الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقول ابن جرير الطبري رحمه الله: " {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} ويتبع طريقا غير طريق أهل التصديق (الصحابة) ويسلك منهاجا غير منهاجهم" اهـ
(1)
.
(2)
.
وقال عليه الصلاة والسلام في بيان منهج الفرقة الناجية: " .. ما أنا عليه اليوم وأصحابي"
(3)
، فكل من أراد أن يكون من الفرقة الناجية لزم أن يركب سفينتها، وسفينة النجاة، ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه: من العلم والاعتقاد والعمل الصالح، ومن يرغب عنها فقد سفه نفسه" اهـ
(4)
.
القاعدة السادسة: درء التعارض بين النقل والعقل:
وقد أسّس لهذه القاعدة الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: "إن الله سبحانه قد أنزل الكتاب والميزان (العقل)، فكلاهما في الإنزال أخوان في معرفة الأحكام شقيقان، وكما لا يتناقض الكتاب في نفسه، فالميزان الصحيح (العقل الصريح) لا يتناقض في نفسه، ولا يتناقض الكتاب والميزان، فلا تتناقض دلالة النصوص الصحيحة (الكتاب والسنة)، ولا دلالة الأقيسة الصحيحة
(1)
جامع البيان في تأويل القرآن للطبري 4/ 277.
(2)
سورة البقرة: 137.
(3)
قد سبق التخريج.
(4)
منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد لعثمان بن علي حسن 2/ 517.
(المعقولات)، ولا دلالة النص الصحيح القياس الصحيح بل كلها متصادقة متعاضدة متناصرة يصدق بعضها بعضا، ويشهد بعضها لبعض، فلا يتناقض القياس الصحيح والنص الصحيح أبدا" اهـ
(1)
.
قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ
(2)
لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}
(3)
.
وقد جمع الله عز وجل في هذه الآية دليلين دليل النقل والعقل وقدم النقل على العقل، يقول ابن كثير رحمه الله:{وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ} وهو النقل الصادق {وَالْمِيزَانَ} وهو العدل قاله مجاهد وقتادة وغيرهما وهو الحق الذي تشهد به العقول الصحيحة المستقيمة المخالفة للآراء السقيمة
…
" اهـ
(4)
.
وهذا الأصل يقتضي أمورا منها:
(1)
أعلام الموقعين عن رب العالمين 1/ 331، ينظر هذا المعنى في مجموع الفتاوى عند ابن تيمية 11/ 410.
(2)
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله عند قوله تعالى {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ} (الرحمن: 7): "هي الأمثال المضروبة والأقيسة العقلية"(الرد على المنطقيين ص: 333)، "فما يعرف به تماثل المتماثلات من الصفات والمقادير هو من الميزان، وكذلك ما يعرف به اختلاف المختلفات
…
" (وقفة مع الرد على المنطقيين لـ د. محمود ماضي ص: 226 - 227).
(3)
سورة الحديد: 25.
(4)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير دار المعرفة بيروت ط / 5، 1412 هـ -1992 م: 4/ 337.