الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: مفهوم الوحي
تعريف الوحي:
الوحي لغة: قال الجوهري: "الوَحْيُ الكتاب، جمعه وُحِيٌّ، مثل حَلْيٍ وحُلِيٌّ
…
والوحي أيضا الإشارة والكتابة والرسالة والإلهام والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك. يقال: وحيت له الكلام وأوحيت، وهو أن تكلمه بكلام تخفيه .... وأوحى الله إلى أنبيائه، ووحى: أي أشار" اهـ
(1)
.
و"أصل الوحي الإشارة السريعة، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض، وقد يكون بصوت مجرد عن التركيب، وبإشارة بعض الجوارح، وبالكتابة" اهـ
(2)
.
إذن فمعنى الوحي في اللغة الإعلام الخفي السريع الخاص لمن يوجه إليه، بحيث يخفى على غيره، ويدخل تحت ذلك أنواع عديدة من الإعلام:
منها الإلهام الغريزي كالوحي إلى النحل {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ}
(3)
.
ومنها إلهام الخواطر بما يلقيه الله في روع الإنسان السليم الفطرة الطاهر الروح كالوحي إلى أم موسى {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}
(4)
.
ومنها وسوسة الشيطان {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ}
(5)
(6)
.
(1)
الصحاح للجوهري مادة "وح ي".
(2)
معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني: 552، مادة "وح ي".
(3)
سورة النحل: 68.
(4)
سورة القصص: 7.
(5)
سورة الأنعام: 121.
(6)
سورة الأنعام: 112.
الوحي شرعا: "هو إعلام الله (لأحد من عباده) بالشرع، وقد يطلق الوحي ويراد به اسم المفعول منه أي الموحى، وهو كلام الله المنزل على أحد من الأنبياء" اهـ
(1)
.
وقال الزرقاني: "أما الوحي فمعناه في لسان الشرع: أن يُعلم الله تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد اطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم، ولكن بطريقة سرية خفية غير معتادة للبشر"
(2)
اهـ.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله مراتب الوحي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال:" ..... وكمل الله له من مراتب الوحي مراتب عديدة" اهـ
(3)
.
1 -
الرؤيا الصادقة.
2 -
ما كان يلقيه الملك في روعه من غير أن يراه.
3 -
أنه صلى الله عليه وسلم كان يتمثل له الملك رجلا فيخاطبه حتى يعي عنه ما يقول، وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا.
4 -
أنه صلى الله عليه وسلم كان يأتيه (الوحي) في مثل صلصلة الجرس.
5 -
أنه صلى الله عليه وسلم يرى الملك في صورته التي خلق عليها.
6 -
ما أوحاه الله، وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها.
7 -
كلام الله له صلى الله عليه وسلم منه بلا واسطة ملك.
(4)
.
(1)
فتح الباري لابن حجر: 1/ 9.
(2)
مناهل العرفان للزرقاني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط/ 3: 1/ 63.
(3)
زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم الجوزية، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط/ 1، 1399 هـ: 78 - 80.
(4)
سورة الشورى: 51.