الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - زعمهم بأن الرسول كتم الدين عن الأئمة وترك الدين غير كامل:
قال صاحب مصابيح الأصول: "كان الكتاب العزيز مكتفلًا بالقواعد العامة دون الدخول في تفصيلاتها احتاجوا
(1)
إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .... والسنة لم يكتمل بها التشريع! ! لأن كثيرًا من الحوادث المستجدة لم تكن على عهده عليه الصلاة والسلام احتاجوا أن يدخر علمها عند أوصيائه ليؤدوها عند أوقاتها" اهـ
(2)
.
وقال آيتهم شهاب الدين النجفي: "إن النبي صلى الله عليه وسلم ضاقت عليه الفرصة ولم يسعه المجال لتعليم جميع أحكام الدين .... وقد قدم الاستغلال بالحروب على التمحص ببيان تفاصيل الأحكام .... لا سيما مع عدم كتابة استعداد الناس في زمنه لتلقي جميع ما يحتاج إليه طوال قرون" اهـ (
3).
3 -
إن للأئمة حق التشريع والتحليل والتحريم:
يروى عن أبى جعفر أنه قال: "من أحللنا له شيئًا أصابه من أعمال الظالمين فهو حلال، لأن الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلّوا فهو حلال، وما حرموا فهو حرام" اهـ
(4)
.
هذه بعض ملامح المنهج الشيعي والتي نراها معا لم رئيسة لما قامت عليه مذاهب الشيعة عامة ومذهب الاثنى عشري خاصة، إلا أن المتتبع لكتابات الشيعة يجد صعوبة
(1)
هذا بعينه ما تفوه به أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم عندما بينوا أسباب تطور التشريع الإسلامي، فذكروا أن الإسلام كلما تقدم من حيث الزمن والحاجة أوجد المسلمون دليلا من أدلة التشريع: القرآن ثم السنة ثم الإجماع ثم القياس.
(2)
مصابيح الأصول لعلاء الدين بحر العلوم، تقرير الدرس الخوائي، المكتبة الإسلامية طهران ص:4.
(3)
حاشية إحقاق الحق وإزهاق الباطل لنور الله الحسيني المرعشي تعليق شهاب الدين النجفي، المطبعة الإسلامية طهران 2/ 288 - 289.
(4)
الاختصاص للمقيد محمد النعمان، مؤسسة الأعلمي بيروت ط / 2 - 1399 هـ ص: 330 وينظر بحار الأنوار: 25/ 334.
بالغة في الوصول إلى منهجهم المتبع الدقيق، لأن الروايات التى قام عليها المذهب الشيعي والتي نسبت إلى أئمتهم كذبًا وزورًا بدون آي ضابط يربطها جاءت مختلفة متضادة.
وقد تألم شيخهم محمد بن الحسن الطوسي لما آلت إليه أحاديثهم من الاختلاف والتباين والمنافات والمتضاد حتى لا يكاد يتفق خبر إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه، وقد اعترف بأن هذا الاختلاف قد فاق ما عند أصحاب المذاهب الأخرى وأن هذا أعظم الطعون على مذهبهم
(1)
.
ومما لا شك فيه إن هذا الاختلاف الشديد دليل واضح على أن الدين الشيعي ليس من عند الله، ولو كان من عند الله لما كان هذا الاختلاف الكثير، وكما نلاحظ أن منهجهم بعيد كل البعد عن المنهج السني الصحيح، بل هو أشبه بالنصرانية واليهودية المحرفتين أكثر مما يشبه بالإسلام.
وقد اعترف بذلك سيد أمير علي فقال: "ويختلف الباطنية والإسماعيلية وجميع الفرق المشابهة لهم عن جماعة المسلمين في أنهم يجعلون الإيمان حجر الأساس لاعتقادهم، وهم يشبهون في هذا معظم مذاهب الإصلاح الديني في المسيحية، فهم يقولون كما يقول: "لوثر"
(2)
بالمبدأ والتبرير بالإيمان، وكان لوثر يؤكد بقوة أن الإيمان بالمسيح ينقذ جميع العصاة، وكذلك الباطنية والإسماعيلية وفروعها، جعلوا الإيمان والثقة المطلقة بالإمام المقدس ركنا جوهريا في مذهبهم، فما دام باطن الإنسان عامرا بالإيمان جميع أعماله الظاهرة فلا أهمية لها" اهـ
(3)
.
(1)
ينظر تهذيب الأحكام لمحمد بن الحسن الطوسي تحقيق حسن الحرامات دار الكتب الإسلامية طهران ط / 3 - 1390 هـ 1/ 2.
(2)
لوثر (Martin Luther)(1925 - 1961): راهب ألماني تزعم حركة الإصلاح البروتستانتي في ألمانيا. (المورد: معجم الأعلام: 56).
(3)
روح الإسلام لأمير علي 2/ 232.
فقد تبين مما تقدم أن الشيعة من أجهل الناس بالإسلام الصحيح، ومن أبعدهم عن المنهج السني السليم، فكانوا سببا ومدخلا لبث الشبهات بين أبناء المسلمين من قبل أعداء الإسلام.
قال ابن تيمية رحمه الله: "إن الشيعة من أجهل الطوائف، وأضعفها عقلًا وعلمًا، وأبعدها عن دين الإسلام علمًا وعملًا، ولذا دخلت الزنادقة على الإسلام من باب المتشيعة قديمًا وحديثًا، كما دخل الكفار المحاربون مدائن الإسلام ببغداد بمعاونة الشيعة" اهـ
(1)
.
وهذا الانحراف في المنهج جعل كثيرًا منهم انبهروا بالمنهج الوافد الغربي عندما دخل الاستعمار والاستشراق بالهند، ولذلك سيرى القارىء في الفصول القادمة أن أكثر من تأثر بالمنهج الاستشراقي بالهند كانوا من الشيعة على مختلف المذاهب، إذ أن الخلل في المنهج كان من أهم مداخل المستشرقين لبث شبهاتهم، وتغيير الطرق المنهجية عند بعض المسلمين بالهند.
(1)
مجموع فتاوى ابن تيمية: 35/ 136.