الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تمهيد
الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم هو الجزء الثاني من كلمة شهادة: أن لا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله، وهو في ذاته كلمة الرسالة إذ أن كلمة الشهادة تنقسم إلى جزءين: الجزء الأول: كلمة التوحيد والجزء الثاني: كلمة الرسالة.
معنى كلمة الرسالة:
" ومعنى شهادة أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو العلم والاعتراف بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي عبد الله ورسوله، أرسله الله إلى الناس كافة بالهدى ودين الحق الباقي إلى قيام الساعة، ولا نبي بعده" اهـ
(1)
.
مقتضى كلمة الرسالة:
ومقتضاها: طاعته في ما أمر وتصديقه في ما أخبر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وأن لا نعبد الله إلا بما شرعه عليه الصلاة والسلام، وأن طاعته واتباع هديه فريضة على جميع الأمة، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه واتبع هدى غيره دخل النار،
…
قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}
(2)
"
(3)
.
وإذا حللنا عبارة الشيخ محمد بن عبد الوهاب فإننا نقول: إن الشهادة بأن محمدًا رسول الله يقتضي الإيمان بما يأتي:
1 -
أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُرسل مبينًا لكتاب الله تعالى، قال تعالى:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
(4)
.
(1)
أصول الدين الإسلامي مع قواعده الأربع للشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي من مطبوعات الجامعة الإسلامية ط/4 ص: 34.
(2)
سورة النور: 59.
(3)
أصول الدين الإسلامي لمحمد بن عبد الوهاب ص: 34.
(4)
سورة النحل: 44.
2 -
أنه صلى الله عليه وسلم مطاعٌ وجوبًا: قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}
(1)
.
وقال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}
(2)
.
(3)
.
3 -
أنه صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة يجب على المسلمين اتباعه قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
(4)
.
4 -
(5)
.
5 -
أن سننه صلى الله عليه وسلم يجب على المسلمين اتباعها لأنها وحي من الله وهو مثل القرآن قال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
(6)
.
(1)
سورة الأنفال: 20.
(2)
سورة النساء: 80.
(3)
سورة النساء: 69.
(4)
سورة الأحزاب: 21.
(5)
سورة الأعراف: 158 - 157.
(6)
سورة الحشر: 7.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه .... "
(1)
.
6 -
أنه صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل والأنبياء قال تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}
(2)
.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما
هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء فيكثرون"
(3)
.
بعد هذا العرض السريع للجانب التأصيلي في هذا المبحث نأتي إلى موضوع التأثر بالمنهج الاستشراقي، فنذكر أقوال المتأثرين بالاستشراق حول رسالة محمد صلى الله عز وجل عليه وسلم، وهي تنقسم قسمين، وكلٌ منهما نجعله في مطلب:
المطلب الأول: أقوالهم حول منصب الرسالة التشريعي.
المطلب الثاني: أقوالهم حول ختم الرسالة المحمدية.
(1)
سنن أبي داود من حديث المقداد بن معديكرب: 4/ 200 (4604)، وصححه الألباني رحمه الله ينظر صحيح سنن أبي داود 3/ 871 (3848).
(2)
سورة الأحزاب: 40.
(3)
صحيح البخاري مع الفتح 1/ 22 (3).