأُخذ هذا الإملاء من اللغة الفرنسية التي تستعمل tch للدلالة على الجيم المهموسة، ويرى الدكتور ف. عبد الرحيم أن هذه الطريقة لا تصلح في اللغة العربية، إذ تؤدي إلى البدء بالسكون كما في "تشاد"، أو التقاء الساكنين كما في "كراتشي"، ومن ثم يُفضل أن يُرمز إلى هذا الصوت بالجيم المثلثة، علما بأن هذا الصوت يكتب هكذا باللغة الفارسية والأردية، وفي بعض اللهجات العربية.
(3)
ومن المراجع التي ذكرت هذا القول: نصرة الحديث لحبيب الرحمن الأعظمى ص: 2، وكتاب: جماعت إسلامي كا نظريه حديث لمحمد إسماعيل السلفي ص: 92، ومقدمة برق إسلام لمحمد شرف الدين عطاء الله حنيف، وكتاب: فتنئه إنكار حديث كا منظر وبس منظر لافتخار أحمد بلخي 1/ 62، وكتاب: لغزشين للبروفيسر الحافظ عبد الرزاق ص: 23، وكتاب: مقدمة تدوين الحديث للسيد سليمان الندوي ص: 28، وتقديم متفقه فتوى لأسرة مدرسة نيوتاون لمحمد عبد الرشيد النعماني، وكتاب: فتنه إنكار حديث برايك طائرانه نظر لاحتشام الحق ص: 64، وسنت كي آئيني حيثيت للشيخ المودودي ص: 16، وآئينه برويزيت لعبد الرحمن كيلاني: 1/ 47 - 119.
الحق العظيم آبادي في بتنة (بالهند) كما أثّر في عبد الله الجكرالوي في لاهور بباكسشان أعظم تاثير" اهـ
(1)
.
إن السبب الرئيسي في القول بأن حركة إنكار السنة كانت نتيجة للحركة النيجرية هو تشابه الفكر وتوافقه في كثير من المسائل العقدية والأحكام الفقهية بين الحركتين، ثم هناك علاقة وثيقة بين شخصيات الحركتين مثل علاقة التلمذ وعلاقة التأثر وسنبين كل ذلك عندما نتكلم عن أبرز شخصيات هذه الفتنة.
ومعنى هذا أن الدولة المستعمرة استخدمت بعض الشخصيات لبث الأفكار الغربية التي اصطنعها الاستشراق لتقديمها إلى المسلمين بديلًا مما عندهم من الحق، فاستغلت الدولة تربية بعض الأفراد من المسلمين مباشرة أو بالواسطة وشحنت أفكارهم لصالحها وكان على رأس هؤلاء سيد أحمد خان وأتباعه ثم انتشرت هذه الأفكار إلى عبد الله الجكرالوي وغلام أحمد القادياني وأتباعهما.
يقول الشيخ خادم حسين: "اغتر بعض الفئات الإسلامية بالنظريات العلمية الأوربية المنتشرة خلال النصف الأول من القرن العشرين، وتفسير الحقائق الإسلامية في ضوء تلك النظريات والتوفيق بينها وبين الإسلام، وقد ترأس أتباع السيد أحمد خان إيجاد هذا الانسجام ثم تبعهم القرآنيون في هذا المسلك لوجود الصلة الروحية التي تربط بين الفريقين" اهـ
(2)
.
وبالجملة قد نجح التخطيط الاستعماري في هدفيه الأساسين: إنكار السنة وترك الجهاد في بثهما بين أوساط هذه الفرقة في أبهى صورة.
(1)
مجلة أهل الحديث عدد مارس 1933 م ص: 3.
(2)
القرآنيون لخادم حسين ص: 23.